حوارٌ حولَ الشِّعر

الفكرة الأعمق في نسبة قول آدم شعرًا في الرثاء هي أن العواطف الإنسانية العميقة تظلُّ تفتّشُ عن منسربٍ لها فيما يناسبها من وسائل، والشعر أكثر الفنون التي تقترب من ملامسة هذه الأمنيات العميقة.
إن نسبة وجود الشعر للموجود الأول تدلّ على علاقة الشعر بالإنسان لأنه مولود الشعور. وهذا يعني أن الشّعر قد سبق الفلسفة في الذات الإنسانية. إذا كان الشعر في بداهته وليد الشعور فهو سابق الفلسفة، لأنه كينونة، والفلسفة تعليل.
الطفل يبكي، فهل بكاؤه فلسفة أم تعبير عن شعور؟! وما علاقة البكاء بالشعر؟ إن المصنع الداخلي فينا هو الذي يقول إن البكاء لغة، لأننا نفهم البكاء باعتباره صوتًا لا ينتظر إجابتنا عنه.
لقد جعل الشاعر أراغون البكاء لغة أعمق من أيِّ تعبير عن الشعور حين قال: «كُفَّ عن الشكوى، فليس أدعى للسخرية من إنسانٍ يشكو إنْ لم يكنْ يبكي»، هنا يعتبر أراغون أن البكاء أعلى الكلام وأقدره على النفاذ إلى الذات. لقد ارتبط الشعر بالبكاء، وارتبط بأقاليم النفس الجُوّانيّة، وتجوّلَ فيها، وحمل مكنوناتها، وحاول صياغتها كلامًا.
الشعر لن يموت ما دام هـــناك إنسانٌ يشعر، ومن يشعرْ يعبّرْ عن شعوره، ووسائل التعبير كثيرة، فقــــد تكون لوحة فنية تحملُ ذاتَ صانعها، كالموناليزا مثلًا للفـــــنان الــخالد ليوناردو دافنشي، وقد تكون الموسيقى هي التي جعلت بيتهوفن يسمع في وجدانه ما لا تدركه الحواس. والموسيقى لغة أيضًا، وفيها قال ابن عبد ربه في كتابه «العقد الفريد»: «النغم فضلٌ في المنطق لم يقدر اللسان على استخراجه، فاستخرجته الطبيعة بالألحان»، والموسيقى شعر في النهاية، لأنها تقوم على الترجيع.
لماذا الشعر؟
حتى الآن يبدو أن أهم وسائل التعبير عن المشاعر هو الكلام المسكون بالشعر. وتحديدًا الشعر. فلماذا الشعر؟ والجواب لأن الشعر غناء، والغناء إيقاع، وقد عرف العرب الإيقاع من طبيعتهم، ومن حداء الإبل. وكان العرب لا يفرقون بين الشعر والغناء، وكانوا يرون أن الإيقاع هو الجامع بين الشعر والغناء. يقول حسان بن ثابت:
تَغَنّ بالشعرِ إمّا كنتَ قائلَهُ
إنّ الغناءَ لهذا الشعر مضمارُ
سُئِلَ أعرابيٌّ: لِمَ مراثيكم أجمل شعرِكمْ؟ فأجاب: «لأننا نقولها وقلوبنا محترقة». وهذا يعني أن نقل الشعور إلى الكلمات يغدو عملية تفريغ ما يصطخب في الذات، ويتفاعل مع ما يحتكُّ به الشاعر من موجودات العالم الخارجي.
