الأفلام الوطنية في السينما العربية

الأفلام الوطنية في السينما العربية

  لا شك في أن دور الفن في التعبير عن نبض الشارع مـــتعدد، ومـــــنه إزكـــــاء روح الانـــــتـــماء. كانت الأغـــنية والـــســـــيــــنــــما والـــمـــــســــــرح أكــــثر الـــفنــــون تــــعبـــــيرًا عـــن أحـــداث الشارع في مختلف الأزمات، وقد جاءت أفلام الحرب معبّرة بدرجة كبيرة عن أحوال الجنود على الجبهة، وعبّرت كذلك عن أحوال المجتمع، وبدا ذلك جليًا في أفلام «الوفاء العـــظـــــــيــــم»، و«بـــــدور»، و«الرصاصة لاتزال في جيبي»، وغيرها. وكان لـــــهذه الــــنوعية من الأفلام تأثير كبير في إذكاء الروح الوطنية لدى الشباب. 

 

إذا‭ ‬كان‭ ‬الفيلم‭ ‬السينمائي‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬رسالة‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬مقولة‭ ‬ما،‭ ‬يتم‭ ‬التجهيز‭ ‬والإعداد‭ ‬الجيد‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬السبل؛‭ ‬أداء‭ ‬وتقنية،‭ ‬وهي‭ ‬نظرة‭ ‬كلاسيكية‭ ‬للفن‭ ‬السابع‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬عليها‭ ‬أحد،‭ ‬بغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬الطرح‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬السينمائية‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬مخرج‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الطرح‭ ‬مؤثرًا‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مدى‭.‬

ولا‭ ‬ينسى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬الحدود‮»‬‭ (‬1984‭) ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬وإخراج‭ ‬الفنان‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬دريد‭ ‬لحام،‭ ‬وتأليف‭ ‬الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماغوط،‭ ‬وعُني‭ ‬بالأساس‭ ‬بفكرة‭ ‬الأرض‭ ‬والحدود،‭ ‬وخاطب‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭. ‬

ومع‭ ‬ظهور‭ ‬المدارس‭ ‬والاتجاهات‭ ‬الفنية‭ ‬وتنوعها،‭ ‬ظهر‭ ‬الفيلم‭ ‬السياسي،‭ ‬والفيلم‭ ‬الرومانسي‭ ‬والأكشن‭ ‬والبوليسي،‭ ‬والفيلم‭ ‬التاريخي‭ ‬وأفلام‭ ‬المرأة،‭ ‬وظهرت‭ ‬نوعية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬كانت‭ ‬رسالتها‭ ‬الأساسية‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الانتماء‭ ‬والارتباط‭ ‬بالأرض‭/ ‬الوطن‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قلّة‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأفلام،‭ ‬فإنها‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬لدى‭ ‬الشباب،‭ ‬وهي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬أفلام‭ ‬الحروب‭ ‬والجاسوسية،‭ ‬بل‭ ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬الطرح،‭ ‬وتجعل‭ ‬من‭ ‬أبطالها‭ ‬أبطالًا‭ ‬شعبيين‭ ‬يتعاطف‭ ‬معهم‭ ‬الجمهور‭.‬

من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬الوعي‭ ‬الشعبي‭ ‬وتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الانتماء‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬جميلة‮»‬‭ (‬1958‭) ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين،‭ ‬وتم‭ ‬اختياره‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬100‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬ويحكي‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬المناضلة‭ ‬الجزائرية‭ ‬جميلة‭ ‬بو‭ ‬حيرد،‭ ‬وحقق‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬ولايزال‭ ‬يلقى‭ ‬عرضه‭ ‬اهتمامًا‭ ‬شعبيًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬والفيلم‭ ‬قصة‭ ‬يوسف‭ ‬السباعي،‭ ‬والسيناريو‭ ‬والحوار‭ ‬لنجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬وعلي‭ ‬الزرقاني،‭ ‬ووجيه‭ ‬نجيب‭.‬

ويتناول‭ ‬قصة‭ ‬المناضلة‭ ‬التي‭ ‬كافحت‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬وتعرضت‭ ‬للسجن‭ ‬والتعذيب‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ونشرت‭ ‬الصحف‭ ‬العالمية‭ ‬قصتها‭ ‬وتجربتها‭ ‬مع‭ ‬مرارة‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وصارت‭ ‬جميلة‭ ‬أيقونة‭ ‬النضال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ورمزًا‭ ‬للثورة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬رمزًا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والارتباط‭ ‬بالأرض‭.‬

