3 عقود مضت على افتتاحه متحف البحرين الوطني... ذاكرة وطن

3 عقود مضت على افتتاحه متحف البحرين الوطني... ذاكرة وطن

ها قد مرت 30 عامًا على تأسيس متحف البحرين الوطني، ولايزال يحتفظ بذاكرة أرشيفية لتاريخ وحضارة وطن شاملة أيامه وشعوبه وحضاراته وتاريخه وإنسانياته منذ افتتحه في 15 ديسمبر 1988 المغفور له، بإذن الله، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، حاكم البحرين آنذاك، واعتُبر واحدًا من أفضل المتاحف من نوعها بالعالم في ذاك الحين، محافظًا على التراث والثقافة لمملكة البحرين.

يرزح‭ ‬تحت‭ ‬المملكة‭ ‬كمّ‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬لحقب‭ ‬مختلفة‭ ‬عاشت‭ ‬أو‭ ‬عبرت‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكونها‭ ‬ملتقى‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬قديمًا‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬القديم‭ ‬ووادي‭ ‬السند‭ ‬منذ‭ ‬العصر‭ ‬البرونزي‭. ‬

فمنذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬أدرك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرحّالة‭ ‬التاريخ‭ ‬الحافل‭ ‬للبحرين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بآثارها‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حين‭ ‬رسخت‭ ‬البعثات‭ ‬الأثرية‭ ‬الدنماركية‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬أدرجتها‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬أول‭ ‬موقع‭ ‬للتراث‭ ‬العالمي‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬وموقع‭ ‬معبد‭ ‬باربار‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬3000‭ ‬سنة‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬مكانة‭ ‬وأهمية‭ ‬جزيرة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومهدت‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬تأسيس‭ ‬متحفها‭ ‬الوطني‭.‬

وقد‭ ‬لفتت‭ ‬كثافة‭ ‬الكميات‭ ‬المكتشفة‭ ‬من‭ ‬الآثار،‭ ‬التي‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬العريقة‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬حقب‭ ‬متلاحقة،‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تزداد‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬عمليات‭ ‬التنقيب‭ ‬المنهجية،‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬متحف‭ ‬يحتضنها،‭ ‬فبدأت‭ ‬بإنشاء‭ ‬معارض‭ ‬مؤقتة‭ ‬لاقت‭ ‬صدى‭ ‬وترحيبًا‭ ‬واسعين‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الشعبي‭ ‬والعالمي،‭ ‬ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬التوسع‭ ‬العمراني‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬وسبعينياته‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والقلق‭ ‬حيال‭ ‬تاريخ‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وإلا‭ ‬سيطمس‭ ‬بالكامل‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تدارك‭ ‬الأمر،‭ ‬فعزّز‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬بحفظ‭ ‬اكتشافاتهم‭ ‬وعرضها‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬متخصص‭ ‬ومتفرد‭ ‬بالإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬للبحرين‭.‬

وتم‭ ‬التوقيع‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬و«اليونسكو‮»‬‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إعداد‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بالآثار،‭ ‬وتأسيس‭ ‬دائرة‭ ‬تتولى‭ ‬شؤون‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وتأييد‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬متحف‭ ‬وطني،‭ ‬وتم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1970،‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬التراث‭ ‬الأثري‭ ‬العريق‭ ‬الذي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬الجزيرة‭.‬

‭ ‬

متحف‭ ‬على‭ ‬جزيرة‭ ‬صناعية

لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ضاق‭ ‬المتحف‭ ‬أيضًا‭ ‬بالاكتشافات‭ ‬المتوالية،‭ ‬فارتأت‭ ‬الحكومة‭ ‬إنشاء‭ ‬متحف‭ ‬ضخم‭ ‬يليق‭ ‬بإرثها‭ ‬الزاخر،‭ ‬وتم‭ ‬تكليف‭ ‬مستشارين‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬المتاحف‭ ‬من‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬بإعداد‭ ‬مقترح‭ ‬وخطة‭ ‬للمتحف‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬صمم‭ ‬بناءه‭ ‬المهندسان‭ ‬المعماريان‭ ‬الدنماركيان‭ ‬كروهن‭ ‬وهارتفيغ‭ ‬راسموسن،‭ ‬ليصبح‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أرقى‭ ‬المتاحف‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬تخصيص‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬دفان‭ ‬ليقام‭ ‬عليها‭ ‬مشروع‭ ‬المتحف،‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬صناعية‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق،‭ ‬ويمتاز‭ ‬بواجهته‭ ‬الرخامية‭ ‬البيضاء‭ ‬وفنائه‭ ‬الأخّاذ،‭ ‬ويضم‭ ‬مجموعة‭ ‬غنية‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬التي‭ ‬يمتد‭ ‬تاريخها‭ ‬عبر‭ ‬6000‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭.‬