وبهذا المعنى يغدو الشعر دواء للمصابين بما لا يمكن تحمّله، نعم الشعر دواء، وبخاصة حين يتعامل مع ذات قائله، وليس ما يُستَجْلَبُ به الشهرة والمال والتزلف على أبواب الحكام. إنّ الشعر الذي هو شعر حقيقي محاولة للخروج من حرائق الداخل، تلك الحرائق التي تندلع نتيجة حدث وتجربة. يقول قيس بن الملوّح:
فلم أُشْرِفِ الأيْفاعَ إلاّ صبابةً
ولم أُنشِدِ الأشعارَ إلاّ تداويا
لم يكن قيس بن الملوَّح فيلسوفًا، ومع ذلك أدركَ أنه ينشد الأشعار تداويًا بها من حب ليلى، وعرف أن الشعر سامره ونجيُّه، فلجأ إليه. وهذا يعني أن للشعر وظيفة، ويبدو أن أعلى هذه الوظائف هو تفريغ الأسى، إنه ولادة المولود الشعري الذي يريح من المعاناة.
لغة الداخل المشترك
دائمًا كنت أسأل نفسي: ماذا يجدي النواح؟ وأنا أسمع بكاء الثاكلات، وتردادهنّ الغناء المشحون بلهب داخلي عميق. وكان النواح والبكاء يمتزجان بالدمع، وكانا معًا يجعلانني أفهم قول ابن الرومي، وهو يرثي ابنه الأوسط مخاطبًا عينيه:
بكاؤكما يشفي، وإن كان لا يُجدي
فجودا، فقد أودى نظيركما عندي
البكاء يشفي، وهو لغة يفهمها البشر جميعًا بلا ترجمان. لأنها لغة الداخل المشترك بين جميع البشر، حين ترى الدموع تدرك أن من يبكي عنده قضية، وتدرك من لغة الدمع الفرق بين البكاء والتباكي.
لقد ركَّزَ النقد على دور شعر المأساة (التراجيديا) اليونانية في تعاملها مع أهمية وظيفتها، وفضّلها النقد على الملهاة (الكوميديا). والسبب أنها تتعاطف بعمق مع الإنسان، وتثير رائي المسرحية، وتريه أن الإنسان مظلوم أمام قدر آلهة الأولمب، وسيزيف من أبرز أمثلتها.
كان الذين يحضرون المسرح ينحازون لحضور التراجيديا أكثر من حضور الملهاة، لأن التراجيديا تفرّغ الذات من حزنها على الإنسان المهزوم والخاضع لأقدار آلهة الأولمب باستمرار. وهذا ما نراه في بعض المناسبات التي يحضرها الناس لتجاوبهم مع مأساوية حدثها. إن الشعر يبقى المتعاطف مع مظلومية الإنسان ومآسيه الناتجة من احتكاكه الخشن بأحداث الحياة.
رسالة الشعر
هذا يعني أن الشعر الحقيقي ليس ترفًا ووسائل طرب للآخرين، وإنما هو حامل رسالة وقضية تتعلق بأشياء الإنسان الغالية. وبهذا المعنى يغدو الشعر الصادق هو الحب نفسه، فهما يتجاوران إلى حدّ الالتصاق وذوبان أحدهما في الآخر.
فحين تبكي مثلًا، فذلك يعني أنك فقدتَ أشياء تحبّها، والشعر هو بكاء الذات بالكلمات. الشعر إذن مواسٍ وطبيب ومنقذ. أنا قلت في إحدى قصائدي مستعينًا بالحب والشعر، وكنت مغمورًا بأحزان ومعاناة لا طاقة لي بحملهما: «أحبّيني/ فإنّ الحبَّ في المنفى يساعدني/ وينقذني من الحجرِ/ فقد تُلغي بنفسجةٌ/ بنفح عبيرها صحراءْ/ ويملأ غابةً عصفورْ», وكان الشعر بالنسبة لي سفينة أُبحر فيها إلى أهلي، وكان الشعر يحوّل الواقع إلى حلم. إنه المنقذ من الهلاك. والشعر محامٍ ومدافع عن حقوق النفس البشرية، فقد سجن الخليفة عمرُ بن الخطاب الشاعرَ الحطيئة بسبب هجائه المقذع للزبرقان بن بدر، أمير تميم، وفي السجن بعث الحطيئة بقصيدة للخليفة عمر، يذكِّره فيها بأنه ترك خلفه أطفاله الجياع، ولا معيل لهم غيره، وكانت القصيدة مؤثرة، وقد جعلت الخليفة يبكي لتأثره بعواطف الشاعر الملتهبة، وحنينه لأطفاله الذين يشبههم بزغب القطا، يقول الحطيئة مخاطبًا عمر بن الخطاب:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مَرَخٍ
زُغْبِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ؟
ألقيتَ كاسبَهمْ في قعرِ مظلمةٍ
فاغفرْ، عليكَ سلام اللهِ يا عمرُ
كانت القصيدة أقوى من محامٍ في جلسة القضاء الإنساني، فقد أخرجت الشاعر من السجن بقوة الشعر المشحون بلهب الوجدان.
