الوالدان... وضرورة الانتباه لاستخدام الأطفال للمحتوى الرقمي

الوالدان... وضرورة الانتباه لاستخدام الأطفال للمحتوى الرقمي

في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬أظهرت‭ ‬دراسة‭ ‬نشرتها‭ ‬منظمة‮ «‬كومون‭ ‬سينس‭ ‬ميديا‮»‬،‮ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬يقضون‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تسع‭ ‬ساعات‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭. ‬كما‭ ‬وجدت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬واثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬يقضون‭ ‬عليها‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭.‬‭ ‬

والآن،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬التقرير،‭ ‬تُظهر‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة‭ ‬نشرتها‭ ‬‮«‬كومون‭ ‬سينس‭ ‬ميديا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مقدار‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقضيه‭ ‬الأطفال‭ ‬البالغون‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬فأقل‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تضاعف‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬إلى‭ ‬48‭ ‬دقيقة‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬2017‭. ‬

وإذا‭ ‬أضفنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الدراسة‭ ‬والأنشطة‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬المنهج‭ ‬الدراسي‭ ‬والوقت‭ ‬العائلي‭ ‬والنوم،‭ ‬فيصعب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستبين‭ ‬حتى‭ ‬كيف‭ ‬يجد‭ ‬الأطفال‭ ‬ساعات‭ ‬كافية‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬لهذا‭ ‬المقدار‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬الوسائط‭ ‬الرقمية‭.‬

 

تعطيل‭ ‬الوظيفة‭ ‬الإدراكية

في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات،‭ ‬بدأ‭ ‬الباحثون‭ ‬يطرحون‭ ‬السؤال‭ ‬الآتي‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬يؤثّر‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الأطفال؟‮»‬،‭ ‬فكان‭ ‬ما‭ ‬وجدوه‭ ‬أن‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬المحتوى‭ ‬الرقمي،‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬المأكولات‭ ‬غير‭ ‬الصحية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‮ ‬وجدت‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة أن‭ ‬محض‭ ‬وجود‭ ‬جهاز‭ ‬رقمي‭ (‬كالهاتف‭ ‬الذكي‭) ‬يمكنه‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬وتعطيل‭ ‬الوظيفة‭ ‬الإدراكية،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬الجهاز‭ ‬قيد‭ ‬التشغيل‭ ‬أم‭ ‬متوقفاً‭ ‬عن‭ ‬العمل‭. ‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬يؤدي‭ ‬اختباراً‭ ‬وكان‭ ‬هاتفه‭ ‬الذكي‭ ‬مضبوطاً‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬الطيران‭ ‬ومحفوظاً‭ ‬داخل‭ ‬حقيبة‭ ‬ظهره‭ ‬الموضوعة‭ ‬تحت‭ ‬طاولته،‭ ‬فقد‭ ‬يتأثر‭ ‬تركيز‭ ‬الطفل‭ ‬ووظيفته‭ ‬الإدراكية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬قُرب‭ ‬الهاتف‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بقياس‭ ‬نتائج‭ ‬الاختبارات‭ ‬بين‭ ‬تلاميذ‭ ‬المدارس‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬لديهم‭ ‬هواتف‭ ‬ذكية‭ ‬موجودة‭ ‬بصحبتهم،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكننا‭ ‬افتراض‭ ‬أن‭ ‬لتشويش‭ ‬الانتباه‭ ‬وتعطيل‭ ‬الوظيفة‭ ‬الإدراكية‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬أثراً‭ ‬سلبياً‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الاختبارات‭ ‬والعمل‭ ‬المدرسي‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭.‬

وهناك‭ ‬دراسة‭ ‬أخرى،‭ ‬أجرتها‭ ‬جامعة‭ ‬ستانفورد‭ ‬الأمريكية،‭ ‬قامت‭ ‬باختبار‭ ‬الاستخدام‭ ‬المتزامن‭ ‬لوسائط‭ ‬إعلامية‭ ‬متعددة‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اعتقاد‭ ‬سائد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أن‭ ‬الاستخدام‭ ‬المتزامن‭ ‬لوسائط‭ ‬إعلامية‭ ‬متعددة‭ ‬يعتبر‭ ‬مهارة‭ ‬عملية،‭ ‬بل‭ ‬وربما‭ ‬مفيدة،‭ ‬لأن‭ ‬كثيرين‭ ‬منا‭ ‬يتنقّلون‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬بين‭ ‬الوسائط‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كتابة‭ ‬تقرير‭ ‬يخص‭ ‬العمل‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬دردشة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬زملاء‭ ‬العمل‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬تخص‭ ‬المبيعات‭. ‬

