مجلة العربي في يوبيلها الماسي

مجلة العربي في يوبيلها الماسي

في مثل هذا الشهر من عام 1958م صدَرَت، وباسم «العربي» طُبِعت ووُزِعَت، فطارت على جناح الثقافة وحَلّقَت، فانتشرت في كل البلاد العربية وعُرِفَت. أجيال تتابعت، تسابقت على اقتنائها كلّ شهر، ولأعدادها جمعَت، فتثقفت من أدبياتها وتعلمَت. وتمضي الأيام ويصير الصغار كبارًا، وتبقى هي كأنْ لم يزدها الزمان إلا جمالًا ونضارة، تدنو بأكمامها إلى قرائها فيقطفون من كلّ لونٍ ثمارًا، ثقافة وأدبًا وعلمًا وفنًا، سيلًا من المعارف دام مدرارًا. تمتع قراؤها بالصور تارة، فمتعة الاستطلاعات المصورة المختارة، كشفت ديارًا وآثارًا وأسرارًا، وتارة أخرى يتمتعون بالعبارة، التي أصّلَت مبادئ وأفكارًا.

 

احتضنت وزارة الإعلام مجلة العربي منذ ولادتها ولا تزال. ومع تقدم دولة الكويت وتطورها، تطورت دائرة المطبوعات لتصبح وزارة الإرشاد والأنباء ثم وزارة الإعلام. وكان لرعاية وزارة الإعلام للمجلة أثرها في الدور الثقافي المنشود في الترقي الحضاري لرفعة الكيان الإنساني في الضمير العربي. شكرًا لقائد الإنسانية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث إن سموه هو صاحب الفكرة والمؤسس والحاضن والداعم لهذه المجلة العريقة، وهو الذي كبرت «العربي» تحت رعايته إلى أن بلغت الستين، صنع من الحلم حقيقة ومن الأمل واقعا نفخر به.
بين يديكم اليوم مجلة العربي، التي سجلت تاريخ ثقافة أمة، وضمت صفحاتها سجلًا حافلًا من مقالات عمالقة الفكر العربي، الفيلسوف والفقيه والمؤرخ والأديب والشاعر والروائي والمُنظِّر السياسي والمصور والرسّام، حتى أصبحت مائدة فكرية لا يشبع منها المرتاد الجائع أو الظمآن، ولا يمل منها القارئ والباحث عن المعرفة. كما تميزت المجلة برصد المواقع الجغرافية في الوطن العربي خاصة، لتعرّف القارئ على البلاد العربية، من أدناها إلى أقصاها.
 
 نهاية الفكرة بداية العمل
لاحت فكرة إصدار مجلة ثقافية جامعة للآداب والعلوم والفنون منذ اليوم الأول من اكتمال مطبعة الكويت وإصدار جريدة «الكويت اليوم» عام 1956م، فبدأت رحلة العمل على إنجاز تلك الفكرة. انطلق منظرو الفكرة من محورين: اختيار المختصين للعمل على إصدار المجلة بدءا باختيار رئيس التحرير، ثم استكتاب كبار المفكرين العرب لكتابة مقالات خاصة للمجلة. وهنا كان لزاما على القائمين على هذا المشروع استشارة رئيس دائرة المطبوعات آنذاك في هذا الموضوع، وهو صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه). وبعد موافقته، رُفع الأمر إلى أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح (طيّب الله ثراه)، الذي أعطى الضوء الأخضر لبداية هذا المشروع. 
انطلقت رحلة البحث عن رئيس التحرير، فسافر الأديب الراحل أحمد السقاف إلى البلاد العربية، إلى بغداد ثم بيروت ودمشق، ثم رجع إلى بيروت، التي غادر منها إلى القاهرة. قابل في رحلته كبار المفكرين والكتاب ورؤساء تحرير المجلات، إلا أنّ اسمًا ظل يتكرر على مسامع أحمد السقاف في بغداد ودمشق وبيروت، وهو الدكتور أحمد زكي.

