الحركة الفنية التونسية: بين الهوية والاغتراب عز الدين نجيب

الحركة الفنية التونسية: بين الهوية والاغتراب

أصبحت الفنون التشكيلية في عالمنا العربي معلما بارزا من معالم الحياة الثقافية في كل قطر من أقطاره، بالرغم من أن عمر الحركة قصير نسبيا "لا يتجاوز ثمانين عاما إلا قليلا"، لكنه في الحقيقة موصول بنهر الإبداع التشكيلي ممتد في التاريخ وفي الثقافة القومية وفي الفطرة الشعبية على مدار الحضارات التي نشأت عبر مساحة أقطارنا العربية عبر آلاف السنين.

الحركة الفنية التشكيلية في تونس تعد إحدى الحركات الإبداعية النشطة في عالمنا العربي المعاصر، وتبرز فوق سطح الحياة الثقافية هناك معبرة عن توق جارف لاجتياز قرون العزلة والقطيعة عن العالم المتقدم، وعن جذور الثقافة العربية في آن واحد، ومن ثم فإن الإشكالية الأكثر إلحاحا أمامها هي: إلى أين تتوجه؟، وما الذي تريد أن تأخذه معها في مسيرة توجهها الجديد، وما الذي تريد أن تتخلى عنه؟! وبقدر حميمية هذا التوق، فإن المتابع لتطور الحركة يشعر بأن السعي والاجتهاد لحل تلك الإشكالية لا يتكافآن مع حجم ذلك التوق، حتى أنه يمكن وصف السعي بأنه نوع من "الحراك الساكن"، أو إن شئنا الوصف الدارج لنا إنه "محلك سر!"، وهو ما يعبر عنه الناقد التونسي المعروف ومدير مركز الفن الحي بتونس علي اللواتي بقوله في تقديمه لدليل المعرض السنوي للفنون التونسي المعاصر "1984":

"لا يزال الفن التونسي الحديث يكتسي مظهرا شبيها بفسيفساء ذات عناصر متقابلة إن لم نقل متناقضة، فمن التشخيصية "التقليدية" إلى التشخيصية المحدثة، ومن التجريد الأكاديمي إلى كل محاولات البحوث الشكلية مرورا بالنزعات الحروفية، نجد أنفسنا أمام جرد للأساليب آتية من كل حدب وصوب ومن فترات زمنية مختلفة. إننا نعثر أحيانا في هذا المدى المطبوع بالرتابة على شخصية فذة ذات حضور قوي، ولكنه من النادر أن تبرز منه رؤية شمولية لتفرض نفسها من خلال إعادة النظر في ظروف الإبداع التشكيلي وأهدافه".

ولو تأملنا في مدلول هذه الكلمات لوجدناه منطبقا على مجمل حركات التشكيل في بقية الأقطار العربية.

الفن.. والشارع التونسي

بدأت صلتي المباشرة بالفن التونسي الحديث عام 1986 عند زيارتي الأولى لتونس، حيث تعرفت حينئذ على الملامح العامة له من خلال مركز الفن الحي وبعض المعارض الجماعية والفردية، واطلعت على عدد من المطبوعات والنشرات، والتقيت ببعض الفنانين هناك، ثم تابعت ما تشارك به تونس في دورات بينالي الإسكندرية، وما أتيح لي من مطبوعات عن المعرض السنوي العام بالعاصمة تونس عدة سنوات لكن الفرصة الأكبر لتعرفي على هذا الفن جاءت في الصيف الماضي حين أتيح لي المشاركة في مهرجان الفنون التشكيلية الدولي الخامس بمدينة المحرس بتونس، حيث كانت المعايشة حميمة لتيارات الفن المختلفة هناك ولرموزها من المبدعين المعاصرين.

