5 دول تدمج الروبوتات في الحياة اليومية

5 دول تدمج الروبوتات  في الحياة اليومية

يثق الآسيويون، بالفعل، بالروبوتات بالقدر الكافي الذي يسمح لها برعاية أحبائهم وتقديم النشرات الإخبارية المسائية. في تلك الأثناء، مرّت جولة عالمية للروبوت المسافر، متطفلاً بنجاح في ألمانيا وهولندا وكندا، غير أنّ المرحلة الأمريكية للرحلة اختُصِرَت عندما ضُرب الروبوت حتى الموت وُقطعت رأسه في مدينة فيلادلفيا.  البشر جنس متنوع ويصعب توقّع تصرفاته. ولا مناص من أن مناطق مختلفة من العالم ستنظر إلى الذكاء الاصطناعي بطرائق مختلفة. إليكم كيف تدمج خمس دول الروبوتات في ثقافاتها بشروطها الخاصة.

 

الروبوتات في الصين محل ترحاب على نطاق واسع، فهي تُبَرمَج حيث تعمل عمل موظفي الاستقبال وتنظّف النوافذ في البيت. ونقلت صحيفة «ساوث تشينا مورنينج بوست» عن وكالة شينخوا الصينية الحكومية للأنباء أنه تم تطوير روبوتيْن لإذاعة الأخبار بتقنية الذكاء الاصطناعي. وصُمِّم الروبوتان، اللذان أُطلق عليهما اسميْ شين شياومنغ وكيو هاو، على هيئة بشر. وباستطاعتهما محاكاة تعبيرات الوجه والحركات الطبيعية للبشر والتحدث بالإنجليزية والصينية.
وقد فعَّلَت الصين أيضًا تقنية الذكاء الاصطناعي في نظامها التعليمي. وتقول صحيفة «تشاينا ديلي» إن المُعلمة الآلية كيكو شقّت طريقها إلى فصول رياض الأطفال في أكثر من 200 مدرسة في شتى أنحاء البلاد.
ويشجع هذا الروبوت على التعلّم التفاعلي بواسطة مشاركة القصص ومساعدة الأطفال على حلّ المشكلات المنطقية. ورأسه المستدير وعيناه الواسعتان تضفي عليه مظهرًا «طريفًا» يستميل الأطفال تحت سنّ سبع سنوات فضلاً عن تطويع الذكاء الاصطناعي لتخفيف الأعباء المنزلية كالغسل ورعاية كبار السن، ترى اليابان أيضًا أن الذكاء الاصطناعي يفيد صناعات أكثر جديّة في المستقبل. 
تقول اليابان الآن إن سفيرها لدى الأمم المتــــحدة دافـــع فــــي أحــد المؤتمرات عن استخدام «الروبوتات القاتلة» تحت الإشراف البشري. 
وبينما لا تتساهل اليابان بتاتًا مع الروبوتات المسلّحة المستقلة، قال السفير إن بلده يستشرف مستقبلاً توفّر فيه الروبوتات تكلفة العمالة وتُقلّص من الأضرار العارضة في البيئات العسكرية.
وتقول صحيفة «أساهي» اليابانية إن اليابان تؤمن بأن الإشراف البشـــري لا غنى عنه في هذا الموقف. كما تعتزم طوكيو توظيف الروبوتات في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2020 في طوكيو، وفق ما أفادت صحيفة «ذا جابان تايمز».
ويعكف منظمو البطولة على تطوير روبوتات لمساعدة الزائرين والعاملين خلال البطولة. وبعض التقنية طُوّرَت بحيث تساعد المشاهدين المُقعدين تحديدًا بإرشادهم إلى مقاعدهم وحمل أغراضهم الثقيلة. 
يقول نائب مدير اللجنة الأولمبية اليابانية، ماساكي كوميا، إنهم ينشدون الروبوتات «الودودة تجاه البشر... التي تزيد من راحة الناس في الفعاليات، وتقدم للجمهور أيضًا تجربة جديدة» لعل أكثر الروبوتات إثارة للدهشة والجدل في آن واحد في العالم تلك الرائجة في تايلاند. لقد بُنيت بأعين حمراء قانية وأزياء رسمية صفراء، وثمة جيش صغير منها يعمل حاليًا بمستشفى مونغكوت واتانا العام في بانكوك. وتنشغل تلك الروبوتات يوميًا بنقل المستندات من مكتب إلى آخر بطول أشرطة مغناطيسية؛ وهي مهمة وضيعة كان الممرضون يقومون بها من قبل. ويصرّ المستشفى على أن هذا التطور لا يهدد توظيف البشر، وأكد مديره راينتونغ نانا العام الماضي أن «هؤلاء الممرضين الآليين يساعدون على تحسين كفاءة وأداء العمل في المستشفى (...)، والغرض منها ليس تقليص عدد العاملين فيه».برغم أن الروبوتات الأوروبية تميل إلى أن تبدو أشبه بالآلات منها بالبشر، فإنها ما تزال تستحوذ على وظائف البشر. فقد يُفاجأ كبار الطهاة بتعطّلهم عن العمل قريبًا، بينما يبدأ الذكاء الاصطناعي في التسلل إلى صناعة الطهي. 
