في رحيل «أسير الغرام» صلاح بن البادية

في رحيل «أسير الغرام»  صلاح بن البادية

تعكس التجربة الفنية التي خاضها الفنان الشامل صلاح بن البادية على مدى 60 عامًا عمق بصماته التي وضعها في مسرى الإبداع السوداني، وكيف استطاع أن يفرض حضوره بقوة في المشهد الإبداعي مغنيًا، وملحنًا، ومنشدًا، ومادحًا، وشاعرًا، وممثلًا، وأن يكون له قدح كبير في تجلية العصر الذهبي للأغنية السودانية بروائع الأغاني، مما جعل رحيله إلى عالم الخلود في 16 سبتمبر الفائت فاجعة أليمة للعامة، وخسارة فادحة لنهر الغناء في السودان. 

 

بدايةً، تضافرت عوامل عدة لتكون عائقًا دون ظهور المطرب الراحل مغنيًا، وما كان له أن يكون ذائع الصيت لولا الموهبة الفذة والعزيمة القوية والرؤية الثاقبة للروائي العالمي الطيب صالح، ومشيئة الأقدار بأن يكون من صفوة الذين حملوا لواء تطوير فن الغناء في السودان منذ ستينيات القرن الماضي حتى قبيل رحيله، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن خريطة الغناء السوداني خلال النصف الثاني من القرن العشرين كانت معروفة وواضحة المعالم، يتسيّدها لفيف من المبدعين المميزين، أمثال إبراهيم الكاشف، وأحمد المصطفى، وحسن عطية، وعثمان حسين، وعثمان الشفيع وآخرين، وكلهم يدركون أهمية الغناء، ومعنى أن تكون مغنيًا مطربًا. 
ونظرًا لاستعدادهم الفطري وطموحاتهم، فقد عملوا بجد وصبر وإصرار في نثر إبداعهم على الكافة، فكانوا عتبة من عتبات انتقال الأغنية من مرحلة الغناء الشعبي إلى المدرسة الوترية الحديثة، ثم عملوا على تطويرها بانتقاء مفردات جديدة، سواء بالعامية الرصينة، أو بالفصحى، وتلحينها بألحان متنوعة ذات وقع وجرس، في حين كانت إذاعة أم درمان هي الوعاء الأثيري الوحيد الذي يستوعبهم لتصدير إبداعهم الغنائي لجمهرة المستمعين، مما جعل الأغنية مكتملة الأركان، وفي ذروة مجدها، وسط التنافس المحموم في سياق البحث عن الجديد وتجويد الأداء، وبالتالي ما كان الفتى الموهوب ليجرؤ على أن يتقدم أمام الميكرفون السحري وهو لا يجيد العزف على أي آلة موسيقية، ولا يمتلك الرصيد الغنائي الذي يعينه على الحضور بين أولئك العمالقة، علاوة على أن الخوف من أسرته الدينية كان حائلًا بينه وبين ظهوره مغنيًا للعلن.

خيار من خيار
لكن لا يعرف قدر المبدع إلا الذي على شاكلته والواعي الحصيف، حينما تهيأت الظروف لأن يستمع له الإذاعي الطيب صالح وهو يردد بعض الأغنيات الشعبية «خاتمي»، و«الليلة سار»، و«الستات»، وأغنية «الأوصفوك» للشاعر محمد البشير عتيق، فحاز إعجابه من أول وهلة، بفضل أدائه الجيد وصوته الجهوري العميق، بل رأى فيه ما يستوجب تقديمه ليغنيها في تسجيل للإذاعة التي يعمل فيها مذيعًا بالقسم العربي، (في عام 1959، دخلت استديوهات الإذاعة السودانية بواسطة المذيع - آنذاك - الأديب المعروف الطيب صالح، لتسجيل بعض الأغنيات التي ظللت أرددها لكبار المطربين لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»).*
ولما تناهى إلى الأسماع صوت الشاب المغني عبر الإذاعة العالمية، أدرك الكثيرون ملكاته الإبداعية، وأن الساحة موعودة بمن يغذّيها بالجديد الجيد، و(لما علِم مدير مصلحة الاستعلامات والعمل - الثقافة والإعلام حاليًا - محمد عامر فوراوي بتلك التسجيلات أعجب بصوتي وأدائي، ومن ثمّ أصر على تقديمي في حفل بالمسرح القومي بأم درمان، ووافقت على المشاركة بشرط ألا تعلم أسرتي بهذا الأمر، وحتى إذا علمت، عليه هو مسؤولية إقناعها والدفاع عني، خاصة إذا عرفتَ أن الأسرة التي خرجتُ من صلبها أسرة دينية). 
وخشية افتضاح أمره اختار أن يغني باسم صلاح بن البادية، وهو اللقب الذي خلعه على نفسه لارتباطه الوجداني بالمنطقة التي يتحدّر منها، ولإضفاء المزيد من التخفي وهو ماضٍ في طريق الغناء.
ولما حظي بموافقة الأسرة وكسر حاجز الخوف، اعتلى خشبة المسرح القومي في العام ذاته، وردد الأغنيات السابقة، وبهر الجماهير بأدائه الراقي وصوته المميز الشجي، فكان خيارًا من خيار، مما فتح له الطريق لينطلق عبر أثير الإذاعة السودانية.