‭ ‬

جميلة‭... ‬رمز‭ ‬الكفاح‭ ‬الجزائري

يتنامى‭ ‬التصاعد‭ ‬الدرامي‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬مع‭ ‬انضمام‭ ‬جميلة‭ (‬ماجدة‭) ‬للمجموعة‭ ‬الفدائية‭ ‬التي‭ ‬يتزعمها‭ ‬يوسف‭ (‬أحمد‭ ‬مظهر‭)‬،‭ ‬وتحقق‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬النضال‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لمسار‭ ‬الشخصية‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬النضالي،‭ ‬أما‭ ‬عزّام‭ (‬صلاح‭ ‬ذوالفقار‭) ‬الشاب‭ ‬الطائش‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬فيتحدث‭ ‬لغتهم‭ ‬ويتعامل‭ ‬كواحد‭ ‬منهم،‭ ‬ويعيش‭ ‬حياة‭ ‬لاهية،‭ ‬وتأتي‭ ‬المفاجأة‭ ‬أن‭ ‬عزام‭ ‬أحد‭ ‬كوادر‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬يوسف،‭ ‬أما‭ ‬القاضي‭ ‬حبيب‭ (‬حسين‭ ‬رياض‭)‬،‭ ‬الخائن‭ ‬لشعبه‭ ‬وأهله،‭ ‬بتعاونه‭ ‬السافر‭ ‬مع‭ ‬القادة‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬فيحضر‭ ‬حفلاتهم‭ ‬ويدعوهم‭ ‬إلى‭ ‬بيته،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬القائد‭ ‬العسكري‭ ‬الفرنسي‭ ‬فيجار‭ (‬رشدي‭ ‬أباظة‭)‬،‭ ‬فتكون‭ ‬المفاجأة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القاضي‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬رئيس‭ ‬الفدائيين‭ ‬المدنيين،‭ ‬فيأخذنا‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬جزائري‭ ‬هو‭ ‬فدائي‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬خلية‭ ‬سرية‭.‬

يصور‭ ‬ديكور‭ ‬الفيلم‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬بالجزائر‭ ‬متقاربة‭ ‬ومتلاصقة،‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬الألفة‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬الجزائريين،‭ ‬فيستطيع‭ ‬الفدائي‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬ويتنقل‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬البيوت‭ ‬بمنتهى‭ ‬السهولة‭ ‬ودون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بينما‭ ‬يختلف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬المحتل‭.‬

يصل‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ ‬ذروة‭ ‬التوهج‭ ‬الدرامي‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬جميلة،‭ ‬وتتعرض‭ ‬للتعذيب‭ ‬والصعق‭ ‬بالكهرباء‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬حساسة‭ ‬من‭ ‬جسدها،‭ ‬وإصرارها‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬البوح‭ ‬بأسماء‭ ‬الفرقة‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬أو‭ ‬بمكان‭ ‬يوسف،‭ ‬واستطاع‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬أن‭ ‬يبثّ‭ ‬في‭ ‬وعينا‭ ‬جرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬الوطن،‭ ‬فكلما‭ ‬ازدادت‭ ‬جرعات‭ ‬التعذيب،‭ ‬زاد‭ ‬تماسك‭ ‬جميلة‭ ‬وزاد‭ ‬إصرارها‭.‬

 

‭ ‬‮«‬في‭ ‬بيتنا‭ ‬رجل‮»‬

قد‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬الرحالة‭ ‬الألمان‭ ‬في‭ ‬تناولهم‭ ‬لحياة‭ ‬الجزائريين‭ ‬وأثر‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬عليهم،‭ ‬وسرد‭ ‬واقعة‭ ‬إعدام‭ ‬شاب‭ ‬جزائري‭ ‬بسبب‭ ‬الثورة‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وما‭ ‬سببته‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬رعب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يخاف‭ ‬الموت‭ ‬ولا‭ ‬يخاف‭ ‬المقصلة‭ ‬التي‭ ‬تقدّم‭ ‬نحوها‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬ليس‭ ‬بها‭ ‬رهبة‭.‬

