حاضنة مبدعي التمثيل والإخراج المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت مؤسسة تربوية فنية ثقافية ترفد سوق العمل بكوادر أكاديمية

حاضنة مبدعي التمثيل والإخراج المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت مؤسسة تربوية فنية ثقافية ترفد سوق العمل بكوادر أكاديمية

منذ‭ ‬قرابة‭ ‬أربعة‭ ‬وأربعين‭ ‬عاماً‭ ‬أنشئ‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ليكون‭ ‬حاضنة‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬‮«‬أبي‭ ‬الفنون‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬شرّع‭ ‬المعهد‭ ‬أبوابه‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬استوطن‭ ‬حب‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬جوارحهم،‭ ‬فجاءوا‭ ‬من‭ ‬بلدانهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬علمية‭ ‬وتلقي‭ ‬علوم‭ ‬الفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬وآدابها‭ ‬وفق‭ ‬منهج‭ ‬أكاديمي‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أساتذة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإبداع‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬المسرحية‭ ‬أو‭ ‬التمثيل‭ ‬والإخراج‭ ‬والديكور‭ ‬والنقد،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬كان‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬جيل‭ ‬مسرحي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الموهبة‭ ‬والدراسة‭.‬

تأسس‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للمرسوم‭ ‬الأميري‭ ‬الخاص‭ ‬بإنشاء‭ ‬المعهد‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬فنية‭ ‬تربوية،‭ ‬ولاحقا‭ ‬انتقل‭ ‬بالتبعية‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.‬

عقب‭ ‬إنجاز‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتدشين‭ ‬المعهد،‭ ‬جرى‭ ‬إسناد‭ ‬مهمة‭ ‬العمادة‭ ‬للأستاذ‭ ‬سعيد‭ ‬خطاب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أسندت‭ ‬رئاسة‭ ‬قسم‭ ‬التمثيل‭ ‬والإخراج‭ ‬إلى‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬جلال‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬بينما‭ ‬اختير‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬حمادة‭ ‬لرئاسة‭ ‬قسم‭ ‬النقد‭ ‬والأدب‭ ‬المسرحي،‭ ‬أما‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬البيلي‭ ‬فكان‭ ‬رئيسا‭ ‬لقسم‭ ‬الديكور‭ ‬المسرحي،‭ ‬وكان‭ ‬الأستاذ‭ ‬إبراهيم‭ ‬مبارك‭ ‬إسماعيل‭ ‬المراقب‭ ‬العام‭ ‬للمعهد‭.‬

ونظرا‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الفني‭ ‬الوليد‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬بيئة‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬محلية‭ ‬تشهد‭ ‬حراكاً‭ ‬متميزاً‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬آنذاك،‭ ‬جعلها‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬برمتها،‭ ‬لذلك‭ ‬وضعت‭ ‬استراتيجية‭ ‬قويمة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬المواهب‭ ‬وإعداد‭ ‬الفرد‭ ‬بطريقة‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬النهج‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والتعليمي‭ ‬داخل‭ ‬أسوار‭ ‬المعهد،‭ ‬فكان‭ ‬أول‭ ‬بنود‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬المحلي،‭ ‬ودراسة‭ ‬أوضاعها‭ ‬ووضع‭ ‬مبضع‭ ‬الجراح‭ ‬على‭ ‬مواطن‭ ‬الخلل،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬وتقديم‭ ‬اقتراحات‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬علمي‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬التطوير،‭ ‬كما‭ ‬شددت‭ ‬البنود‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعنصر‭ ‬التأليف‭ ‬والكتابة‭ ‬المسرحية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬النص‭ ‬المسرحي‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬ضمن‭ ‬المنظومة‭ ‬المسرحية‭. ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بإعداد‭ ‬معلم‭ ‬التربية‭ ‬المسرحية‭ ‬وإيجاد‭ ‬صيغة‭ ‬تعاونية‭ ‬بين‭ ‬المعهد‭ ‬والأجهزة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية‭ ‬المختلفة،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬إعداد‭ ‬معلم‭ ‬أو‭ ‬موجه‭ ‬للفنون‭ ‬وآدابها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التدريس‭ ‬والإشراف،‭ ‬وكذلك‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬منهج‭ ‬لحوار‭ ‬ثقافي‭ ‬متجدد‭ ‬ومستقر‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬المسرحية‭ ‬والفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬المفكرين‭ ‬والفنانين‭ ‬والنقاد‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

