«اشتباك»... جدلية الرمز

«اشتباك»... جدلية الرمز

ثمة‭ ‬تداخل‭ ‬فني‭ ‬جدير‭ ‬بالتأمل‭ ‬يطرحه‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬اشتباك‮»‬،‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬قدْر‭ ‬الرمزية‭ ‬المتسع‭ ‬الذي‭ ‬يتخلل‭ ‬الفيلم‭ ‬حتى‭ ‬نهايته،‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬وأحداث‭ ‬واقعية،‭ ‬دون‭ ‬الشعور‭ ‬بسطوة‭ ‬‮«‬الرمز‮»‬‭ ‬وتطوره‭ ‬عبر‭ ‬المشاهد‭ ‬كافة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬التصاعد‭ ‬الدرامي‭ ‬يحاكي‭ ‬الواقع،‭ ‬دون‭ ‬إشارات‭ ‬توقع‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬التباس،‭ ‬أو‭ ‬تُشعره‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الارتباك؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الأحداث‭ ‬الفيلمية‭ ‬كلها‭ ‬مستقاة‭ ‬من‭ ‬الواقع،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أحداث‭ ‬رمزية‭ ‬معبّرة‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬أكبر‭.‬

بالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الفيلم‭ ‬تكمن‭ ‬قراءته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بُعدين؛‭ ‬الأول‭: ‬موضوعي،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬بسيطة‭ ‬ومحددة،‭ ‬غير‭ ‬معقّدة‭ ‬في‭ ‬تركيبها،‭ ‬والثاني‭: ‬رمزي،‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الأحداث‭ ‬باعتبارها‭ ‬بنى‭ ‬رمزية‭ ‬معبّرة‭ ‬عن‭ ‬سياقات‭ ‬ووقائع‭ ‬معيّنة،‭ ‬يفضي‭ ‬تأويل‭ ‬أحدها‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬جميع‭ ‬الشفرات‭ ‬الأخرى،‭ ‬واستشراف‭ ‬أفق‭ ‬السرد‭ ‬الفيلمي،‭ ‬وما‭ ‬تؤول‭ ‬إليه‭ ‬الأحداث‭ ‬وكذلك‭ ‬مصائر‭ ‬الشخصيات‭.          

والتداخل‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الرمزي‮»‬،‭ ‬و«الموضوعي‮»‬،‭ ‬يجعل‭ ‬الرمز‭ ‬يذوب‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬الأحداث،‭ ‬ولا‭ ‬يكاد‭ ‬يلاحَظ،‭ ‬فتبدو‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬مشاهدها‭ ‬مستلهَمة‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬ويومياته‭ ‬الخانقة‭ ‬التي‭ ‬عاصرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير‭ ‬إبان‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظة‭ ‬الرمز‭ ‬وتطوره‭ ‬إلا‭ ‬بمراقبة‭ ‬الشخوص‭ ‬الفنية‭ ‬وتتبّع‭ ‬مصائرها‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬واستيعاب‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬ومكوناتها‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬والمكونات‭ ‬النفسية‭ ‬لبعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬وأثرها‭ ‬على‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

 

الميدان‭... ‬رمز‭ ‬الثورة

السينما‭ ‬مرآة‭ ‬المجتمع،‭ ‬والمعبّر‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬أحداثه‭ ‬والتغيرات‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها،‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تعبّر‭ ‬بصدق‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬المفصلية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مصائر‭ ‬أفراد‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتؤثر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬علاقاتهم‭ ‬ببعضهم‭ ‬بعضاً،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬شهده‭ ‬‮«‬ميدان‭ ‬التحرير‮»‬‭ ‬بوسط‭ ‬القاهرة‭ ‬كرمز‭ ‬ومركز‭ ‬رئيس‭ ‬لأحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬يونيو‭ ‬2014‭.‬

تناولت‭ ‬السينما‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬والروائية‭ ‬الطويلة،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬تناول‭ ‬أحوال‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ (‬رمز‭ ‬الثورة‭ ‬وبؤرة‭ ‬أحداثها‭ ‬اليومية‭)‬،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬تعرّض‭ ‬لمفهوم‭ ‬الثورة‭ ‬عند‭ ‬البسطاء‭ ‬والمنتفعين،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬أثر‭ ‬الأزمة‭/ ‬الثورة‭ ‬على‭ ‬أرزاق‭ ‬المهمشين‭... ‬إلخ،‭ ‬فقد‭ ‬تعددت‭ ‬الرؤى‭ ‬الفنية‭ ‬والموضوعية‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬لعدة‭ ‬سنين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬

ويعدّ‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬اشتباك‮»‬‭ (‬2016‭)‬،‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬محمد‭ ‬دياب‭ ‬وتأليفه‭ ‬مع‭ ‬خالد‭ ‬دياب،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬إذ‭ ‬يصور‭ ‬الظروف‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتعدد‭ ‬والزيف‭ ‬والفساد‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬الشارع‭ ‬المصري‭ ‬وقتئذ،‭ ‬وانفصال‭ ‬القطاع‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬بمختلف‭ ‬أطيافه‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬ووقوفه‭ ‬مستفهمًا‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬التغيرات،‭ ‬لا‭ ‬مشاركًا‭ ‬فيها‭.‬

وتعود‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬زمنيًا‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬وانتشار‭ ‬التظاهرات‭ ‬وتجددها‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬حيث‭ ‬يروي‭ ‬مأساة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬والزجّ‭ ‬بهم‭ ‬داخل‭ ‬سيارة‭ ‬للأمن‭ ‬المركزي،‭ ‬ويحاول‭ ‬ضباط‭ ‬وجنود‭ ‬الشرطة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بأي‭ ‬شكل،‭ ‬ويتحول‭ ‬الصندوق‭ ‬إلى‭ (‬سجن‭) ‬يحشِد‭ ‬فيه‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬طالته‭ ‬أيديهم‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬سعيًا‭ ‬لإعادة‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬الانتماء‭ ‬السياسي،‭ ‬أو‭ ‬سبب‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬توجهاتهم‭ ‬الفكرية‭ ‬من‭ ‬عدمها،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬عربة‭ ‬الترحيلات‮»‬‭ ‬جمعت‭ ‬في‭ ‬صندوقها‭ ‬المعدني‭ ‬الملتهب‭ ‬تحت‭ ‬حرارة‭ ‬الشمس،‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭. ‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬رؤية‭ ‬جادة‭ ‬كتابة‭ ‬وإخراجًا،‭ ‬اجتمعت‭ ‬بلا‭ ‬مبرر‭ ‬موضوعي‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬وفئاته‭ ‬العمرية‭ ‬كافة،‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية‭ ‬متنوعة‭ (‬موظف،‭ ‬صحفي،‭ ‬طالب،‭ ‬ممرضة،‭ ‬سايس،‭ ‬مطرب‭ ‬شعبي،‭ ‬وممثل‭ ‬فاشل‭... ‬إلخ‭)‬،‭ ‬فهُم‭ ‬من‭ ‬أطياف‭ ‬فكرية‭ ‬غير‭ ‬متجانسة،‭ ‬بل‭ ‬ومتناقضة،‭ ‬ومن‭ ‬فئات‭ ‬عمرية‭ ‬مختلفة‭ (‬كبار‭ ‬سن،‭ ‬أطفال،‭ ‬شباب،‭ ‬نساء‭).‬

وقد‭ ‬نما‭ ‬بينهم‭ ‬نسيج‭ ‬متداخل‭ ‬ولّد‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬الخيوط‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬أحداث‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬إنسانية‭ ‬عادية‭ ‬تتطور‭ ‬حينًا‭ ‬وتفتر‭ ‬حينًا‭ ‬آخر،‭ ‬لكنها‭ ‬تترابط‭ ‬وتتحد‭ ‬وقت‭ ‬الحاجة،‭ ‬وليس‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الشخصيات،‭ ‬حينما‭ ‬رفض‭ ‬الشرطي‭ ‬السماح‭ ‬للفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬بأن‭ ‬تقضي‭ ‬حاجتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬المشهد‭ ‬الضاحك‭ ‬وهم‭ ‬يمزحون‭ ‬مع‭ ‬مطرب‭ ‬الثورة‭ ‬صاحب‭ ‬الصوت‭ ‬القبيح،‭ ‬أو‭ ‬وهم‭ ‬يحذّرون‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬القناص‭ ‬المجهول‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬عقيد‭ ‬شرطة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬محاولتهم‭ ‬لإخراج‭ ‬السيارة‭ ‬من‭ ‬مأزقها‭.‬

يتضح‭ ‬قدر‭ ‬الظلم‭ ‬والقهر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وكمّ‭ ‬التفاوت‭ ‬الكبير‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بفكرة‭ ‬الثورة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سبب‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬ولذلك‭ ‬فـ‭ ‬‮«‬حسام‮»‬‭ (‬طارق‭ ‬عبدالعزيز‭) ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬سارع‭ ‬إلى‭ ‬الميدان‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬ابنه‭ ‬الولد‭ ‬الصغير‭ ‬‮«‬فارس‮»‬‭ (‬أحمد‭ ‬داش‭)‬،‭ ‬ولما‭ ‬توجست‭ ‬الأم‭ ‬‮«‬نجوى‮»‬‭ (‬نيللي‭ ‬كريم‭)  ‬هرعت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬التظاهرات‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير،‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬ابنها‭ ‬وزوجها،‭ ‬لكنهم‭ ‬اجتمعوا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر،‭ ‬مع‭ ‬غيرهم،‭ ‬داخل‭ ‬عربة‭ ‬الترحيلات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬دون‭ ‬اتهام،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬صلاح‮»‬‭ (‬جميل‭ ‬برسوم‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬ابنه‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬مشابهة‭ ‬تقف‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭.  

ومع‭ ‬تطور‭ ‬الأحداث،‭ ‬ينقلنا‭ ‬الحوار‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الشخصيات‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬تكشف‭ ‬ميولهم‭ ‬الفكرية،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬واتجاهات‭ ‬متباينة‭: ‬أفراد‭ ‬وكوادر‭ ‬وقيادات‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬وآخرين‭ ‬اعتبرهم‭ ‬القيادي‭ ‬‮«‬معاذ‮»‬‭ (‬محمد‭ ‬علاء‭) ‬محبّين،‭ ‬وبينهم‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬تناصر‭ ‬الجماعة،‭ ‬وشاب‭ ‬يتظاهر‭ ‬ضد‭ ‬الظلم،‭ ‬وآخر‭ ‬يعمل‭ ‬بالأفراح‭ ‬على‭ ‬مكبرات‭ ‬الصوت‭ (‬D‭.‬J‭)‬،‭ ‬وصحفي‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ (‬هاني‭ ‬عادل‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬تُكال‭ ‬له‭ ‬الاتهامات‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬وزميله‭ ‬المصور‭ ‬‮«‬زين‮»‬‭ (‬محمد‭ ‬السباعي‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬يقومان‭ ‬بتسجيل‭ ‬ونقل‭ ‬الأخبار،‭ ‬وبينهم‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الأمن‭ ‬المركزي،‭ ‬دخل‭ ‬لمساعدة‭ ‬بعضهم‭ ‬فتمّ‭ ‬قمعه‭ ‬وحبسه،‭ ‬وذلك‭ ‬للتدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشرطة‮»‬‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تركيبة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجندي‭ ‬يدين‭ ‬بالمسيحية،‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأقباط‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭. 

وتعبّر‭ ‬عربة‭ ‬الترحيلات‭ ‬بشكل‭ ‬رمزي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬وقت‭ ‬وقوع‭ ‬التظاهرات،‭ ‬فكل‭ ‬الشخوص‭ ‬الفنية‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيها‭ ‬بلا‭ ‬خيار،‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬داخلها‭ ‬مرغمين،‭ ‬حيث‭ ‬يغلب‭ ‬القمع‭ ‬ويغيب‭ ‬العدل‭ ‬والحرية،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬المطالب‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يرمز‭ ‬إليها‭ ‬الفيلم‭ ‬بزجاجة‭ ‬مياه،‭ ‬وبعض‭ ‬الهواء‭. 

يستمر‭ ‬شخوص‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬بؤس‭ ‬ومعاناة،‭ ‬حيث‭ ‬الازدحام‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬والعطش‭ ‬داخل‭ ‬الصندوق‭ ‬المعدني،‭ ‬وحيث‭ ‬الذل‭ ‬والاتهامات‭ ‬التي‭ ‬يوجهونها‭ ‬لبعضهم‭ ‬بعضاً،‭ ‬وحيث‭ ‬أصابتهم‭ ‬حجارة‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬كانوا‭ ‬يقصدون‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭. ‬

كما‭ ‬تم‭ ‬الترميز‭ ‬بخطف‭ ‬العربة‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ (‬حراسها‭) ‬على‭ ‬يد‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬الذي‭ ‬تسلل‭ ‬إلى‭ ‬كابينة‭ ‬القيادة‭ ‬وهرع‭ ‬بها‭ ‬مسرعًا،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬بالجميع‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬مجهول،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬لمصر،‭ ‬وقد‭ ‬وضح‭ ‬اهتزاز‭ ‬السيارة‭ ‬بقوة،‭ ‬وبدا‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الجميع،‭ ‬ربما‭ ‬لخشيتهم‭ ‬من‭ (‬سائق‭) ‬غير‭ ‬متمرّس‭ ‬لم‭ ‬يروا‭ ‬وجهه‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يقود‭ ‬بها‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬التوجس،‭ ‬وكذلك‭ ‬ارتيابهم‭ ‬من‭ ‬مكان‭ (‬مجهول‭) ‬يذهبون‭ ‬إليه‭.‬

حينما‭ ‬تتوقف‭ ‬السيارة،‭ ‬يسعى‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬الخروج،‭ ‬لكن‭ ‬بلا‭ ‬فائدة،‭ ‬فالباب‭ ‬مغلق،‭ ‬والسائق‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬المفتاح،‭ ‬وعندما‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بإجراء‭ ‬عنيف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬عنوة،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاصطدام‭ ‬بالحائط،‭ ‬لم‭ ‬يفلح،‭ ‬بل‭ ‬ازداد‭ ‬الوضع‭ ‬سوءًا،‭ ‬وتشير‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬الرمزية‭ ‬إلى‭ ‬الهمجية‭ ‬وسوء‭ ‬التصرف‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬الواعية،‭ ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬إلى‭ ‬حشر‭ ‬السيارة‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬مأزق‭.‬

ركز‭ ‬مدير‭ ‬التصوير‭ ‬أحمد‭ ‬جبر‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬مُحكم‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭ ‬الجيد‭ ‬لعنصري‭ ‬الإضاءة‭ ‬والظلال‭ ‬وإيجاد‭ ‬المساحات‭ ‬المناسبة‭ ‬لكل‭ ‬العناصر‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬المشهد،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬العربة‭/ ‬السجن،‭ ‬ولذلك‭ ‬تم‭ ‬تصوير‭ ‬النوافذ‭ ‬بأسلاكها‭ ‬وقضبانها‭ ‬ووقوف‭ ‬المعتقلين‭ ‬خلفها،‭ ‬بطريقة‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬الزنزانة‭ ‬والوقوف‭ ‬خلف‭ ‬القضبان،‭ ‬وكذلك‭ ‬قدر‭ ‬الإضاءة‭ ‬على‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ (‬هاني‭ ‬عادل‭) ‬المكبل‭ ‬بالأصفاد‭ ‬في‭ ‬النافذة،‭ ‬ترميزًا‭ ‬لفكرة‭ ‬السجن‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وتكبيل‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬حركة‭ ‬الكاميرا‭ ‬في‭ ‬تصويرها‭ ‬لمشهد‭ ‬السيارة‭ ‬المنطلقة‭ ‬بلا‭ ‬رويّة‭ ‬من‭ ‬قائدها‭ ‬واهتزازها،‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬عشوائية‭ ‬الحركة‭ ‬وعدم‭ ‬الاتزان‭ ‬وترسيخًا‭ ‬لفكرة‭ ‬غموض‭ ‬الهدف،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يقصدها‭ ‬الخاطف‭. 

وبذكاء‭ ‬المونتير‭ ‬أحمد‭ ‬حافظ،‭ ‬المتمكن‭ ‬جيدًا‭ ‬من‭ ‬تقنيات‭ ‬المونتاج‭ ‬الحديثة،‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الحركة‭ ‬بين‭ ‬المحتجزين،‭ ‬والجنود‭ ‬حول‭ ‬العربة،‭ ‬والمتظاهرين‭ ‬المتربصين‭ ‬فوق‭ ‬الكوبري‭ ‬المواجه،‭ ‬وأحيانا‭ ‬حركة‭ ‬أحد‭ ‬القناصين‭ ‬وهو‭ ‬يتسلق‭ ‬إحدى‭ ‬العمارات‭ ‬القريبة،‭ ‬وجاءت‭ ‬متابعة‭ ‬المحتشدين‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬لحركة‭ ‬القناص‭ ‬وتحذيرهم‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة،‭ ‬ترميزًا‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬‮«‬الشعب‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الشرطة،‭ ‬ووقوفهما‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬خندق‭ ‬واحد‭ ‬وأنهما‭ ‬كانا‭ ‬هدفًا‭ ‬للجماعة‭. ‬

ارتكز‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬اشتباك‮»‬‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬وما‭ ‬تعرّض‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة،‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قوى‭ ‬متعددة‭ ‬وتوجهات‭ ‬غريبة‭ ‬لم‭ ‬يعتدها،‭ ‬وصراعات‭ ‬دموية،‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬أهدافها‭ ‬الحقيقية،‭ ‬فيصور‭ ‬مصر‭ ‬المحروسة‭ ‬بأهلها،‭ ‬وقد‭ ‬أحاطتها‭ ‬الجنود‭ ‬والضباط‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬وبلطجية‭ ‬وثوار‭ ‬وأطياف‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬أخرى،‭ ‬ويبدو‭ ‬المواطن‭ ‬المصري‭ ‬البسيط‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬قوة،‭ ‬حيث‭ ‬رمز‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ (‬مصر‭) ‬بمختلف‭ ‬فئاتها‭ ‬العمرية‭ ‬وتعددها‭ ‬الفكري‭ ‬وتنوعها‭ ‬الديني،‭ ‬بأن‭ ‬جمع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬داخل‭ ‬السيارة،‭ ‬وقد‭ ‬واجهوا‭ ‬الحجارة‭ ‬التي‭ ‬رماهم‭ ‬بها‭ ‬المتظاهرون‭ ‬ظنًّا‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬الإخوان،‭ ‬وواجهوا‭ ‬تبادل‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬والشرطة،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬ضحايا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬داخل‭ ‬الميدان‭.‬

 

الاشتباك‭ ‬بين‭ ‬الرمز‭ ‬والواقع

جاء‭ ‬اسم‭ ‬الفيلم‭ ‬معبّرًا‭ ‬ومتناغمًا‭ ‬مع‭ ‬الطرح،‭ ‬فيقصد‭ ‬بكلمة‭ ‬‮«‬اشتباك‮»‬‭ ‬كل‭ ‬تداخل‭ ‬بين‭ ‬متناقضين‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬فإن‭ ‬الفيلم‭ ‬يحتوي‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬الاشتباكات،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نوجزها‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬التالية‭:‬

أولًا‭: ‬الاشتباك‭ ‬بين‭ ‬الرمز‭ ‬والواقع،‭ ‬فالفيلم‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬بمنتهى‭ ‬الموضوعية‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب،‭ ‬مثل‭ ‬تعامل‭ ‬الشرطة‭ ‬وتعنتها‭ ‬مع‭ ‬المواطنين،‭ ‬حتى‭ ‬وهُم‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بينهم‭ ‬جرحى،‭ ‬وشيخاً‭ ‬مريضاً‭ ‬طاعناً‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬وأطفالاً،‭ ‬ولذلك‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬كل‭ ‬الأحداث‭ ‬واقعية‭ ‬وكل‭ ‬النماذج‭ ‬الإنسانية‭ ‬معبّرة‭ ‬عن‭ ‬الإنسان‭ ‬والمجتمع‭. ‬

ثانيًا‭: ‬الاشتباك‭ ‬بين‭ ‬الإنساني‭ ‬واللاإنساني،‭ ‬فقد‭ ‬حوى‭ ‬الفيلم‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬والحالات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬تناقضًا‭ ‬إنسانيًا،‭ ‬مثل‭ ‬موقف‭ ‬جندي‭ ‬الأمن‭ ‬المركزي‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬حدّي‭ ‬سكين،‭ ‬فهو‭ ‬يطارد‭ ‬المواطنين‭ ‬ويقمعهم،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يسارع‭ ‬إلى‭ ‬مساعدتهم‭ ‬عندما‭ ‬يشعر‭ ‬بحاجتهم‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة،‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يقوم‭ ‬زميله‭ ‬بحبسه‭ ‬معهم‭ ‬ولا‭ ‬يستجيب‭ ‬لاستغاثاته‭.  