يجسّد‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقون‭ ‬فكرة‭ ‬الاستخدام‭ ‬المتزامن‭ ‬لوسائط‭ ‬إعلامية‭ ‬متعددة‭ ‬باعتبارها‭ ‬مهارة‭ ‬تعزيزية،‭ ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬كثيرون‭ ‬منهم أن‭ ‬مشاهدة‭ ‬التلفزيون‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬أو‭ ‬التفاعل‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬أثر‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬وتحقيق‭ ‬أداء‭ ‬جيد‭ ‬في‭ ‬واجباتهم‭ ‬المدرسية‭. ‬لكن‭ ‬الدراسة‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يُكثرون‭ ‬من‭ ‬الاستخدام‭ ‬المتزامن‭ ‬لوسائط‭ ‬إعلامية‭ ‬متعددة‭ ‬وجدوا‭ ‬صعوبة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬انتباههم‭ ‬إلى‭ ‬مهام‭ ‬معينة،‭ ‬والتنقل‭ ‬بين‭ ‬المهام،‭ ‬وتحديد‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬بين‭ ‬المهام‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجوانب‭ ‬الإدراكية‭ ‬وجوانب‭ ‬الانتباه‭ ‬التي‭ ‬ينطوي‭ ‬عليها‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائط‭ ‬الإعلامية‭ ‬يقيناً‭ ‬تستحق‭ ‬النظر،‭ ‬فإن‭ ‬أحد‭ ‬المخاوف‭ ‬الكبرى‭ ‬بشأن‭ ‬عافية‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستهلاك‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يرتبط‭ ‬بحالتهم‭ ‬العقلية‭.‬‮ ‬فهناك‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة‭ ‬أجراها‭ ‬خبراء‭ ‬اقتصاديون‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬شيفيلد وجدت‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬يجعلهم‭ ‬أقل‭ ‬سعادة‭ ‬في‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬حياتهم‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬قضاء‭ ‬مجرد‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬يومياً‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‮ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬شعور‭ ‬الطفل‭ ‬بالسعادة‭ ‬الكلية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬المدرسي‭ ‬والمدرسة‭ ‬التي‭ ‬يرتادها‭ ‬ومظهره‭ ‬وأسرته‭ ‬وحياته‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬بنسبة‭ ‬14‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬

‭ ‬لكنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تجعل‭ ‬الأطفال،‭ ‬في‭ ‬المتوسط،‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬أكثر‭ ‬سعادة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬صداقاتهم‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نعرفه‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائط‭ ‬الإعلامية‭ ‬الرقمية‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين،‭ ‬يأتي‭ ‬التزام‭ ‬بأن‭ ‬نفعل‭ ‬شيئاً‭ ‬حياله‭.‬‮ ‬وهناك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام،‭ ‬وفق‭ ‬مفوضة‭ ‬شؤون‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬إنجلترا‭ ‬آن‭ ‬لونجفيلد،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتحمله‭ ‬شركات‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ذاتها‭. ‬فلا‭ ‬ننس‭ ‬أن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مصممة‭ ‬للاستحواذ‭ ‬على‭ ‬الانتباه‭ ‬وضمان‭ ‬انهماك‭ ‬المستخدمين‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الشبكات‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانهماك‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مفيداً‭ ‬لشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬مفيداً‭ ‬بالضرورة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمونها‭.‬

 

خمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم

في‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬البريطانية،‭ ‬ساقت‭ ‬لونجفيلد‭ ‬مثالاً‭ ‬وهو‭ ‬خاصية‭ ‬‮«‬سناب‭ ‬ستريك‮»‬‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬سناب‭ ‬شات‮»‬،‭ ‬لكي‭ ‬تبرهن‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬الاستغراقية‭ ‬لمنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬فبإمكان‭ ‬مستخدمي‭ ‬‮«‬سناب‭ ‬شات‮»‬‭ ‬إنشاء‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬ستريك‮»‬‭ ‬أو‭ ‬سلسلة‭ ‬عندما‭ ‬يتبادلون‭ ‬الصور‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الأصدقاء‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬متتابعة‭. ‬فإذا‭ ‬حدث‭ ‬لشخص‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬أن‭ ‬فاته‭ ‬الدور،‭ ‬انهارت‭ ‬السلسلة؛‭ ‬مما‭ ‬يتمخض‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمواصلة‭ ‬التفاعل‭ ‬باستخدام‭ ‬التطبيق‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخاصية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصدر‭ ‬بهجة‭ ‬للأصدقاء،‭ ‬فيمكن‭ ‬القول‭ ‬أيضاً‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬وقت‭ ‬المستخدمين‭.‬

لكن‭ ‬لونجفيلد‭ ‬تؤكد‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يتسموا‭ ‬بالمبادرة‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬أطفالهم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬عادات‭ ‬صحية‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬باستخدام‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تماماً‭ ‬مثلماً‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬التحلي‭ ‬بالمبادرة‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬صحي‭ ‬لأطفالهم‭.‬