تقول صحيفة «الباريسي» إن روبوتًا يُدعى بازي في مدينة مونتِفرا الفرنسية باستطاعته إعداد البيتزا وتقطيعها وتقديمها للزائرين في أقل من خمس دقائق، وكذلك باستطاعته ابتكار 500 ألف وصفة طعام فريدة. 
وتهدف الشركة الناشئة التي صنعت هذا الروبوت، وتُدعى إيكيم، إلى تدشين مطعم في باريس ومنطقة فال ديوروب بنهاية هذا العام.
وقد يطوي النسيان موظفي صفّ السيارات أيضًا. ففي مطار ليون سانت إكسوبيري تَصُفُّ الروبوتات السيارات في دقيقتيْن فقط. 
ووفق مقطع فيديو بثّته شبكة فرانس إنفو الإذاعية، تعمل هذه الروبوتات على النحو التالي: يترك المرء سيارته في جراج محدد، فيتسلمها الروبوت ويضعها في موقف السيارات، حيث يحسّن من المساحة المتاحة، إذ يتعامل مع السيارة وكأنها قطعة من قطع لعبة تيتريس. وقد سمحت هذه التقنية بزيادة مساحة مواقف الانتظار بمقدار 50 في المئة، ولم تكلف المسافرين سوى 2 يورو فقط. ويضع النظام خططًا لتوسعة نطاق عمله إلى مطارَي شارل ديغول ولندن جاتويك.ربما كان الأمريكان أقلّ الناس انفتاحًا على دمج الروبوتات في الحياة اليومية، حيث كشفت دراسة لمؤسسة بروكينغز أجرتها عام 2018 عن أن 61 في المئة من مستخدمي شبكة الإنترنت البالغين في الولايات المتحدة لا يرتاحون للروبوتات.
وثمة استبيان آخر كشف عن أن 84 في المئة صرّحوا - بلا مواربة - بأنهم ليسوا مهتمين بروبوت يساعدهم على رعاية أحبائهم والاهتمام بهم.
ومع ذلك، فقد اقتحم الذكاء الاصطناعي صناعة الرعاية الصحية الأمريكية. وبإمكان روبوتات الأطباء إجراء مؤتمرات مرئية داخل المستشفيات والتحدث إلى المرضى بواسطة الدردشة المرئية. 
وثمة نسخة من هذا الروبوت، يُدعى د. بير بوت، يقوم بجولات في مستشفى الأطفال الوطني العاصمة في واشنطن. وظهر الروبوت أول مرة يوم الاحتفال بعيد الحب، ووزع بطاقات مُعايدة على المرضى الشباب في المستشفى بأسرها. ورغم الشعبية الكاسحة التي حظي بها د. بير بوت بين الأطفال في واشنطن، ثمة طبيب آلي في فيرمونت، كاليفورنيا، يشهد صعوبة أكبر في التأقلم. 
كان إيرنست كوينتانا (79 عامًا) يتلقى العلاج في وحدة العناية المُركزة التابعة لمركز كايزر بيرماننت، وإذا بطبيب روبوت يخبره عبر حوار مرئي أنه لن ينجو، لأن حالة رئتيه متدهورة. 
وكانت حفيدة المريض آناليسيا ويلهارم برفقته آنذاك، فصدمتها الطريقة التي تلقّى بها جدّها الخبر. وصرحت ويلهارم لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، قائلة: «ينبغي ألا تمر حفيدة ولا أي فرد من أفراد العائلة بالتجربة البشعة التي مررت بها معه... لقد تملكتني حالة من الرعب خوفًا عليه، وأصبتُ بخيبة الأمل بسبب الطريقة التي تلقيت بها الخبر». ومنذ تلك الواقعة، احتجّ المستشفى بأن استخدام كلمة «روبوت» هو وصف حصري للتقنية لا أكثر. إذا كان الأمريكان مترددون حتى في استخدام لفظ روبوت، فربما لن يخطو الذكاء الاصطناعي خطوات كبيرة عندهم ■

«كيكو» المعلّمة الآلية تشجّع على التعلّم التفاعلي بواسطة مشاركة القصص ومساعدة الأطفال في حلّ المشكلات المنطقية