 

شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬

بشأن‭ ‬قبول‭ ‬المستجدين،‭ ‬ارتأت‭ ‬إدارة‭ ‬المعهد‭ ‬وضع‭ ‬سبل‭ ‬مرنة‭ ‬لاحتضان‭ ‬ذوي‭ ‬الثقافات‭ ‬والاستعدادات‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬وما‭ ‬يعادلها‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الأخرى،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬وصول‭ ‬الدارسين‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬والممارسة‭ ‬والإبداع‭ ‬الفني‭.‬

وعقب‭ ‬بدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬المعهد،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬العامين‭ ‬1974‭ ‬و1975،‭ ‬حرصت‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬تدعيم‭ ‬صفوف‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬والكوادر‭ ‬المتخصصة‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين،‭ ‬فتعاقدت‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬كرم‭ ‬مطاوع،‭ ‬وأحمد‭ ‬عبدالحليم،‭ ‬وأحمد‭ ‬زكي،‭ ‬وفؤاد‭ ‬دوارة،‭ ‬ود‭.‬لويز‭ ‬مليكة،‭ ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬انتداب‭ ‬أسماء‭ ‬مرموقة‭ ‬أخرى،‭ ‬منها‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬القصاص،‭ ‬ود‭. ‬سعد‭ ‬عبدالرحمن،‭ ‬ود‭. ‬نعيمة‭ ‬عيد،‭ ‬ود‭. ‬عبدالعال‭ ‬سالم،‭ ‬وأبو‭ ‬خليل‭ ‬اللطفي،‭ ‬وصدقي‭ ‬حطاب،‭ ‬وصالح‭ ‬حمدان،‭ ‬وعبدالغني‭ ‬الأبوكاتو،‭ ‬وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بعيد‭ ‬تضاعف‭ ‬أعداد‭ ‬المتقدمين‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالمعهد،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الثالث‭ ‬خاطبت‭ ‬إدارة‭ ‬المعهد‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬لتمكين‭ ‬طلاب‭ ‬المعهد‭ ‬من‭ ‬مشاهدة‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬للفرق‭ ‬وبأجور‭ ‬رمزية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬لهم‭ ‬لمشاهدة‭ ‬العرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الأيام،‭ ‬بدأ‭ ‬طلاب‭ ‬المعهد‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬المحلية،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬فرقة‭ ‬المسرح‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬عروضهم،‭ ‬كما‭ ‬قررت‭ ‬إدارة‭ ‬الفرقة‭ ‬إسناد‭ ‬مهمة‭ ‬التمثيل‭ ‬والإخراج‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬ضمن‭ ‬عمل‭ ‬تجريبي‭ ‬للفرقة،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الكوادر‭ ‬وتنمية‭ ‬مواهبها‭ ‬وصقلها‭ ‬فعلياً،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬النظريات‭ ‬والمنهج‭ ‬العلمي‭ ‬عبر‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭.‬

 