سيراً‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬للطعام‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬إنجلترا،‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬مبادئ‭ ‬توجيهية‭ ‬لتناول‭ ‬وجبات‭ ‬متوازنة،‭ ‬أطلقت‭ ‬لونجفيلد‭ ‬أخيراً‮ ‬حملة‭ ‬‮«‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬رقمية تسعى‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الوالدين‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬أولادهم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الطفولة‭ ‬والمراهقة‭ ‬التمتع‭ ‬بحضور‭ ‬سليم‭ ‬صحياً‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬متوازناً‭ ‬مع‭ ‬حياة‭ ‬سليمة‭ ‬صحياً‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭.‬

‭ ‬والمبادئ‭ ‬الخمسة‭ ‬المقترحة،‭ ‬هي‭:‬

1 ‭- ‬تواصَل‭: ‬تبادَل‭ ‬الرسائل‭ ‬وامرح‭ ‬والعب‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأهل،‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الإنترنت‭ ‬سواء‭ ‬بسواء‭.‬

2 ‭- ‬كن‭ ‬نشطاً‭: ‬خذ‭ ‬عطلة‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬ومارس‭ ‬نشاطاً؛‭ ‬فالحركة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬الانفعالية‭.‬

3 ‭- ‬كن‭ ‬خلاقاً‭: ‬لا‭ ‬تكتف‭ ‬بتصفح‭ ‬الإنترنت‭ ‬بل‭ ‬استخدم‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقمية‭ ‬لإنشاء‭ ‬المحتوى‭ ‬وبناء‭ ‬مهارات‭ ‬جديدة‭ ‬واكتشاف‭ ‬هوايات‭ ‬واهتمامات‭ ‬جديدة‭.‬

4 ‭- ‬كن‭ ‬معطاءً‭ ‬للآخرين‭: ‬كن‭ ‬إيجابياً‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وأبلغ‭ ‬عن‭ ‬المحتوى‭ ‬السيئ‭ ‬وساعد‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬توازن‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمبادئ‭ ‬‮«‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬كل‭ ‬يوم‮»‬‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭.‬

5 ‭- ‬كن‭ ‬حاضر‭ ‬الذهن‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقضيه‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬يسبب‭ ‬لك‭ ‬ضغطاً‭ ‬نفسياً‭ ‬أو‭ ‬تعباً،‭ ‬فاحصل‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإنترنت‭ ‬واطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬عندما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬حملة‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الرقمية،‭ ‬تجادل‭ ‬لونجفيلد‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬منع‭ ‬الأطفال‭ ‬بالكلية‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬حيث‭ ‬صارت‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الحياة‭ ‬العصرية‭. ‬وينبغي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وضعها‭ ‬تحت‭ ‬إشراف،‭ ‬واستخدامها‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬المعقول،‭ ‬لكي‭ ‬يتمتع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬بخبرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬رقمية‭ ‬وغير‭ ‬رقمية‭ ‬جامعة‭. ‬

وللمساعدة‭ ‬على‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬الوسائط‭ ‬الرقمية،‭ ‬يستطيع‭ ‬الوالدان‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬تحكم‭ ‬الوالدين‭ ‬لفرض‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬ماهية‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬يستطيع‭ ‬أطفالهم‭ ‬مطالعتها،‭ ‬وماهية‭ ‬الخصائص‭ ‬التي‭ ‬يمكنهم‭ ‬استخدامها،‭ ‬والأوقات‭ ‬التي‭ ‬يمكنهم‭ ‬فيها‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬فيها‭ ‬ذلك‭.‬

تقترح‭ ‬لونجفيلد‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يتكلم‭ ‬الأبوان‭ ‬مع‭ ‬أطفالهما‭ ‬عن‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للإبقاء‭ ‬عليهم‭ ‬منهمكين،‭ ‬والآثار‭ ‬المحتملة‭ ‬للإفراط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائط‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬نموهم‭. ‬فهذا‭ ‬يعطي‭ ‬الأطفال‭ ‬الأدوات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتعامل‭ ‬بفعالية‭ ‬مع‭ ‬حياتهم‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مستنيرة‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬اعتبارنا‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬عيشنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬محاط‭ ‬بالوسائط‭ ‬الرقمية،‭ ‬فليس‭ ‬مستحيلاً‭ ‬أن‭ ‬يحتفظ‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقون‭ ‬بعلاقة‭ ‬سليمة‭ ‬مع‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ويقيموا‭ ‬توازناً‭ ‬بين‭ ‬حياتهم‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬وحياتهم‭ ‬بعيداً‭ ‬عنها■