من أدب الرحلة سفرة ابن عاشور للحج
رحلته التي أرّخ بها الشيخ محمد الفاضل بن عاشور، حجّته - كعضو من بعثة حكومة تونس سنة 1367 هـ - إنما هي تدوين عالم موسوعي، واسع الثقافة، أعظم همّه توجيه النظر إلى مقاصد الشعائر، بإبداع أدبي رائق، جُمله ممتدّة امتداد المرامي، ومفرداته من السهل الممتنع، أنيقة في غير ابتذال، تُشّع في كيانك كله حرارة هزة لطيفة حلوة، تأخذك إلى عالم تنويري بديع مريح!
افتتاح ميمون افتتح به الشيخ - يرحمه الله - تسجيل سفرة حجه عقب عودته إلى وطنه تونس: «ما أسعد هذه النفوس البشرية المغلوبة لعواطفها الموقرة بأثقال إحساساتها الروحية الكبيرة، بما تجد من ضعفها عن وصف تلك العواطف وأداء هاتيك المعاني إذا هي وجدت في ظروف حياتها المادية مثلاً من الأشكال وصفات من الألوان تتناسق مع أشكال الانفعالات التي أبلغتها المشاعر، وتتلاءم مع ألوان الوجدانيات الراسية في قرارات النفوس، حتى تستطيع أن تشهد في عالم العيان معاني ما كانت تدركه ولا تراه، كالذي وجدنا حين دفعت بنا الأشواق نحو هذه الوجهة الحجازية الشريفة، فكلنا سلكنا إليها سبباً يصعد في السماء وجناحا يظهر على طبقات الجو، فهذه الرفعة وذلك الشرق اللّذان يشعر بهما القاصد إلى البلد الحرام إذا شاع بين الناس عزمه فابتدأت عبارات الهناء والاغتباط تنهال عليه، وابتدأت شواهد التشريف تتناول نفسه في هذه العبارات العميقة الأثر: «لا تنسنا.. اذكرنا.. ليتنا نكون معك»، فتحدّثه نفسه بأن حاله رفعته عن نفوس إخوانه بهذه المنزلة حتى جعلوا حضورهم ومصاحبتهم لذكراه غرضا يدنيهم من الفوز بالمنى، جديرة بأن تصعد به عن السفالات الأرضية، وتدنيه من منازل المكرمين في العوالم السامية. أفلا يكون ركوبه الطائرة إثر تلك المواقف الخالدة من مواقف التوديع ومسيرها به وهم يرقبون صعوده من أرض المطار، أحسن مظهر لمنزلة السمو الروحي التي يشعر بها من نفسه ويشعر بها إخوانه معه!».
عاطفة إيمانية قوية
بهذا البوح الكاشف عن أسرار النفوس لحظات التوديع والانطلاق، أبهجنا الشيخ المفكّر محمد الفاضل (1909 - 1970) - يرحمه الله - بنشر «أحاديث الحجّ» كمقالات في جريدة الأسبوع، بدءا من 18 ذي الحجة 1368 هـ، وقد جمعها ضمن بحوث أخرى د. محمد الحبيب ابن الخوجة تحت عنوان «ومضات فكر»،
من ص 218 إلى ص 265 - نشر الدار العربية للكتاب ليبيا، تونس عام 1981م.
وممّا مهّد به ابن الخوجة، لـ «ومضات فكر» ص 9: أنك سـ «تلمس في كتابه وغوصه وطريقته في تناول موضوعه تركيزا على انتقاء الكلام الرائع، وعناية منه بالجمل الرقيقة الراقية». لقد نسج الشيخ أحاديثه بعبارات بليغة وأسلوب أنيق، وغوص في الأعماق، للإبانة عن الجذور، واستقصاء الأبعاد، واستجلاء الآفاق، برصد خاطر لمّاح، وشوق فؤاد يقظ وتوق نفس مطمئنة والتقاط عين بصيرة، لذلك جاءت جمله طافحة بعاطفة إيمانية قوية، نابعة من قلب متذوق لحلاوة الإيمان، يحدوه عقل نبيه طموح إلى صيد أثرى المعاني والدلالات، دون عناء أو تصنّع، إنّما «حديثه» أتى سلسا منصبا انصبابا متماسكا، في تلقائية واثقة، وطول نفس هادئ، حتى لكأنّك لا تستطيع منه فكاكا... ومن ثمة وقعت بين يديك صفحات نيّرات من أدب الرحلة أمتع فنون الأدب العربي، وجهتها: «استخراج كل دقيق من معدنه وإثارة كل نفيس من مكمنه»، كما نبه أبو الحسن المسعودي.
