رحلتي مع مجلة العربي

رحلتي مع مجلة العربي

رَحَلْتُ‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬ورحَلَتْ‭ ‬معي‭ ‬طوال‭ ‬عمرها‭ ‬الستيني،‭ ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فقد‭ ‬تجاوزتها‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات‭. ‬صاحب‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬بعض‭ ‬المنغصات،‭ ‬فرح‭ ‬وحزن،‭ ‬وفراق‭ ‬ولقاء،‭ ‬بدأ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1958،‭ ‬كنت‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الطائف‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬رحلتي‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭.‬

كانت‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬البلاد‮»‬‭ ‬اليومية‭ ‬تبشر‭ ‬بصدور‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬الشهرية‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬للناطقين‭ ‬بلغة‭ ‬الضاد‭. ‬سارعت‭ ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المكتبات‭ ‬في‭ ‬الطائف،‭ ‬ورجوت‭ ‬صاحبها‭ ‬أن‭ ‬يحجز‭ ‬لي‭ ‬نسخة،‭ ‬بل‭ ‬ووضعت‭ ‬لديه‭ ‬مبلغاً‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬عربوناً‭ ‬لشراء‭ ‬أول‭ ‬نسخة‭.‬

وفعلاً،‭ ‬تسلمت‭ ‬أول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬بفرح‭ ‬شديد،‭ ‬وأخبرني‭ ‬صاحب‭ ‬المكتبة‭ ‬أنها‭ ‬أول‭ ‬نسخة‭ ‬يبيعها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الطائف،‭ ‬ومازلت‭ ‬أفاخر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بأنني‭ ‬اقتنيت‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭. ‬تركت‭ ‬الكتب‭ ‬الدراسية‭ ‬جانباً،‭ ‬وبدأت‭ ‬أتصفح‭ ‬أول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجلة‭.‬

كان‭ ‬والدي،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬مدرساً‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬نائية‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬عادته‭ ‬أن‭ ‬يقتني‭ ‬مجلة‭ ‬المنهل‭ ‬الشهرية‭ ‬لصاحبها‭ ‬عبدالقدوس‭ ‬الأنصاري،‭ ‬وأذكر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬مكتبة‭ ‬خاصة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أمهات‭ ‬الكتب‭ ‬قديمها‭ ‬وحديثها،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬محتوياتها‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬العروة‭ ‬الوثقى‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬الأفغاني‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬عبده،‭ ‬حيث‭ ‬اقتناها‭ ‬والدي‭ ‬من‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬رحلاته‭ ‬المتكررة‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز‭ ‬في‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬مكتبته‭ ‬أعداداً‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬تحريرها‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬الوريث،‭ ‬نابغة‭ ‬اليمن،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ولديه‭ ‬أيضاً‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬اليمن‮»‬‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الأحرار‭ ‬اليمنيين،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬عدن،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬اليمنيين‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬وكانت‭ ‬حالهم‭ ‬كما‭ ‬تلخصها‭ ‬الأبيات‭ ‬التالية‭:‬

ما‭ ‬لليمانيين‭ ‬في‭ ‬لحظاتهم

بؤس‭ ‬وفي‭ ‬كلماتهم‭ ‬آلامُ؟

جهل‭ ‬وأمراض‭ ‬وظلم‭ ‬فادح‭    

ومجاعة‭ ‬ومخافة‭ ‬وإمامُ

كتب‭ ‬لي‭ ‬الوالد‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬بجوار‭ ‬مجلة‭ ‬المنهل‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬ووصف‭ ‬لي‭ ‬طباعتها‭ ‬الراقية‭ ‬وموضوعاتها‭ ‬الشائقة،‭ ‬بل‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬المقال‭ ‬الذي‭ ‬كتبه‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬الأحرار‮»‬،‭ ‬الشهيد‭ ‬محمود‭ ‬الزبيري،‭ ‬حول‭ ‬شجرة‭ ‬القات‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الشيطان‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬شجرة‮»‬،‭ ‬وهكذا‭ ‬استمر‭ ‬الوالد‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬في‭ ‬مكة،‭ ‬وأنا‭ ‬بدوري‭ ‬أقتنيها‭ ‬وأنا‭ ‬أدرس‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬في‭ ‬الطائف‭.‬