ثالثًا‭: ‬رغم‭ ‬التفاوت‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬بين‭ ‬المقبوض‭ ‬عليهم،‭ ‬ووضعهم‭ ‬المأساوي،‭ ‬فإنهم‭ ‬يمزحون‭ ‬ويضحكون‭ ‬ويسخرون‭ ‬ممن‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬مطرب‭ ‬الثورة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬تعاونوا‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬الحاجة،‭ ‬فأولوها‭ ‬ظهورهم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬التوحد‭ ‬عندما‭ ‬يلزم‭ ‬الأمر‭.‬

رابعًا‭: ‬تكبيل‭ ‬يد‭ ‬‮«‬الصحفي‮»‬‭ ‬بالأصفاد‭ ‬فكرة‭ ‬سديدة،‭ ‬للتدليل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬وقمع‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬وهو‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬اعتقلته‭ ‬السلطات‭ ‬وأدخلته‭ ‬العربة‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يقوم‭ ‬بعمله‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الأحداث،‭ ‬وظل‭ ‬مهتمًّا‭ ‬ومحاولًا‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬الصور‭ ‬المعبّرة‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬المأساوي‭ ‬للمحبوسين،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تكبيله‭.  ‬‭ ‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬اشتباك‮»‬‭ ‬حصد‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومنها‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬زغرب‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي،‭ ‬ونال‭ ‬أربع‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائية،‭ ‬وثلاث‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬بلدوليد‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجائزة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الفيلم‭ ‬العربي‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬فاماك‮»‬‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬فاعليات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ60‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬لندن‭ ‬السينمائي‭ ‬ضمن‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬للمهرجان،‭ ‬كما‭ ‬عُرض‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬‮«‬نظرة‭ ‬ما‮»‬،‭ ‬وتم‭ ‬اختياره‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬10‭ ‬أفلام‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الـ69‭. ‬

من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬أيضًا،‭ ‬‮«‬حظ‭ ‬سعيد‮»‬،‭ ‬و«الطيب‭ ‬والشرس‭ ‬والسياسي‮»‬،‭ ‬و«اسمي‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير‮»‬،‭ ‬و«صرخة‭ ‬نملة‮»‬،‭ ‬و«موقعة‭ ‬الجمل‮»‬،‭ ‬و«الشتا‭ ‬اللي‭ ‬فات‮»‬،‭ ‬و«فرش‭ ‬وغطا‮»‬،‭ ‬و«بعد‭ ‬الموقعة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬يسري‭ ‬نصرالله،‭ ‬وتوقف‭ ‬عند‭ ‬الحادثة‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬إعلاميًا‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬موقعة‭ ‬الجمل‮»‬،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬18‭ ‬يوم‮»‬‭ (‬2011‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬إخراجه‭ ‬شريف‭ ‬عرفة،‭ ‬ومروان‭ ‬حامد،‭ ‬ويسري‭ ‬نصرالله،‭ ‬وخالد‭ ‬مرعي،‭ ‬وكاملة‭ ‬أبو‭ ‬ذكري،‭ ‬وشريف‭ ‬بنداري،‭... ‬وغيرهم،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬كوكبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النجوم،‭ ‬منهم‭: ‬أحمد‭ ‬حلمي،‭ ‬ومنى‭ ‬زكي،‭ ‬وآسر‭ ‬ياسين،‭ ‬وأحمد‭ ‬الفيشاوي،‭ ‬وأحمد‭ ‬فراج،‭ ‬وهند‭ ‬صبري‭... ‬وغيرهم‭. ‬وقام‭ ‬بكتابته‭ ‬تامر‭ ‬حبيب،‭ ‬وبلال‭ ‬فضل،‭ ‬وعباس‭ ‬أبوالحسن،‭ ‬وأحمد‭ ‬حلمي‭. ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬ملحمي‭ ‬يروي‭ ‬ويوثّق‭ ‬تفاصيل‭ ‬18‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬حتى‭ ‬تنحي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬فبراير‭ ‬2011،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬جماهيريًا‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬‭.

طارق‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬ونيلي‭ ‬كريم‭ ‬واحمد‭ ‬داش‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬الفيلم

داخل‭ ‬عربة‭ ‬الترحيلات‭ ‬اجتمع‭ ‬المؤيد‭ ‬والمعارض‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية‭ ‬متنوعة