زيارة للمؤسسة التي أطلقت أشهر برامج الأطفال العربية «افتح يا سمسم»

مَنْ منا لا يذكر البرنامج التربوي الشهير «افتح يا سمسم»، الذي تفتح وعي أجيال كثيرة عليه، وتعرفوا من خلال أبطاله الدمى، نعمان، كعكي، أنيس، بدر، خوخة، وسواها، على نوع مختلف من الترفيه الذي يربط التسلية والمرح بالتعليم والقيم التربوية؟ ثم تواصلت البرامج التربوية والتوعوية المختلفة، التي لا يمكن القول ببساطة ويقين إنها أثرت تقريباً في كل بيت عربي، وخصوصاً الخليجي على مدى العقود الأربعة الماضية.
لعله من قبيل التكرار الإشارة إلى أن المؤسسة الإعلامية الخليجية الكبيرة التي كانت وراء الفكرة، والتي أحدثت طفرة كبرى في مفاهيم الإعلام الموجّه للطفل العربي، وهي مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي مر على تأسيسها أكثر من أربعين عاماً، نجحت لأسباب عدة، واختارت الكويت مقراً لها لأسباب عديدة أيضاً، وصنعت تراثاً تاريخياً للإعلام في الخليج، وهو ما دعا «العربي» إلى تقصي ما تقوم به المؤسسة اليوم، وطموحاتها المستقبلية في ظل المنافسة الشرسة من القنوات الفضائية المختلفة، وبعضها قنوات أطفال متخصصة، تقدم الفيلم والدراما والأفلام التوثيقية.
التقينا المدير العام الحالي للمؤسسة، الأستاذ علي الريس، الذي يتولى المنصب بعد عدد آخر من قامات الإعلام الخليجي والعربي، ووددنا، بداية، أن نستعيد معه تاريخ هذه المؤسسة الإعلامية العريقة، وسألناه عن تاريخ إنشائها، فقال:
- تمثل مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إحدى الثمار البارزة للتعاون الخليجي المشترك، فمنذ انطلاقة المؤسسة وهي تحاول جاهدة أن تكون بمستوى الطموح لتحقيق الاستراتيجية الإعلامية، التي سنّها قادة دول المنطقة، وأن تكون أيضاً بمستوى طموحات أبناء دول المجلس في التأكيد على إعلام خليجي متميز، يحلّق في آفاق المستقبل، ويقدم الوجه الحقيقي للإنسان في المنطقة.
وبالنظر إلى ما بين شعوب دول مجلس التعاون من روابط حضارية وتاريخية وثقافية، وما يجمع بينها من أصول وظروف اجتماعية ومعيشية واحدة، وإدراكاً للدور المهم المنوط بأجهزة الإعلام في خلق المجتمع الجديد الموحد لشعوب هذه المنطقة، والتعبير بصدق عن أصالة تاريخها وتراثها، وما يربط بينها من وحدة الدين واللغة والعادات والتقاليد، مما يقتضي تضافر الجهود لتنسيق التعاون الإعلامي والفني، فيما بينها، وتنمية العلاقات الثقافية والإعلامية المشتركة، فقد اتفقت دول المجلس على إنشاء مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي مؤسسة إقليمية حكومية ذات شخصية اعتبارية مقرها دولة الكويت؛ التي كانت سبّاقة في طرحها فكرة إنشاء مؤسسة إعلامية خليجية، وعليه أُسست عام 1976 بموجب مرسوم بقانون باتفاق وزارات الإعلام في الدول الخليجية الست (الإمارات، البحرين، السعودية، عُمان، قطر، الكويت).
