مي زيادة ومعلّمها منصور فهمي
يختلف د. منصور فهمي عن سواه من الرجال الذين تحلَّقوا حول ميّ زيادة، وتباروا في بثّها لواعج القلب والروح، في كون صفة العاشق لميّ لا تنطبق عليه.
فهو لم يكن «عاشقاً»، بل كان نوعاً من أب أو صديق روحي، مثله مثل يعقوب صروف صاحب «المقتطف»، الذي كانت ميّ تلجأ إليه طالبةً النصح وسداد الرأي.
فهو إذن يختلف عن كثيرين من روّاد صالون مي، كما يختلف بصورة خاصة عن زميله أستاذ الجيل أحمد لطفي السيّد، الذي نشرت له «الهلال»، قبل أكثر من نصف قرن، رسائل عاطفية حارة إلى ميّ يخبرها فيها بأسلوب لطيف بما يقاسيه تجاهها، وبما يفكّر فيه أحياناً من التمرّد على «التقاليد» التي ينوي أن يكسرها.
ومع أن أستاذ الجـــــيــل لم يقرن القول بالفعـــل، إلا أن رسائله هــذه نمّــــت عن نفـــوذ كبير لهذه الأديبة اللبنانية، الشابة يومئذ، عليه.
فمنصور فهمي الذي تتضمن أعماله العربية الكاملة (162 صفحة عن ميّ) بدا أباً ومعجباً إعجاباً لا حدّ له بميّ، ولكن من دون أن يجنح ولو مرة واحدة إلى كتابة الرسائل العاطفية على طريقة لطفي، على قربه الشديد منها.
كان الاثنان أستاذين لها: فلطفي، رئيس الجامعة الأهلية المصرية (جامعة القاهرة الآن) كان يعطي ميّ دروساً في «العربية» بمنزلها، في حين كان منصور فهمي، عميد كلية الآداب في الجامعة المذكورة، أستاذها الذي كان يدرّسها مادة الفلسفة ومواد أخرى.
واستناداً إلى ما كتبه في هذه الفصول التي تعود اليوم إلى الضوء، واستناداً كذلك إلى المكتبة الضخمة التي كتبها كثيرون عن ميّ، فإن فهمي بدا وقوراً ونبيلاً في المشاعر والصور التي تركها، ويبلغ هذا الوقار والنبل غايته القصوى في بعض هذه الصور والمشاهد التي سنعرض لها.
أديبة كبيرة
تؤرخ الصفحات التي تركها فهمي عن تلميذته ميّ لسيرتها من جوانبها كافةً. فهي تعرض لنشأتها بين فلسطين ولبنان، قبل انتقالها مع أبويها إلى مصر، كما تعرض لسيرتها في مصر، ولأثرها الأدبي والاجتماعي على الخصوص في حركتها الأدبية. وفيها صفحات عن «مي الأديبة» لا تُقدّر بثمن، لأن كثيرين ممن كتبوا عنها توقفوا أكثر مما يجب عند صالونها الأدبي، وكأن هذا الصالون كان جوهر ما فعلته، أي كأنها مجرد «ظاهرة اجتماعية» لا أكثر، في حين أنها كانت أديبة كبيرة وخطيرة في زمانها.
ويؤيد فهمي ما يذهب إليه بشتى الأدلة التي تفيد المرء بأنه أمام مفكرة عميقة ذات شأن، لا أمام مثقفة ذات شأن متواضع. ويُطلق هذه الأحكام أكاديمي كبير دفع غالياً ثمن نقده السائد والمعمول به عندما عاد من «السوربون» في باريس ومعه أطروحة دكتوراه عن «المرأة المسلمة في التاريخ»، فشكّلت بداية الثورات الفكرية المعروفة في الربع الأول من القرن العشرين: فإذا كان الشيخ علي عبدالرازق قد كتب «الإسلام وأصول الحكم»، في عام 1925، وأصدر طه حسين «في الشعر الجاهلي»، عام 1927، فإن منصور فهمي كان قد أنجز ثورته في عام 1913، ليجد نفسه يتعرض للفصل من التدريس بالجامعة الأهلية، في ممارسة مبكرة للرقابة الفكرية التي تعرّض لها لاحقاً كل من عبدالرازق وحسين.