ألا تجعلك القراءة محلقاً مع الصّاعد في إنماء محاور رؤاه وتجلياته؟! (فقد حلّقنا في طريق السّماء وإنما بلغناه بما ملأ النفوس في تلك اللحظة من معاني الشوق وعبر الشعور، وكنا نستطيع أن نسلك طريق السماء الروحاني ولو لم نصعد سماء المارة، بل حتى لو كان السّير على بئس العير، ولكن لتلاؤم المادة والروح معا وسموّ شعورنا في سمو أجسامنا طريق ساحر من التعبير قام على لطيف الإيمان وبديع التمثيل).
وتتعالى الفعالية النفسية المشوقة إلى معرفة الأنوار، فيقوى وله الوجدان (مسسنا مجرى النيل، فرأينا رأي العين مصداق الكلمة المتلقفة عن القدماء أن «مصر هبة من هبات النيل» لمّا نظرنا إلى الصّحراء الجرداء يتوسّطها النهر العظيم، وعلى حافتيه حاشيات خضراوات لا يكاد عرضها يتجاوز عرض النّهر، فأدركنا أن هذا الشّريط العظيم الملوّن خضرة هو الذي جعل لمصر ذاتيتها العمرانية التي امتازت بها بين الأرضين...).
لقاء الجليلين... فخر تونس وعز مصر
تطربه روعة الجمال وعبقرية المكان، فيواصل التذكار في الطائرة إلى أن (مشت أرض المطار في هزة، وأطللنا؛ من كواها وهي تجري على الأرض، فإذا شخصية نورانية، انبعثت بالاهتزازات وتدفقت بالعَبرات والعبارات، هي شخصية مولانا العلامة الجليل الأستاذ محمد الخضر بن حسين فخر تونس وعز مصر)، والتقى العملاقان على أرض العمالقة: شيخ جامعة الزيتونة وشيخ الجامع الأزهر، (وكان منظر تفنى القوى الوصفية ولا يوصف، لما ضمت معانقة الوداد السيد الوالد محمد الطاه
بن عاشور؛ صديقه الحميم، وبينهما ثلاثة وثلاثون حولا، بعد أن كانا من مكانة العلاقة الأخوية كما وصف هو - حفظه الله - بنفسه إذ يقول:
أو لم نكن كالفرقدين تقارناً
والصّفو يملأ بيننا أقداحا؟!
- ثم، أي خطوات تتوقع، من هؤلاء الأفاضل الثلاثة؟ يجيبنا الفاضل: «في العزم أن نجعل أوّل قصدنا بالقاهرة أنفس معالمها قيمة وأبعدها أثراً في مقامها ورفعة مكانها، وهي قبر الإمام الشافعي ]، ودخلنا القبة يملأها الجلال والرهبة ومعاني المجد والسموّ التي ملأت حياة ساكنها، ومعاني الفخر والخلود التي حفت باسم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام الذي كان واسطة آلاف الملايين في عصور الإسلام إلى النبوة، وطريقهم للسّعادة بالشريعة، وشعرنا ونحن على هذا القبر بأننا على درجة تديّننا من مهتف الضمير لمكّة والمدينة، وعلى هذا الشعور رجعنا إلى نُزلنا عشاءً نترضى على ذلك الإمام ونهنّئ مصر بأن ربطت مجدها الإسلامي إلى هذا الركن المتين من الأركان الأربعة التي أقيم عليها هيكل الدّين».