نتائج طيبة ومتميزة
• كان هذا تاريخ التأسيس، قبل التنافس، وفي ظروف مختلفة تماماً، فهل تغيرت اليوم أوضاع المؤسسة وقدراتها الإنتاجية؟
- بدأت المؤسسة إنتاجاتها ببرنامج الأطفال الأشهر عربياً «افتح يا سمسم»، ثم تبعه عديد من الحملات الإعلامية التنويرية، كبرنامج «سلامتك» للرعاية الصحية، و«قف» للتوعية المرورية، و«ديرتنا» للتوعية المجتمعية، و«لا للمخدرات» للتوعية بأضرار المخدرات، وسلسلة الحضارة العربية الإسلامية، والسلسلة الوثائقية والتسجيلية «الخليج حضارة وبناء»، وسلسلة «الخليج مكمن الطاقة»، وعديد من برامج الأطفال والمسلسلات الدرامية التي استمدت أهدافها من بيئتها، وتناسب ميول واتجاهات المواطن من جهة، لذلك توزعت اهتمامات المؤسسة منذ إنشائها على برامج الأطفال وبرامج التوعية الصحية والاجتماعية والتربوية والبيئية وسواها، وتلمّسنا على مدى يزيد على ثلاثين عاماً نتائج طيبة، لما زرعته هذه البرامج من اتجاهات إيجابية لدى أغلب المواطنين الذين أقبلوا عليها، لتميزها بالمصداقية، والتنفيذ المتقن.
والآن تغيرت الظروف بالتأكيد، ونحن على عتبة تفجّر معرفي وطفرة اقتصادية وتكنولوجية، لذا لابد أن نتبنى صيغاً إعلامية تتناسب ونبض الحياة السريع، دون أن نتخلى عن جوهر أهدافنا، والمتابع لإنجازات المؤسسة سيلمس هذا الفهم للمتطلبات، وتماشيها مع قفزة نوعية نحضر لها وفق الأسلوب الذي أثبت جدواه دائماً، وهو دمج خبرات وتطلعات الباحثين والمبدعين معاً، للخروج بمنتج إعلامي يحمل نجاحه المستحق في الوصول إلى جميع الشرائح المقصودة.
تراث عربي وخليجي
• ما وضع البرنامج الأشهر «افتح يا سمسم» الآن؟
- مع الأسف البرنامج الآن انتقل من المؤسسة إلى قناة عربية أخرى، ولم يعد لدينا فيه حقوق، وهذا يعود إلى رغبة دولة الإمارات في إنتاج أجزاء جديدة من «افتح يا سمسم»، منذ سنوات، ولكن بعد تحرير الكويت عام 1991 كانت هناك فترة احتاجت فيها المؤسسة إلى اتخاذ موافقات كل الأطراف، ومع تأخر الأمر نسبياً، توجهت الإمارات للشركة الأمريكية الأم صاحبة حقوق البرنامج، واتفقت معها على إنتاج أجزاء جديدة من البرنامج مقابل 12 مليون دولار.
وتم تغيير أسماء بعض الشخصيات في الأجزاء الجديدة التي أنتجتها الإمارات. ولكن يظل لنا بعض الحقوق في قدر من التفاصيل الفنية وفي الأغاني، وأمور من هذا القبيل.
والحقيقة طبعاً أن البرنامج تراث عربي وخليجي مرتبط في ذهن أجيال عدة، لذلك فحين توليت الإدارة اتفقت مع وزارة التربية، بحيث تعد زيارات مدرسية من سن الروضة وحتى 6 سنوات إلى مقر المؤسسة، حيث نقدم عروضاً تعريفية بالشخصيات الرئيسة للعمل من خلال الدمى في مسرح المؤسسة.
ومن خلال التعاون مع شركة مطاحن الكويت، نوفر وجبات مجانية للأطفال خلال العروض. وقد استفاد من الخدمة 16 ألف طفل، وفي العام الحالي نخطط لاستفادة 20 ألفاً منهم بهذه العروض المجانية. والمقصود من ذلك إعادة التذكير بالشخصيات، وربط ذهن الأطفال بالبرنامج.
• كيف يتوافر الدعم المادي للمؤسسة، وهل يعني وجودها في الكويت أنها تتحمل الجزء الأكبر من التمويل؟
- بالنسبة إلى الدعم، نحن في الحقيقة نطرح أفكاراً لبرامج وتُعرض على مديري التلفزيون أو وكلاء الوزارات الذين يحضرون الاجتماعات، ويعتمدون ما يتم إقراره من برامج إذاعية أو تلفزيونية، ويضعون ميزانية، وننتج نحن، باستخدام الميزانية الموجودة، الأعمال التي تم اعتمادها والموافقة عليها، ثم نحصل على تكاليف الإنتاج لاحقاً من الميزانية المقرة.
• هل المؤسسة هي التي تضع الإطار العام للبرامج المقترحة؟
- صحيح، ولكن أيضاً هناك بعض الدول التي تقترح برامج محددة إذا كانت تريد إنتاج برنامج معيّن للأطفال، أو تحتاج إلى توفير مواد تلفزيونية معيّنة لبثها في قنواتها.