ومن‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬أيضًا‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬في‭ ‬بيتنا‭ ‬رجل‮»‬‭ (‬1961‭) ‬للمخرج‭ ‬هنري‭ ‬بركات،‭ ‬قصة‭ ‬إحسان‭ ‬عبدالقدوس‭ ‬وسيناريو‭ ‬يوسف‭ ‬عيسى،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الشاب‭ ‬إبراهيم‭ (‬عمر‭ ‬الشريف‭) ‬بعملية‭ ‬اغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المتعاون‭ ‬مع‭ ‬الاستعمار،‭ ‬ويتمكن‭ ‬من‭ ‬الهروب‭ ‬بعد‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬ويلجأ‭ ‬إلى‭ ‬زميله‭ ‬الجامعي‭ ‬محيي‭ (‬حسن‭ ‬يوسف‭) ‬البعيد‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬السياسة،‭ ‬وترفض‭ ‬أسرة‭ ‬محيى‭ ‬إيواءه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الأمر،‭ ‬لكنّها‭ ‬تقبله‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬وتقبل‭ ‬نوال‭ (‬زبيدة‭ ‬ثروت‭) ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬إبراهيم‭ ‬حمدي‭ ‬وزملائه‭ ‬حتى‭ ‬يدبّروا‭ ‬أمر‭ ‬هروبه‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬وإلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬الابنة‭ ‬الصغرى‭ ‬للأسرة،‭ ‬فإنها‭ ‬تقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬ببراعة‭. ‬

يرفض‭ ‬محيي‭ ‬البوح‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬للبوليس‭ ‬السياسي،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تعذيب،‭ ‬ويحرضه‭ ‬الأب‭ (‬حسين‭ ‬رياض‭) ‬على‭ ‬التماسك‭ ‬وعدم‭ ‬البوح،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الشاب‭ ‬المستهتر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬دوره‭ ‬رشدي‭ ‬أباظة‭ ‬لم‭ ‬يتحدث،‭ ‬ليصل‭ ‬صنّاع‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬معنى‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬الوطنية‭ ‬والإيمان‭ ‬بقيمة‭ ‬الوطن،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬شباب‭ ‬الفدائيين‭. ‬

وللتأكيد‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بالوطن،‭ ‬فإن‭ ‬إبراهيم‭ ‬حمدي،‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يهرب،‭ ‬وأصبح‭ ‬في‭ ‬المركب‭ ‬التي‭ ‬ستنقله‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬أخرى‭ ‬يستطيع‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬يحيا‭ ‬حياة‭ ‬أفضل،‭ ‬يرفض‭ ‬الهروب‭ ‬ويفضّل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬زملائه‭ ‬لمواصلة‭ ‬مشوار‭ ‬الكفاح‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار،‭ ‬فيقوم‭ ‬بعمليات‭ ‬فدائية‭ ‬ضد‭ ‬ثكنات‭ ‬الجنود‭ ‬وضد‭ ‬مخازن‭ ‬السلاح،‭ ‬ويستشهد‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭.‬

‭ ‬

نموذج‭ ‬الاستهتار‭ ‬لإبراز‭ ‬الرمز‭/ ‬البطل

في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬يكون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬شخصية‭ ‬مستهترة‭ ‬داخل‭ ‬السياق‭ ‬الفيلمي‭ ‬بهدف‭ ‬إبراز‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬البطولي‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الشخصية‭ ‬المحورية‭ ‬وتضخيمه،‭ ‬فيكون‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية‭ - ‬في‭ ‬البداية‭ - ‬لشخصية‭ ‬الشاب‭ ‬الطائش‭ ‬عزام‭ (‬صلاح‭ ‬ذو‭ ‬الفقار‭)‬،‭ ‬مقابل‭ ‬يوسف‭ ‬وجميلة،‭ ‬وبوعزة‭ (‬زهرة‭ ‬العلا‭) ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬جميلة‭. ‬

وفي‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬في‭ ‬بيتنا‭ ‬رجل‮»‬‭ ‬هناك‭ ‬إبراز‭ ‬للجوانب‭ ‬السلبية‭ ‬للشاب‭ ‬المستهتر‭ ‬عبدالحميد‭ (‬رشدي‭ ‬أباظة‭) ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الجانب‭ ‬الإيجابي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التضحية‭ ‬والوعي‭ ‬بقيمة‭ ‬الوطن‭ ‬لدى‭ ‬إبراهيم‭ ‬حمدي،‭ ‬بينما‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬غروب‭ ‬وشروق‮»‬‭ (‬1970‭) ‬للمخرج‭ ‬كمال‭ ‬الشيخ‭ ‬وتأليف‭ ‬جمال‭ ‬حماد،‭ ‬وتم‭ ‬اختياره‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬100‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬ليس‭ ‬كذلك،‭ ‬فيحكي‭ ‬قصة‭ ‬ثلاثة‭ ‬شبان‭ ‬يعيشون‭ ‬حياة‭ ‬لاهية،‭ ‬ويقرر‭ ‬أحدهم،‭ ‬سمير‭ (‬إبراهيم‭ ‬خان‭) ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬ابنة‭ ‬رئيس‭ ‬القلم‭ ‬السياسي‭ ‬عزمي‭ ‬باشا‭ (‬محمود‭ ‬المليجي‭)‬،‭ ‬ومع‭ ‬تطور‭ ‬الأحداث‭ ‬يكتشف‭ ‬الزوج‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬ليست‭ ‬سويّة،‭ ‬فيقوم‭ ‬بتطليقها‭ ‬وسحلها‭ ‬حتى‭ ‬بيت‭ ‬أبيها‭.‬

يقرر‭ ‬الأب‭ (‬رئيس‭ ‬القلم‭ ‬السياسي‭) ‬وأعوانه‭ ‬الانتقام‭ ‬فيقتلون‭ ‬سمير،‭ ‬ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬الأحداث‭ ‬يدرك‭ ‬الصديقان؛‭ ‬عصام‭ (‬رشدي‭ ‬أباظة‭)‬،‭ ‬وأمين‭ (‬صلاح‭ ‬ذوالفقار‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬صديقهما‭ ‬قُتل‭ ‬ولم‭ ‬يمت‭ ‬في‭ ‬حادث،‭ ‬فيتخلصون‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الاستهتار‭ ‬التي‭ ‬يعيشانها‭ ‬ويوافق‭ ‬عصام‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬مديحة‭ (‬سعاد‭ ‬حسني‭)‬،‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬القصر‭ ‬والعيش‭ ‬فيه‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬وطنية،‭ ‬ويقوم‭ ‬بتصوير‭ ‬وثائق‭ ‬مهمة‭ ‬تكشف‭ ‬فساد‭ ‬الباشا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقوم‭ ‬الجماعة‭ ‬الوطنية‭ ‬بطبعها‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والسرايا،‭ ‬فيتم‭ ‬عزل‭ ‬الباشا‭ ‬والقبض‭ ‬عليه‭. ‬وتشير‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشابين‭ ‬يستمران‭ ‬في‭ ‬عملهما‭ ‬الفدائي‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬الباشا‭. ‬يتناول‭ ‬الفيلم‭ ‬معاني‭ ‬الصداقة‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭. 

 

معادل‭ ‬آخر

يعتبر‭ ‬فيلم‭ ‬الأرض‭ (‬1970‭) ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬إذ‭ ‬يتناول‭ ‬علاقة‭ ‬الفلاح‭ ‬بالأرض‭ ‬دون‭ ‬إسقاطات‭ ‬أو‭ ‬ترميز،‭ ‬ويطرح‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬معادلاً‭ ‬آخر‭ ‬لعلاقة‭ ‬المواطن‭ ‬المصري‭ ‬بالوطن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمحى‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬مشهد‭ ‬محمد‭ ‬أبوسويلم‭ (‬محمود‭ ‬المليجي‭) ‬وهو‭ ‬يسحل‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬فيروي‭ ‬بدمه‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬ارتبط‭ ‬بها،‭ ‬ورأى‭ ‬فيها‭ ‬الوطن‭ ‬والشرف‭ ‬والعرض،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬قدّمها‭ ‬المليجي‭ ‬خلال‭ ‬تاريخه‭ ‬الفني‭.‬

ويدور‭ ‬الفيلم‭ ‬حول‭ ‬الإقطاع‭ ‬الذي‭ ‬عانى‭ ‬مرارته‭ ‬الفلاحون‭ ‬كثيرًا،‭ ‬حيث‭ ‬يسعى‭ ‬أحد‭ ‬الإقطاعيين‭ ‬إلى‭ ‬انتزاع‭ ‬الأراضي‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‭ ‬لتوسعة‭ ‬أرضه،‭ ‬ثم‭ ‬يقرر‭ ‬أن‭ ‬يشق‭ ‬طريقًا‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬الفلاحين‭ ‬يصل‭ ‬بين‭ ‬قصره‭ ‬والطريق‭ ‬الرئيسي،‭ ‬فيثور‭ ‬الفلاحون‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬محمد‭ ‬أبوسويلم‭. ‬

وفيلم‭ ‬الأرض‭ ‬سيناريو‭ ‬وحوار‭ ‬حسن‭ ‬فؤاد‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬للكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬الدولي،‭ ‬وتم‭ ‬اختياره‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬100‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭.‬

 

مغامرة‭ ‬مخابراتية

من‭ ‬الأفلام‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬إعدام‭ ‬ميت‮»‬‭ (‬1985‭) ‬للمخرج‭ ‬علي‭ ‬عبدالخالق‭ ‬وتأليف‭ ‬إبراهيم‭ ‬مسعود،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬منصور‭ ‬مساعد‭ ‬الطوبي‭ (‬محمود‭ ‬عبدالعزيز‭) ‬بتهمة‭ ‬التخابر‭ ‬لمصلحة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ويكتشف‭ ‬مسؤول‭ ‬المخابرات‭ ‬المصري‭ ‬محيي‭ (‬فريد‭ ‬شوقي‭) ‬الشبه‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬منصور،‭ ‬وضابط‭ ‬المخابرات‭ ‬المصري‭ ‬عز‭ ‬الدين،‭ ‬فيتم‭ ‬تدريب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬ويتعايش‭ ‬مع‭ ‬الجاسوس،‭ ‬ليدخل‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬منصور،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬مهمة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬يستطيع‭ ‬ضابط‭ ‬المخابرات‭ ‬المصري‭ ‬إقناع‭ ‬نظيره‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أبو‭ ‬جودة‭ (‬يحيى‭ ‬الفخراني‭) ‬بأنه‭ ‬منصور‭ ‬الطوبي،‭ ‬لكن‭ ‬سحر‭ (‬بوسي‭) ‬حبيبة‭ ‬منصور،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تكشف‭ ‬الأمر،‭ ‬ويصل‭ ‬الضابط‭ ‬المصري‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬ويتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬ثم‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬سلمي‭ ‬بينهما‭ ‬كأسيرين،‭ ‬لكنّ‭ ‬منصور‭ ‬يُقتل‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أبيه‭ ‬الشيخ‭ ‬مساعد‭ ‬الطوبي‭ (‬إبراهيم‭ ‬الشامي‭) ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬أطهرّك‭ ‬من‭ ‬الخيانة‭ ‬بيدي‭ ‬يا‭ ‬ولدي‮»‬‭. ‬

يرتكز‭ ‬الفيلم‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬الحسّ‭ ‬الوطني‭ ‬ويذكي‭ ‬روح‭ ‬البطولة‭ ‬والبسالة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن،‭ ‬كما‭ ‬يكشف‭ ‬أن‭ ‬الخيانة‭ ‬مصيرها‭ ‬الموت،‭ ‬وأن‭ ‬أهل‭ ‬سيناء‭ ‬هم‭ ‬أول‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭.                                                                                    ‬‭ 

يعتبر‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬الكبار‮»‬‭ (‬1991‭) ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أفلام‭ ‬عادل‭ ‬إمام،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬اختياره‭ ‬أيضًا‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬100‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬شريف‭ ‬عرفة‭ ‬وتأليف‭ ‬وحيد‭ ‬حامد،‭ ‬ويروي‭ ‬قصة‭ ‬حسن‭ ‬بهنسي‭ (‬عادل‭ ‬إمام‭) ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬إحباطات‭ ‬المرحلة،‭ ‬فلا‭ ‬عمل‭ ‬ولا‭ ‬زواج،‭ ‬لكنّه‭ ‬لا‭ ‬يفقد‭ ‬الأمل‭ ‬أو‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬وطنه،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ ‬يخططون‭ ‬لإحداث‭ ‬أضرار‭ ‬بالوطن،‭ ‬ونظير‭ ‬إحساسه‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬يقوم‭ ‬بإبلاغ‭ ‬ضابط‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬عصمت‭ ‬الألفي‭ (‬حسين‭ ‬فهمي‭) ‬الذي‭ ‬يطالبه‭ ‬بإخباره‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬معلوماته‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬صحتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬لكن‭ ‬حسن‭ ‬بهنسي‭ ‬يرفض‭ ‬إفشاء‭ ‬السر،‭ ‬ويتعلل‭ ‬بأن‭ ‬مصدر‭ ‬معلومته‭ ‬حلم،‭ ‬لكنّ‭ ‬أحد‭ ‬تجار‭ ‬المخدرات‭ ‬يتعقبه‭ ‬ويكشف‭ ‬أن‭ ‬صديقه‭ ‬علي‭ ‬الزهار‭ (‬محمود‭ ‬الجندي‭) ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بالتليفونات‭ ‬يتنصت‭ ‬عليهم،‭ ‬فيقومون‭ ‬بتصفيته،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬الضابط‭ ‬أن‭ ‬ينقذه‭ ‬ولا‭ ‬يلحق‭ ‬به‭ ‬صديقه‭ ‬بهنسي،‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬بأعلى‭ ‬صوت‭ ‬‮«‬مش‭ ‬حبطل‭ ‬أحلم‭... ‬مش‭ ‬حبطل‭ ‬أحلم‮»‬،‭ ‬والفيلم‭ ‬حقق‭ ‬نسب‭ ‬مشاهدة‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدًا،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭.‬

 

‮«‬مافيا‮»‬

من‭ ‬أوائل‭ ‬أفلام‭ ‬النجم‭ ‬أحمد‭ ‬السقا‭ ‬وقام‭ ‬فيها‭ ‬بالبطولة‭ ‬المطلقة‭ ‬فيلم‭ ‬مافيا‭ (‬2002‭) ‬للمخرج‭ ‬شريف‭ ‬عرفة‭ ‬وتأليف‭ ‬مدحت‭ ‬العدل،‭ ‬ويدور‭ ‬حول‭ ‬حسين‭ (‬أحمد‭ ‬السقا‭) ‬الذي‭ ‬يفصل‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية،‭ ‬فيسافر‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬ويتم‭ ‬استقطابه‭ ‬ضمن‭ ‬المافيا‭ ‬الدولية‭ ‬للإرهاب،‭ ‬فيُقبض‭ ‬عليه‭ ‬ويتم‭ ‬اختطافه‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬ويتم‭ ‬إعداده‭ ‬وتدريبه‭ ‬نفسيًّا‭ ‬وبدنيًّا‭ ‬للاستفادة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬مخطط‭ ‬إرهابي‭ ‬يستهدف‭ ‬إحدى‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬ستزور‭ ‬مصر‭. ‬

يتغير‭ ‬حسين‭ ‬كليًّا،‭ ‬ويشعر‭ ‬بقيمة‭ ‬الوطن‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬ويصبح‭ ‬اسمه‭ ‬الحركي‭ ‬طارق‭ ‬زيدان،‭ ‬وينجح‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العصابة‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومعرفة‭ ‬الشخصية‭ ‬المستهدفة،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬بابا‭ ‬الفاتيكان‮»‬‭.  ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬أفلام‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬تتناول‭ ‬أثر‭ ‬الاستعمار‭ ‬والعبودية‭ ‬على‭ ‬الشعوب،‭ ‬وأن‭ ‬العاملين‭ ‬هما‭ ‬الدافع‭ ‬الأول‭ ‬للانتفاض‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬العبودية‭ ‬والاستعمار،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬في‭ ‬فيلمي‭ ‬جميلة‭ ‬والأرض،‭ ‬كما‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬حققت‭ ‬عند‭ ‬عرضها‭ ‬نجاحًا‭ ‬جماهيريًّا‭ ‬ونقديًّا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وتم‭ ‬اختيارها‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تلقى‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬قبولاً‭ ‬واهتمامًا‭ ‬شعبيًّا‭ ‬عند‭ ‬عرضها،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬أحبها‭ ‬وارتبط‭ ‬بها،‭ ‬وشعر‭ ‬بالقيم‭ ‬والمُثل‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬عبّرت‭ ‬عنها‭ ‬‭.