تكنولوجيا الشيخوخة

تكنولوجيا الشيخوخة

يعني‭ ‬مصطلح‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬الدراسة‭ ‬العلمية‭ ‬للشيخوخة‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وهذا‭ ‬يتضمن‭ ‬مجالات‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والتصميم‭ ‬لتقنيات‭ ‬ومنتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬جديدة؛‭ ‬فعِلم‭ ‬الشيخوخة‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬الحيوية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والطبية‭ ‬المتصلة‭ ‬بالتقدم‭ ‬في‭ ‬العمر؛‭ ‬بينما‭ ‬تتناول‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬فروعًا‭ ‬علمية‭ ‬شتى‭ ‬ذات‭ ‬علاقة،‭ ‬كعلوم‭ ‬الهندسة‭ ‬الفيزيائية‭ ‬والكيميائية‭ ‬والميكانيكية‭ ‬والكهربائية‭ ‬والصناعية‭ ‬وهندسة‭ ‬الاتصالات‭.‬

وهكذا‭ ‬تلبي‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة‭ ‬حاجات‭ ‬وطموحات‭ ‬مجتمع‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬بيئاتهم‭. ‬وجميع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬من‭ ‬بحث‭ ‬وتطوير‭ ‬وتصميم،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬واسعة‭ ‬وعميقة‭ ‬بالتقدم‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬صحة‭ ‬جيدة،‭ ‬ومشاركة‭ ‬اجتماعية‭ ‬فعالة،‭ ‬وحياة‭ ‬مستقلة‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬العمر‭.‬

ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة‭ ‬كعلم‭ ‬مطلوب‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل،‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتضاعف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهم‭ ‬على‭ ‬65‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬7.8‭ ‬في‭ ‬المئة‭ (‬524‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭) ‬في‭ ‬2010،‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬16.7‭ ‬في‭ ‬المئة‭ (‬مليار‭ ‬ونصف‭ ‬المليار‭) ‬عام‭ ‬2050؛‭ ‬كما‭ ‬ستزيد‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬يتخطون‭ ‬الثمانين‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬سنويًّا‭. ‬وتعني‭ ‬الأرقام‭ ‬السابقة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬تعاظم‭ ‬التحديات‭ ‬وتبعاتها‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

فالدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬مثلاً،‭ ‬ستعاني‭ ‬مع‭ ‬تقاعد‭ ‬أعداد‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬نتيجة‭ ‬لتضخم‭ ‬الميزانيات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للعناية‭ ‬بهؤلاء‭ ‬الكبار‭ ‬ممن‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬الرعاية‭ ‬الحكومية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تنخفض‭ ‬فيه‭ ‬حصيلة‭ ‬الضرائب‭ ‬نتيجة‭ ‬خروج‭ ‬المسنين‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وتباطؤ‭ ‬نمو‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬الخصوبة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى؛‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬دراسات‭ ‬عديدة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الإيجابي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬الموجّهة‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬إمكانات‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬الجديدة‭ ‬وتحسين‭ ‬كلفة‭/ ‬فاعلية‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭.‬

 

تحويل‭ ‬البحوث‭ ‬إلى‭ ‬واقع

تتعالى‭ ‬الدعوات‭ ‬اليوم‭ ‬لأخذ‭ ‬جانب‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة‭ ‬بجدية‭ ‬ومواجهة‭ ‬تحدي‭ ‬تحويل‭ ‬البحوث‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬العلوم‭ ‬وتشارُك‭ ‬المعلومات‭ ‬وتخطّي‭ ‬المشكلات‭ ‬التقنية‭ ‬وتربية‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬الحدود‭ ‬المصطنعة‭ ‬بين‭ ‬العلوم‭ ‬المختلفة‭.‬