كنا‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬الحج‭ ‬نرسل‭ ‬النسخ‭ ‬المكررة‭ ‬من‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬للخال‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬السماوي،‭ ‬وكان‭ ‬يحملها‭ ‬الحجاج‭ ‬إلى‭ ‬اليمن،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬اليمن‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬عزلة‭ ‬تامة‭ ‬قبل‭ ‬قيام‭ ‬ثورة‭ ‬سبتمبر‭ ‬1962‭. ‬كان‭ ‬الخال،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬يسعد‭ ‬كثيراً‭ ‬بوصول‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭ ‬النائية‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬جبل‭ ‬شاهق،‭ ‬وكان‭ ‬يقرأها‭ ‬مع‭ ‬آخرين،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عاكفاً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الموسوعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الألفاظ‭ ‬الضدية‭ ‬والشذرات‭ ‬اللغوية‮»‬‭ (‬9‭ ‬مجلدات‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬يعبّر‭ ‬لي‭ ‬شعراً‭ ‬عن‭ ‬امتنانه‭ ‬بمجلة‭ ‬العربي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أرسلها‭ ‬إليه‭ ‬بقوله‭:‬

وأهـديت‭ ‬لي‭ ‬كتباً‭ ‬كلها‭            

ترفرف‭ ‬فوقي‭ ‬كمزن‭ ‬الغمامة

وأفنيت‭ ‬عمري‭ ‬بها‭ ‬دائماً‭            

أشاهـــــد‭ ‬أعلامها‭ ‬والفخامة

وانتقلت‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬لاستكمال‭ ‬دراسة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وكانت‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬المعارف‭ ‬نعم‭ ‬الواحة‭ ‬التي‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬كابوس‭ ‬المقررات‭ ‬الدراسية‭ ‬الصماء‭ ‬والجامدة،‭ ‬واستمرت‭ ‬الحال‭ ‬كذلك‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬بجامعة‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬بضع‭ ‬سنوات،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬والإسكندرية‭ ‬جمعت‭ ‬كنزاً‭ ‬ثميناً‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬يفوق‭ ‬الـ‭ ‬70‭ ‬عدداً‭.‬

 

العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن

حان‭ ‬وقت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬أول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬العربي،‭ ‬وكانت‭ ‬أعداد‭ ‬المجلة،‭ ‬والكتب‭ ‬الدراسية،‭ ‬والمراجع،‭ ‬حملاً‭ ‬ثقيلاً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نقله‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحر،‭ ‬وكنت‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬شحنها‭ ‬إلى‭ ‬صنعاء،‭ ‬وكان‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬عائداً‭ ‬بطريق‭ ‬البحر،‭ ‬فأوكلت‭ ‬إليه‭ ‬نقل‭ ‬هذه‭ ‬الثروة‭ ‬إلى‭ ‬الحديدة،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬صنعاء،‭ ‬فوجودها‭ ‬في‭ ‬مكتبتي‭ ‬بصنعاء‭ ‬يعتبر‭ ‬كنزاً‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬أما‭ ‬الأعداد‭ ‬التي‭ ‬اقتنيتها‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إرسال‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحجاج،‭ ‬كما‭ ‬أسلفت‭.‬

 

فقدان‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬أحزنني‭ 

عدت‭ ‬إلى‭ ‬صنعاء‭ ‬مستبشراً،‭ ‬فسيكون‭ ‬لديّ‭ ‬ما‭ ‬أقرأه‭ ‬هناك،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الانغماس‭ ‬في‭ ‬مضغ‭ ‬القات،‭ ‬وإذا‭ ‬بالزميل‭ ‬يدّعي‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬وكتبي‭ ‬الأخرى‭ ‬قد‭ ‬فقدت،‭ ‬وشكّل‭ ‬لي‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬حزناً‭ ‬بليغاً،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬خسارة‭ ‬فادحة‭ ‬لا‭ ‬تعوض،‭ ‬فشكوته‭ ‬لوكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬عبدالكريم‭ ‬العنسي،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭.‬

