الخوف من طبيب الأسنان

الخوف من طبيب الأسنان

يؤدي‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬الأسنان‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬تأثيرات‭ ‬سيئة‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭ ‬ورفاهية‭ ‬الإنسان‭. ‬وتقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬مسؤولية‭ ‬توفير‭ ‬رعاية‭ ‬متكاملة‭ ‬لصحة‭ ‬الفم‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬الخوف،‭ ‬وتشكّل‭ ‬نسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬كافة‭. ‬

إن‭ ‬الخوف‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله‭ ‬هو‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬تجاه‭ ‬تهديد‭ ‬أو‭ ‬خطر‭ ‬يعرفه‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة،‭ ‬ويتطلب‭ ‬منه‭ ‬مقاومته‭ ‬أو‭ ‬الهروب‭ ‬منه‭.‬

‭ ‬يلعب‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬ومعالجتها‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تقبّل‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬للرعاية‭ ‬الفموية‭ ‬اللازمة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تشمل‭ ‬فقط‭ ‬تطبيق‭ ‬إجراءات‭ ‬وقائية‭ ‬روتينية‭ ‬وغير‭ ‬مؤلمة‭. ‬

ويزداد‭ ‬الخوف‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬والمراهقين،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة،‭ ‬مما‭ ‬يوجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فهم‭ ‬آلية‭ ‬حدوث‭ ‬الخوف‭ ‬لديهم،‭ ‬ومنع‭ ‬امتداده‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الشباب‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭.‬

 

أشكال‭ ‬الخوف‭ ‬السِّني

‭ ‬الخوف‭ ‬العادي‭: ‬وهو‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعًا‭ ‬والأقل‭ ‬شدة،‭ ‬وينشأ‭ ‬عند‭ ‬المريض‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬المعلومات‭ ‬لديه‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬صحة‭ ‬الفم‭ ‬والأسنان‭ ‬وضرورة‭ ‬العناية‭ ‬بهما‭. ‬وهو‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أحاديث‭ ‬وتجارب‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬مع‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬مُريحة‭ ‬لهم‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭.       

‭- ‬الهلع‭: ‬وهو‭ ‬أكثر‭ ‬شدة،‭ ‬ويشعر‭ ‬به‭ ‬المريض‭ ‬كردة‭ ‬فعل‭ ‬منه‭ ‬لدى‭ ‬جلوسه‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬المعالجة‭ ‬وفمه‭ ‬مفتوحًا،‭ ‬وهو‭ ‬يتوقع‭ ‬حدوث‭ ‬آلام‭ ‬شديدة‭ ‬بسبب‭ ‬مروره‭ ‬بتجارب‭ ‬مؤلمة‭ ‬سابقة‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬ذاكرته،‭ ‬مثل‭ ‬إجراء‭ ‬معالجة‭ ‬سنيّة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تخدير‭ ‬أو‭ ‬قلع‭ ‬أحد‭ ‬أسنانه،‭ ‬وكان‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬ألم‭ ‬شديد‭ ‬أو‭ ‬نزف،‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭. ‬وهذه‭ ‬التجارب‭ ‬السيئة‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬وتتحول‭ ‬إلى‭ ‬قلق‭ ‬دائم‭ ‬وهلع‭.‬