أول‭ ‬مشاركة‭ ‬خارجية

‭- ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬شارك‭ ‬المعهد‭ ‬بوفد‭ ‬ضخم‭ ‬ضمن‭ ‬الوفود‭ ‬الرسمية‭ ‬للأسبوع‭ ‬الثقافي‭ ‬الكويتي‭ ‬بالمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬12و18مارس،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬الأولى‭ ‬للمعهد‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الثقافية‭ ‬الكويتية‭ ‬خارج‭ ‬الدولة،‭ ‬وتكون‭ ‬وفد‭ ‬المعهد‭ ‬من‭ ‬سعيد‭ ‬خطاب،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬إسماعيل،‭ ‬وسعد‭ ‬أردش،‭ ‬وأحمد‭ ‬عبدالحليم،‭ ‬وعبدالفتاح‭ ‬البيلي،‭ ‬وعبدالله‭ ‬العيوطي،‭ ‬وعبدالفتاح‭ ‬بيومي،‭ ‬ومحمد‭ ‬حسن‭ ‬عبويني،‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬المنصور،‭ ‬وفهد‭ ‬العباد،‭ ‬وأحمد‭ ‬سعيد،‭ ‬ومحمد‭ ‬عبدالحميد،‭ ‬أما‭ ‬الطلاب‭ ‬فكانوا‭ ‬سعاد‭ ‬عبدالله‭ ‬ودخيل‭ ‬الدخيل،‭ ‬وعلي‭ ‬المفيدي،‭ ‬وأمينة‭ ‬عبدالله،‭ ‬وماجدة‭ ‬سلطان،‭ ‬وسناء‭ ‬بكر،‭ ‬ومريم‭ ‬زيمان،‭ ‬وخالد‭ ‬حافظ،‭ ‬وخليل‭ ‬حسن،‭ ‬وعبدالأمير‭ ‬مطر،‭ ‬وخليفة‭ ‬عمر‭ ‬خليفوه،‭ ‬وسعد‭ ‬العنزي‭ ‬وشريدة‭ ‬الشريدة،‭ ‬ومبارك‭ ‬سويد،‭ ‬وكاظم‭ ‬الزامل،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬الحربي،‭ ‬وحميد‭ ‬الشمري،‭ ‬وصالح‭ ‬المناعي،‭ ‬وعبدالله‭ ‬غلوم،‭ ‬وعبدالسلام‭ ‬مقبول،‭ ‬ومحمد‭ ‬الجناحي‭.‬

وقدم‭ ‬المعهد‭ ‬عرضين‭ ‬مسرحيين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬معرض‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬لطلبة‭ ‬قسم‭ ‬الديكور،‭ ‬وكان‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬الزير‭ ‬سالم‮»‬‭ ‬لألفريد‭ ‬فرج،‭ ‬بإشراف‭ ‬سعد‭ ‬أردش،‭ ‬والعرض‭ ‬الآخر‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬البطل‭ ‬في‭ ‬الحظيرة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭ ‬لفريدريك‭ ‬دورينمات،‭ ‬بإشراف‭ ‬أحمد‭ ‬
عبدالحليم‭ ‬وتم‭ ‬عرضهما‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬والمسرح‭ ‬البلدي‭ ‬يومي‭ ‬16‭ ‬و17‭ ‬مارس‭. ‬وقام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هذين‭ ‬العرضين،‭ ‬وفد‭ ‬المعهد‭ ‬المشارك‭ ‬كل‭ ‬فيما‭ ‬يخصه‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬بدأ‭ ‬المعهد‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الفصلين‭ ‬الدراسيين‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الأداء‭ ‬التمثيلي‭ ‬للسنة‭ ‬الثالثة‭ ‬ومادة‭ ‬المشروع‭ ‬لطلبة‭ ‬بكالوريوس‭ ‬قسم‭ ‬التمثيل،‭ ‬بحيث‭ ‬يقدم‭ ‬الطلاب‭ ‬مشروعا‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬ومشروعا‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭.‬

 

