سلامة البشرية في سلامة البيئة

سلامة البشرية في سلامة البيئة

عودة إلى سمك القرش

طالما عجب العلماء ودهشوا لسمك القرش، فهو لا يمرض أبدا، ولا يصاب بأي التهاب بسبب الجروح الكثيرة التي يتعرض لها، ثم إن سمك القرش يبدو محصنا وذا مناعة تامة ضد الأورام السرطانية، أكثرها إن لم نقل كلها، وهذا كله بالرغم من أن جهاز المناعة في سمك القرش جهاز بدائى ضعيف.

ولكن الدهشة والعجب ما لبثا أن توقفا، وذلك مصداقا للمثل القائل (إذا عرف السبب بطل العجب)، فقد اكتشف علماء آخرون أن سمك القرش يحتوي جسمه على مضـاد حيوى قوى فعال يوجد في كل خلية من خلايا الجسم، واكتشفوا أيضا أن مضاد سمك القرش هذا لا يمت بصلة إلى أي فئة من فئات المضادات الحيوية المعروفة، وذلك حسبما أكده تقرير أكاديمية العلوم الوطنية في أمريكا أخيرا. واكتشف العلماء كذلك، وهذا هو الأهم، أن مضاد سمك القرش ذو فاعلية مذهلة تفوق كل ما عرف عن فاعليات المضادات الحيوية المعروفة، فهو كفيل بالقضاء على عدد كبير من الميكروبات، والفطريات، والبكتريا، والطفيليات، قضاء تاما وفوريا. لا عجب إذن أن سارعوا إلى تصنيع هذا المضاد وإنتاجه بكميات كافية لإجراء التجارب، التي تختبر فاعليته ضد عدد كبير من الأمراض البشرية، وتختبر بخاصة مدى هذه الفاعلية بالنسبة إلى كل مرض من تلك الأمراض.

نرجو ألا نكون قد أسأنا إلى الأخت (رزان كريم اليازجي - حماة) في حديثنا هذا كما أسأنا لها في حديثنا السابق عن سمك القرش (العدد 407)، لا سيما وأن مأساة الصـومال في سبيلها إلى زوال، ولقد ترددنا وشعرنا بالحيرة، هل نسيء إلى الأخت رزان ثانية ونعمل على إرضاء سائر قراء العربي، بل مجلتنا الحبيبة العربي بالذات فننشر أحدث المكتشفات العلمية عن سمك القرش في الباب الخاص بهذا الموضوع.

أم نسعى إلى إرضاء الأخت رزان بالتحدث عن مأساة الصومال أو البوسنة أو غيرها في باب مستجدات البيئة أو مستجدات العلم والطب؟! فنتنكر بذلك إلى سائر قراء العربي بل وإلى رسالة مجلتنا بالذات! ونأسف إذا كان القرار الذي اتخذناه سيسبب للأخت رزان الشعور بالغصة والأسى، مرة ثانية

لم لا نحذو حذوهم في الإقلاع عن التدخين؟!

أقدمت الحكومة الفرنسية في شهر نوفمبر الماضي (1992) على حظر التدخين حظرا تاما في محطات المترو، وفي حرم الجامعات، وحتى في مقاهي الأرصفة التي لا يخلو منها شارع من شوارع باريس، وحظرته أيضا في أماكن العمل، وهكذا أصبح التدخين ممنوعا في كل مكان تقـريبا وقد لا يستثنى من ذلك إلا الأماكن القليلة أو إن شئت المعازل، التى حددتها الحكومة هنا وهناك لتكون ملاذا للمدخنين.

وقد جاء هذا الحظر في قانون ملزم، يقضي بدفع غرامة قدرها ما يعادل 260 دولارا أمريكيا، على كل مخالف يخرق القانون.

بيد أن الحكومة الفرنسية حظرت على شرطتها تنفيذ قانون حظر التدخين الجديد إلا إذا طلب منها أحد المواطنين ذلك. فقد أصبح من حق المواطن الفرنسي أن يطالب المدخن الذي يمضي في تدخينه خلافا للقانون، أن يطالبه بالامتناع عن التدخين، وأصبح من حقه إذا أصر هذا المدخن على المضي في خرق القانون، أن يشكوه إلى الشرطة، وعندئذ يتوجب على الشرطة إجراء اللازم بحق ذلك المدخن وتنفيذا لقانون حظر التدخين.

ولا يخفى ما تنطوي عليه هذه الإجراءات من حكمة وبعد نظر، فالتدخين عادة إدمانية مستحكمة ولا يسهل الإقلاع عنها بين عشية وضحاها، ثم إن الفرنسيين مدخنون راسخون، إذ لا تقل نسبة المدخنين من مجموعهم عن 40%، فلو نجح قانون الحظر في هذه المرحلة الأولى أن يشعر المدخنين الفـرنسيين بأنهم يخالفون القوانين، وأنهم معرضون للمساءلة تبعا لذلك، وأنهم إذن مضطهدون، لنجح القانون في مرحلة أخرى ثانية وتبعا لإجراءات أخرى جديدة أن يساعد المدخن الفرنسى على الإقلاع عن تلك العادة الخبيثة.

عودة إلى بيض الدجاج الخالي من الكولسترول!

تحدثنا في عدد سابق عن أسلوب صناعي مبتكر يحد من محتويات الكولسترول في بيض الدجاج. وأشرنا في حينه إلى المآخذ التي تؤخذ بحق على ذلك الأسلوب. فهو يحول بيض الدجاج الشهي إلى سائل غير شهي، ولا يجرده من الكولسترول إلا بقدر ضئيل محدود، ثم إنه بالغ التكاليف، والبيض الذي يصنعه مرتفع الثمن.

لا عجب إذن أن كان الأسلوب غير الصناعي الذي ابتكروه في الشهور الأخيرة موضع تـرحيب الجميع، لا سيما هواة أكل البيض المقلي، فقد نجح الباحثون في إحدى الشركات المتخصصة في تجارة بيض الدجاج اسمها (.C.R.Eggs,lnc) بولاية بنسلفانيا، نجحوا في تطوير بيض تقل فيه محتويات الكولسترول وسائر المحتويات الدهنية (المشبعة) بنسبة 15% عما هي عليه في البيض الطبيعي. ودلت التجارب العلمية العديدة التي أجروها على أن في استطاعة المرضى الذين يعانون من نسبة كولسترول مرتفعة أن يتناولوا من البيض الجديد ما بين بيضة وبيضتين في اليوم الواحد دون أن يؤدي ذلك إلى أي ارتفاع في نسبة الكولسترول في دمهم. واستطاع الباحثون تطوير هذا البيض الجديد؟ بأساليب طبيعية لا صناعية.. وبالتعامل مع الدجاجة لا مع البيضة التي تبيضها. فقد عمدوا إلى تغذية الدجاج بوجبات قوامها الحبوب، وتحتوي على قدر من زيت الكانولا (زيت بذور اللفت الخالي من المواد الدهنية كلها تقريبا)، ومقدار محدود من فيتامين E وعلى أعشاب كلب kelp (تلك التي تنمو في مياه جزر فوكلاند) بنسبة معينة، وما أسرع ما خرج البيض الجديد من الدجاج الذي تناول تلك الوجبات.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




اكتشافات جديدة مذهلة تحتم العمل على حماية سمك القرش وإنقاذه





في طوكيو المدخنون يسارعون لإطفاء سجائرهم قبل الصسعود للقطار