روح متوثبة
بعد هذا الظهور، بدأت قصائد الشعراء تنهال عليه، وساقته موهبته وروحه المتوثبة للخوض في مجال التلحين، مستندًا إلى خلفيته في ترديد المدائح والإنشاد الديني، فلحّن العديد من الأغاني، مستهلًا المشوار بأغنية «في محراب الحب» للشاعر إسماعيل خورشيد، يساعده في العزف على آلة العود عبدالعزيز عبدالله، الذي ظل ملازمًا له عازفًا ومعلمًا، حتى أجاد الضرب على هذه الآلة، وأعقبها بأغنية «إلهام» للشاعر تاج السر أحمد وألحان عوض محمود.
أنت يا غرامي
 حبك السامي
 وحي إلهامي
 جددت أنغامي
 وبددت آلامي
ثم غنى في مطلع الستينيات «أسير الغرام» للشاعر أحمد حميد، و«فتاة العاصمة» لبدوي بانقا، و«من أجل ليلى» للنيل أبو قرون، و«لو تمرّ رسل تحية» لسيف الدين الدسوقي، و«عواطف»، و«الجرح الأبيض» لمحجوب سراج وغيرهم.
 لو نعيم الدنيا عندِك احرميني
أنا أو جحيم الآخرة ملكِك عذبيني 
يا ضناي يا وهجة أشواقي الحبيسة 
جرحي أصبح ما بيفـيد لو تجرحيني
واصل «ابن البادية» رحلته في البحث عن طريقة أقوى لإظهار مكنونه الإبداعي، فعكف على التنقيب في عيون الشعر، بما يعكس ثقافته الدينية والدنيوية، ومدى قدرته على مخاطبة الأذواق واجتذابها، فغنى للشاعر الجيلي عبدالمنعم وألحان المطرب المعروف محمد وردي «أيامك أيام»، والسر قدور «تطول يا ليل»، ومحمد على أبو قطاطي «طاريني قلبه»، مع توجيه اهتمامه إلى الإنشاد الديني، والمدائح النبوية، اللذين تربى عليهما في الصغر، وتغلغلا في أعماقه، وسبر أغوارهما ومعانيهما الخفية، فغنى «الصوم» لعبدالرحمن الريح، و«في رحاب الله» للدسوقي، و«تحية رمضان» لعلي إبراهيم، كما غنى من أشعاره «جلّ جلاله»، «قول يا لطيف»، وغيرها.
ثم حذا حذو كبار المطربين بغنائه للقصائد المطولة وذات الطابع التأملي، بمقدمات موسيقية طويلة نسبيًا، وعندما مزج بين الحب والعاطفة الوطنية، تغنى في أزمان متفرقة بحب الوطن، فجاءت من كلماته «بلدي الحبيب»، و«افرحي يا بلادي» لعلي محمود، و«الشوق والوطن» لهاشم صديق، و«حب الأديم» لمبارك المغربي.
نحن سافرنا وبعدنا
ما عرفنا هواك بعدنا
كل ما لاقتنا فتنة
الفؤاد حنّ ولفـتنا
وكل ما اتمناه بسمة
من ملاك أضناه حبّو 
حلموا كان في الغربة نسمة
من أريج بلدو الـ «بحبّو»