الدكتور أحمد زكي... الكيميائي والعالم الموسوعي 
هو أحمد زكي محمد حسين عاكف (1894-1975م)، تخرج في جامعة لندن وحصل على درجة الدكتوراه في علوم الكيمياء عام 1928م. تدرج في الوظائف العلمية الحكومية حتى أصبح رئيسًا لجامعة القاهرة.
قابل أحمد السقاف الدكتور أحمد زكي في منزل الأخير ليشرح له مهمته في ترشيح رئيس تحرير لمجلة ثقافية شاملة. وتكمن الحقيقة في تردد كبار المثقفين العرب في قبول هذا العرض السخي، علميًا وثقافيًا وماديًا، والسبب في ذلك هو المجازفة بترك مناصبهم وأعمالهم في بلادهم، من أجل مشروع ثقافي لم يبدأ بعد، في بلد ناشئ غير جاذب، صيفه طويل حار، وشتاؤه قارس البرودة، قليلة فيه وسائل النقل، ولا تكاد تتوافر فيه وسائل الترفيه أو التسلية، خاصة للعائلات. بعد تلك المقابلة، طلب د. أحمد زكي من السقاف مهلة للتفكير في الأمر، ليعاود الاتصال به مرة أخرى مقررًا خوض التجربة، وموافقًا على عرض رئاسة تحرير مجلة العربي مقابل ثلاثمائة جنيه استرليني، بما يعادل 4000 روبية هندية، إضافة إلى توفير السكن والمواصلات وتذاكر السفر. 
وضع د. أحمد زكي أسس تبويب المجلة وأركان أعمدتها في العلم والثقافة والأدب والفن والترفيه، لتصل الاستفادة أقصاها للمتخصص والمثقف، ولتكون بعض أبوابها ممتعة للقارئ العادي، وليعلم أي كاتب أراد المشاركة في مقال للمجلة في أي ميدان تكون مشاركته. وعلى الرغم من مساحات الحرية الفكرية في صفحات المجلة، فإنّ هناك حدودًا تفرض الحب والتسامح والسلام، وتمنح للنقد الموضوعي مجالاً دون التعرض للنقد الشخصي، ولا يُسمَح في تلك الحدود بالإسفاف والقذف والسباب وسوء الأخلاق. ومن الأهداف الكبرى التي حرص عليها د. أحمد زكي أن تكون اللغة العربية الفصحى هي مداد الكلمات التي تنشر على صفحات المجلة، فلا مجال لنشر القصائد العامية أو المقالات الركيكة. أما المساحة الكبرى من المجلة، والتي اعتنى بها رئيس التحرير د. أحمد زكي، فقد كانت «الاستطلاعات»، التي كانت نافذة مصورة، يوم لم يكن هناك تلفاز أو قنوات فضائية، ولم تعتنِ أي مجلة عربية بالاستطلاعات قبل مجلة العربي، التي كانت استطلاعاتها تُكتَب بدقة وعناية عن أقاليم ومدن وقرى عربية ومواقع سياحية وأثرية في العالم العربي. 
وقبيل إصدار العدد الأول من مجلة العربي، نجح د. أحمد زكي بالإعلان عن المجلة في الصحف العربية الكبرى، وأغرى القراء بالمشاركة في مسابقات المجلة التي رُصدت لها مبالغ مغرية آنذاك، السبب الذي زاد من توزيع المجلة واقتنائها في جميع الدول التي تصل إليها. ولطالما راسلنا وحدثنا قراء المجلة عن علاقتهم التاريخية بها، فهذا يقول إن الأصدقاء يتشاركون في قراءتها الواحد تلو الآخر، وذاك يقول إن الأسرة كلها تقرأها ثم تجمعها في جزء خاص من المنزل أشبه ما يكون بالمكتبة، لتكون في متناول أفراد الأسرة وضيوفها، ويستمتعون بقراءة ما فاتهم بين الحين والآخر. والكثيرون يُقرّون بأنّ «العربي» كانت مفتاح ثقافتهم، وربما زادوا بأنّها كانت مرشدا لهم في فهمهم وحبهم لتخصصهم فيما بعد. لقد رسّخت «العربي» في قرّائها حب المطالعة والقراءة والكتابة.
واستطاع د. أحمد زكي استكتاب الكبار، دون النظر إلى أي أيديولوجيا أو عقيدة فكرية أو مذهب أو دين، من أمثال: طه حسين وعباس محمود العقاد وصلاح الدين المنجد وساطع الحصري ومحمد أبو زهرة ومحمود السمرة وقسطنطين زريق ولويس عوض وإميل معلوف وجميل صليبا وأمين الخولي وشوقي ضيف وزكي نجيب محمود ونقولا زيادة ونجيب محفوظ وثروت أباظة وعبدالله القصيمي وحسين مؤنس وعبدالرزاق البصير وعبدالله زكريا الأنصاري وفاضل خلف وبنت الشاطئ وسنية قراعة. خلال سبعة عشر عامًا في رئاسة تحرير مجلة العربي، استطاع د.أحمد زكي (رحمه الله) أن يصدر 206 أعداد من المجلة. بعد العدد 206 يناير 1976م، انكسر قلم د. أحمد زكي ولم يجفّ مداده، فهو حيّ بيننا بمبادئه وأفكاره... سلام على أحمد زكي ورحمة الله وبركاته.