وما‭ ‬يثير‭ ‬الأمل‭ ‬حقًّا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمعلومات،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬وفرص‭ ‬تقدّم‭ ‬لمختلف‭ ‬فئات‭ ‬الكبار،‭ ‬كالكبار‭ ‬الأصحاء‭ ‬والنشيطين؛‭ ‬والكبار‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬مزمنة،‭ ‬والكبار‭ ‬المصابين‭ ‬بالخرف؛‭ ‬والكبار‭ ‬المصابين‭ ‬بضعف‭ ‬خفيف‭ ‬في‭ ‬الإدراك،‭ ‬وذلك‭ ‬لتمكين‭ ‬المسنين‭ ‬من‭ ‬تجديد‭ ‬وتنمية‭ ‬تواصلهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭. ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬أو‭ ‬أنشطة‭ ‬أخرى؛‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر‭ ‬أو‭ ‬تطوعية؛‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬التفاعل‭ ‬بصورة‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء؛‭ ‬والتعلم‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬وإثراء‭ ‬الخبرات‭ ‬وتبادلها‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬مقررات‭ ‬وبرامج‭ ‬متخصصة‭ ‬لطلاب‭ ‬الهندسة‭ ‬وعلم‭ ‬الشيخوخة‭ ‬ودارسي‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا،‭ ‬بهدف‭ ‬تنمية‭ ‬الأفكار‭ ‬والمهارات،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بيس‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومعهد‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة‭ ‬بجامعة‭ ‬إيندهوفن‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬بهولندا‭. ‬كما‭ ‬قدّمت‭ ‬جامعة‭ ‬موناش‭ ‬بماليزيا‭ ‬‮«‬مختبر‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬منصة‭ ‬بحثية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬البحوث‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬وصياغة‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬لتحسين‭ ‬صحة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬ورفاهيتهم‭. ‬وتتناول‭ ‬موضوعات‭ ‬متنوعة‭ ‬كالصحة‭ ‬وتقدير‭ ‬الذات،‭ ‬والإسكان‭ ‬والحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬والعمل،‭ ‬وأوقات‭ ‬الفراغ،‭ ‬والمواصلات،‭ ‬والتواصل‭.‬

 

التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العزلة

من‭ ‬التحديات‭ ‬الي‭ ‬يواجهها‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬العزلة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مصدرًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬للقلق‭ ‬الناشئ‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالوحدة،‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬منها؛‭ ‬وسببًا‭ ‬لتدهور‭ ‬الصحة‭ ‬الذهنية‭ ‬والجسدية،‭ ‬ومشكلات‭ ‬أخرى‭ ‬كاضطرابات‭ ‬النوم،‭ ‬والاختلال‭ ‬الوظيفي‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬النهار،‭ ‬وربما‭ ‬أمراض‭ ‬الزهايمر‭.‬

وسواء‭ ‬كان‭ ‬سبب‭ ‬العزلة‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري،‭ ‬أو‭ ‬موت‭ ‬الشريك،‭ ‬أو‭ ‬مرضًا‭ ‬مزمنًا‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬البصر‭ ‬أو‭ ‬السمع،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭. ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬والشعور‭ ‬بالوحدة‭ ‬بين‭ ‬كبار‭ ‬السن؟‭ ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تمكينهم‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬ومجتمعاتهم،‭ ‬وجعل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أداة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬والرفاهية؟‭ ‬