ومع كل ما توليه الدولة التونسية من اهتمام بالفن والفنانين، بتنظيم المعارض واقتناء الأعمال الفنية وطبع الكتب والنشرات على مستوى رفيع، وبتنظيم المهرجانات التشكيلية بين الحمامات والمحرس وتونس وغيرها، فإن الحركة الفنية تبدو منعزلة عن المجتمع وعن الشارع التونسي بجانبه الثقافي والجمالي، فلا تزال معارض الفن نشاطا محدودا يهم النخبة المثقفة وحدها، وتنهض به بشكل أساسي قاعات أهلية خاصة هدفها تسويق المنتجات الفنية للفئات القادرة، التي يمثل الفن بالنسبة لها استكمالا للوجاهة الاجتماعية أو تشبها بالأجانب وبالشرائح العليا من المجتمع، ولا تدير الدولة - فيما أعلم غير قاعتين كبيرتين بالعاصمة، لا تستوعبان بالطبع الحجم الكبير والمتنامي للإنتاج الفني لمئات الفنانين كل عام، أما انعكاس الحركة الفنية على الشوارع والميادين والمباني العامة والحدائق التي تمتلئ بها تونس فلا يكاد يحس، بالرغم من أنها مهيأة- أكثر من أي بلد عربي آخر- لعرض أعمال الفن بصورة رائعة، لما حباها الله به من جمال طبيعي، يتمثل في المرتفعات الكثيرة المتناغمة، التي تتيح الفرصة لرؤية الأعمال المجسمة من جميع الزوايا، خاصة أعمال النحت والخزف وأعمال التشكيل في الحيز، لكن يبدو أن حركتي النحت والخزف أقل نموا وتطورا من شقيقاتهما في أسرة التشكيل التونسي الحديث.

ومثل أغلب حركات الفن في العالم العربي، لن تجد مكتبة متكاملة أو حتى دراسات تذكر عن تاريخ الحركة الفنية بتونس ومسارها وأعلامها، ناهيك عن مؤلفات تسعى إلى نشر التذوق الجمالي والثقافة الفنية بين العامة أو على الأقل بين المثقفين، أما ما نستطيع الحصول عليه بمشقة فهو بعض الكتب التي يصدرها مركز الفن الحي عن عدد من الأسماء من الفنانين، كتب لها المقدمات الناقد علي اللواتي مدير المركز.

ثلاثة اتجاهات

وتتسم حركة الفن التونسي بالتنوع الشديد في اتجاهات التشكيل ومدارسه المختلفة، لكن هذا التنوع في مجمله يعبر عن مناخ وثقافة حوض البحر الأبيض المتوسط، وعن طبيعة خلابة وضاءة بالنور والألوان المتوهجة، حافلة بالأساطير والنزعات الحسية الهيلينية وإن شئنا تصنيف هذا التنوع فسوف نجده بين ثلاثة اتجاهات رئيسية: الأول واقعي يسعى إلى مشابهة مظاهر الواقع الخارجية، من أشخاص وأماكن أو مناظر طبيعية، بنزعة تسجيلية، بأسلوب مدرسي محافظ، أو بنزعة انطباعية عفوية طازجة. والثاني تراثي يسعى إلى استلهام العناصر الشكلية والأسطورية في الثقافات الهيلينية والعربية والشعبية بمعطياتها الجمالية والميثولوجية، بأساليب متنوعة بين أشكال التجريد الهندسي والانفعالي والزخرفي والحروفي، وبين الحكائية الأسطورية والملحمية الشعبية، وبين التشخيصية المستوحاة من رسوم المخطوطات والرسوم الشعبيـة. أما الثالث- وهو الأكثر عددا وتأثيرا على الأجيال الجديدة من الفنانين ويكاد أصحابه يمثلون نصف العدد الكلي للممارسين في الحركة الفنية تقريبا- فهو اتجاه مستغرب يسعى إلى اللحاق بمنجزات الفن الأوربي في آخر حلقاتها، دون البحث- غالبا- في دوافعها ومحركاتها وظروفها الاجتماعية والحضارية المختلفة عن ظروف الواقع التونسي والعربي.