أمضيت‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بصنعاء،‭ ‬وشرعت‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬بحث‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬القروض‭ ‬والمساعدات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‮»‬،‭ ‬ولاستكمال‭ ‬البحث‭ ‬زرت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تنفذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬المقدمة‭ ‬كمساعدات‭ ‬مجانية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للخليج‭ ‬والجنوب،‭ ‬أو‭ ‬قروض‭ ‬ميسّرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يرأسه‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الحمد،‭ ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬السقاف،‭ ‬حيث‭ ‬كان،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬عضواً‭ ‬منتدباً‭ ‬للهيئة،‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأعرف‭ ‬أن‭ ‬السقاف‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬استقطب‭ ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬ليكون‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬لمجلة‭ ‬العربي،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬د‭. ‬زكي‭ ‬يحمل‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الكيمياء،‭ ‬فإنه‭ ‬طوّع‭ ‬المواد‭ ‬العلمية‭ ‬لأسلوبه‭ ‬الأدبي‭ ‬البليغ‭ ‬المتميز،‭ ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬‮«‬حديث‭ ‬الشهر‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتصدر‭ ‬صفحات‭ ‬المجلة‭ ‬والمواضيع‭ ‬العلمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬حولها‭.‬

 

واجب‭ ‬علينا

دار‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬السقاف‭ ‬عن‭ ‬مجلة‭ ‬العربي،‭ ‬ودورها‭ ‬التثقيفي‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وكيف‭ ‬فتحت‭ ‬صفحاتها‭ ‬للكتّاب‭ ‬العرب‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬مواقعهم‭ ‬وجنسياتهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬تحيّز،‭ ‬وكانت‭ ‬أسعارها‭ ‬رمزية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬حتى‭ ‬تكلفة‭ ‬النقل،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مغرب‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬كالمغرب‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬وإلى‭ ‬جنوبه‭ ‬كالسودان‭ ‬وجيبوتي‭ ‬والصومال،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬اقتنائها‭ ‬من‭ ‬الناطقين‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬

هكذا‭ ‬دار‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬السقاف‭ ‬حول‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬ودورها‭ ‬التنويري‭ ‬للعقول‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬التي‭ ‬تشيّدها‭ ‬الكويت‭. ‬وعندما‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬للمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬لأضمها‭ ‬للدراسة‭ ‬التي‭ ‬أعدّها،‭ ‬اعتذر‭ ‬بكل‭ ‬لطف،‭ ‬وقال‭ ‬لي‭: ‬‮«‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬دراستك،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفسر‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التباهي‭ ‬والمنّ‭ ‬والتفاخر‭ ‬بما‭ ‬نقدمه‭ ‬لأشقائنا،‭ ‬فما‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬واجب‭ ‬علينا‮»‬‭. ‬حاولت‭ ‬إقناعه،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬فاستعنت‭ ‬بالزميل‭ ‬محمد‭ ‬حزام‭ ‬الشوحطي،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الصندوق،‭ ‬لعله‭ ‬يقنع‭ ‬السقاف،‭ ‬فالبحث‭ ‬يشمل‭ ‬الهيئة‭ ‬والصندوق،‭ ‬لكن‭ ‬السقاف‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬رأيه،‭ ‬فاكتفيت‭ ‬بذكر‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬الصندوق‭.‬

 

‮«‬العربي‮»‬‭ ‬مع‭ ‬مسلم‭ ‬إسباني

في‭ ‬أحد‭ ‬أزقة‭ ‬قرطبة،‭ ‬وفي‭ ‬مكتب‭ ‬يروج‭ ‬للسياحة،‭ ‬لمحت‭ ‬أحدهم‭ ‬وبيده‭ ‬مجلة‭ ‬العربي،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬وعرفت‭ ‬أن‭ ‬اسمه‭ ‬Jaim‭ ‬Sellan،‭ ‬وكان‭ ‬معتزاً‭ ‬بأن‭ ‬صورة‭ ‬ابنته‭ ‬تتصدر‭ ‬غلاف‭ ‬المجلة،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬استطلاع‭ ‬مصور‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬قرطبة،‭ ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬استطلاعات‭ ‬المجلة‭ ‬للآثار‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬أنى‭ ‬وجدت؛‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬أو‭ ‬الغرب،‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬أو‭ ‬الجنوب‭.‬

 

علاقتي‭ ‬مع‭ ‬د‭. ‬زكي‭ ‬

علاقتي‭ ‬بـالدكتور‭ ‬زكي‭ ‬علاقة‭ ‬قديمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتاباته،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يعيّن‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭.‬