ورغم‭ ‬وجود‭ ‬معوقات‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وانخفاض‭ ‬الوعي‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬ومميزات‭ - ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬الكبار‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬لجيل‭ ‬الإنترنت‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لهم‭ ‬بها‭ - ‬وعدم‭ ‬ملاءمة‭ ‬طرق‭ ‬تسويق‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬للكبار‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تخاطب‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬والتصور‭ ‬الخاطئ‭ ‬لدى‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ ‬بأن‭ ‬تكاليف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وأسعار‭ ‬الأجهزة‭ ‬والصيانة‭ ‬باهظة،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬مجاراتها،‭ ‬ومعتقدات‭ ‬أخرى‭ ‬متعلقة‭ ‬بقضايا‭ ‬السلامة‭ ‬المصاحبة‭ ‬للتكنولوجيا؛‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬جهودًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬محاولات‭ ‬مواجهة‭ ‬العزلة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬الحياة‭ ‬المتفاعلة‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والعالم‭ ‬الخارجي؛‭ ‬وساعدت‭ ‬الكبار‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬خدمات‭ ‬طبية،‭ ‬والتسوق‭ ‬وإنهاء‭ ‬المعاملات‭ ‬البنكية،‭ ‬ومواقع‭ ‬تقدم‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬ملائمة،‭ ‬وأخرى‭ ‬تهتم‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬عبر‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الهاتفية‭. ‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الكبار،‭ ‬يستفيد‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وتتيح‭ ‬مشاركة‭ ‬الخبرات‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬دورًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬المسنين‭ ‬ونماذج‭ ‬رعايتهم‭. ‬والمنافسة‭ ‬مشتعلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجديد‭ ‬والاستثمار‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وفي‭ ‬تطبيقات‭ ‬إنقاذ‭ ‬الحياة‭ ‬وتصميم‭ ‬برامج‭ ‬تلائم‭ ‬اهتمامات‭ ‬الكبار‭ ‬واتجاهاتهم‭ ‬وخبراتهم‭ ‬وتلبّي‭ ‬حاجاتهم‭. ‬وهناك‭ ‬مساعٍ‭ ‬لتدريب‭ ‬الكبار‭ ‬ودعمهم‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬واكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬وتنمية‭ ‬الثقة‭ ‬بالذات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬والدعم‭.‬

 

برنامج‭ ‬أوربي

في‭ ‬إطار‭ ‬مشروعات‭ ‬تعزيز‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الــــشيخوخة،‭ ‬موّل‭ ‬البرنامج‭ ‬الأوربيAAL‭-  ‬http‭:// ‬www‭.‬aal‭-      ‬220‭ ‬europe‭.‬eu‭ ‬مشروعا‭ ‬مشتركًا‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬مصممة‭ ‬لتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬الكبار‭. ‬

وحققت‭ ‬المشروعات‭ ‬نتائج‭ ‬مميزة،‭ ‬وجاءت‭ ‬بحلول‭ ‬لمشكلات‭ ‬شقت‭ ‬طريقها‭ ‬للأسواق‭ ‬لتستخدم‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬أوربا‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬رقمي‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬توقّع‭ ‬بأن‭ ‬يعيش‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬2070‭. ‬

ومن‭ ‬أهداف‭ ‬البرنامج‭ ‬الأوربي‭ ‬والبرامج‭ ‬المشابهة‭ ‬تشجيع‭ ‬ظهور‭ ‬المنتجات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمعلومات،‭ ‬والخدمات‭ ‬والنظم‭ ‬المعنية‭ ‬بالتقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬بالبيت‭ ‬وبالمجتمع‭ ‬وفي‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة؛‭ ‬وتكوين‭ ‬كتلة‭ ‬حرجة‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والتجديد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬وخدمات‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تأسيس‭ ‬بيئة‭ ‬جيدة‭ ‬لمشاركة‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭.‬