وهل يعرف الفضل لأهل الفضل غير أهل الفضل؟!
وتحركت الطّائرة من مطار ألماظة، و«أصبحنا نسعى نحو القصد والغاية في حين كنّا بالأمس نتهيأ للمنزل والرحلة، وشارفت الأرض الحرام وسامدت ميقات الإحرام، فانقلب الاستبشار حدا لا يقف الوصف دون مداه، وفناء للحس والشعور بهذا المعنى وسط الذائبين في لهيبه بلحمة من التآخي والمحبة لا انفصام لها، وتعالت الأصوات بالتلبية، وانفتحت اللهوات بالدعاء، وسرت الرعدة، وسالت العبرات... وانقلب هذا الركب الطائر وحدة غير متجزئة، فتعنقوا بحبل الأخوة في الله إلى فلك القبول وسماء التوبة...».
وحطت الطائرة بمطار جدة «وعليه مزنة من مطر، وسرى التفاؤل بحسن الحظ الذي ساقنا لهذا المشهد من الإنعام، ودخلنا مكتب الشرطة، فإذا فيه الضبط والدقة والحزم كأكمل ما هي في غيره من المراسي وحدود الممالك، وإذا فوق الضبط والتدقيق جو آخر هو جو المروءة والكرم وحسن الضيافة... وأحسسنا من خلاله أنّ سلطان الروح على هذه الأرض العربية لا يزال أقوى من كل سلطان، وأويت إلى ركن منعزل من أركان النزل، أشرع في الإحرام بركعتين أفتح بهما النفس من معاني التجرد لله، وصدق القصد إلى تعظيم بيته الحرام، آفاقا لا مطمع في بلوغها في غير ذلك الموقف، وكشفت من الأسرار والدقائق في «قل يا أيها الكافرون» وسورة الإخلاص ما لم يكن لي سبيل لكشفه بغير ذلك ولو عكفت على التفسير أعماراً، وخرجت إلى حيث الرفاق، لا أجد بين عيني إلا الكعبة»، وفي الطريق إلى مكة توقفت السيارة وقفة رهيبة: «عم الوجوم لذكرى الأحداث الكريمة التي بوركت بها هذه البقعة من الأرض، من بيعة الرضوان، ونزول سورة الفتح ونبع الماء من بين أصابع النبي [. وكانت التعليقات التي هزتنا معشر التونسيين نحو بركة الحديبية أقوى من التي هزت سائر إخواننا، فقد عرفنا نور أفقنا وقائدنا في التعلق بسبل المحبة النبوية سيدنا أبا زمعة البلوي دفين القيروان، فأحسسنا بمتعلق لنا في هذه الأرض المباركة». وتيسّر الوصول إلى مكّة، فيسّر إلينا الشيخ بألذ وأرطب حديث وأطربه.
الكعبة
«قصدت المسجد الحرام من باب السّلام، فبدت الكعبة في جلالها قاتمة، وأشعّة الكهرباء موجهة حيالها، وقصدنا الحجر الأسود مبتدئين بتقبيله طواف العمرة، ثم اندفعنا بسير سريع بين رمل واضطباع نبتدئ الأشواط السبعة. وكنا نجد الطواف حول الكعبة ما يجد المشتاق من أقرب معاني الوصول إلى الحبيب، إذ كان الطواف باب تحيتها وتعظيمها والطريق الشرعي الذي لم تزل الناس تتعرف به تعظيم الكعبة منذ أربعة آلاف سنة، وأن المعاني التي تجيش في نفس الطائف بالبيت وهو عند الحجر الأسود، وعند الملتزم وعند الركن اليماني، ثم وهو يؤدّي ركعتي الطواف بمقام إبراهيم قبالة البيت، لمعانٍ تنزل من عالم قدسي فتتصل بالشعور مباشرة حتى لا يجد العقل بابا للإحاطة بها ولا اللسان طريقا للإفصاح عنها». وها قد حان أوان ورود زمزم! «زمزم التي تنبعث بجميع هذه الأسرار التوحيدية المشرقة لبطاح مكة، والتي من أجلها يأتي الحجيج من كل فج عميق، ثم بقي ماؤها طوال العصور ترتوي منه كلمة التوحيد في كل حركة من حركات انبعاثها، وتنتعش بها في كل مشهد من مشاهد اعتلائها».
ويبسط الأستاذ قصة زمزم بسطا استقصائيا، لينتهي إلى مراد الله تعالى، حيث جعل زمزم «مبعثا لأشعّة التوحيد!»، ويسرح قلمه - يرحمه الله - مُلماً بزوايا المشهد والموقع للإبانة عن جهد «الملاّئين» وعن «الدّلاء» و«الزمازمية» وجرارهم الفخارية وصحافهم النحاسية، وعن «شرف السقاية» وتاريخها، ولمّا دفعه حبّ المعرفة والتبرك بالآثار النبوية سأل، وسأل, فلم يجد مجيبا إلا السّكوت، وإن أبدى شيئا من الحسرة فقد انتهت به حيرته إلى طمأنينة مريحة: فـ «في مكة من بواعث الفخر بهذا الدين والشرف بالانتماء إليه والتنويه بمقام الرسول الأعظم الذي جاء به، أمور ينطوي عليها المسجد الحرام».
الضيافة
شعوران يبثان العزة في الحاج: شعور بأنه من «وفد الله وضيف بيته الحرام»، وإنها لضيافة رحمانية تيسر كلّ شيء، من ذلك «أن يبعث الله في ذلك الأفق نجوم الكرم من آل سعود!»، حيث خرجت «العنايات المتتابعة من طرف القصر السعودي، وإنه لمن التفنن في الكرم أن ينتخب لرفقة البعثة التونسية تونسي أصلا (أكبر رجال الحاشية العسكرية السعودية السّيّد محسن الطيب الشريف التونسي)، وفي يوم الاثنين خامس ذي الحجّة كان موعد المثول الرسمي لبعثتنا التونسية بقصر ملك الحجاز في أجياد بين يدي صاحب السّمو الأمير فيصل نائب جلالة الملك بالحجاز، إذ كان والده الجليل الملك عبدالعزيز آل سعود بعيداً في الرياض عاصمة نجد ولم يشهد الموسم هذا العام».
وفي الموعد، تشرف الوفد بتقديم كتاب وهدايا وأوسمة محمّد الأمين باي (ملك تونس من 1943 إلى 1957م) إلى جلالة الملك ابن سعود وأبنائه «وحضرت القهوة اليمنية تطرح بساط الحديث فإذا لتونس العزيزة في ذكريات سموّ الأمير محل رفيع، وإذا لجامع الزيتونة الأعظم وهيئته العلمية في نفسه الكريمة القدر الجليل والمقام الأسمى، وكان يوم الثلاثاء سادس ذي الحجة موعد المأدبة الملكية التي تقام عادة سنوياً بالقصر السعودي خارج مكة في طريق منى بقصر المعايدة، فكانت المظهر الأكمل للسيادة السّعودية الخالدة والبرهان القاطع بما يجد المسلمون عموما من أواصر القربى التي يسجلون كنهها في حكم آل سعود».
لقد جذب هذا التجمع الطيب شيخنا الحاج، فاعتني برسم ما رأى وسمع فيه وما غنم، بحنكة وضبط وإطناب: «وكانت جميع الأنظار قد تعلّقت بالمكان الأول على يمين الأمير الذي لم يزل خاليا، وقد عرف جميع الناس أنه المكان المخصّص بمقتضى التقاليد لأمير الحجّ المصري، فقد وصل متأخرا عن موعده المفروض، وأصبح صاحب السعادة عبدالرحمن بك عزام رجل الساعة في تلك القاعة كما هو خارجها، ومكانه متوجه كل نظر! وتقدّم الأمير فيصل بضيوفه إلى بيت العائلة نحو المائدة التي تبهج بفخامتها وتفيض بألوانها، فكانت على ما ضمت من عدد وما بسطت من فضل مائدة عائلية خلت من الكلف وعمرت بالأنس».
مكّة المصريّة
هكذا وردت التسمية من شيخنا، نظراً للحضور الفعال لإخواننا المصريين بمكة، في كل الميادين، ويفتتح بيانه بإطلالة تاريخية معمّقة، يرخيها للإفادة بما لمصر والحجاز من تداخل حضاري وتفاعل وتواصل بمشيئة الله تعالى، فقد شاء «أن يزكّي أنفاس وادي النيل بالاقتران إلى وادي مكة المبارك... فألقى النيل إلى بطن مكة بالنّجّار القبطي يصنع سقف الكعبة في ذلك التعمير الذي قامت به قريش، وتوجته اليد النبوية الشريفة بوضع الحجر الأسود في مكانه، وكان ينعشنا منظر الصناديق المشتملة على كسوة الكعبة الآتية من مصر»، ولم ينسَ الكاتب الإحاطة بمنشآت مصرية في مكة كبناية فندق مصر التي «خلدت لطلعت حرب فخراً لم تخلده الأهرام للفراعنة».
ويعود ابن عاشور بالحديث إلى أمير حجّ مصر الذي كان على قدر من «السمو إلى جانب ما اجتمع له من الكمالات الشخصية عقلا وخلقا»، لذا نعتوا حجة العام بـ «حجة عبدالرحمن عزام، فلقد كنا حين نتحدّث إلى معالي الوزير ونحن نزوره أو يزورنا بمكة أو في مخيم منى نجد لقوة شخصيته مدى بعيداً».
حجر إسماعيل
حرص ابن عاشور ووالده الإمام على التماس مكان من «مصلى إبراهيم، ويرفع العاكف على هذا المكان المبارك بصره فإذا ميزاب الرحمة فوق رأسه يلمع نهبه الوهّاج، وكأنّه يقطر عليه من الأسرار الملكيّة النّازلة على الكعبة والصاعدة منها، فيزيده ذلك شوقا لنتعرف إلى تلك الأسرار في مكمنها داخل البيت الحرام».
فتح الكعبة
أتى السيد محمد الشيبي - بعد العصر - وبيده المفتاح، فتح أحد مصراعي الكعبة المشرفة، ودخل يضيء القناديل: «ثمّ فتح المصراع الآخر فأسفر الباب عن جلال يزري بالحجاب الذهبي الذي كان موصدا دونه، ذلك هو جلال التجرّد البادي فيما يملأ وسط الكعبة من فراغ».
ولأنه - يرحمه الله - لا يرتوي إلا بالوصول إلى «الروح» إلى «الجوهر» إلى «الباطن» إلى «الحق» إلى «النور» ولا يكتفي بنظرة خاطفة للمظهر، وإلا فلماذا «الفراغ بوسط الكعبة؟!».
«أقيمت الكعبة تعلن التوحيد وتتحدّى الوثنية، وتصرف وجوه الخلق عن معابد الضلال التي كانت الأمم تقصد فيها إلى عبادة الموجودات المّادية وتقديس الرموز المجسّمة، فكانت هيكلا، وكانت معبدا، ولكن المعبود المقصود إليه فيها كان أسمى مما يصوّرون وأعلى ممّا يمثلون. فهل لهذا المعنى السّامي الممتنع من التنزيه والتمجيد صيغة تؤيده وتتحنى به الأديان أكثر من هذا الفراغ وتلك البساطة اللّذين أظلّتهما الكعبة المطهّرة؟».
بهذا السبح الإيماني الجميل، نودّع محدثنا الجليل محمد الفاضل - يغفر الله له - وبالفؤاد حسرة «ونأمل أن نقف على بقية هذه الأحاديث فنتمكن - والقول لجامعها الدكتور ابن الخوجة - من نشرها» فينعم القراء بما يزيل المضض ويشفي الغليل!■