غِربال‭

غِربال‭

1‭ ‬

 غِربال‭

 

يغربلُ‭ ‬في‭ ‬الريح

غِربالهُ

روحهُ

يتبقَّى‭ ‬على‭ ‬وجهِ‭ ‬سجَّادةِ‭ ‬العُشبِ

بعضُ‭ ‬الغُبارِ‭ ‬الأليفِ

ورملٌ‭ ‬نما

واحتمى

بالوجيعةِ‭....‬،

حِنَّاءُ‭ ‬ليلٍ‮ ‬

أتتْ

سافرتْ

من‭ ‬زمانٍ‭ ‬عميقٍ

ورائحةٌ

عَبَقَتْ

في‭ ‬الفراغِ‭ ‬السحيقِ

وتحملُ‭ ‬وشمَ‭ ‬البلادِ‭ ‬التي

ترَكَتْها‮ ‬

على‭ ‬قابِ‭ ‬قوسينِ

من‭ ‬مهرجان‭ ‬الرماد‭!!‬

ربما‭ ‬كانَ‭......‬

من

قومٍ‭ ‬عادْ‭!!!!‬

ربما‭ ‬شاعرٌ

أرَّقَتْهُ‭ ‬مع‭ ‬الفجرِ

عينا‭ ‬سُعاد‭!!‬

 

2

‭(‬حين‭ ‬تغيبين‭)‬

وحينَ‭ ‬تغيبينَ

أصابُ‭ ‬بِضيقٍ

في‭ ‬الصدرِ

وبطءٍ

في‭ ‬ضرباتِ‭ ‬القلبِ

يثورُ‭ ‬غبارٌ‭ ‬ذريٌّ

ويعطِّلُ‭ ‬كُلُّ‭ ‬مظلاَّتِ‭ ‬الكونِ

عن‭ ‬الظلِّ

ويهربُ‭ ‬سوقٌ

من‭ ‬باعتهِ

وتبورُ‭ ‬الفاكهةُ

وتتلفُ‭ ‬في‭ ‬الأقفاصِ

وفي‭ ‬أعماقِ‭ ‬مخازنها

تشَّابهُ

أيامُ‭ ‬الأسبوعِ‭ ‬لديّ

السبتُ

كما‭ ‬الاثنينِ

حزينٌ

يتَّسخُ‭ ‬قميصي

يتَّسِعُ‭ ‬البنطالُ‭ ‬عليَّ

وأغدو

كالجميزِ

على‭ ‬شطِّ‭ ‬النيلِ

عجوزًا

وعقيمًا

وتصيرُ‭ ‬الكرةُ‭ ‬الأرضية

دون‭ ‬نجومٍ‭ 

أو‭ ‬قمرٍ

أو‭ ‬شمسٍ

من‭ ‬ذهبٍ‭ ‬صافٍ

يتحولُ‭ ‬قوسُ‭ ‬القُزِحِ

إلى‭ ‬خمسةِ‭ ‬ألوانٍ

يتعطَّلُ‭ ‬بيتهوفنُ

عن‭ ‬تكملةِ‭ ‬السيمفونيةِ

يتوقف‭ ‬بيكاسو‮ ‬

عن‭ ‬إبداعِ‭ ‬اللوحات‭ ‬المجنونةِ

‭....‬

حين

تغيبينْ‭ ‬