والمساعدة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬ظروف‭ ‬مواتية‭ ‬للاستكشاف‭ ‬الصناعي‭ ‬للمنتجات‭ ‬الموجهة‭ ‬للكبار،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬أوربي‭ ‬يدعم‭ ‬تطوير‭ ‬حلول‭ ‬قياسية‭ ‬وتسهيلات‭ ‬لتوفيقها‭ ‬محليًّا‭ ‬وإقليميًّا‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭. ‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬دعوة‭ ‬تعكس‭ ‬تحديات‭ ‬رئيسة‭ ‬يواجهها‭ ‬المجتمع‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬الكبار‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬نشيطين‭ ‬اجتماعيًّا،‭ ‬ولتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬للمصابين‭ ‬بالخرف‭. ‬ثم‭ ‬تمول‭ ‬المشروعات‭ ‬وفقًا‭ ‬لمعايير‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تدخّل‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬والإطار‭ ‬الزمني‭ ‬الواقعي‭ ‬لطرح‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬الخدمة،‭ ‬ودمج‭ ‬منظمات‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وإشراك‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬للمشكلات،‭ ‬وتوافر‭ ‬موارد‭ ‬مجانية‭ ‬وخبراء‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬دراسات‭ ‬الجدوى‭ ‬ومراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬وتقييمها‭. ‬وهناك‭ ‬جائزة‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬الذكي‭... ‬شيخوخة‭ ‬ذكية‮»‬‭. ‬ويتناول‭ ‬منتدى‭ ‬AAL‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬تطبيق‭ ‬عملي‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاءً‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬العيش‭ ‬النشط‭ ‬والصحي‮»‬،‭ ‬ويتضمن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الرئيسة‭. ‬

 

مبادرات‭ ‬وإنجازات‭ ‬

من‭ ‬المبادرات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الشيخوخة‭ ‬مبادرة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لرعاية‭ ‬مرضى‭ ‬الزهايمر‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬جمعية‭ ‬الزهايمر‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬للبحوث‭ ‬ومراقبة‭ ‬وتشخيص‭ ‬وعلاج‭ ‬أمراض‭ ‬الزهايمر؛‭ ‬وانضمت‭ ‬إليها‭ ‬كيانات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬داعمة‭. ‬ومشروعات‭ ‬أوربية‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬اهتمت‭ ‬بوضع‭ ‬نظم‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬الدواء‭ ‬والتغذية‭ ‬والتمارين،‭ ‬والأمن،‭ ‬وبحوث‭ ‬تستهدف‭ ‬تدريب‭ ‬العقل‭ ‬وتحفيز‭ ‬القدرات‭ ‬الذهنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللعب‭. ‬وألعاب‭ ‬رقمية‭ ‬أخرى‭ ‬تمتّع‭ ‬وتحفّز‭ ‬وظائف‭ ‬الدماغ‭ ‬والتفاعل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

وأسفرت‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬عن‭ ‬إنجازات‭ ‬تكنولوجية،‭ ‬مثل‭ ‬نظم‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬المسنين‭ ‬وكتابة‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬حالاتهم،‭ ‬ثم‭ ‬توجيههم،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬إجراء‭ ‬استباقيًّا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهّل‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬عند‭ ‬الضرورة،‭ ‬ويقدّم‭ ‬المساعدة‭ ‬للمهنيين‭ ‬العاملين‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬السن؛‭ ‬ويقلل‭ ‬تكاليف‭ ‬العلاج‭. ‬

كما‭ ‬قدمت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أجهزة‭ ‬ونظمًا‭ ‬مفيدة‭ ‬لتتبُّع‭ ‬مرضى‭ ‬الزهايمر‭ ‬والمصابين‭ ‬بتقلّب‭ ‬المزاج‭ ‬ممن‭ ‬يتعرضون‭ ‬لنوبات‭ ‬اكتئاب‭ ‬مفاجئة‭. ‬وتطبيقات‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحرى‭ ‬حدوث‭ ‬كوارث‭ ‬كالفيضان‭ ‬والحريق‭ ‬وتسرّب‭ ‬الغاز؛‭ ‬واختراعات‭ ‬متنوعة‭ ‬شملت‭ ‬أجهزة‭ ‬موسيقى‭ ‬تحفز‭ ‬الذاكرة‭ ‬وتمكّن‭ ‬المسنين‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬والغناء‭ ‬معها،‭ ‬وكراسي‭ ‬موسيقية‭ ‬ذكية‭ ‬تتعرف‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬وتقدّم‭ ‬الموسيقى‭ ‬المفضلة‭ ‬لديهم‭ .