أحمد بهاء الدين... الصحفي السياسي 
أحمد بهاء الدين عبدالعال شحاتة حسين سلام (1927-1996م)، درس القانون وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946م. رأس تحرير مجلتي صباح الخير والهلال وجريدة الأهرام، وله مقالات في عدة صحف مصرية وعربية. لم يكن أحمد بهاء الدين بعيدًا عن السياسة والأحداث السياسية الساخنة في مصر والوطن العربي، بل كان حاملاً لراية المعارضة لأي تدخل أجنبي في سيادة الدول العربية، ومن هنا كان صدى كتابه «الاستعمار الأمريكي الجديد» إيجابيًا على مستوى العالم العربي. ومن قائمة عناوين كتبه نرى تدفق أنفاس الروح الوطنية واضحة في هذه الكتب، فقد كان معارضًا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، كما كان ضد سياسة الرئيس السادات في الانفتاح الاقتصادي. وربما لا يعرف كثيرون من المثقفين بأنّ أحمد بهاء الدين كان من المترجمين الكبار، من وإلى اللغة الإنجليزية، الأمر الذي أضاف إليه القدرة على الاطلاع والعطاء. 
وعندما تسلم رئاسة تحرير مجلة العربي، حاول جاهدًا أن يضيف بناء جديدًا إلى أساسها المتين دون أن يهدم حائطًا أو يغلق بابًا أو يسدّ نافذة. كانت إضافته إضافة موضوعية، استكتب فيها متخصصين في علوم الاجتماع والاقتصاد والسياسة والفلسفة والدين، دون تصنيف لأهوائهم الفكرية أو مذاهبهم السياسية، آخذًا بعين الاعتبار المادة العلمية المكتوبة، بهدف تثقيف القارئ العربي وتوسيع محيط المعرفة لديه ورفع حسّه الثقافي ومداركه الفكرية. ومن قائمة المتخصصين الذين استكتبهم: عبدالعزيز كامل وكمال أبو المجد وحازم الببلاوي وفؤاد زكريا وثروت عكاشة وأمل دنقل وصنع الله إبراهيم ومحمود محمد شاكر وأحمد عبدالمعطي حجازي وحسان حتحوت وشاكر مصطفى. ويبدو لنا أنّ أحمد بهاء الدين قد استعان أكثر ما استعان بنخبة من الأكاديميين في جامعة الكويت من العرب والكويتيين في مختلف التخصصات العلمية والأدبية. 
في يونيو من عام 1982م، صدر آخر أعداد مجلة العربي تحت رئاسة أحمد بهاء الدين، ليكمل مسيرة العطاء في مشاريع ثقافية أخرى تنتظره في مصر. كانت نداءات بهاء الدين لا تنتهي عن تضامن الدول العربية ووحدة الصف العربي. ولم يكن هذا المُبَشِّر كغيره، فقد عاش طوال عمره حالمًا بسمو روح العروبة، فلما سمع بالغزو العراقي الغاشم على الكويت، مسّه الضر واعتلاه الغيظ وهو كظيم، فأصبح طريح الفراش في غيبوبة استمرت ستة أعوام، حتى وافته المَنيّة عام 1996م عن عمر يناهز 69 عاما... فسلام عليك يا من أخلصت وأعطيت وبنيت فوفيت.

الأستاذ الدكتور محمد الرميحي... القيمة والقامة
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع، حصل على شهادة الدكتوراه عام 1973م من جامعة «دَرَم Durham» البريطانية، ليعمل مدرسًا فأستاذًا مساعدًا ثم أستاذًا في جامعة الكويت. صار له تاريخ حافل بالإنجازات الفكرية والثقافية، فارتقى مناصب عدة وحصل على جوائز عديدة في ميادين المعرفة. ولعل من أكبر إنجازاته تبنيه لجيل من الطلبة في جامعة الكويت كان يوجههم، من خلال كتبه ومحاضراته، إلى فهم روح الديمقراطية وتعريفهم معنى الحرية، مستندًا إلى أسس علمية ومنهج أكاديمي، وكان ذلك بهدف تخريج جيل واعٍ من الشباب يؤمن بالاعتدال والوسطية. وانتشرت كتبه ومقالاته في الكويت والعالم العربي، ومن أهمها: «البترول والتغيير الاجتماعي»، «معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان الخليج العربي»، «المعوقات الاجتماعية للديمقراطية في الخليج»، «النفط والعلاقات الدولية»، «البحرين: مشكلات التغيير السياسي والاجتماعي»، «الخليج ليس نفطا»، «الكويت: العمران والتنمية»، «أصداء حرب الكويت»، «الجذور الاجتماعية الديمقراطية في مجتمعات الخليج العربية المعاصرة»، «أولويات العرب: قراءة في المعكوس»، «الأعدقاء: قضايا الحرب والسلام في الخليج العربي»، «عصر التطرف»، «الخليج 2025»، «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي». ويستطيع المرء من خلال تتبع مقالات ومحاضرات وكتب الدكتور الرميحي أن يحكم على قدرته في استشراف المستقبل الثقافي للمجتمعات العربية من واقع مخرجات شعوبها أو هوية حكامها، فهو يرى بأنّ الحاكم، أي حاكم، لا بد ألا يأتي أو يحكم من تحت «قبعة أو عمامة»، ويقصد بذلك أن لا يكون الحكم عسكريًا أو دينيًا، فالوطن دائمًا للجميع. كما كان يرى أنّ حلقة اتصال العرب بالشعوب المتقدمة لا تكون إلا من خلال ترجمة علومهم. ولا يزال يعطي للترجمة أهمية قصوى لتفعيل الركب الحضاري والثقافي في المجتمع العربي. كل ذلك أهّلَه أكثر من غيره لأن يكون رئيسًا لتحرير «العربي» في يوليو 1982م، فكان أوّل رئيس تحرير كويتي للمجلة. استطاع الدكتور الرميحي أن يضيف إلى للمجلة الكثير، سواء من الناحية الشكلية أو الموضوعية، لتواكب المتغيرات السريعة في الوطن العربي. وكان ذلك من خلال تعديل وإضافة بعض الأبواب، وخلق منحى جديد في جمع مقالات مشاهير الكتّاب العرب في سِفر واحد، فكان «كتاب العربي»، وهو كتاب فصلي يصدر كل ثلاثة أشهر. ونجح في إصدار مجلة «العربي الصغير» كمجلة مستقلة، بعدما كانت ملحقًا للمجلة الأم في صفحات معدودة، وكان التغيير ناجحًا في حجم المجلة ومادتها. إنّ الإمكانات العلمية والخبرة العملية جعلت د. الرميحي قادرًا على إنقاذ مجلة العربي أثناء الغزو العراقي الغاشم على الكويت، لتستعيد المجلة رونقها وبهاءها بعد التحرير بمدة قياسية. ولعل المتتبع لإنجازات الرميحي في مجلة العربي يلاحظ قدرته على صناعة المجلات الثقافية، فهو المؤسس لمجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية التابعة لجامعة الكويت، وعضو هيئات تحرير عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والعربي. بعد ذلك، أي بعد أن أنجز مهمته بنجاح باهر في مجلة العربي، ارتقى منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. بعدها ترجل عن صهوة جواد المناصب العلمية والثقافية الرسمية، وأعطى مشعل السبق لمن يكمل المسيرة. ولا يزال عطاء الدكتور الرميحي متدفقًا، وأملنا الكبير بألا ينقطع هذا العطاء.

الدكتور سليمان العسكري... خبرة الزمان والمكان
سليمان إبراهيم العسكري، حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة البريطانية. قضى حياته العملية في المجالات الفكرية والثقافية، فكان رئيسًا للتحرير لأكثر من مجلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مثل «الثقافة العالمية» و«عالم الفكر»، كما أشرف على مجلة «عالم المعرفة». بعد ذلك أصبح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. تولى د. سليمان العسكري مهام رئيس تحرير «العربي» في أواخر عام 1999م، واستطاع أن يمد نشاط المجلة الفكري من خلال إقامة الندوات الثقافية ذات المحاور الموضوعية التي تلقى اهتمامًا من المثقفين العرب. حظيت هذه الندوات بالقبول من المفكرين والمثقفين على السواء، مما جعل المشاركة في تلك الندوات، سواء من خلال الأوراق المقدمة بها أو من خلال حوار المشاركين والحضور، أشبه ما يكون بالاحتفالية الفكرية ذات الأصداء العلمية والإعلامية. كما كان د. العسكري قادرًا بخبرته الواسعة في مجالات النشر والتوزيع، على توصيل نشاطات المجلة إلى الإذاعة والتلفزيون، ليأتي إلى مرحلة توسيع دائرة الإنتاج الصحفي والثقافي، ومن ثم تعميق الفكرة المرجوة من الأهداف الأساسية من مجلة العربي. كانت الفكرة الأساسية والحلم الأكبر للدكتور العسكري هما الارتقاء بالمجلة إلى مستوى المؤسسة القائمة بذاتها، ليقترح إنشاء «مؤسسة العربي الثقافية»، ليكون شأنها شأن من سبقها من المجلات العربية والعالمية من قبل ■