الواقعيون

ونلاحظ هنا أن العواصم الأوربية تعد مرافئ أساسية للفنان التونسي والمغاربي، يحقق ذاته من خلالها، سواء بالدراسة أو بالعرض أو بالمعايشة والإنتاج والتسويق. وهو بذلك لا يشعر بدرجة عالية من التناقض أو الاغتراب حيث تربى منذ نشأته الأولى على الثقافة الأوربية- خاصة الفرنسية- التي فرضت نموذجها حقبا طويلة على المجتمع وثقافته بمستوياتها المتعددة "لغويا وتعليميا وذوقيا" فضلا عن العاملين الاقتصادي والأدبي في حياة الفنان، اللذين لا يجد إشباعا لهما في بلده بقدر ما يجده في المجتمعات الأوربية.

ومن الغريب أن أكثر المعبرين عن التيار الواقعي والأكاديمي هم من الأجانب الذين أقاموا بتونس، من أمثال الرسامين إرمان فرجو، ألكسندر فيشي، موزس ليفي، موريس بسموث، بيار برجول، وجول ليلوس، الذين صوروا ملامح البيئة والحياة الشعبية واهتموا برسم الصور الشخصية والطبيعية المهمة، وسار على نهجهم فنانون تونسيون من أمثال عبدالملاك العلالي، نور الدين الخياشي، الحبيب بلال، علي خوجه، فؤاد الزواس، ونبيهة قريبع وآخرين، إضافة إلى مجموعة أخرى من الفنانين الانطباعيين، الذين اختاروا تصوير الموضوعات نفسها لكن بأسلوب أكثر انطلاقا وتحررا، من أمثال الهادي التركي، محمود الهيلي، الحبيب السعيدي، فيكتور سرفاتي، عبدالقادر قرجي، رضا العموري، وآخرين، وهنا نلاحظ الحس بالطبيعة والمكان عاليا متفاوتا بين النظرة السياحية والنظرة التعبيرية المليئة بشحنة، وبين الرؤى الحلمية المتجاوزة لإطار الزمان والمكان. وتحتل المناظر الطبيعية والرؤى المأخوذة عن قرية سيدي بوسعيد السياحية- المطلة على البحر في أعالي مدينة تونس- مكانا مهما وسط أعمال هذه المجموعة، وهي خليقة فعلا بإلهام الفنانين على مر الأجيال، بما تتميز به من خصوصية طابعها المعماري المغاربي، من قباب وعقود ومرتفعات ذات سلالم حجرية فوق مستويات متتابعة، وجدران مطلية بالأبيض، وبوابات تاريخية ونوافذ زرقاء مكسوة بالحديد المشغول كالدنتللا الرقيقة، إضافة إلى الزي المغاربي الأبيض الشهير للرجال والنساء في الأحياء الشعبية، مما ينتقل بالرائي إلى أجواء الشرق والتاريخ القديم.

التراثيون

وعلى صعيد الاتجاه التراثي نجد ساحة عريضة شديدة التنوع في رؤاها التشكيلية والتعبيرية، فيها من يلجأ إلى محاكاة بعض أنماط الزخارف الإسلامية الهندسية والنباتية والعضوية، ويتلاعب بوحداتها في تشكيلات تجريدية تختلف في مردودها بين التأثير البصري المتماوج مستهدفا وظيفة التزيين فحسب، وبين التأثير المعنوي، بما تعكسه الأشكال الإسلامية المتكررة، في استمرارية لا أول لها ولا آخر، من حس روحاني وتأمل قد يرقى إلى الحس الصوفي. من أصحاب هذا الاتجاه: سمير التركي، رشيد الفخفاخ، عبد المجيد البكري، لطفي الأرناؤوطي، محمد العايب ورضا بن عبدالله.

والبعض الثالث في هذا الاتجاه التراثي يستخدم عناصر تشخيصية من الفنون العربية أو الهندية أو الشعبية أو الإغريقية الهيلينية، يقدم من خلالها نوعاً من الحكي الملحمي والأسطوري، أو الوشي الزخرفي، أو الطلاسم السحرية، أو الرؤى السريالية والميتافيزيقية، ومن هؤلاء: محمد بن مفتاح، علي بن الأغا، الزبير التركي، عبد العزيز القرجي، عادل مقديش، البغدادي شنيتر، جلال بن عبدالله، قويدر التريكي، كوثر طريطر، علي بن سالم، ومحمد الزاوي.