‭- ‬الرُهاب‭ ‬السني‭ (‬فوبيا‭): ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬شيوعًا‭ ‬لكنّه‭ ‬أكثر‭ ‬شدة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬ينشأ‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬مؤلمة‭ ‬تعرّض‭ ‬لها‭ ‬المريض‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬مع‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬وتركت‭ ‬لديه‭ ‬آثارًا‭ ‬سيئة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيانها‭. ‬ويؤدي‭ ‬الرُّهاب‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الشديدة‭ ‬إلى‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬المريض‭ ‬يتظاهر‭ ‬بالتوتر‭ ‬والشدة‭ ‬النفسية‭ ‬لدى‭ ‬رؤيته‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفم‭ ‬والأسنان،‭ ‬مثل‭ ‬دعايات‭ ‬لمعاجين‭ ‬وفرشات‭ ‬الأسنان،‭ ‬أو‭ ‬رؤيته‭ ‬مريضًا‭ ‬يخضع‭ ‬لمعالجة‭ ‬سنيّة‭. ‬ويحاول‭ ‬مريض‭ ‬الرُّهاب‭ ‬اختلاق‭ ‬الأسباب‭ ‬لعدم‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الآلام‭ ‬الشديدة،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬تأجيل‭ ‬مواعيد‭ ‬زيارة‭ ‬الطبيب‭ ‬أو‭ ‬إلغاءها‭. ‬وقد‭ ‬يتظاهر‭ ‬الرُهاب‭ ‬السنّي‭ ‬بشكل‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬النوم‭ ‬خلال‭ ‬الليلة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬موعد‭ ‬المريض‭ ‬مع‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭. ‬ويشعر‭ ‬بعصبية‭ ‬زائدة‭ ‬منذ‭ ‬دخوله‭ ‬غرفة‭ ‬الانتظار،‭ ‬وتزداد‭ ‬شدة‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬عنده‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬العيادة‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬حركة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الطبيب‭ ‬قبل‭ ‬الفحص‭ ‬وفي‭ ‬أثنائه،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬مرافقه‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬وإمساك‭ ‬يده،‭ ‬مما‭ ‬يُعيق‭ ‬عمل‭ ‬الطبيب‭ ‬ومساعدته‭.‬

 

أعراض‭ ‬الخوف‭ ‬وعلاماته‭ ‬

‭- ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬المريض‭ ‬واحدًا‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬والعلامات‭ ‬التالية‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬عيادة‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭: 

‭- ‬التعرق‭.‬

‭ - ‬تسارع‭ ‬ضربات‭ ‬القلب‭ ‬أو‭ ‬الخفقان‭.‬

‭- ‬انخفاض‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬ويمكن‭ ‬حدوث‭ ‬الإغماء‭.‬

‭- ‬الشعور‭ ‬بالضيق‭ ‬والذعر،‭ ‬وقد‭ ‬يترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬البكاء‭.   

‭- ‬رفض‭ ‬إجراء‭ ‬المعالجة‭ ‬السنية‭ ‬أحيانًا،‭ ‬بغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬أو‭ ‬معقدة‭.‬

 

التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬للخوف‭ ‬والقلق‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الفم

تُعتبر‭ ‬صحة‭ ‬الفم‭ ‬مرآة‭ ‬لصحة‭ ‬الجسم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬الفصل‭ ‬بينهما،‭ ‬وتنعكس‭ ‬العناية‭ ‬بصحة‭ ‬الفم‭ ‬والأسنان‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬الجسم‭ ‬الأخرى‭ ‬وتحميها‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭. ‬

إن‭ ‬الفحص‭ ‬الدوري‭ ‬للفم‭ ‬والأسنان،‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬الفحص‭ ‬الشعاعي‭ ‬وتنظيف‭ ‬الأسنان،‭ ‬يؤمّن‭ ‬صحة‭ ‬فموية‭ ‬أفضل،‭ ‬ويسمح‭ ‬بإجراء‭ ‬المعالجات‭ ‬المُبكرة‭ ‬اللازمة‭ ‬للأسنان‭ ‬واللثة‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مؤلمة‭ ‬وبتكاليف‭ ‬مُحتملة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإقلال‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالخوف‭.‬

إن‭ ‬إهمال‭ ‬العناية‭ ‬بصحة‭ ‬الفم‭ ‬والأسنان‭ ‬وإهمال‭ ‬إجراء‭ ‬المعالجات‭ ‬الفموية‭ ‬اللازمة،‭ ‬بسبب‭ ‬الخوف،‭ ‬يؤديان‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الحالة‭. ‬وقد‭ ‬يضطر‭ ‬المريض‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬المعالجة‭ ‬الإسعافية‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مُعقّدة‭ ‬ومُكلفة‭ ‬وتَزيد‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬عنده‭.‬

أسباب‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬الأسنان

يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬الأسنان‭ ‬لسبب‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يلي‭: ‬

‭- ‬إجراء‭ ‬معالجة‭ ‬فموية‭ ‬سابقة‭ ‬كانت‭ ‬مؤلمة‭ ‬وتركت‭ ‬آثارًا‭ ‬سيئة‭ ‬عند‭ ‬المريض‭.‬

‭- ‬إجراء‭ ‬معالجات‭ ‬مُعقدة‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬والعنق‭ ‬كانت‭ ‬مؤلمة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيانها‭.      