ويتكون‭ ‬المتحف‭ ‬من‭ ‬بناءين‭ ‬منفصلين،‭ ‬تصل‭ ‬مساحة‭ ‬أرضيتهما‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬ويضم‭ ‬المبنى‭ ‬الرئيس‭ ‬قاعات‭ ‬العروض‭ ‬الدائمة‭ ‬والمؤقتة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قاعة‭ ‬المحاضرات،‭ ‬ومتجر‭ ‬للهدايا‭ ‬يحوي‭ ‬تشكيلة‭ ‬من‭ ‬التذكارات‭ ‬والحليّ‭ ‬والكتب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتراث‭ ‬البحريني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬أبدعها‭ ‬فنانون‭ ‬بحرينيون‭ ‬شباب،‭ ‬ويتوسط‭ ‬المتحف‭ ‬مقهى‭ ‬دارسين‭ ‬المتميز‭ ‬بموقعه‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬البحر‭.‬

أما‭ ‬المبنى‭ ‬الإداري‭ ‬فـــــيضم‭ ‬المكاتــــب‭ ‬الإداريـــة‭ ‬وأماكن‭ ‬البحوث،‭ ‬ومختــــبرات‭ ‬الترميم‭ ‬ومــــخازن‭ ‬المقتنيات‭. ‬

ويشمل‭ ‬المبنى‭ ‬أربع‭ ‬مساحات‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬نصف‭ ‬مكعـــــب،‭ ‬يربطـــها‭ ‬بهــــو‭ ‬واسع،‭ ‬وفرشت‭ ‬الأرضيات‭ ‬بصورة‭ ‬عملاقــــة‭ ‬لخريطـــــة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تم‭ ‬أخذها‭ ‬بالأقمار‭ ‬الاصطناعية،‭ ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬الرواق‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬القطع‭ ‬الأثــــرية‭ ‬بطريقــــة‭ ‬تتمـــــاشى‭ ‬مع‭ ‬تقاليد‭ ‬العمارة‭ ‬المحلية،‭ ‬كما‭ ‬يعكس‭ ‬بناء‭ ‬بحيرة‭ ‬وبرك‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬حول‭ ‬المتحف‭ ‬معنى‭ ‬البحـــرين،‭ ‬كنـــــقطة‭ ‬التقاء‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬وتقاطع‭ ‬ما‭ ‬هـــو‭ ‬قديــــم‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬حديث‭.‬

 

ذاكرة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قاعاتها‭ ‬

‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬المشوار،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬‮«‬قاعة‭ ‬المدافن‮»‬‭ ‬الدلمونية‭ ‬القديمة،‭ ‬التي‭ ‬يقدر‭ ‬عددها‭ ‬بحوالي‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬مدفن‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬تلال،‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬مقبرة‭ ‬تاريخية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكثافة‭ ‬والعدد،‭ ‬وتعود‭ ‬هذه‭ ‬المدافن‭ ‬إلى‭ ‬عصور‭ ‬دلمون‭ ‬المبكرة‭ ‬حتى‭ ‬حضارة‭ ‬تايلوس‭ (‬2300‭ ‬ق‭. ‬م‭ - ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬م‭)‬،‭ ‬وأعيد‭ ‬بناؤها‭ ‬من‭ ‬تلال‭ ‬المدافن‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬حجرًا‭ ‬تلو‭ ‬حجر‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬الأصلي‭ ‬إلى‭ ‬القاعة‭.‬

تتميز‭ ‬قاعة‭ ‬دلمون‭ ‬بعرضــــها‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬فـــي‭ ‬الحقبة‭ ‬الدلمونية‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالتجارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نصوص‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الألفية‭ ‬الرابعــة‭ ‬قبــــل‭ ‬الميلاد،‭ ‬لكــــونها‭ ‬نقطة‭ ‬عبور‭ ‬للبشر‭ ‬والبضائـــع،‭ ‬ومركــــزًا‭ ‬تجـــــاريًّا‭ ‬حيويًّا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السومري‭ ‬منذ‭ ‬العصر‭ ‬البرونزي‭ ‬في‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬ق‭. ‬م،‭ ‬وتزخر‭ ‬القاعة‭ ‬بالقطع‭ ‬الأثرية‭ ‬المتميزة‭ ‬وكنوز‭ ‬معبد‭ ‬باربار‭ ‬ومكتشفات‭ ‬موقع‭ ‬سار،‭ ‬ومجموعة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬الطوابع‭ ‬والأختام‭ ‬الدلمونية‭ ‬والقطع‭ ‬الفخارية‭.‬

‭ ‬عرفت‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬باسم‭ ‬تايلوس،‭ ‬وهو‭ ‬اسم‭ ‬القاعة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬مرحلة‭ ‬استثنائية‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬والنمو‭ ‬تحت‭ ‬وصاية‭ ‬الامبراطورية‭ ‬السلوقية‭ ‬في‭ ‬القرنين‭ ‬الثالث‭ ‬والثاني‭ ‬ق‭. ‬م،‭ ‬وتزخر‭ ‬الموجودات‭ ‬بالأواني‭ ‬الزخرفية‭ ‬والزجاجية‭ ‬والمجوهرات‭ ‬المعروضة،‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬مهارة‭ ‬نحاتي‭ ‬تايلوس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشواهد‭ ‬الجنائزية‭.‬

وبدخول‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬‮«‬العهد‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬عند‭ ‬السنة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬النبوية،‭ ‬وكانت‭ ‬تعرف‭ ‬قبل‭ ‬ذاك‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬أوال‮»‬،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أصبحت‭ ‬مركزًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬لدولة‭ ‬القرامطة،‭ ‬وتعرضت‭ ‬لحصار‭ ‬متكرر‭ ‬من‭ ‬البرتغاليين‭ ‬والفرس‭ ‬والأتراك،‭ ‬الذين‭ ‬جذبتهم‭ ‬ثروة‭ ‬الجزيرة‭ ‬إليها،‭ ‬وتتميز‭ ‬القاعة‭ ‬بمعروضات‭ ‬مسجد‭ ‬الخميس‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭.‬

تعكس‭ ‬المخطوطات‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬‮«‬قاعة‭ ‬الوثائق‭ ‬والمخطوطات‮»‬‭ ‬روعة‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬وتنوعه،‭ ‬ومهارة‭ ‬الخطاطين‭ ‬الفائقة،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬مصاحف‭ ‬إسلامية‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬القرنين‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬والرابع‭ ‬عشر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وثائق‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬أسرة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬توضح‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬بالبحرين‭ ‬في‭ ‬القرنين‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬والعشرين‭. ‬

وتبين‭ ‬معروضات‭ ‬‮«‬قاعة‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‮»‬‭ ‬استعراضًا‭ ‬للأحداث‭ ‬اليومية‭ ‬والمناسبات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬البحرينيين‭ ‬وفي‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭ ‬قبل‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬عام‭ ‬1930،‭ ‬فهناك‭ ‬دور‭ ‬للكتاتيب‭ ‬والمهن‭ ‬التقليدية‭ ‬ومناسبات‭ ‬الأفراح‭ ‬وتجهيز‭ ‬العروس‭ ‬وخياطة‭ ‬الأثواب‭ ‬البحرينية‭ ‬بخيوط‭ ‬الذهب،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬النشاطات‭ ‬الاعتيادية‭ ‬آنذاك‭.‬

وتسلّط‭ ‬‮«‬قاعة‭ ‬التجارة‭ ‬والحرف‭ ‬التقليدية‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الحرفيين‭ ‬المحليين‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬تجار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬العريق‭ ‬وتطورها‭ ‬عبر‭ ‬الزمن،‭ ‬ومهن‭ ‬الغوص‭ ‬وصناعة‭ ‬السفن‭ ‬والشباك،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬شكل‭ ‬الحياة‭ ‬عليها‭ ‬لآلاف‭ ‬السنين‭.‬

‭ ‬

الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الثقافة

تعتبر‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الثقافة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مبادرة‭ ‬مشتركة‭ ‬وفاعلة‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬لتنمية‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والترويج‭ ‬لهوية‭ ‬الدولة‭ ‬الثقافية‭ ‬وحفظ‭ ‬إرثها‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬حاليًا‭ ‬معرض‭ ‬دائم‭ ‬يبين‭ ‬جميع‭ ‬المشاريع‭ ‬الثقافية‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومثّل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تطوير‭ ‬مرافق‭ ‬البحوث‭ ‬الأثرية‭ ‬والاثــــنوغرافـــــية،‭ ‬فالمكان‭ ‬الذي‭ ‬امتلأ‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018‭ ‬بالمحتفين‭ ‬وكبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬والحضور‭ ‬العالمي،‭ ‬يفصح‭ ‬عن‭ ‬عراقة‭ ‬بلاد‭ ‬أصيلة،‭ ‬وتفاصيل‭ ‬شعوب‭ ‬عاشت‭ ‬ومرت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬إرثها‭ ‬الإنساني‭ ‬والحضاري‭ ‬المحفوظ‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المتحف‭ ‬‭.

بعض‭ ‬من‭ ‬المدافن‭ ‬لازالت‭ ‬وسط‭ ‬العمران‭ ‬الحديث

قبل‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬الزفاف‭ ‬يعد‭ ‬للعروس‭ (‬جلوه‭) ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬وتقوم‭ ‬النسوة‭ ‬بقراءة‭ ‬الأغاني‭ ‬الدينية‭ ‬والأهازيج‭ ‬لها‭ ‬وتزين‭ ‬يديها‭ ‬وقدميها‭ ‬بالحناء‭ ‬فتمسك‭ ‬أربع‭ ‬نساء‭ ‬أطراف‭ ‬قماش‭ ‬أخضر‭ ‬اللون‭ ‬وتحريكه‭ ‬فوق‭ ‬رأس‭ ‬العروس

تجمعات‭ ‬بعض‭ ‬أهل‭ ‬الحي‭ ‬قديما‭ ‬بعد‭ ‬عناء‭ ‬يوم‭ ‬شاق‭ ‬من‭ ‬العمل

المطوع‭ ‬والمطوعة‭ ‬يقدمان‭ ‬دروسا‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬منزليهما‭ ‬يوميا‭ ‬عدا‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬ويعتبر‭ ‬سن‭ ‬الدخول‭ ‬بين‭ ‬الخامسة‭ ‬والسادسة