عالَم النغم
بقي أن نعرف أن الفنان صلاح بن البادية اسمه الحقيقي صالح الجيلي محمد أبو قرون، من مواليد عام 1937م في بادية أم دوم شرق النيل الأزرق بالعاصمة الخرطوم، ونشأ في أحضان عائلة دينية صوفية متمسكة بتقاليدها وأعرافها، وبدأت رحلته في عالم النغم بحلقات الذّكْر الصوفية، والمدائح النبوية والإنشاد الديني الذي انغمس فيه بكل روحه، كما يقول... (نشأت منذ الصغر في وسط ديني مشبع بتراتيل مرتّلي القرآن الكريم، وأهازيج ضخمة من القصائد الصوفية، وإيقاعات الطبول والطار والنوبة التي كانت تقرع باستمرار في خلاوي جدنا الشيخ أبو قرون، ولقد أثار هذا الجو فيّ أحاسيس قوية، وتفاعلت معه وجدانيًا).
لذا، عندما بدأ مشواره الفني كان يهدف إلى بلوغ الأصالة مهما كلّفه من جهد، فأخذ يعلن عن طرائقه في الإمتاع والإشباع الروحي، وإثراء الوجدان، بانهماكه المدهش في تنويع قصائده وتلحينها وإخضاعها لأداء راقٍ يتوافق مع الأذواق وروح العصر وبتفاعله معها.
وكشفت له تلك الأجواء الصوفية عن تجليات الموسيقى الروحية، وأكسبته براعة في ابتداع الألحان والأنغام، وإجادة اللغة العربية، الأمر الذي مهّد له سبيل الشهرة والمجد (كان تأثير البيئة كثيرًا عليّ، حيث أنشدت الأناشيد الدينية والمدائح النبوية، وقرأت القرآن الكريم، وكل هذا انعكس على حياتي وأعمالي الفنية، بدءًا باختيار الكلمة، أو القصيدة الغنائية، ثم اللحن والأداء).
ومع تنامي ظاهرة التغني بالفصحى في أوساط المطربين السودانيين خلال عقد الستينيات، خرج يعلن عن نفسه كمطرب قادر على التجديد، وتجييش المشاعر، لديه القدرة على تلوين الصوت ونطق مخارج الحروف بشكل جيد، على نحو ما جاء في «مي» للشاعر الهادي العمرابي:
يا أخت من خاض المعــارك بالسيوف اللُمـعِ
خوضي معي حرب القلوب عنيفة لا تجـــزعي
نيرانهــــــا زفـــراتي الحــرّى برغـم الأدمُـع
ومقـــرها المُهَج الجريحة بين تلك الأضْلــع

وفي تلك الفترة التي اتسمت بغزارة الإنتاج الغنائي الجيد، لم يكتف المطرب الجديد بقصائد شعراء السودان، وبما يملك من حسّ سليم ومن بصيرة نافذة في اختيار قصائده، لم يتوانَ عن تلحين وغناء «ليلة السبت» التي وجدها منشورة في إحدى المطبوعات للشاعر الفلسطيني محمد حسيب القاضي: 
(1935 - 2010)

هل أبلغوك وشاية كذبا يا حلوتي عنى فصدقـتِ؟
أم هل خفتِ أعين العازلين لنا بالحي ترقبنا فأحجمتِ؟
أم أن مكروها ألمّ بكِ؟... لا قدر المولى... تأخرتِ

وعلى صعيد الغناء الديني، غنى للشاعر الحسن بن هانئ (أبو نواس):
 إلهنا ما أعدلك
 مليك كل من ملك
 لبيك قد لبيت لك

طراز جديد
بعد أن شاع اسم «ابن البادية»، وذاع صيته بين الناس، انفتحت شهيته لتقديم المزيد من أغاني «الفصحى» ذات التراكيب الجديدة، والخيال المدهش الفريد، بالخروج عن المألوف نصًا ولحنًا وأداءً، فغنى للشاعر أبو آمنة حامد وألحان الموسيقار عبداللطيف خضر:
سال من شعرها الذهب... فتدلى وما انسكب
كلما عبثت به نسمة ماج واضطرب
النسيمات والخصل في عناق وفي غزل
نسجت حوله القبل موكبًا يغزل الطرب
بقي اختيار المفردة أو النص الغنائي سمة من سمات أسلوبه في العمل الفني، وما لبث أن وجد نصًا جديدًا في إحدى الصحف للشاعر محمد يوسف موسى «صدفة غريبة» فتغنى به، ومن ثمّ بدأ التعاون بينهما وأثمر عن أغانٍ عدة، مثل «فات الأوان»، و«حسنك أمر»، و«كلمة»، و«عايز أكون»:
عايز أكون أنا غصن أخضر... غصن يرمز للسلام 
غصن من زيتــون أخضـــر... رمز للحب والوئام
غصن زيتــون لـونه أخضـر...  غصن بشيلو الحمام 
واجعـل الكـون كله أخضــــر... كله أفراح وابتسام
وهذا الطابع الغنائي والصوت الساحر العصيّ على التقليد جعلا لأغنيته خصوصية وشخصية متميزة، وأنها رسالة لها الأثر الكبير على وجدان المتلقي، فكان أحد الذين غيّروا مفاهيم الغناء في عقد الستينيات وما تلاه من فن الرقص واللهو والتسلية، إلى فن الفهم والإدراك والمتعة الروحية ذي الأبعاد القيمية والإنسانية والاجتماعية، وهكذا استطاع، بجدارة، أن يحجز مكانه بين الجماهير، وصار من ركائز العصر الذهبي للأغنية السودانية، ما يدركه المستمع لأغانيه مثل «كلمة»:
عرفت الحب وفــاء وإخلاص 
حنان ووداد ورود وســلام 
عشـت معــاك لــيالي جميلـة 
لـــيالي حــنينة كالأنســـام 
 ومع مرور الزمن، أخذ في كل مرة يُظهِر لونًا جديدًا من ألوان الغناء، وبين كل حين طراز جديد من الكلمات والتلحين والأداء، فيه من السحر والابتكار ما يتصل بشغاف القلوب، فكانت «دموع الشوق» للشاعر مبارك حسن خليفة، و«رحلة عيون» لعثمان خالد، و«طبع الزمن» لعزالدين هلالي، و«الحرير» لحامد:
وشوشني العبير فانتشيت وساقني الهوى فما أبيت
يد الحرير ارتعشت بكفيّ... بكيت من رعشتها بكيت
صبيةٌ العطر يشتهيها... أمذنب إذا أنا اشتهيت؟
 