فرقة‭ ‬المسرح‭ ‬الطليعي

عقب‭ ‬مرور‭ ‬الأعوام،‭ ‬بدأت‭ ‬تلمع‭ ‬فكرة‭ ‬تكوين‭ ‬فرقة‭ ‬للمعهد‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬والطلاب،‭ ‬وتضافرت‭ ‬مجموعة‭ ‬معطيات‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬فرقة‭ ‬مسرحية‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬المعهد‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬فرقة‭ ‬المسرح‭ ‬الطليعي‭ ‬الكويتي،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬مقدم‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭: ‬تواضع‭ ‬مستوى‭ ‬العطاء‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬عموما،‭ ‬ومطالبة‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بتشكيل‭ ‬فرقة‭ ‬مسرحية‭ ‬تضم‭ ‬خريجي‭ ‬المعهد،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تميز‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬المعهد‭ ‬إبان‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭. ‬وكذلك‭ ‬وجود‭ ‬أستاذة‭ ‬أكفاء‭ ‬بالمعهد،‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬والخبرة‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وأخيرا‭ ‬التجانس‭ ‬والتوافق‭ ‬الفني‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭. ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬جعلت‭ ‬إدارة‭ ‬المعاهد‭ ‬والفنون‭ ‬تقوم‭ ‬بتشكيل‭ ‬هذه‭ ‬الفرقة،‭ ‬وتماشيا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬راهن‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفرقة،‭ ‬وكانت‭ ‬تحظى‭ ‬بترقب‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية،‭ ‬وحبست‭ ‬الأنفاس‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬إنتاجها‭ ‬الفني‭ ‬الأول،‭ ‬وجاء‭ ‬الموعد‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1980،‭ ‬عندما‭ ‬عرضت‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬لها،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬السؤال‮»‬‭ ‬لمحيي‭ ‬الدين‭ ‬زنكنة،‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬المنصف‭ ‬السويسي،‭ ‬وديكور‭ ‬رازقية‭ ‬عبود‭. ‬ومن‭ ‬تمثيل‭ ‬سعاد‭ ‬عبدالله،‭ ‬ودخيل‭ ‬الدخيل،‭ ‬وخليفة‭ ‬خليفوه،‭ ‬وكاظم‭ ‬الزامل‭ ‬وسناء‭ ‬يونس‭ ‬وأحمد‭ ‬مساعد‭ ‬وعبدالله‭ ‬غلوم‭ ‬وخليل‭ ‬زينل‭ ‬ومبارك‭ ‬سويد‭. ‬وبهذا‭ ‬العرض‭ ‬خرجت‭ ‬فرقة‭ ‬المسرح‭ ‬الطليعي‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬لتقدم‭ ‬أعمالا‭ ‬مسرحية‭ ‬تعيد‭ ‬بها‭ ‬للمسرح‭ ‬الكويتي‭ ‬أمجاده،‭ ‬فأعضاء‭ ‬هذه‭ ‬الفرقة‭ ‬مزجوا‭ ‬الموهبة‭ ‬بالدراسة،‭ ‬وهم‭ ‬أصحاب‭ ‬رصيد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الفنية‭ ‬المميزة‭. ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬بهذه‭ ‬الفرقة‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬إنتاجها‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬السؤال‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬المنستير‭ ‬المسرحي‭ ‬بتونس،‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬الكويت‭. ‬وهكذا‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬المسرح‭ ‬الطليعي‭ ‬تجربة‭ ‬فريدة‭ ‬في‭ ‬نوعها،‭ ‬لدرجة‭ ‬تمنى‭ ‬البعض‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬فرقة‭ ‬قومية‭ ‬مسرحية‭ ‬كويتية،‭ ‬بسبب‭ ‬أثرها‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وعلى‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬تجاربها‭ ‬الناجحة‭. ‬

في‭ ‬25/4/1981‭ ‬قدمت‭ ‬فرقة‭ ‬المسرح‭ ‬الطليعي‭ ‬تجربتها‭ ‬الفنية‭ ‬الثانية‭ - ‬والأخيرة‭ ‬ــ‭ ‬بمسرحية‭ ‬‮«‬لعبة‭ ‬الزمن‮»‬‭ ‬لنعمان‭ ‬عاشور،‭ ‬الذي‭ ‬حضر‭ ‬العرض‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬ومن‭ ‬إخراج‭ ‬سعد‭ ‬أردش،‭ ‬ومن‭ ‬تمثيل‭ ‬محمد‭ ‬المنصور،‭ ‬وسعاد‭ ‬عبدالله،‭ ‬وأحمد‭ ‬مساعد،‭ ‬وكاظم‭ ‬الزامل،‭ ‬وسعد‭ ‬العنزي،‭ ‬ومبارك‭ ‬سويد،‭ ‬وخليل‭ ‬زينل،‭ ‬وخليفة‭ ‬خليفوه،‭ ‬وسوزان‭ ‬محمد،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬الحربي،‭ ‬وحميدي‭ ‬مشعان،‭ ‬وعبدالله‭ ‬غلوم،‭ ‬وشريدة‭ ‬الشريدة،‭ ‬وسناء‭ ‬يونس‭. ‬أما‭ ‬مهندس‭ ‬الديكور‭ ‬فكان‭ ‬داود‭ ‬الشميمري‭. ‬كما‭ ‬قام‭ ‬دخيل‭ ‬الدخيل‭ ‬بأعمال‭ ‬مساعد‭ ‬المخرج‭ ‬والإدارة‭ ‬المسرحية‭.‬