‭- ‬إجراء‭ ‬معالجات‭ ‬صحية‭ ‬سابقة‭ ‬غير‭ ‬ناجحة‭ ‬ومترافقة‭ ‬بسلوك‭ ‬سيئ‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المريض‭.   

‭- ‬شعور‭ ‬المريض‭ ‬بقلق‭ ‬عام‭ ‬وتوتّر‭ ‬عصبي‭ ‬لدى‭ ‬دخوله‭ ‬العيادة‭. ‬

‭ - ‬قلق‭ ‬المريض‭ ‬وخوفه‭ ‬من‭ ‬انتقال‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬إليه‭ (‬التهاب‭ ‬الكبد‭ ‬الخمجي‭ ‬والإيدز‭)‬،‭ ‬بسبب‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬نظافة‭ ‬العيادة‭ ‬وتعقيم‭ ‬الأدوات‭.    

   

اختيار‭ ‬بيئة‭ ‬العيادة

يُفضل‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬المريض‭ ‬والأهل‭ ‬العيادة‭ ‬الملائمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سلوك‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬والمهارة‭ ‬والنظافة‭ ‬والتجهيزات‭ ‬وجودة‭ ‬الممارسة‭. ‬ويمكن‭ ‬سؤال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬طبيب‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والجوار‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭. ‬وتلعب‭ ‬أجواء‭ ‬العيادة‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬في‭ ‬بدء‭ ‬الشعور‭ ‬بالخوف‭ ‬والقلق‭ ‬لدى‭ ‬المريض‭ ‬أو‭ ‬عدمه‭. ‬

ويُعتبر‭ ‬التواصل‭ ‬الجيد‭ ‬بين‭ ‬مُوظفي‭ ‬الاستقبال‭ ‬والمريض‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬والأساسية‭ ‬في‭ ‬تقبّله‭ ‬لمعالجة‭ ‬أسنانه‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬والمساعدين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭. ‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يساعد‭ ‬جو‭ ‬غرفة‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬الإقلال‭ ‬من‭ ‬توتر‭ ‬المريض‭ ‬إذا‭ ‬توفر‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الشروط،‭ ‬مثل‭ ‬الهدوء‭ ‬وسماع‭ ‬الموسيقى‭ ‬الناعمة‭ ‬وتجنّب‭ ‬الإضاءة‭ ‬الساطعة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الجدران‭ ‬مُزيّنة‭ ‬باللوحات‭ ‬والصور‭ ‬غير‭ ‬المثيرة‭ ‬وذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالطبيعة‭. ‬ويلعب‭ ‬وجود‭ ‬المجلات‭ ‬والكتب‭ ‬المُنوَّعة‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬تسلية‭ ‬المريض‭ ‬وعدم‭ ‬تفكيره‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬أسنانه‭. ‬وكذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬تجنّب‭ ‬سماع‭ ‬المريض‭ ‬أصوات‭ ‬جهار‭ ‬حفر‭ ‬الأسنان‭ ‬والتجهيزات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬العيادة‭ ‬المجاورة،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الخوف‭ ‬عنده‭. ‬ويُفضل‭ ‬عدم‭ ‬انتظار‭ ‬المرضى‭ ‬المُصابين‭ ‬بالهلع‭ ‬والرُهاب‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬قبل‭ ‬دخولهم‭ ‬غرفة‭ ‬المعالجة‭.‬

وتبين‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬روائح‭ ‬مُبهجة‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬العيادة‭ ‬يُقلل‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬لدى‭ ‬المرضى،‭ ‬لأنها‭ ‬تُخفي‭ ‬رائحة‭ ‬الأوجينول‭ ‬والأدوية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بمشاعر‭ ‬عاطفية‭ ‬مؤلمة‭ ‬خلال‭ ‬مُعالجات‭ ‬سابقة،‭ ‬وتُهيئهم‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬تجاه‭ ‬معالجة‭ ‬أسنانهم‭. ‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ازداد‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬عدد‭ ‬العيادات‭ ‬التي‭ ‬تُدعى‭ ‬‮«‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬صديقة‭ ‬البيئة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬جميع‭ ‬الشروط‭ ‬المطلوبة‭ ‬للإقلال‭ ‬من‭ ‬خوف‭ ‬المريض‭.‬