الإسلام والشعر
وقف الإسلام موقفًا نافيًا الشعر ودوره، وفي القرآن الكريم آيات تهاجم الشعر والشعراء، وهو يعتبر أن الذين يستجيبون للشعر ويتَّبعون الشعراء هم غاوون. وربط الإسلام رفضه الشعر بأن الشعراء يقولون ما لا يفعلون. وعلى الرغم من هذا الموقف، فقد قَبِل الإسلام رسالةً وعقيدةً الشعرَ، وحاول أن يجعله منخرطًا في خدمة العقيدة الجديدة.
لم يستطع الإسلام بكل حضوره أن يلغي الشعر، لأن الشعر ليس مفصولًا عن الذات العربية. وهو الذي كان يثير حربًا ويعقد صلحًا. حاول الإسلام أن يضع ضوابط للشعر فلم يستطع، والشاعر الذي التزم بهذه الضوابط سقط شعره. فهذا حسان بن ثابت الأنصاري، الذي عاش مئة وعشرين سنة، نصفها في الجاهلية، ونصفها في الإسلام. وهذا ما قاله الأصمعي في حسان وشعره: «حسان بن ثابت فحلٌ من فحول الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره»، وهذا صحيح، ولكن، لماذا سقط شعره؟ والجواب أن الشعر لا يمكن أن ينضبط في قوالب، مهما كانت نوعيةُ هذه القوالب.
سِمةُ الشعر التمرد، وإثارة الأسئلة، وعدم الوقوف عند الأجوبة الجاهزة. الشعر يتسم دائمًا بنقد كل ما هو ثابت، ومن هنا تأتي حداثته. يقول أوكتافيو باث في كتابه «أطفال الطين»: «إن الزمن لا يكون حديثًا إلا إذا كان نقديًّا». النقد هو بناء على بناء، بل هو هدم وبناء مستمران. إن الثبوت مناقض لمفهوم الزمن، فالزمن هو نهر الحياة، «وأنت لا تستطيع أن تدخل في ماء النهر مرتين». يتسم الشعر دائمًا بعملية الولادة. ومن هنا تأتي حداثته.
الدين والحداثة
الحداثة لا تناقض الدين، والدين بمفهومه الكوني الصحيح هو الاستجابة للحياة بما هو أفضل. وهذا يعني التجاوز، ويعني الحداثة أيضًا. لم يستطع فقيه أن يكون شاعرًا من الطراز الأول، لأن الشريعة تحدد له مساره، بينما أبدع شعراء من نوع الحسن بن هانئ، الذي كان يرى روحه في جوف دنّ الخمر، ومع ذلك كان مؤمنًا، وكان يقول بتضرع:
يا ربِّ إنْ عَظُمتْ ذنوبي كثرةً
فلقد علمتُ بأنّ عفْوَكَ أعظمُ
إنْ كان لا يرجوكَ إلا مُحسنٌ
فبمن يلوذُ ويستجيرُ المجرمُ؟
لقد خرج مولانا جلال الدين الرومي من الفقيه إلى الشاعر، فكتب أروع تجلياتهِ، وحكى مع الناي المقصوف من غابته، ودعا إلى رؤية الله في عبادته: «لا تعبدوا حتى تروا». وحين خرج من الفقيه رأى الله ببصيرته أبعد، وصار خارج الفقه بمعناه التحديدي، ودخل فيما يشبه السريالية بعلاقته مع الرائي «شمس تبريزي». وبدأ يؤمن بوحدانية لا تستثني أحدًا من كليّة الخالق، فليس هناك ذات مفصولة عن الكلية الجامعة في وحدانية «العالم الأكبر».