 

الارتقاء‭ ‬بالفنون‭ ‬والآداب

في‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬عميد‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬الحالي‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬الهاجري،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬والثقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬والتي‭ ‬تعنى‭ ‬بشؤون‭ ‬الإبداع‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬حاضرة‭ ‬وفاعلة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مخرجات‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أقسامها‭ ‬العملية‭ ‬المتنوعة،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالفنون‭ ‬والآداب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالاتهما،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالتراث‭ ‬الإنساني،‭ ‬وإعداد‭ ‬فئة‭ ‬مثقفة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬برقي‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬المسرح‭ ‬وآدابه‭ ‬وإثرائه‭ ‬وتقديم‭ ‬أفكار‭ ‬فنية‭ ‬رائدة‭ ‬تكون‭ ‬مرآة‭ ‬تعكس‭ ‬صورة‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬متميز‭ ‬للمسرح‭ ‬العربي،‭ ‬والاهتمام‭ ‬ببث‭ ‬الوعي‭ ‬المسرحي‭ ‬والتذوق‭ ‬الفني،‭ ‬ليصبح‭ ‬المسرح‭ ‬وفنونه‭ ‬وآدابه‭ ‬المختلفة‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬ويضم‭ ‬المعهد‭ ‬4‭ ‬أقسام،‭ ‬هي‭ ‬كالتالي‭ ‬قسم‭ ‬التمثيل‭ ‬المسرحي‭ ‬والإخراج‭ ‬المسرحي،‭ ‬وقسم‭ ‬النقد‭ ‬والأدب‭ ‬المسرحي،‭ ‬وقسم‭ ‬الديكور‭ ‬المسرحي،‭ ‬أما‭ ‬قسم‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬فهو‭ ‬أحدث‭ ‬الأقسام،‭ ‬إذ‭ ‬أنشئ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬واستقبل‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬عامي‭ ‬2015‭ ‬و2016‮»‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬استحداث‭ ‬قسم‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬ضمن‭ ‬المعهد،‭ ‬قال‭ ‬الهاجري‭: ‬‮«‬إن‭ ‬القسم‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬والآن‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الدراسي‭ ‬الحالي‭ ‬استقبلنا‭ ‬الدفعة‭ ‬الثالثة،‭ ‬ولمزيد‭ ‬من‭ ‬التوضيح‭ ‬فإن‭ ‬القسم‭ ‬تندرج‭ ‬تحته‭ ‬3‭ ‬تخصصات‭ ‬علمية،‭ ‬هي‭ ‬السيناريو‭ ‬والتصميم‭ ‬التلفزيوني‭ ‬والإخراج‭ ‬التلفزيوني،‭ ‬ونظرا‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬فثمة‭ ‬تصور‭ ‬ربما‭ ‬يصبح‭ ‬واقعاً‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬نواة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬أكاديمية‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬المقرر‭ ‬إنشاؤها،‭ ‬وستكون‭ ‬هذه‭ ‬التخصصات‭ ‬أقساما‭ ‬علمية‭ ‬تنتهج‭ ‬أساليب‭ ‬دقيقة‭ ‬متطورة‭.‬