وصف مي
يرسم منصور فهمي صوراً شتّى لميّ تدلّ على أنها استوقفته، ونزلت منزلة كريمة في نفسه، فهو يصوّر، بدايةً، هيكلها المادي على نحو ما بقيت صورتها في مخيلته، وهي في نحو الثلاثين من العمر... «أصوّرها في مادتها، قبل أن أصوّرها في معناها وأدبها. فهي فتاة ربعة بضّة، ووجهها الصبوح أقرب إلى الاستدارة، وبشرتها بيضاء من غير سوء، وتقاسيمها مليحة مشرفة، وعيناها دعجاوان واسعتان سبلاوان، ويشعّ فيهما بريق الذكاء، ويعلوهما حاجبان يمتدّ كلاهما عريضاً أسود، من أول العين إلى آخرها في تقوّس منسجم، من دون أن يقترنا أو يتقاربا من أعلى أنف أزلف جميل، وفمها يزدان بشفتين رقيقتين قرمزيتيــن، لا تمتدّان في خدّيها الريّانين إلا بما يتجاوز قليلاً نهاية الأنف».
ولم تكن هذه الفتاة كما تكون الفتيات في سن الشباب. كانت غريبة الأطوار، وكثيراً ما تندفع إلى العزلة، وتخلو بنفسها، وتمعن في التفكير وفي الكتابة. ومما كتبته في هذه المرحلة: «انتشر شذى البخور في فضاء المعبد، فجثوتُ على سريري، وطلبتُ الموت لا جبناً ولا ضعفاً، بل شوقاً إلى السماء الزرقاء، حيث الطهر والنقاوة والجمال والكمال».
ويستنتج من رسالة لها إلى توفيق الحكيم، أنها تقدّر في الأدب نزعات التحليق والغلو في الخيال، واقتحام المجهولات وسرائر النفوس والتعلّق بالمُثل الرفيعة، والصدق، وجمال الأسلوب، وتخيّر القالب الذي تصبّ فيه العبارات والألفاظ والجمل الموزونة الموسيقية التي تتمتع الأذن بوقعها.
خريف العمر
لكن ربيع العمر يذوي مع الوقت، ومعه ربيع الأدب، ليندفع الخريف إلى صدارة الفصول. في سنة 1930، يموت جبران خليل جبران الذي كانت ميّ تحبّه من بُعد وتحلم بالزواج منه، والذي كانت حياته وإنتاجه وآماله وآلامه، وحبّه لها، تفيض كلها بما يحبّب إليها الحياة. وقد مات قبله صرّوف؛ ذلك الشيخ الحكيم الذي أجلّته وجعلت منه رائداً علمياً وروحياً وصديق صدق تعتزّ بصداقته وتوجيهه.
ومات أبوها، «ورأيتُها تتقبّل فيه عزائي مع بعض الإخوان المعزّين، وهو لم يزل في غرفة موته، وأُمّها تجلس أمامها في بهو الدار مولولة نائحة، وميّ تصطنع التجلّد، وهي في آلامها الفائضة، وفي لباسها الأسود، تجلس في كبرياء وجلَد وخشوع.
ثم ماتت أمها... أين خلصاؤها؟ وأين ممجّدوها؟ وأين مدلّلوها؟ لقد خلا محيط ميّ من الخلصاء والأهل، ومن ولي الدين يكن، ومن إسماعيل صبري، والدكتور شبلي شميّل، ومن صديقتها باحثة البادية ومَن إليهم. وخلا ممن كانت لهم حاجة من ظُرفها اليانع أكثر من مأربهم في أدبها البارع وعلمها الواسع، لأن ميًّا خلت كذلك من شبابها ومن ذلك الحسن والبهاء الساطع. فهي حينئذ في نحو الخامسة والأربعين، وهي حينئذ في تلك السنّ التي كثيراً ما تتعرّض فيها كثيرات من العوانس لنوع من العُصاب والأمراض النفسية.
