مُلكٌ لَيسَ يَفنَى

مُلكٌ لَيسَ يَفنَى

وَحِينَ أَكُونُ مُنفَرِدًا بِذَاتِي
تُحَاصِرُنِي سَمَاوَاتِي
تُفَاجِئُنِي سَمَاءٌ مِنْ حَنِينٍ
تُجَالِسُنِي... تُؤَانِسُنِي
وَتَفتَحُ لِي خَبيئَةَ ذِكرَيَاتِي
تُهَيِّئُ لِي طُفُولاتٍ فَأعدُو
وأَمرَحُ فِي طُفُولاتِي
وَتُطلِقُنِي إِلَى الأَفلاكِ نَجَمًا
وَحيدًا فِي مَدارَاتِي
فَلِي وَقتِي وَلِي صَوتِي
وَلِي وَجدِي، وَلِي مَجْدِي
وَلِي وَحدِي انتِمَاءَاتِي
وَلِي وَطَنٌ تَشَكَّلَ مِن يَقِينٍ
فَلا عَسَسٌ يُفتِّشُ فِي خَيَالِي
وشَاشَاتٌ تُزَيِّنُ لِي ضَلالِي
وَلا صُحُفٌ تُبعثِرُنِي حُرُوفًا
وِلا تِئِدُ المَخَافِرُ هَمهَماتي
ولا صَوتُ الجُمُوعِ يَدُوسُ صَوتِي
ولا لُغَةٌ تُؤوّلُ بوحَ صَمتِي
ولا سُحُبُ التَآمُرِ تَصْطَفِينِي
ولا زَيفٌ يُقَيِّدُ فَلسَفَاتِي
وَحِينَ أَكُونُ مُنفرِدَاً بِذَاتِي
تَفِيءُ إِليّ نَجمَاتِي
تُسَاهِرُنِي
تُحَاوِرُنِي
وَتُوقِدُ بَهوَ لَيلاتِي
تَفِيءُ إِليَّ حَالمةً تُغَنِّي
وَتُنبئُ مُهجةَ الأَيَّامِ عَنِّي
وَتَكتُبُ فِي ضَمِيرِ الكَونِ أَنِّي
سَألتُ اللهَ مُلكَاً لَيسَ يَفنَى
فَكَانَ الشِّعرُ
مَملَكَتِي وَمُعجِزَتِي وَمَأسَاتِي ■