وتابع‭ ‬الهاجري‭: ‬‮«‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬حالياً‭ ‬ينقسم‭ ‬إلى‭ ‬نوعين،‭ ‬مسرح‭ ‬راق‭ ‬وهناك‭ ‬مسرح‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬كونه‭ ‬استخفافا‭ ‬بعقول‭ ‬المتلقين‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بأبي‭ ‬الفنون،‭ ‬فهذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬تستهدف‭ ‬جيوب‭ ‬الجمهور،‭ ‬ومن‭ ‬منظوري‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العروض‭ ‬لا‭ ‬يحضرها‭ ‬إلا‭ ‬المراهقون‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬الهاجري‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬تعانيها‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬المحلية،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الممثل‭ ‬المنتج‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬النبيل،‭ ‬إذ‭ ‬يتحول‭ ‬الممثل‭ ‬المبدع‭ ‬إلى‭ ‬تاجر‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬المال،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬جريمة‭ ‬كبيرة‭ ‬تنتهك‭ ‬القيم‭ ‬الفنية‭ ‬السامية،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الفنانين،‭ ‬بل‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬النماذج‭ ‬السيئة،‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬هذه‭ ‬العروض‭ ‬المتواضعة‭ ‬ثمة‭ ‬عروض‭ ‬جميلة‭ ‬يقدمها‭ ‬خريجو‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬تتمتع‭ ‬بمواصفات‭ ‬المسرح‭ ‬الهادف‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

وأكد‭ ‬الهاجري،‭ ‬أنه‭ ‬عقب‭ ‬توليه‭ ‬مهمة‭ ‬العمادة‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬مجموعة‭ ‬أمور،‭ ‬في‭ ‬مقدمها‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المعهد‭ ‬وانعقاد‭ ‬اجتماعه‭ ‬دوريا،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬لائحة‭ ‬المعهد‭ ‬تمنح‭ ‬المجلس‭ ‬سلطات‭ ‬واسعة،‭ ‬فتعطل‭ ‬انعقاد‭ ‬جلساته‭ ‬عامل‭ ‬معوق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭ ‬التنظيمية‭ ‬والتعليمية‭ ‬بالمعهد‭.‬

وعن‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازات‭ ‬المعهد‭ ‬حاليا،‭ ‬قال‭ ‬الهاجري‭ ‬إن‭ ‬الكويت‭ ‬انضمت‭ ‬بهذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬جمعية‭ ‬كليات‭ ‬الفنون‭ - ‬اتحاد‭ ‬الجامعات‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬استضافت‭ ‬الكويت‭ ‬المؤتمر‭ ‬الرابع‭ ‬لجمعية‭ ‬كليات‭ ‬الفنون‭ ‬والمعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬العليا‭. ‬ويشير‭ ‬الهاجري‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالية‭ ‬تحقيقها،‭ ‬منها‭ ‬تطوير‭ ‬المهرجان‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الذي‭ ‬ستنطلق‭ ‬الدورة‭ ‬الثامنة‭ ‬منه‭ ‬قريباً‭ ‬بتنظيم‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية،‭ ‬ونرجو‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬علمية‭ ‬وفنية‭ ‬وتطوير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل،‭ ‬وقررنا‭ ‬إجراء‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬وخريجيه‭ ‬بمختلف‭ ‬الأقسام‭ ‬الفنية،‭ ‬لتقديم‭ ‬عروضهم‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬ندوات‭ ‬وفعاليات‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

وتابع‭: ‬‮«‬وستشهد‭ ‬الدورة‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬المهرجان‭ ‬تكريم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬تقديراً‭ ‬لعطاءاتهم‭ ‬المتميزة‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬شروط‭ ‬القبول‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬المعهد‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬قبول‭ ‬الطلبة‭ ‬المستجدين،‭ ‬أوضح‭ ‬الهاجري‭ ‬أن‭ ‬باب‭ ‬التسجيل‭ ‬يفتتح‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ويخضع‭ ‬المتقدم‭ ‬لاختبار‭ ‬قدرات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬المستوفين‭ ‬الشروط،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬الموهبة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهيئة‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬المعهد،‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬بدأ‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬السبعينيات،‭ ‬اعتمد‭ ‬على‭ ‬أساتذة‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لصنع‭ ‬الفارق،‭ ‬ومنهم‭ ‬سعيد‭ ‬خطاب‭ ‬وزكي‭ ‬طليمات‭ ‬وسناء‭ ‬شافع‭ ‬وكرم‭ ‬مطاوع‭ ‬والدكتور‭ ‬علي‭ ‬الرفاعي‭ ‬وأحمد‭ ‬عبدالحليم‭ ‬وغيرهم،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬ومرور‭ ‬الوقت‭ ‬استطاع‭ ‬خريجو‭ ‬المعهد‭ ‬من‭ ‬الكويتيين‭ ‬أن‭ ‬يتولوا‭ ‬مهمة‭ ‬التدريس‭ ‬عقب‭ ‬استكمال‭ ‬دراستهم‭ ‬في‭ ‬أكاديميات‭ ‬مهمة‭ ‬وكليات‭ ‬عريقة‭ ‬خارج‭ ‬الكويت،‭ ‬والآن‭ ‬هناك‭ ‬أساتذة‭ ‬كبار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬النقد‭ ‬والتمثيل‭ ‬والإخراج،‭ ‬منهم‭ ‬الدكتور‭ ‬فيصل‭ ‬القحطاني،‭ ‬والدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬العابر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬لا‭ ‬يستغني‭ ‬عن‭ ‬الخبرات‭ ‬العربية،‭ ‬فهناك‭ ‬الدكتور‭ ‬يحيى‭ ‬عبدالتواب،‭ ‬والدكتور‭ ‬أيمن‭ ‬خشاب‭ ‬والدكتور‭ ‬طارق‭ ‬جمال،‭ ‬وغيرهم‭.‬

 

تطوير‭ ‬المناهج

بدوره،‭ ‬يرى‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬أمين‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة،‭ ‬لأن‭ ‬ثمة‭ ‬علوماً‭ ‬حديثة‭ ‬نتعرف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬لذلك‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬التطوير‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬مناهج‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية،‭ ‬بل‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬يتمدد‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬التدريس،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬المدرس‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة،‭ ‬لأن‭ ‬بناء‭ ‬الممثل‭ ‬وتكوين‭ ‬شخصيته‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬التجارب‭ ‬العلمية،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬المدرس‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬التطوير‭ ‬سينعكس‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬الطلبة،‭ ‬لكن‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬العكس‭ ‬فإن‭ ‬التطور‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬بهذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭.‬

وعن‭ ‬تأثير‭ ‬انفتاح‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬العالمية‭ ‬وإطلاعهــــم‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬مكـــثف،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬طلاب‭ ‬المعهد‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬مدارس‭ ‬أجنبية‭ ‬داخــــــل‭ ‬الكويت‭ ‬وخارجـــها،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬مظاهر‭ ‬الثقافة‭ ‬الغربيــــة‭ ‬بدأت‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الطلبة‭ ‬الخليجيين‭ ‬أو‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المعهد،‭ ‬لأن‭ ‬الانفـــتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والتقنية‭ ‬أديا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬يستطيع‭ ‬متابعة‭ ‬أحدث‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬والسينمائية‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬أو‭ ‬أميركا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬أصبح‭ ‬ينجذب‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬الرياضة‭ ‬ومشاهدة‭ ‬معشوقة‭ ‬الجماهير‭ ‬الأولـــى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬بدأت‭ ‬تنعكس‭ ‬إيجابا،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تطوير‭ ‬أنفسنا‭ ‬ومتابعة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬وأبحاث‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬والسينما‭ ‬والتلفزيون‭ ‬ومضاعفة‭ ‬فصول‭ ‬التدريب‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعمل‭ ‬مخرجات‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬أجاب‭ ‬أمين‭: ‬‮«‬العاملون‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الفني‭ ‬يستعينون‭ ‬بالبارزين‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬وأبناء‭ ‬المعهد‭ ‬يحتاجون‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬تكنيك‭ ‬التلفزيون‭ ‬والسينما،‭ ‬ثم‭ ‬لن‭ ‬يواجهوا‭ ‬أي‭ ‬عقبات‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬والآن‭ ‬الكل‭ ‬يشهد‭ ‬بأن‭ ‬مخرجات‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬هي‭ ‬المغذي‭ ‬الأساسي‭ ‬للحركة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬■

مسرحية‭ ‬“الخروج‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‮»‬

عرض‭ ‬‮«‬المغسلة‮»‬

مسرحية‭ ‬‮«‬الماثولي‮»‬