وفي‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬ظهر‭ ‬أسلوب‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المعالجة‭ ‬يُدعى‭ ‬‮«‬المعالجة‭ ‬اللارضية‭ ‬لتسوس‭ ‬الأسنان‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬جهاز‭ ‬حفر‭ ‬الأسنان‭ ‬والتخدير،‭ ‬بل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬الأدوات‭ ‬اليدوية‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬النسج‭ ‬السنية‭ ‬اللينة‭ ‬المصابة‭ ‬بالتسوس،‭ ‬وحشو‭ ‬السن‭ ‬بمادة‭ ‬لاصقة‭ ‬لدنة‭ ‬بلون‭ ‬السن‭ ‬وتطلق‭ ‬الفلوريد‭ ‬لوقاية‭ ‬النسج‭ ‬السنية‭ ‬المجاورة‭ ‬من‭ ‬التسوس‭.‬

 

بناء‭ ‬الثقة

يُفضل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬طبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬كرسي‭ ‬المعالجة‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬لديهم‭ ‬عادة‭ ‬بالخوف‭ ‬والهلع،‭ ‬ويأخذ‭ ‬بالتحدث‭ ‬معهم‭ ‬بألفة‭ ‬واحترام‭ ‬وصدق،‭ ‬ومناقشتهم‭.‬

‭- ‬التنفس‭ ‬العميق‭ ‬والاسترخاء‭.‬

‭- ‬التهدئة‭ ‬بالكلام‭. 

‭- ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الموسيقى‭ ‬الهادئة،‭ ‬أو‭ ‬مشاهدة‭ ‬أفلام‭ ‬فيديو‭ ‬مُسليّة‭.      

‭- ‬شرح‭ ‬خطوات‭ ‬المعالجة‭ ‬للمريض‭ ‬باستخدام‭ ‬دليل‭ ‬توضيحي‭ ‬مُصور‭.‬

‭- ‬شرح‭ ‬الأدوات‭ ‬والتجهيزات‭ ‬التي‭ ‬سيستعملها‭ ‬الطبيب‭ ‬وتجريبها‭.‬

‭- ‬تخدير‭ ‬المريض‭ ‬موضعيًّا‭ ‬بأسلوب‭ ‬لطيف‭ ‬وغير‭ ‬مؤلم‭.‬

‭- ‬يمكن‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الرُهاب‭ ‬الشديدة‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التخدير‭ ‬العام‭.‬

ويمكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بطبيب‭ ‬أخصائي‭ ‬بالأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬خوف‭ ‬المريض‭.‬

إن‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬الأسنان‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬الشائعة‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الأعمار،‭ ‬وخاصة‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬والنساء‭. ‬ويمكن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬خوف‭ ‬الأطفال‭ ‬قبل‭ ‬المعالجة‭ ‬وفي‭ ‬أثنائها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والعاطفي‭ ‬لهم‭. ‬أما‭ ‬البالغون‭ ‬فسوف‭ ‬يستمر‭ ‬وجود‭ ‬الخوف‭ ‬لديهم‭ ‬طوال‭ ‬حياتهم،‭ ‬مما‭ ‬يوجب‭ ‬عليهم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬طبيب‭ ‬أسنان‭ ‬صبور‭ ‬ولديه‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬للتعاون‭ ‬معهم‭ ‬لتدبير‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭. ‬

وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬العاملين‭ ‬بالعيادة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬التواصل‭ ‬العاطفي‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬مترافقًا‭ ‬بالتهدئة‭ ‬اللفظية‭ ‬والجسدية،‭ ‬كان‭ ‬ناجحًا‭ ‬في‭ ‬الإقلال‭ ‬من‭ ‬خوف‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬أسنانهم‭ .