الذّهب

الذّهب

يعتبر هذا الكتاب واحدًا من أفضل الكتب التي صدرت أخيرًا، وذلك لاعتبارات موضوعية عدة، لا دخل لها بذوق القارئ أو الناقد.
فالكتاب يحوز سمات موضوعية، لا يمكن لقارئ منصف إنكارها، وهي موسوعية المادة، وأدبية الصياغة، وسلاسة العرض، ومنطقية الأحداث، فسمة الموسوعية جلية في مضمون الكتاب، لأن الكاتب يقدم ما يكاد يكون تاريخًا شاملاً للذهب، دون أن يتغاضى عن أي من أحداثه الأساسية. أما سمة الأدبية فتتضح في الطريقة الدرامية التي استخدمها المؤلف في سرد الأحداث التاريخية، ليجعلها تتصف بالإثارة والبعد التام عن الملل الذي يسيطر على كثير من الكتابات التاريخية الموسوعية.

 

نجح‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬الملل‭ ‬عن‭ ‬المادة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬يقدمها،‭ ‬بأن‭ ‬دلف‭ ‬إلى‭ ‬دواخل‭ ‬ونفسيات‭ ‬الشخصيات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬أدوارًا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الذهب،‭ ‬وتمكّن‭ ‬من‭ ‬تحليل‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬الحياتية،‭ ‬من‭ ‬طموح‭ ‬وطمع‭ ‬وجشع‭ ‬وخوف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬اطّلاع‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬أرشيف‭ ‬مكتمل‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الهامشية‭ ‬من‭ ‬مراسلات‭ ‬ويوميات‭ ‬تخص‭ ‬الجنود‭ ‬والأشخاص‭ ‬العاديين‭ ‬والمهمشين‭ ‬ممن‭ ‬عاشوا‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭. ‬وهي‭ ‬تسمى‭ ‬بالمصادر‭ ‬الهامشية،‭ ‬لأنها‭ ‬تفيض‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬الأرشيف‭ ‬الرسمي‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يتحيّز‭ ‬لوثائق‭ ‬وقرارات‭ ‬الرؤساء‭ ‬والزعماء‭ ‬والقادة،‭ ‬ولأن‭ ‬موقعها‭ ‬هو‭ ‬الهامش‭ ‬لو‭ ‬اعتبرنا‭ ‬أن‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬الرسمية‭ ‬هي‭ ‬المتن‭ ‬الأساسي‭. ‬

وهذا‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬المصادر‭ ‬الهامشية‭ ‬هو‭ ‬الفاصل‭ ‬الأساس‭ ‬بين‭ ‬المؤرخ‭ ‬العادي‭ ‬الذي‭ ‬يكتفي‭ ‬بسرد‭ ‬أحداث‭ ‬التاريخ،‭ ‬وبين‭ ‬المؤرخ‭ ‬العبقري‭ ‬الذي‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬أحداث‭ ‬التاريخ‭ ‬الدوافع‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحرك‭ ‬الشخصيات،‭ ‬ولتقريب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ذهن‭ ‬القارئ‭ ‬العربي،‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المؤلف‭ ‬ماثيو‭ ‬هارت‭ ‬هنا،‭ ‬كتب‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬عباس‭ ‬العقاد‭ ‬في‭ ‬عبقرياته،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكتفِ‭ ‬فقط‭ ‬بسرد‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬الأساسية،‭ ‬بل‭ ‬دلف‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬نفسيات‭ ‬أصحابها،‭ ‬بما‭ ‬أزاح‭ ‬عنصر‭ ‬الملل‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬التاريخية‭. ‬

كذلك‭ ‬يسافر‭ ‬المؤلف‭ ‬بنفسه‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ليُجري‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬شخصيات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الذهب،‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوغندا‭.‬

أما‭ ‬سمة‭ ‬السلاسة‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬والمنطقية‭ ‬في‭ ‬الأحداث،‭ ‬فنلاحظها‭ ‬في‭ ‬حرص‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬التسلسل‭ ‬المنطقي‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحداث‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬شكّلت‭ ‬تاريخ‭ ‬الذهب‭. ‬فالمؤلف‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بإيراد‭ ‬أيّ‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬بشكل‭ ‬تقريري‭ ‬فج،‭ ‬وكأنها‭ ‬حدثت‭ ‬هكذا‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وكفى‭. ‬بل‭ ‬نجده‭ ‬يجهد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الخطوات‭ ‬المنطقية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬بها،‭ ‬فهو‭ ‬مثلاً‭ ‬يحلل‭ ‬أسباب‭ ‬هزيمة‭ ‬حضارة‭ ‬الإنكا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المستعمرين‭ ‬الإسبان‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة،‭ ‬وبشكل‭ ‬منطقي‭ ‬يفتح‭ ‬أسرار‭ ‬التاريخ‭ ‬أمام‭ ‬عيون‭ ‬القارئ‭.‬

ويفعل‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬تخلّي‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬قاعدة‭ ‬الذهب،‭ ‬وفي‭ ‬تحليل‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أحداثها‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬روزفلت‭ ‬بتجريم‭ ‬اقتناء‭ ‬الذهب‭ ‬للأشخاص‭ ‬العاديين،‭ ‬وإجبارهم‭ - ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ - ‬على‭ ‬تسليم‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الثمن‭ ‬المحدد‭ ‬للذهب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يبعث‭ ‬إلى‭ ‬ذهن‭ ‬القارئ‭ ‬المسلم‭ ‬مشابهات‭ ‬مع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬تحريمه‭ ‬لاقتناء‭ ‬الذهب،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المجتمعي‭ ‬نحو‭ ‬تعظيم‭ ‬نزعة‭ ‬التداول‭ ‬وتقليل‭ ‬نزعة‭ ‬الادخار‭. ‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الترجمة‭ ‬العربية‭ ‬للكتاب،‭ ‬بقلم‭ ‬المترجم‭ ‬محمد‭ ‬مجد‭ ‬الدين‭ ‬باكير،‭ ‬هي‭ ‬ترجمة‭ ‬دقيقة‭ ‬وممتازة،‭ ‬وتكاد‭ ‬تضارع‭ ‬النص‭ ‬الأصلي‭ ‬الإنجليزي‭ ‬في‭ ‬سلاسته‭ ‬وأدبيته‭. ‬

للمؤلف‭ ‬نفسه‭ ‬كتاب‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬قريب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الألماس‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬تصدّر‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬الكتب‭ ‬مبيعًا،‭ ‬وفيه‭ ‬يسرد‭ ‬هارت‭ ‬بأسلوبه‭ ‬السلس‭ ‬نفسه‭ ‬قصة‭ ‬الألماس،‭ ‬والجانب‭ ‬الدموي‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬حوله،‭ ‬وكيف‭ ‬تتحدد‭ ‬أسعاره،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬متخصص‭ ‬بالكتابة‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬مشابهة‭. ‬

 

فصول‭ ‬الكتاب

يتكون‭ ‬كتاب‭ ‬الذهب،‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬فصلاً،‭ ‬يكاد‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬يستقل‭ ‬بنفسه،‭ ‬حيث‭ ‬يدور‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬زمان‭ ‬مختلف‭ ‬ومكان‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الفصول‭ ‬الأخرى،‭ ‬لكن‭ ‬الفصول‭ ‬تترابط‭ ‬في‭ ‬مجملها،‭ ‬لتقدم‭ ‬للقارئ‭ ‬مشاهد‭ ‬متتالية‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الذهب،‭ ‬يدعم‭ ‬بعضها‭ ‬بعضًا،‭ ‬بحيث‭ ‬تتشابك‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬مع‭ ‬توالي‭ ‬الفصول،‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬صورة‭ ‬معقّدة‭ ‬عن‭ ‬الذهب‭ ‬والتطورات‭ ‬التي‭ ‬صاغت‭ ‬تاريخه‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬يختار‭ ‬المؤلف‭ ‬الفصلين‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭ ‬لعرض‭ ‬تطورات‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬المالية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ثم‭ ‬يختار‭ ‬الفصلين‭ ‬السابع‭ ‬والثامن‭ ‬لعرض‭ ‬تطورات‭ ‬صناعة‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬الصين‭. ‬

وبهذا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬يلتزم‭ ‬بألا‭ ‬يتضخّم‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬محدد‭ ‬ومعقول،‭ ‬بحيث‭ ‬يتراوح‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬بين‭ ‬9‭ ‬و14‭ ‬صفحة‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وبين‭ ‬20‭ ‬و27‭ ‬صفحة‭ ‬تقريبًا،‭ ‬في‭ ‬الترجمة‭ ‬العربية‭. ‬

يبدأ‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬برحلة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المؤلف‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬أشهر‭ ‬مناجم‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬أميال‭ ‬عدة‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬حيث‭ ‬يضطر‭ ‬العاملون‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬تحت‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الهواء‭ ‬والشمس،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحوّل‭ ‬جلودهم‭ ‬للون‭ ‬الرمادي‭ ‬غير‭ ‬الطبيعي،‭ ‬فيصبحون‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الأشباح‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬العاديين‭.‬

ويصف‭ ‬المؤلف‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬المنجم‭ ‬والمتسللين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬سرقة‭ ‬بعض‭ ‬الذهب،‭ ‬وتهريبه‭ ‬خارج‭ ‬المنجم،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الإدارة‭ ‬تستأجر‭ ‬قاتلًا‭ ‬خاصًّا‭ ‬ليقوم‭ ‬بتصفيتهم‭ ‬داخل‭ ‬المنجم،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬إطلاق‭ ‬النيران‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬السينما‭.‬

ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬ببعض‭ ‬الملل‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬الكتاب،‭ ‬وقد‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المؤلف‭ ‬لم‭ ‬يوفق‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬الكتاب‭ ‬بهكذا‭ ‬فصل،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الفصول‭ ‬التالية‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬الملل‭ ‬الذي‭ ‬يشوب‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭. ‬لذا،‭ ‬فربما‭ ‬يجدر‭ ‬بالقارئ‭ ‬تجاوز‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬والبدء‭ ‬بالثاني‭ ‬مباشرة،‭ ‬مع‭ ‬تأجيل‭ ‬قراءة‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب‭.‬

 

بدايات‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬الذهب

يعتبر‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب،‭ ‬حيث‭ ‬نشعر‭ ‬بقدرة‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬وصف‭ ‬أحداث‭ ‬التاريخ‭ ‬وتحليلها،‭ ‬وفق‭ ‬السمات‭ ‬الأربع‭ ‬التي‭ ‬ذكرناها‭ ‬أعلاه،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداث‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬بالمكسيك‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬عشر،‭ ‬حيث‭ ‬يصف‭ ‬المؤلف‭ ‬كيف‭ ‬تمكّن‭ ‬المستعمرون‭ ‬الإسبان‭ ‬بمكيدتهم‭ ‬من‭ ‬أسر‭ ‬ملك‭ ‬الأنكا،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مقتنياته‭ ‬الذهبية‭. ‬فيكتب‭:‬

‮«‬وبوقوع‭ ‬ملك‭ ‬الأنكا‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الإسبان،‭ ‬سقطت‭ ‬امبراطوريته‭ ‬في‭ ‬أيديهم‭ ‬أيضًا‭. ‬وسمح‭ ‬المستعمر‭ ‬الإسباني‭ ‬بيزارو‭ ‬لملك‭ ‬الأنكا‭ ‬أتاوالبا‭ ‬بأن‭ ‬يبث‭ ‬الخبر‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬صفته‭ ‬المقدسة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الأسر،‭ ‬فقد‭ ‬ظل‭ ‬الأنكا‭ ‬القائد‭ ‬للجيش‭ ‬والشعب،‭ ‬وخوّلته‭ ‬سلطته‭ ‬التفاوض‭ ‬حول‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه،‭ ‬وعزم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬

وقد‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬الإسبان‭ ‬شهوة‭ ‬للذهب،‭ ‬ولم‭ ‬يفهم‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬تمامًا؛‭ ‬لأن‭ ‬الأنكا‭ ‬كانوا‭ ‬لا‭ ‬يستخدمون‭ ‬النقود،‭ ‬إذ‭ ‬إنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يرون‭ ‬الذهب‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬قيمته‭ ‬الاستعمالية‭.‬

واستخدم‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬زينة‭ ‬النبلاء‭ ‬وفي‭ ‬الشعائر‭ ‬المقدسة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاستعمالات‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬المواد‭ ‬الأخرى‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬الذهب‭ ‬غاية‭ ‬الجنود‭ ‬البيض‭. ‬وقرر‭ ‬الأنكا‭ ‬أن‭ ‬يعطيهم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أرادوا،‭ ‬ظنًّا‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كفيل‭ ‬بعودتهم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬جاءوا‭.‬

ووجد‭ ‬المستعمر‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬ملك‭ ‬الأنكا‭ ‬الأسير‭ ‬وسيلة‭ ‬لاستنزاف‭ ‬ذهب‭ ‬البيرو‭. ‬وهكذا‭ ‬ظلت‭ ‬الكنوز‭ ‬الذهبية‭ ‬تتدفق،‭ ‬وأقام‭ ‬المستعمر‭ ‬الإسباني‭ ‬تسعة‭ ‬مسابك‭ ‬كانت‭ ‬تصهر‭ ‬نحو‭ ‬ستمئة‭ ‬رطل‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬يوميًا‭ ‬وتجعلها‭ ‬في‭ ‬سبائك،‭ ‬ودمغوا‭ ‬الذهب‭ ‬المصهور‭ ‬حديثًا‭ ‬بالشعار‭ ‬الملكي‭ ‬الإسباني،‭ ‬وأضافوه‭ ‬إلى‭ ‬مخزون‭ ‬الذهب‭ ‬الآخذ‭ ‬في‭ ‬الازدياد‭. ‬وهكذا‭ ‬تلاشى‭ ‬نتاج‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بحضارة‭ ‬الأنكا‭ ‬في‭ ‬أفران‭ ‬الصهر‭ ‬الإسبانية‭. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬مشاهد‭ ‬التاريخ؛‭ ‬تحويل‭ ‬حضارة‭ ‬برمتها‭ ‬إلى‭ ‬نقد‮»‬‭.‬

هكذا‭ ‬يصف‭ ‬المؤلف‭ ‬هارت‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬رؤى‭ ‬العالم‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬المستعمرين‭ ‬الإسبان‭ ‬وبين‭ ‬حضارة‭ ‬الأنكا،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باقتناء‭ ‬الذهب‭. ‬فالإسبان‭ ‬كانت‭ ‬أهدافهم‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬الذهب‭ ‬مادية‭ ‬ومالية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬أما‭ ‬الأنكا،‭ (‬ويسميهم‭ ‬المترجم،‭ ‬في‭ ‬اشتقاق‭ ‬لغوي‭ ‬صحيح،‭ ‬الإنكاسيون‭)‬،‭ ‬فهم‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬الذهب‭ ‬كمعدن‭ ‬نفيس‭ ‬ومقدس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬مخصص‭ ‬لاستعمال‭ ‬الملوك‭ ‬والقادة‭ ‬وحدهم،‭ ‬حيث‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها،‭ ‬بصفته‭ ‬معدنًا‭ ‬نفيسًا،‭ ‬وليس‭ ‬بصفته‭ ‬عملة‭ ‬للتبادل‭. ‬

 

الذهب‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة

تدور‭ ‬أحداث‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬بين‭ ‬القارة‭ ‬الأوربية‭ ‬والأمريكية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬ويأتي‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬ليركز‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬العمل‭ ‬بقاعدة‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬ويفتتح‭ ‬المؤلف‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬بمقولة‭ ‬منسوبة‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإنجليزي‭ ‬الشهير‭ ‬جون‭ ‬مينارد‭ ‬كينز،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬يعتبر‭ ‬معيار‭ ‬الذهب‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬التاريخ‭ ‬البربري‮»‬،‭ ‬ليمهّد‭ ‬لكتابة‭ ‬تاريخ‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬قاعدة‭ ‬الذهب،‭ ‬حيث‭ ‬رأى‭ ‬بعض‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬أن‭ ‬قاعدة‭ ‬الذهب‭ ‬كانت‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬الكساد‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬العالم‭ ‬عام‭ ‬1929،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬للبنوك‭ ‬المركزية‭ ‬بإصدار‭ ‬النقود‭ ‬بحريّة‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬بخلق‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬كينز‭ ‬بالطلب‭ ‬الفعال،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬إصدار‭ ‬النقود‭ ‬كان‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بوجود‭ ‬احتياطيات‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬لدى‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬للدول‭.‬

وبهذا،‭ ‬فإن‭ ‬ربط‭ ‬النقود‭ ‬بالذهب‭ ‬أدى‭ - ‬وفق‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ - ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬قدرة‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬ضخّ‭ ‬النقود‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فصله‭ ‬عن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السلعي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬كينز‭ ‬أخيرًا،‭ ‬عقب‭ ‬وقوع‭ ‬أزمة‭ ‬الكساد‭ ‬العالمي‭.‬

ويتناول‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬الذهب‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬جديدة‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬عقدوها‭ ‬في‭ ‬بريتون‭ ‬وودز،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬أوزارها‭ ‬عام‭ ‬1944،‭ ‬والذي‭ ‬ربط‭ ‬قيمة‭ ‬العملات‭ ‬بالدولار‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قاعدة‭ ‬الذهب‭.‬

ثم‭ ‬يطلعنا‭ ‬المؤلف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تخلّت‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬قاعدة‭ ‬الذهب،‭ ‬ليصبح‭ ‬الدولار‭ ‬هو‭ ‬مقياس‭ ‬العملات،‭ ‬بعد‭ ‬خطاب‭ ‬ريتشارد‭ ‬نيكسون‭ ‬عام‭ ‬1971‭. ‬ونلاحظ‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يصف‭ ‬الشخصيات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬صاغت‭ ‬تاريخ‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬وطموحات‭ ‬شخصية‭ ‬وقومية‭ ‬واقعية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المثالية‭. ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مفهوم‭ ‬ومنطقي‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬الذهب‭. ‬فالمؤلف‭ ‬يصف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬فرانكلين‭ ‬روزفلت‭ ‬مثلاً‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬يبتعد‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬الصورة‭ ‬المثالية‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬له‭ ‬أغلب‭ ‬الأدبيات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬حصريًّا‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬البطولي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬بالحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬نجد‭ ‬المؤلف‭ ‬يصف‭ ‬طريقة‭ ‬روزفلت‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬السياسة‭ ‬المالية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأنها‭ ‬مختلفة‭ ‬وتستدعي‭ ‬التأمل‭. ‬فهناك‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬الهامش‭ ‬الذي‭ ‬يتحتم‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬داخله‭ ‬دون‭ ‬تجاوزه،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التحليلات‭ ‬والتقارير‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬له‭ ‬معاونوه،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬بطولة‭ ‬مثالية،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يتم‭ ‬تصويره‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة،‭ ‬فالمؤلف‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬التحليلات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬كانت‭ ‬تقضي‭ ‬بأن‭ ‬يحدد‭ ‬سعر‭ ‬فائدة‭ ‬للدولار‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬وهنا‭ ‬يفكر‭ ‬روزفلت‭ ‬ويختار‭ ‬سعر‭ ‬21‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬ويخبر‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬بأنه‭ ‬اختار‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬لأنه‭ ‬رقم‭ ‬محظوظ،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مضحك،‭ ‬لأن‭ ‬فيه‭ ‬قدرًا‭ ‬من‭ ‬العشوائية‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لأهواء‭ ‬الرئيس‭ ‬الشخصية،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬العشوائية‭ ‬تقع‭ ‬أيضًا‭ ‬ضمن‭ ‬الحدود‭ ‬المرسومة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الصالح‭ ‬القومي‭.‬

 

الذهب‭ ‬في‭ ‬الصين

يتناول‭ ‬الفصلان‭ ‬السابع‭ ‬والثامن‭ ‬قصة‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬حيث‭ ‬تحتّم‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬عداء‭ ‬الأيديولوجيا‭ ‬الشيوعية‭ ‬المتأصل‭ ‬للذهب،‭ ‬باعتباره‭ ‬الأساس‭ ‬للثروة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تحاربها‭ ‬الشيوعية،‭ ‬حيث‭ ‬تراوحت‭ ‬سياسة‭ ‬الصين‭ ‬نحو‭ ‬الذهب‭ ‬بين‭ ‬حظر‭ ‬التنقيب‭ ‬عنه‭ ‬والتعامل‭ ‬فيه،‭ ‬والسماح‭ ‬بذلك،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬أولى‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حين‭ ‬تفوقت‭ ‬على‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الذهب‭. ‬

ويحكي‭ ‬المؤلف‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الصينيين‭ ‬عرفوا‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الذهب‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬1300‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وطوروا‭ ‬طرقًا‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬مناجم‭ ‬الذهب،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬يرون‭ ‬نمو‭ ‬نبات‭ ‬الكراث‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ما‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬توافر‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬أراضيها‭. ‬وكان‭ ‬قدماء‭ ‬الصينيين‭ ‬ينقّون‭ ‬الذهب‭ ‬من‭ ‬شوائبهم‭ ‬المخلوطة‭ ‬به،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إطعامه‭ ‬للبط‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬وانتظار‭ ‬روث‭ ‬البط‭ ‬بعد‭ ‬الطعام،‭ ‬وشطفه‭ ‬وتنقيته‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬حتى‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬حبات‭ ‬الذهب‭ ‬المتبقية‭. ‬وربما‭ ‬جاءت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬الغريبة‭ ‬قصة‭ ‬البطة‭ ‬التي‭ ‬تبيض‭ ‬ذهبًا‭.‬

تتوالى‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب،‭ ‬ليحكي‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬سرديات‭ ‬ذات‭ ‬نفَس‭ ‬روائي‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬مشاهدات‭ ‬شخصية‭ ‬للمؤلف‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬أو‭ ‬حكايات‭ ‬عن‭ ‬شخصيات‭ ‬تاريخية‭ ‬ومعاصرة‭ ‬اكتشفت‭ ‬أحد‭ ‬مناجم‭ ‬الذهب‭ ‬المهمة،‭ ‬أو‭ ‬طورت‭ ‬صناعة‭ ‬الذهب،‭ ‬أو‭ ‬ضاربت‭ ‬في‭ ‬تجارته،‭ ‬بشكل‭ ‬أثّر‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬نعتبر‭ ‬الفصول‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬والرابع‭ ‬والسابع‭ ‬والثامن‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬وأطرف‭ ‬فصول‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬المهم،‭ ‬لذا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نوصي‭ ‬القارئ‭ ‬المتعجل‭ ‬بأن‭ ‬يبدأ‭ ‬بقراءة‭ ‬هذه‭ ‬الفصول‭ ‬قبل‭ ‬غيرها‭ ‬‭.