• وهل الخدمة الإعلامية التي تقدمها المؤسسة موجهة إلى الطفل فقط أم للأسرة؟
- الأساس بطبيعة الحال هو الطفل، لكن أيضاً هناك اهتمام ببعض البرامج التي تهتم بشؤون الأسرة العربية والخليجية على نحو خاص، وهناك - على سبيل المثال - برنامج أنتجناه اسمه «تماسك»، فهناك جهات تطلب برامج توعية، مثل وزارة الأوقاف أو الشؤون، فننتج برامج على شكل «فلاشات» توعية إذاعية أو تلفزيونية، وهذه تعتبر خدمة اجتماعية للأسرة لا للأطفال فحسب.
• بشكل عام، كان هناك - لفترة - إحساس بخفوت الدور الذي تقوم به المؤسسة، مقارنة بدورها المؤسس والرائد، فما هي الأسباب؟
- في البداية، خلال الفترة الأولى لتأسيس المؤسسة، وبعد ذلك بقليل، لم تكن هناك خيارات أخرى. لكن بعد ظهور القنوات الفضائية ثم الفضائيات المختصة بالأطفال، تغيّر الأمر، وأصبحت المنافسة كبيرة، والآن بعد ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الفردي، انقلب الأمر تماماً. لكن التحدي في كيفية تطوير الأدوات، بحيث نستمر بالتنافس في ظل التطورات والتغيرات الجديدة والاستفادة منها. ونحن الآن نضع في اعتبارنا التطوير في وسائل التواصل والمواد المتلفزة. وفي الحضور من خلال شبكات الإنترنت.
اختلاف ظروف الإنتاج
• في التأسيس كانت هناك رسالة تثقيفية وتعليمية واضحة، فهل تغيرت اليوم فلسفة الرسالة الإعلامية للمؤسسة؟
- بالتأكيد، وهذه مسألة بديهية ولها علاقة بالاستمرارية في سوق تنافسي، ولكي تستمر وتحقق نجاحاً، لابد من أن تستوعب المتاح على الساحة وتضيف إليه أو تتحاور معه. مع الأخذ في الاعتبار أن التوقيت الذي أُسست فيه الشركة كانت فيه الكويت رائدة في مجالات كثيرة، خصوصاً في الإعلام والدراما، وبالتالي كانت في المقدمة، أما اليوم فقد تغيرت الأوضاع، وهناك نهضة كبيرة جداً في أغلب دول الخليج في الإنتاج البرامجي والدرامي، ولذا فإن الأمر يحتاج اليوم إلى جهد مضاعف، لأن ظروف الإنتاج نفسها اختلفت.
ففي السابق - مثلاً - كان من الوارد أن تطرح إنتاج مسلسل كويتي بالكامل، لكن الآن هناك لجاناً من دول الخليج تقترح إضافة طابع خليجي للمسلسل، أو إضافة عناصر خليجية، وهذا كله مطلوب ويضيف، لكن المقصود أن الظروف اختلفت.
الكتابة والعناصر الفنية
• ما المجال الأكثر إنتاجاً لكم اليوم؟
- أكثر شيء البرامج، بسبب الظروف السابق ذكرها. لكنني أدفع باتجاه التركيز أيضاً على الدراما، للاستفادة أيضاً من خبرتي كمخرج، وهناك اتجاه لإنتاج دراما للأطفال. لكن لدينا الآن - مثلاً - فيلمان نعمل في إنتاجهما، وهما فيلمان وثائقيان عن الآثار في دول مجلس التعاون. ولدينا فيلم آخر أيضاً عن السياحة في دول المنطقة، لكن تأخرنا قليلاً بسبب الأحداث الأخيرة وقضية قطر، بيد أننا سننتهي منه قريباً. وهناك أيضاً بعض العوامل البيروقراطية التي تعيق أحياناً سرعة إنجاز العمل. ومع الأسف، هناك تفاصيل قد تعيق حركتنا، لأننا ذهبنا لزيارة الشركة المنتجة لـ «سمسم» في أمريكا، وحاولنا عمل مفاوضات للعمل معهم، لكن تعيقنا القيود.