ففي‭ ‬الطائف‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تنافس‭ ‬مع‭ ‬زميل‭ ‬الدراسة‭ ‬عبدالسلام‭ ‬خالد‭ ‬كرمان،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬مَن‭ ‬منا‭ ‬يقرأ‭ ‬أكثر،‭ ‬ومن‭ ‬يقتني‭ ‬أعداداً‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الهلال‭ ‬المصرية،‭ ‬وكنا‭ ‬نلجأ‭ ‬إلى‭ ‬بسطات‭ ‬الكتب‭ ‬القديمة‭ ‬المعروضة‭ ‬بأثمان‭ ‬زهيدة،‭ ‬فلديّ‭ ‬في‭ ‬مكتبتي‭ - ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ - ‬بعض‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الهلال‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬رئيساً‭ ‬لتحريرها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1946‭ ‬إلى‭ ‬1950،‭ ‬ثم‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬تحريرها‭ ‬إميل‭ ‬زيدان‭ ‬وشكري‭ ‬زيدان‭. ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬كانت‭ ‬تحلو‭ ‬لي‭ ‬زيارة‭ ‬سور‭ ‬الأزبكية،‭ ‬وهو‭ ‬معرض‭ ‬كتاب‭ ‬مفتوح،‭ ‬واقتنيت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬مع‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬السماء‮»‬،‭ ‬تأليف‭ ‬
د‭. ‬أحمد‭ ‬زكي،‭ ‬ويتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬السماء‭ ‬ومكوناتها‭ ‬بلغة‭ ‬أدبية‭ ‬راقية،‭ ‬وبهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الكون،‭ ‬ألّفت‭ ‬كتابي‭ ‬‮«‬تأملات‭ ‬في‭ ‬الكون‭ ‬والحياة‮»‬‭.‬

 

جامع‭ ‬قرطبة

أما‭ ‬العلاقة‭ ‬الحديثة‭ ‬مع‭ ‬د‭. ‬زكي،‭ ‬فهي‭ ‬تبادل‭ ‬رسائل‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬رئيساً‭ ‬لتحرير‭ ‬‮«‬العربي‮»‬،‭ ‬ففي‭ ‬أحد‭ ‬أعدادها،‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬استطلاع‭ ‬صحفي‭ ‬أو‭ ‬مقال‭ ‬عن‭ ‬جامع‭ ‬قرطبة،‭ ‬ورد‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬محراب‭ ‬جامع‭ ‬قرطبة‭ ‬ليس‭ ‬موجهاً‭ ‬نحو‭ ‬القبلة،‭ ‬بل‭ ‬نحو‭ ‬الجنوب‭ ‬تماماً،‭ ‬وكان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نحو‭ ‬الشرق،‭ ‬مع‭ ‬ميل‭ ‬نحو‭ ‬الجنوب،‭ ‬وقد‭ ‬ناقشت‭ ‬معه‭ ‬الموضوع،‭ ‬بل‭ ‬وأرسلت‭ ‬له‭ ‬كتابي‭ ‬‮«‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬الفردوس‭ ‬المفقود‭ - ‬الأندلس‮»‬،‭ ‬وأوردت‭ ‬له‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬المحراب‭ ‬الذي‭ ‬شيده‭ ‬الخليفة‭ ‬الحكَم‭ ‬الثاني،‭ ‬وينسب‭ ‬المحراب‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭.‬

ومما‭ ‬يروى‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬القبلة‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬لكن‭ ‬قاضي‭ ‬قرطبة‭ ‬نصحه‭ ‬قائلاً‭ ‬له‭: ‬‮«‬يا‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين،‭ ‬لقد‭ ‬صلى‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القبلة‭ ‬خيار‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬أجدادك‭ ‬الأئمة‭ ‬وصلحاء‭ ‬المسلمين‭ ‬وعلمائهم،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬فتحت‭ ‬الأندلس‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬متأسين‭ ‬بأول‭ ‬من‭ ‬نصبها‭ ‬من‭ ‬التابعين‭ ‬كموسى‭ ‬بن‭ ‬نصير‭ ‬وحنش‭ ‬الصنعاني‭ ‬وأمثالهما،‭ ‬رحمهم‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وإنما‭ ‬فُضّل‭ ‬مَن‭ ‬فضّل‭ ‬بالاتباع،‭ ‬وهلك‭ ‬من‭ ‬هلك‭ ‬بالابتداع‮»‬‭.‬