آمن بالموسيقى امتدادًا لأنين الناي الذي قصف من غابته، وما أنينه إلا حنين للعودة إلى الغابة التي قصف منها. وكان الشعر هو آلة العزف في صدر الفقيه الذي صار شاعرًا، يقول جلال الدين الرومي:
بشنو أز نيْ جون حكاية ميكند
واز جدائيها شكايت ميكند
كز نيستان تا مرا ببريده اند
أز نفيرم مرد وزن ناليده اند
ومعناه: استمعْ إلى الناي وهو يروي حكايته، ويقول: من يوم أن قطعوني من الغابة أنا أصرخ، وإلى الآن من صراخي صار الجميع رجلًا وامرأة يصرخون.
حالة ارتقاء
الشعر تغلّب فيه على الفقه. فالشعر حالة ارتقاء، لأنه يتعامل مع الداخل بلا موانع، وكما أسلفنا، فالدين لم يستطع إزاحة الدين، ثم إن المشركين، ولشدة تأثّرهم ببلاغة القرآن الكريم نسبوه إلى الشعر، ونفى القرآن التهمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما هو بشاعر «وما ينبغي له أن يكون».
لقد ظلّ الشعر يقتحم النفس العربية. فقد شكت فاطمة بنت الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان لرفيقتها أنها جاءت إلى الحج، لكنها غاضبة، لأن عمــــر بن أبي ربيعة لم يتغزل بمفاتنها، لكن عمر كان يذكر أن الفتيات كنّ يتحرشنَ به، وهنّ طائفات، ليتغزل بهنّ، وفي ديوانه:
قالت لتِرْبٍ لها ملاطفةً:
لَنُفْسِدَنَّ الطوافَ في عمرِ
قومي، تصدَّيْ له ليبصرنا
ثم اغمزيهِ يا أختُ في خفرِ
لكن ما مصيرُ الشعرِ؟ صحيح أن الشعر هو التعبير عن طفولة الأمم، ومراحلها الرعوية، ومراحل بداوتها المتأججة العواطف، وصحيح أن بداوة الحضارات انتهت، وبدأ عصر العقل المعتمد على الرؤية لا على الرؤيا. لكن بداوة الشعور ظلت تجبر الإنسان الحضاري على الحنين إلى طفولته. وليس الشعر في حقيقته سوى حنين العقل البشري إلى طفولته.
سفير الإحساس
إن المجتمعات المادية القاسية جعلت شاعرًا متمردًا، مثل آرثر رامبو، يهجر مادية باريس وأناقة فنونها، ليعود إلى بداوة شعوره، وكاد النظام المادي يخنقه، فصرخ: «وجدتُ فوضى روحي شيئًا مقدّسًا»، وجاء إلى بلاد الشرق، إلى «عدن» ليرى عدنًا خرافية تنقذ روحه من التفكير بالانتحار.
وأشّرَ إلى وجوب انفجار «سُرّةِ أوربا»، لأنها خلعت ثياب كينونتها الأولى، وأوغلت في ضبابتها الروحية، ورأى أن روح أوربا قد غطّاها الضباب، وكان لا بد من الشمس، وهي في الشرق لا في الغرب، وأدرك صديقه فيرلين أنه كان يعبّر عن حقيقة الحضارة حين رثاه بقولهِ: «لقد كان وحشيًّا رائع التمدن». ولعل عنوان كتاب رامبو «الإشراقات» يؤشر بهذا الاتجاه الصوفي السريالي مشتبكًا مع مادية تهيمن على عصره، وضبابية تحجب شمسًا يجب أن تشرق من الإنسان أولًا.