• بهذه المناسبة، كانت الفكرة الأولى تقوم على تعريب برنامج غربي والاستفادة من الشخصيات التي تجد قبولاً لدى الأطفال، فهل قامت الشركة بعد فترة التأسيس بمحاولات ابتكار برامج عربية، أو ابتكار أفلام بشخصيات عربية؟
- هناك محاولات، وكان هناك برنامج اسمه «افتح يا وطني أبوابك»، بمشاركة عدد من كبار الكتّاب العرب والكويتيين، وبمشاركة أيضاً مجموعة كبيرة من الفنانين.
لكن - مع الأسف - لم ينجح بالشكل الذي كانت المؤسسة تتمناه، ولم يستمر. وطبعاً كنّا ناجحين في الدبلجة. لكن ظروف الرقابة من لجان بعض أعضاء الأمانة العامة لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك قد تعترض على جملة أو فقرة تؤدي إلى إيقاف عرض برنامج كامل أو مسلسل كامل، وهذا عطلنا.
• ما الصعوبات التي تواجهكم بشكل عام؟
- الكتابة هي الصعوبة الكبرى التي تواجهنا، العناصر الفنية كلها متوافرة بكفاءات كبيرة، لكن المشكلة التي تواجهنا الكتّاب. طبعاً هناك كتاّب مهمون ومتميزون، لكن ليس بالعدد الكبير. الأمر الثاني أن إقرار برنامج أو مسلسل أو فكرة يحتاج الآن إلى إقناع لجنة من كل دولة على حدة للموافقة عليه، وهو ما يعطل المؤسسة بالفعل. ومع ذلك نحن نمتلك الجلَد والصبر والقدرة على تجاوز كل المصاعب التي يمكن أن تقف في طريق استعادة المؤسسة دورها.
• هل تقف هذه المعوقات عقبة في خوضكم مجال الدراما مثلاً؟
- الدراما، بكل صراحة، ليست من صلب اختصاصنا، ونعترف بأننا لا نستطيع المنافسة مع القطاعات الرسمية والخاصة التي تنتج المئات، بل الآلاف من التمثيليات والمسلسلات، ومع ذلك فهناك استثناءات أحياناً تتطلب منا أن نخوض هذه التجربة.
أنتجنا سابقاً بعض المسلسلات الدرامية، وقمنا بإنتاج مسلسل درامي ملحمي، يتحدث عن الأخوة الخليجية، نريد أن نقول من خلال هذا المسلسل الذي أسميناه «بيتنا الكبير»، إن ما تتمتع به هذه المنطقة من قيم وشمائل وتطلعات هي القاعدة الصلبة التي تم تتويجها بإنشاء مجلس التعاون الخليجي، هذه المقولة هي محور هذا المسلسل الدرامي الذي يطوف في دول المجلس الست منذ أربعينيات القرن العشرين بأحداث شائقة ومواقف إنسانية، تجسد هذا التآخي، المسلسل يقع في 15 حلقة، وأنهينا قبله مسلسلاً درامياً آخر بعنوان «للحياة وجه آخر»، يتناول بعض المظاهر الاجتماعية التي تترك آثاراً نفسية عميقة في وجدان البشر، وأخيراً أنتجنا مسلسلاً درامياً بعنوان «الحالمون» يتطرق لدور المرأة الخليجية في مسيرة التنمية،
وإشكاليات التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
الفضاء ملك للجميع
• ما الخطة الراهنة والمستقبلية التي تعملون عليها الآن؟
- المؤسسة الآن على عتبة مرحلة جديدة، مطلوب منها أن تكون الصوت الإعلامي المعبّر عن تطلعات دول مجلس التعاون الست في ظل عصر جديد، بمعطيات جديدة، ومفاهيم عالمية.
عندما قدمنا «افتح يا سمسم» كان العالم أصغر إعلامياً. ولم يكن مشاهدنا مطلعاً على ما يتم بثه من مخرجات إعلامية، الآن صار الفضاء ملكاً للجميع، وصار الدور أصعب، لكنه أمتع.
إنه يحفّزنا على أن نكون أكثر دراية بالمواضيع التي نقدمها، وأكثر حرصاً على تحميل برامجنا ثوابتنا القومية والروحية. إذن ماذا نفعل؟ نهتم بالنوعية على حساب الكمية. برامج ومشاريع أقل، ولكن أكبر وأشمل وأعمق.