في هذا الاتجاه أيضاً من يتولد من أنماط العمارة الإسلامية والشعبية أشكالاً زخرفية تجريدية في اطراد هندسي أو ترديد نغمي أو تأثير ملمسي، مستهدفاً جواً شرقيا متماوجاً بالخطوط والأقواس والمستطيلات والدوائر المتداخلة، وبالألوان القوية المتناغمة في نسيج يتنوع بين التلقائية والعقلانية، وتختلف أغراضه بين الترويضية والتعبيرية.. من أصحاب هذا النهج: نجيب بلخوجة، عبد الحميد عمار، مسطاري شقرون، محمد اليانقي، ومحمد المالكي.

وثمة فئة من الفنانين العصاميين ذوي الرؤى الفطرية والأداء التلقائي، يتراوحون بين التعبير عن البيئة الشعبية بعاداتها وتقاليدها، وبين الحس التراثي، وبين الأجواء الخيالية، ويمتلكون "كعادة نظرائهم في كل مكان من العالم" روحا طفولية بريئة، وطابعا احتفاليا بهيجا، مع امتلاكهم إمكانات الصنعة بدرجات متفاوتة، من هؤلاء: عمر فرحات، علي الفرماسي، الهادي الجلامي، وسيلة خسرف، الزين الحرباوي، محرزية الغضاب، رضا دريرة، ومصطفى الثايب.

وإذا كان الحرفيون ندرة في الاتجاه التراثي بتونس، فإن الفنان نجا المهداوي يمثل وحده اتجاها متفردا، حقق به حضورا مرموقا في الحركة الفنية التونسية، عبر مخطوطاته العربية بالحروف التقليدية التي تنساب في متواليات موسيقية، فوق نسيج متذبذب جياش، مضفيا حسا بالتاريخ العتيق وطابعا من السحر والطلسمية، وقد يلجأ إلى استخدام رق الجلود كلوحة ممتدة يسجل فوقها إيقاعاته التشكيلية وحروفه المترادفة بأسلوب الرقس العربي والفارسي.

سرياليون وتعبيريون

ونأتي إلى الاتجاه الثالث الذي تنضوي تحته لوحة عريضة بالغة التنوع من الأساليب والقناعات الجمالية، بعضها تشخيصي، يتراوح بين السريالية والتعبيرية والرمزية، وأغلبها تجريدي بحت أو تجريدي تعبيري، وجميعها يخرج من عباءة الفن الأوربي الحديث، مع احتفاظ الكثير منها بفرادة تنم عن مواهب أصيلة، وإن بدت غريبة في سياقها الاجتماعي.

في المنحى السريالي نجد أعمالا تترجم التفسير الفرويدي للعقل الباطن، بما يمتلئ به من نوازع غريزية وجنسية وعقد نفسية مطمورة، وأساطير بدائية تمتزج بالحس الذاتي للفرد المعاصر، وأبرز تمثيل لهذا الاتجاه: عادل مقديس، بو جمعة بلعيق، محمد الصادق الماجري، والحبيب بو عبانة، كما نجد أعمالا تنحو نحو التأمل الميتافيزيقي والاسترجاع للأسطورة في جو من الحلم واللا معقول، مستلهمة بعض مظاهر الحضارات القديمة أو عناصر الواقع والطبيعة المباشرة، في تجسيم أسطواني وأوضاع تتجاور أو تتداخل بشكل لا منطقي. من أصحاب هذا الاتجاه: الصادق قمسن، بلقاسم الأخضر، ساميـة الزاوس، عليا بودربالة، إبراهيم بن الطيب، الشاذلي بلخامسة، حمادي سكيك، علي عيسى، عبدالرحمن مبحاولي، الهادي اللبان، وفؤاد الزاوش.