واقتنع‭ ‬الحكم،‭ ‬وبقيت‭ ‬القبلة‭ ‬بنفس‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬وقد‭ ‬راسلني‭ ‬د‭. ‬زكي،‭ ‬ووعد‭ ‬بأن‭ ‬كتابي‭ ‬المذكور‭ ‬سيستعرض‭ ‬بمجلة‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬هل‭ ‬تم‭ ‬استعراضه‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬فمشاغل‭ ‬الحياة‭ ‬وكثرة‭ ‬التنقل‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إلى‭ ‬بلد،‭ ‬ومن‭ ‬موقع‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬حالا‭ ‬دون‭ ‬المتابعة،‭ ‬فقد‭ ‬انقطعت‭ ‬عنا‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة‭ ‬العليا‭ ‬بجامعة‭ ‬مانشستر‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1974‭ ‬إلى‭ ‬1976‭.‬

 

انقطاع‭ ‬وعودة

لكن‭ ‬الانقطاع‭ ‬الذي‭ ‬فجع‭ ‬قراء‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬نتيجة‭ ‬الغزو‭ ‬الغاشم‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬وكنتُ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬رئيساً‭ ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬البنك‭ ‬اليمني‭ ‬للإنشاء‭ ‬والتعمير،‭ ‬وقد‭ ‬فقدنا‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬بل‭ ‬وفقدنا‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وشعرنا‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬اليمني،‭ ‬حين‭ ‬توقفت‭ ‬حركة‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمولها‭ ‬الكويت،‭ ‬وانقطعت‭ ‬تحويلات‭ ‬المغتربين،‭ ‬وافتقدنا‭ ‬المجلة‭ ‬لفترة،‭ ‬لكننا‭ ‬التقينا‭ ‬بها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وعاودت‭ ‬الصدور‭ ‬من‭ ‬مهجرها‭ ‬بصورة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬عادت‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬أهلها،‭ ‬واندحر‭ ‬العدوان،‭ ‬وتحركت‭ ‬عجلة‭ ‬الحياة‭ ‬بزخم‭ ‬وقوة،‭ ‬وعادت‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬عرينها‭ ‬الكويت،‭ ‬بفضل‭ ‬الله،‭ ‬وبمثابرة‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتي‭ ‬وقيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمساندة‭ ‬الدولية‭. ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬لي‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬برؤساء‭ ‬التحرير‭ ‬المتعاقبين‭ ‬على‭ ‬المجلة،‭ ‬فلكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬بصماته‭ ‬وعطاؤه‭ ‬وجهده‭ ‬في‭ ‬تطويرها‭.‬

 

عطاء‭ ‬وجودة

أكتب‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بمناسبة‭ ‬احتفالية‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬بذكرى‭ ‬ستينيتها،‭ ‬وهي‭ ‬مازالت‭ ‬شعلة،‭ ‬كما‭ ‬وعد‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬العدد‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬جيداً،‭ ‬والعدد‭ ‬الثاني‭ ‬سيكون‭ ‬أجود،‭ ‬والعدد‭ ‬الثالث‭ ‬سيكون‭ ‬أكثر‭ ‬جودة‮»‬‭. ‬نعم،‭ ‬ومازالت‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أعدادها‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬حتى‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬2018م‭ ‬إلى‭ ‬714‭ ‬عدداً‭ ‬كلها‭ ‬أكثر‭ ‬جودة‭ ‬وأكثر‭ ‬عطاء،‭ ‬تقدم‭ ‬لقرّائها‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬ومازالت‭ ‬أفضل‭ ‬هدية‭ ‬شهرية‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬للناطقين‭ ‬بلغة‭ ‬الضاد،‭ ‬كما‭ ‬وعدت‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الأول‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1958‭. ‬ولاتزال‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬تحتل‭ ‬حيزاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬رفوف‭ ‬مكتبتي،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬فترات‭ ‬حزن‭ ‬ولقاء‭ ‬وفراق،‭ ‬وقد‭ ‬اخترت‭ ‬رفاً‭ ‬بمقدوره‭ ‬تحمّل‭ ‬أعداد‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬المجلة،‭ ‬وباستطاعة‭ ‬أحفادي‭ ‬تناول‭ ‬أي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعداد‭ ‬بيسر‭ ‬وسهولة،‭ ‬بل‭ ‬ويستطيع‭ ‬هذا‭ ‬الرف‭ ‬استيعاب‭ ‬سنوات‭ ‬الذكريات‭ ‬في‭ ‬رحلتنا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬التي‭ ‬ندعو‭ ‬لها‭ ‬بالاستمرار‭ ‬بنفس‭ ‬التألق‭ ‬والعطاء،‭ ‬ليستمر‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله■‬