لذلك تفاعلت المؤسسة مع متطلبات الألفية الثالثة، وضرورة النظر بعيون جديدة إلى دور الإعلام التنموي، فحققت قفزات نوعية تمثلت، في بعض جوانبها، بإنتاج أول فيلم كارتوني روائي بعنوان «ابن الغابة»، مقتبس عن قصة «حي
بن يقظان» للأديب العربي ابن طفيل، وإنجاز برنامج تلفزيوني جديد للأطفال بعنوان «مدينة المعلومات»، مستخدمة فيه مخرجات العولمة لصياغة حلقات تتوجه إلى طفل المستقبل الطامح إلى امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا، وتسخيرها لتطوير أدواته وتحسين مستقبله.
كما تعمل حالياً على إنتاج حملة إعلامية متكاملة تحت عنوان «وعليكم السلام» تدعو إلى التسامح ونبذ العنف وقبول الآخر، والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف كدين يدعو إلى الانفتاح والتجدد والتواصل مع جميع شعوب العالم، على قاعدة الالتزام بالثوابت والقيم الإسلامية والعربية الأصيلة، متمثلة بالمقولة التي نتبناها دائماً، وهي الانطلاق نحو الحداثة من قاعدة الأصالة.
• وكيف ستواجهون المنافسة القوية في مجال الإعلام العربي اليوم؟
- طبعاً من أجل المنافسة مع وسائل الإعلام الجديدة، تقدمنا بعمل قناة فضائية خاصة بالمؤسسة، وأخرى للبث على الإنترنت من خلال موقع يوتيوب، ولدينا جميع الإمكانات لتحقيق هذين المنجزين في حال الانتهاء من الموافقة عليهما. كما أن المؤسسة تقوم الآن بالمشاركة في أنشطة فنية داخل الكويت، وعلى سبيل المثال، فإن احتفال جامعة الكويت الذي أقيم أخيراً احتفاء بمرور خمسين عاماً على تأسيس الجامعة قامت المؤسسة بالتكفل به كاملاً.
وأنا أؤمن بأهمية القنوات التأسيسية مثل قناة الكويت، حتى لو أصابها شيء من عدم الحيوية بين الحين والآخر، أو عدم الإقبال الجماهيري لمصلحة قنوات تنافسية تجارية، لأن هناك قاعدة عامة تقول إن الخبر الرئيس لا يعتبره المواطنون حقيقياً إلا إذا صدر عن القناة الرسمية، وهذه ميزة مهمة. ننتج أيضاً أفلاماً لمناسبات رسمية، مثل الفيلم الذي عرض عن الكويت في «إكسبو» ميلانو الأخير، وفي مناسبات أخرى.
أيضاً نعمل على إعادة ترسيخ «لوجو» المؤسسة في ذهن الأجيال الجديدة، كما كان راسخاً في السابق، لدينا اهتمام كبير بالمسرح، وننتج أعمالاً مسرحية للأطفال، وننتج أيضاً دراما مع هدى حسين وغيرها.
لقد انتبهت المؤسسة ووعت لدور المسرح في التوعية والتثقيف، فأقامت على مدى سنتين عروضاً مسرحية في مسرحها الخاص أشركت فيها شخصيات برنامج افتح يا سمسم، واستقبلت تلاميذ مرحلتي الروضة والابتدائي يومياً بتنسيق مستمر مع وزارة التربية في الكويت، وحققت هذه العروض أهدافها في تمرير المعرفة المقترنة بالمتعة لأطفالنا الصغار، ومررت من خلال نصوص المسرحيات مصفوفة القيم السلوكية والروحية المقدمة بشكل جذاب ومؤثر، وحضر هذه العروض على مدى سنتين أكثر من 40 ألف تلميذ استفادوا وتثقفوا وتعلّموا، ليس فقط مما حوته تلك العروض من أفكار، بل أيضاً حب المسرح وتقاليده ودوره الكبير في تنمية الذائقة الفنية .
تعد المؤسسة وبرامجها واسعة الانتشار إحدى الثمار البارزة للتعاون الخليجي المشترك على مدى أكثر من 40 عاماً
الفنانة الكويتية الراحلة مريم الغضبان شاركت في المواسم القديمة لـ «افتح يا سمسم» ويبدو معها في الصورة الفنان القطري غازي حسين