في جنازة الرغبات

في جنازة الرغبات

ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬بالرغباتِ‭ ‬إذا‭ ‬انكسرتْ

مثل‭ ‬صحونِ‭ ‬الفخّارْ

أو‭ ‬جفّت‭ ‬كغصونِ‭ ‬الأشجارْ؟‭!‬

هل‭ ‬أدفنها‭ ‬دفنَ‭ ‬الموتى؟

أم‭ ‬أذروها‭ ‬كرماد‭ ‬السّيجارةِ‭ ‬في‭ ‬الرّيحِ

وأكتب‭ ‬في‭ ‬ذيلِ‭ ‬الصفحةِ‭:‬

‮«‬درس‭ ‬فيزيقيٌّ‭ ‬لا‭ ‬أزداد‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬عَمَهًا

والكون‭ ‬أمامي‭ ‬لوحٌ‭ ‬أسودْ‮»‬

حسنًا‭ ‬ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬الأشياءْ؟

أأحاول‭ ‬تأويلًا؟

أتناول‭ ‬قرصًا‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬ليلٍ‭ ‬كغرابٍ‭ ‬أسحمْ

خشية‭ ‬أن‭ ‬يمسكني‭ ‬أهل‭ ‬الظاهرِ

بالجرم‭ ‬المشهودْ‭!‬

الغوث‭ ‬الغوث‭! ‬عظيم‭ ‬هذا‭ ‬الخطبُ‭ ‬وأيّ‭ ‬بلاءْ

من‭ ‬أين‭ ‬المخرجُ؟

أسئلة‭ ‬تعلقُ‭ ‬في‭ ‬ذهني‭ ‬مهما‭ ‬قاومت‭ ‬وقاتلتُ

كأشواكِ‭ ‬الصبّارْ

أمصابٌ‭ ‬غير‭ ‬مصابِ‭ ‬بني‭ ‬الإنسانْ؟‭!‬

هاتوا‭ ‬الميزانْ

هاتوا‭ ‬الشّمسَ‭ ‬وهاتوا‭ ‬الأفلاكَ‭ ‬جميعًا

من‭ ‬دون‭ ‬استثناءْ

هاتوا‭ (‬أيوبَ‭) ‬رميمًا‭ ‬يمشي

بل‭ ‬هاتوا‭ (‬سيزيف‭)... ‬ومن‭ ‬سيزيف‭ ‬ومن‭ ‬صخرته‭ ‬إذ‭ ‬تتدحرجُ

صخرة‭ ‬وزر‭ ‬الأوزارْ؟‭!‬

هل‭ ‬أصمتُ؟

أبتلعُ‭ ‬الشكّ‭ ‬كأنْ‭ ‬لا‭ ‬منجلَ‭ ‬في‭ ‬حنجرتي؟

من‭ ‬أين‭ ‬الخوفُ،‭ ‬أيخشى‭ ‬الحدّاد‭ ‬قيودًا

من‭ ‬صنع‭ ‬يديهْ؟‭!‬

لا‭ ‬تدفعني‭ ‬يا‭ ‬حاطمَ‭ ‬كلّ‭ ‬حقوقي

نحو‭ ‬الحُطَمَهْ

لا‭ ‬تدفعني‭ ‬من‭ ‬ظهري

نحو‭ ‬طريقٍ‭ ‬لن‭ ‬أعبرها‭ ‬ثانيةً‭ ‬لا‭ ‬جزعًا‭ ‬من‭ ‬مكرِ‭ ‬التاريخِ

ولكنْ

رفضًا‭ ‬للتكرارْ

إن‭ ‬ماتت‭ ‬لي‭ ‬رغباتٌ‭ ‬في‭ ‬الحالِ‭ ‬فلي‭ ‬أخرى

تنبتُ

مع‭ ‬كلّ‭ ‬نهارْ‭ ‬‭.