ويشيع النبأ الأليم عن عزلة مريرة لميّ تصرّ ألا تتحوّل عنها، ولا تريد أن يقتحمها عليها مُقتحم. ويروي د. منصور فهمي بعد ذلك من فصول المأساة ما لم يروِه سواه، نظراً لأنه كان أحد الشهود الذين عاينوا بأنفسهم السنوات المرّة الأخيرة لمي، ولم يدعها وحيدة وهي في محنتها.
مي الآفلة
يقول د. فهمي: «لقد دفعتني جرأة الشباب حينذاك، وبتأثير همزة من الأريحية التي لا تخلو منها النفوس، إلى أن أطرق على الأديبة بابها في أصيل يوم من الأيام.
لعل ذلك كان في سنة 1936، وثابرتُ على دق الجرس، وفُتح الباب في مواراة، فهرولتُ إلى الداخل، فإذا بالسيدة التي فتحت لي الباب إنسانة نفضاء الشعر، مشعثة الرأس، شاحبة الوجه، مقرّحة العين، يلفّ جسمها المترهّل جلباب أبيض فضفاض، وتلابسه أشعة صفراء من ضوء خافت، يرسله مصباح كهربائي صغير يتدلّى من سقف الدهليز.. إنها ميّ الآفلة، ولم أتبين منها ومن بقايا شروقها، إلا ابتسامة باهتة تتأرجح على شفتين، تحاول أن تعروهما طلائع النحيب ووساوس الهموم.
ووقفت السيدة على مدخل الدهليز من دون أن تتكلم، والابتسامة الذابلة الحارة تتردد على ثغر عهدته حافلاً بالسناء، ومليئاً فيما مضى بأزهر البسمات. ولكنه اليوم كاد يكون متقلصاً من ألم.
كانت ميّ تغمرني بكل نظراتها، وتصوّبها إلى هيكلي، وكأنها كانت ترفقها بتيار من عذوبة وحنان. ولكنها لم تشر إليّ بالدخول إلى غرفة الاستقبال، ولم تستدرجني إليها حتى، ولم تُشر إليّ بالجلوس على مقعد من المقاعد المبعثرة في المدخل، وظلّت واقفة أمامي ناظرة إلي، وهي شبه باسمة وباكية ومتوسّلة، على أنني لم أفقد رباطة الجأش». ويتابع: «حرصت على أن تصل كلماتي المحددة القصار إلى نفسها وتنفذ إليها في الأعماق، فقلتُ في نحو ما يلي:
سيدتي إني أتكلم بلسان المعجبين والأصدقاء، وأرفع لك صوت كل من يقدّرونك، راجياً ألّا تتردَّدي في تكليفهم وتكليفي بجميع ما ترومين أن يُؤدّى لكِ من خدمات، ولا تستسلمي للعزلة، ولا تضعفي للهموم، وأفسحي لك في الرياضة مجالاً، سيدتي إننا جميعاً في خدمتك عن رضا، فلا تضنّي علينا بها، لتُدخلي على أنفسنا الفرح والسرور».
رغبة في العزلة
لكن السيدة التي أوجّه إليها كلماتي القاطعة الصادقة لا تجيب، وتظل تغمرني بنظرات فيها العطف وفيها الحنان. وتطفر الدموع إلى عينيها الجميلتين الذابلتين، وتنطق في همس بنحو تلك الكلمات المبهمات المتقطعات البعيدات عن صوغ العبارة المتصلة، والخاليات من المعنى والتسلسل الصريح: «شكراً شكراً، لا شيء لا شيء.. أريد النوم. ربّي... لمَ كانت الخطيئة؟».