وفي المنحى التعبيري هناك كوكبة من الفنانين، يتناولون الواقع الخارجي بحس انفعالي مضطرم، أو بنزعة تأملية حالمة، مفارقين للرؤية البصرية التسجيلية حسب شحنة الشعور الباطني لكل منهم، جاعلين من الأشكال والخطوط في الحيز الفضائي قوة درامية مهيمنة، أو إشارات شعرية مختلفة، أو طاقة روحية آسرة. من هؤلاء- مع اختلاف أساليبهم ورؤاهم- خليفة شلتوت، فتحي بن زاكور، جلال الكسراوي، عبدالمجيد بن مسعود، رفيق الكامل، فوزية الهشيري، المنصف بن عمر، وحاتم المكي.

تجريديون على طريق الغرب

وأخيرا يكتمل هذا الاتجاه ذو الطابع الأوربي بأكبر تجمع للفنانين التجريديين في حركة الفن التونسي، بعيدا عن جماليات اللوحة التجريدية التراثية بتجلياتها المتنوعة، لقد انتهج هؤلاء الفنانون- الذين يشكلون الكتلة الأكثر عددا في الساحة التشكيلية التونسية- الأساليب نفسها تقريبا التي ظهرت في أوربا منذ أوائل القرن، بدءا من التكعيبية والتجريدية وما لحقتهما من مذاهب وتيارات، مثل فن "الزغللة" البصرية والفن الجماهيري والفن الإدراكي، مما يجعل الزائر لأي معرض جماعي يشعر بأنه في بلد أوربي.

إن القضية الأساسية لهذا الاتجاه هي الحيز الفضائي للوحة بعلاقاتها البنائية، من توازن المساحات أفقيا ورأسيا، وتناغم الألوان، وديناميكية الخطوط والملامس، حيث يتجاوز الرسامون البعد المنظوري والمشابهة للطبيعة والنموذج المشخص، وما إلى ذلك.

وينقسم الفنانون في هذا الاتجاه إلى عدة تنويعات، منهم من يبني لوحته معتمدا على الأشكال الهندسية المنتظمة والمتداخلة في سياق منطقي محكم، مستعينا أحيانا بالخطوط والشرائح اللونية أفقيا ورأسيا محتفيا أشد الاحتفاء بالملمس المتنوع لسطح اللوحة، من بينهم: إبراهيم العزاب، عمر بن محمود، عبدالمجيد بن مسعود، رضا بالطيب، الحبيب بيده، المسطاري شقرون، الحبيب شبيل، نور الدين الهاني، رفيق الكامل، حسن السوفي، ولطفي الأرناؤوطي.

ومن هذه التنويعات ما ينطلق من حالة انفعالية تلقائية، تندفع فيها اللمسات اللونية وتتماوج في استطراد غنائي أو شاعري صاخب أو هامس، ومن أصحاب هذا الاتجاه، الناصر بين الشيخ، إسماعيل بن فرج، خـالد بن سليمان، الحبيب بوعبانة، عبدالحميد يودن، خليفة شلتوت، علي الغندوري، الناصر القليبي، محمود الساحلي، محمد الأمين، محمود التونسي، وعلي الزنايدي.

إننا إزاء هذا التيار الجارف ندرك مدى هيمنة النموذج الثقافي الأجنبي على مكوناتنا النفسية والحضارية، ومدى الانفصال الذي تعانيه الحركة الفنية عن المجتمع الذي تعيش وسطه. والمشكلة هنا ليست فقط في "الأشكال" التجريدية المحاكية للنمط الغربي بعيدا عن المؤثرات والمخصبات الحضارية التي تومئ إلى الهوية القومية للفنان، بل تكمن كذلك في الإطار الفكري الانعزالي من ورائها، الذي يعطي ظهره لكل المشكلات أو التطلعات حميمة الصلة بمجتمعه، ويقنع بدور التابع أو المستهلك لإفرازات الثقافة الغربية، كما يقنع بالنخبة المحدودة في المجتمع التي يتواصل معها.

 

عز الدين نجيب

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




من أعمال رضا بالطيب (ألوان إكريليك)





من أعمال خليفة شلتوت (حفر على المعدن)





من أعمال عادل مقديش (زيتية)





من أعمال عمرو بن محمود (مائية)





من أعمال علي بن سالم





من أعمال نجيب بلخوجة (ألوان إكريليك)