لقد كان بودلير يرى أن الجمال مرتبط بالحواس، وكان الحب في رأيه روحًا لا جسدًا، هو سفير الإحساس في الذات الإنسانية، كان يتمنى لأوربا أن تنمو روحها مع ماديتها، ولذا قال مخاطبًا الجسد بلغة الغائب ليدخل إلى الروح: «أودُّ لو تنمو روحها مع جسدها». نمو الروح هو وحده القادر على خلق إنسانٍ سوِيٍّ، وخارج الروح ينهار كل شيء مهما كان عالي الحضور.
ولا يمكن فهم لفظة البداوة ولفظة الرعوية بمعناهما المباشر، وإنما بمعنى التصاق الروح بالحدث إلى حد الذوبان فيه، إن توافر الشعور العالي عند جلجامش نحو صديقه أنكيدو كان مقدمة لبناء سور أورك الخالد. فالفنون هي إيقاظ الروح في الموجودات لتصبح أجمل، وليعصمها جمالها من الزوال.
الفنون والحضارة
لقد ظلت الخنساء تبكي أخاها صخرًا طوال عمرها، وليس البكاء هو المقصود هنا، وإنما ما خلّفه الحزن فيها من شجىً وأسى وشعر جميل، وظل شعرها يؤكد على الوفاء وروابط الأسرة التي بدأت تُغزى بالتفكك «الموبايلي». وحين كان الناس يلومون متمم بن نويرة على الإكثار من البكاء على قبر أخيه مالك الذي قُتل في حرب الردة، كان يقول لهم شعرًا يملأ النفس شجىً وأسى، بل ويفرغ أحزان الآخرين بتحوّلها إلى دموعٍ تنسكب من المآقي:
وقالوا أتبكي كلّ قبرٍ رأيتهُ
لقبرٍ ثوى بين اللوى فالدكادكِ
فقلتُ لهم: إنّ الأسى يبعث الأسى
دعوني، فهذا كله قبرُ مالك
لا بد من الفنون لاستمرار الحضارة، ولا يمكن أن نجد حضارة مرّت في التاريخ إلا بخلود فنونها التي عبّرت عن روحها.
يرى بعض النقاد أن الرواية في عصرنا بدأت تمحو الشعر، ولكن هذا غير صحيح، فما زال هناك شعراء مبدعون، وما زلنا نقرأ الشعر. وفي رأيي الذي ثمّرْتُه من مطالعاتي في الرواية العربية والعالمية وجدت أن أخلدَ الروايات هي التي كانت روحها مأخوذة ومستقاة من الشعر، إذ لا معنى لرواية لا تخاطب روح الإنسان، وأنا لا أقصد أن الرواية يجب أن تُصاغَ شعريًا، وإنما أرى أن الروايات الخالدة التي أثرت في وجودي ووجود ملايين البشر هي الرواية التي تحوّل الحدث إلى شعور.
مهمة الرواية أن تبني وأن تهدم تمامًا كالشعر، لكن البناء والهدم هما في النهاية فعلٌ إنساني. والإنسان عليه أن ينفعل ويجد رغبة عميقة فيه إذا أراد الهدم أو أراد البناء. من الروايات التي أثرت بي رواية «الجريمة والعقاب» للكاتب الروسي العظيم دستويفسكي. أنت حين تقرأه ستنفعل وسترى أن الشعر هو روح هذه الرواية الخالدة. إن تحولات البشر، وتحولات رغابهم كانت نابعة من شعور عميق لا يختلف أبدًا عن أثر الشعر الخالد. وقرأت رواية دكتور زيفاكو للكاتب الروسي موريس باسترناك. وقد هزّني فيها تقلبات الداخل الإنساني، والتي هي في النهاية لا تختلف عن الشعر. وقد كان غموض نهاية البطل الإيحائية ■