ويضيف د. فهمي: وأدركتُ أن الأديبة لا تريد أن يقتحم عزلتها أحد. فخرجتُ ورُدّ الباب ورائي في رفق. وأخذتُ أضربُ في الشارع، وفي خيالي صورة للكاتبة الآفلة، وفي نفسي تأثر عميق، إلى أن استقرّ بي المقام في مقهى، أو في مقصف غير مأهول. فجلستُ وأخذت أقول لنفسي: «ألا إن الحسنات قد تؤذي أربابها، وإن الفضائل قد تضيّع أصحابها».
تسافر ميّ بعد ذلك إلى لبنان، ويُدخلها أقرباؤها إلى مصح العصفورية (وهو مصح للأمراض العقلية) وتظل فيه نحو ثمانية أشهر. ثم تنتقل من ذلك المصح إلى مستشفى آخر في بيروت سنة 1938.
يزورها الكاتب الكبير أمين الريحاني بهذا المستشفى، ولكنه لم يظفر بما كان يأمله من طيب نفس الأديبة إليه وفرحها بلقائه بعد رحلة له في أمريكا.
عزلة متزايدة
من هذا المستشفى، تُنقل ميّ إلى منزل خاص برأس بيروت تطلّ شرفاته على قمم الجبال المكللة بالثلوج، ويتمتع الناظر منها بجميل مرائي الطبيعة اللبنانية، وروائعها على أشدّ ما تكون المتعة، وتتفتح أبواب هذا المنزل لفئة مختارة من خلصاء ميّ الذين ناصروها في محنتها، وجاملوها يوم انصرف عن مجاملتها من تفرّقوا عنها، حين أحاطت بها شجونها والأوصاب والعلل. «وأعلم بعد ذلك أنها تركت هذا المنزل، ثم أوت إلى (الفريكة) في جوار فيلسوفها أمين الريحاني».
لم يكتفِ فهمي بكل ما فعل في السابق تجاه مي، بل أضاف إليه مكرمات أخرى، فهو يقول إنه كان في لبنان سنة 1938، وبدا له أن يزور ميّ حيث تكون. قد يكون أنه لم يذهب خصيصاً إلى لبنان لزيارتها، ولكن ميّ كانت في برنامجه اللبناني بلا شك. وأياً كان الأمر، والله وحده هو العالِم بالقلوب، فقد بدا له بتأثير ذلك الدافع المعنوي الذي دفعه في القاهرة لاقتحام عزلة مي، أن يزورها حيث تكون.
«فذهبتُ إلى الفريكة وصحبتني زوجتي أم وائل، وقصدنا إلى دار الريحاني، وجعلت أستحثه على أن يهيئ لي زيارة لمي، وكانت تسكن في دار غير بعيدة عن داره الرابضة في بطن الوادي. وينبئني الريحاني - بعد وقت طويل - أن لميّ أوقاتاً تحرص فيها على العزلة. فأدركتُ أنها مازالت في حوزة تلك الحالة النفسية، وفي ذلك العُصاب والشذوذ الذي يلابس الجنون»، وأنها مازالت فريسة لذلك التفاعل المخيف الذي ينزل بنفوس حساسة مرهفة، تتجاذبها المحاسن والفضائل، وشتى المطالب والمطامح، فتتلف من سويّتها وتنحرف بها عن المألوف».
زيارة الوداع
ينقل د. فهمي، بعد ذلك، صوراً أخرى عن مي، منها أنها عادت إلى القاهرة لاحقاً، بعد أن راح عنها بعض الشذوذ الذي أصابها. وفي صباح يومٍ، إذا بها تدخل إلى مكتبي بدار الكتب، ترافقها صديقة لها من إحدى البلاد العربية الشقيقة، «جلست مي على متكأ بجواري، وابتسامة منها عريضة وموصولة، تحيط بها إشراقة تُدخل الجالسة الكبيرة العانية في إطار وقور ونظرات مني محدّقة وموصولة ورامقة، تتقيد عند كل هذه الجالسة التي قُدّر لي أن أراها باسمة في زيّها الباهي المنسق، بعد أن رأيتها لآخر مرة في مباذلها مشعوثة الرأس باكية العين».
كانت زيارتها لمنصور فهمي زيارة الوداع، فقد ساءت صحتها وأوت إلى مستشفى المعادي. وفي منتصف إحدى الليالي، وفي الساعات الأخيرة من ثلثي شهر أكتوبر سنة 1941، تهرول الراهبة إلى غرفة ميّ، وإذا بشهيق، وإذا بالتنفس يضيق، وإذا بالطب يخفق، وإذا بخفقة أخيرة للقلب الكبير المعذب الموجوع عند الضحى. ماتت مي.
يُنشر نعيها واسعاً في جرائد العرب، وفي أسى. ويدعو الاتحاد النسائي المصري، بلسان مؤسسته وزعيمته، المرحومة هدى شعراوي، لإقامة حفلة تأبين لمي كان من بين المدعوين إليها منصور فهمي. أُقيمت الحفلة يوم الخميس 4 ديسمبر سنة 1941، وقالت الداعية: «هذا يوم عرس ميّ»!
في رثاء مي
ويتبارى الراثون من كبار الكتّاب والشعراء في تحية ذكراها، فهذه بنت الشاطئ تُحسن فيما قالت عن مي:
«إن أكثركم قد رآها في هالة من أضواء الشهرة، يتوّجها إكليل من المجد، وتضجّ حولها صيحات الهتاف. فهل منكم من غالب الأضواء، فرأى في إهاب الكاتبة الشهيرة، الإنسانة التي تتوجع وتتألم وتتلوى، والناس من حولها يهتفون لها؟». إلى أن تقول: «حطمها ضلال الأمل، ومزقتها أشواق الأمومة، ووقفت في تيه الحياة، يناوشها الظمأ والبرد والحرمان».
وهذا الكاتب الكبير عباس العقاد تدفعه شاعريته الصادقة المستعرة، فينشد قصيدة رائعة فياضة بالعواطف العامرة ويقول:
أين في المحفل ميٌّ يا صحابْ؟
عوّدتنا ها هنا فصل الخطابْ
عرشُها المنبرُ مرفوع الجناب
مستجيب حين يُدعى مستجابْ
أين في المحفل ميّ يا صحابْ؟
سائلوا النخبةَ من رهط الندي
أين ميٌّ؟ هل علمتم أين ميّ؟
الحديثُ الحلو واللحنُ الشجيّ
والجبينُ الحرُّ والوجهُ السنيّ
أين ولّى كوكباه؟ أين غالبْ؟
شيمٌ غرّ رضيّاتٌ عذابْ
وحجى ينفذ بالرأي الصوابْ
وذكاءٌ ألمعيٌ كالشهابْ
وجمالٌ قدسيٌّ لا يُعاب
كلّ هذا في التراب؟ آه من هذا الترابْ!
ويختم منصور فهمي فصوله عن ميّ بقوله: «وإني كغيري من العارفين والذاكرين والمؤرخين، سأمضي كما مضوا، وقد يفوتنا أن نذكر منها ما كان جديراً بالذكر، وقد نقدّر لها ما لا يُرضي الحق، أو يُرضي بعض الناس أن يكون موضعاً للتقدير، وقد نُخطِّئ لها ما ليس بخطأ، وقد نصوّب لها ما ليس بصواب، ولكن روحها إذ تسبح – على حدّ تعبيرها – في «الفناء الأنور، في البقاء الأوحد»، ستلقى الحكم القاطع عند ذلك الحاكم العادل، عند الله، حين يحفظ لها مكانها في عالم الرحمة والتكريم، ويضعها في مركزها من عالم التمجيد والتعظيم» ■