وجه غير معروف
أظهر «ابن البادية» في نهاية السبعينيات وجهًا لم يكن معروفًا لدى الكثيرين من محبي فنه، إذ اتجه نحو التمثيل (قد لا يعرف الكثيرون أنني بدأت مساري الفني بالمسرح، ففي عام 1958م شاركت في فرقة التمثيل بمدينة بحري، وقمنا بعمل بروفات مكثفة لأعمال مسرحية عديدة، لكنها لم تُعرض على الخشبة لعدم اهتمام المسؤولين آنذاك بالمسرح). 
وبعد أن غطت موهبته في الغناء على ما عداها، أصابه الحظ من جديد، وعاد للمسرح، كما حدثني في حواري معه (عندما بدأت التمثيل - كما ذكرت - في أواخر الخمسينيات، كانت معي في الطريق الممثلة نعمات حماد، ومنذ البداية كانت مؤمنة تمامًا بقدراتي في مجال التمثيل، لكنني لم أواصل في هذا الدرب، واتجهت إلى درب الغناء، في حين واصلت هي في طريق المسرح، حتى التحقت بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، وتخرجت فيه مخرجةً مسرحية، ثم جاءت بعد ذلك بحوالي 20 عامًا، واختارتني كي أؤدي دور البطولة في مسرحية «لعنة المحلق»، التي عرضت عام 1979م، وكان هذا أول عمل مسرحي قدّمته أمام جمهور المسرح)، ثم شارك في مسرحية «ريرة» للمخرج مكي سنادة، وقام ببطولة فيلم «تاجوج» للمخرج جادالله جبارة، وأدى في عام 1983، دور البطولة مع النجم الكبير محمود المليجي، وسمية الألفي في الفيلم السوداني - المصري الشهير «رحلة عيون» للمخرج أنور هاشم. 

تحفة فنية
لم تثنه هذه التجربة عن العطاء في درب الغناء، فقدّم الكثير من الأغنيات والألحان، مستثمرًا قدراته بما يعزز استمراريته على النهج ذاته الذي أوصله إلي القمة، فشكل ثنائيًا جديدًا مع الشاعر الصادق إلياس وقدّما باقة من الأغنيات منها «ليالي الصبر»، و«المقادير»، و«الباقي باقي»، وامتد عطاؤه مستهدفًا النصوص القوية دون التقيد بالأسماء، فجاءت «ساقية جحا» لمختار دفع الله، و«ديباجة» لأبي قرون عبدالله، و«حرف نون»، و«الهدف» لمحمد صالح بركية، و«طمنا عليك» و«في بالي» للتجاني الحاج موسى، و«حسناء السباتة» لعبدالقادر أبوالقاسم:
تاه بين الحسن والأنغام قلبي
ونسيت العالم المحسوس قربي
لم أعد أذكر إلّا أنّ ربي 
أودع الفتنة في وسط السباتة
وظل «ابن البادية» في عطاء غنائي متصل لم ينقطع أو يخفت، حتى تجاوز رصيده مئة أغنية عاطفية، فضلًا عن تلحينه قصائد أخرى لمطربين آخرين، ولم يلحن نصًا أو يؤديه إلا وأعطاه بعدًا ولونًا وطعمًا خاصًا، فصارت كل أغنية تخرج منه تحفة فنية بذاتها، فتغنى بـ «لا ترحلي» للدسوقي:
جاءت تودّعني في لحظة السفر
سمراء أكثر إشراقًا من القمر 
قالت وداعًا، فأشواقي تعذبني
وقد خفتُ من ولهي أقسى على عمري 
كما ظل محافظًا على حسّه الغنائي الرفيع حتى قبل وفاته بشهر، وهو ما لمسه الناس من خلال مشاركته في التظاهرة الجماهيرية الضخمة احتفالًا بتوقيع الاتفــاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري بنقل السلطة إلى حكومة مدنية في 17 أغسطس 2019. له الرحمة والمغفرة بقدر ما قدّم من عطاء ■

* (ما بين الأقواس من حوار أجراه كاتب المقال في جريدة الاتحاد الإماراتية العدد 7650 بتاريخ 2 يناير 1996).