عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
أكثر من 60 خبيراً ومفكراً يناقشون «تداعيات الفوضى والاستقرار» .. مؤسسة الفكر العربي تكرّم الفائزين وتعقد مؤتمرها الـ 16 في دبي
على مدى ثلاثة أيام عقدت مؤسّسة الفكر العربي فعاليات مؤتمرها السنوي «فكر 16» في دبي، تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار» ما بين 10 و12 أبريل الماضي، بحضور ورعاية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، والبروفيسور هنري العَويط، المدير العام لمؤسّسة الفكر العربي وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين والمفكرين في الدول العربية والعالم.
عقد مؤتمر «فكر 16» عدداً من الجلسات الحوارية والورش الموازية على مدى ثلاثة أيام بدأت من خلال الافتتاح الذي تحدث فيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائلاً: «يناقش المؤتمر صناعة الاستقرار، والاستقرار صناعة وجهد وعمل مستمر وتنمية دائمة وتطور لا يتوقف... الاستقرار هو حركة دائمة لصنع الحياة، وهو بحث مستمر عن مستقبل أفضل لمجتمعاتنا». وأضاف أن «التغيير يحتاج منا إلى توحيد كافة الجهود، كل في مجاله، بما يخدم مستقبل أمتنا ويعمل على تحقيق استقرار وازدهار مستدامين».
وتحدث الأمير خالد الفيصل في ختام المؤتمر عن الإنسان العربي بصفة عامّة وليس بصفة خاصّة، الإنسان العربي المتجدّد.
وأعطى مثالاً عن بداية الرسالة الإسلامية، حيث ترك رسول الله، [، ما تعوّد عليه آباؤنا من عبادة الأصنام، وذهب إلى عبادة الله وكتابه.
وبذلك برهن الإنسان العربي أنّه يستطيع التجدّد والتكيّف بما فيه فائدة له. وأضاف الفيصل أن حال اليوم في الوطن العربي ليس كالسابق، وخير مثال هو وضع التجدّد في الثقافة والفكر والأسلوب في الإدارة. وقال أيضاً: نستطيع الوصول إلى أرقى المراكز في العالم، فالسعودية من بين الدول العشرين صاحبة أكبر اقتصادات في العالم، وهو إنجاز لم يحقّقه عديد من الدول، وقد حقّقه الإنسان العربي. واليوم، الإمارات العربية المتّحدة من البلدان المتقدّمة في كثيرٍ من النواحي، لا ينقصنا شيء إلّا الإدارة والتركيز والثقة بالنفس. لقد هزّوا ثقتنا بأنفسنا في الماضي بالجيوش، واليوم يستعمرون الفكر والثقافة.
هم يريدون أن نؤمن بأنّنا لن نتطوّر إلّا إذا تبعناهم في كلّ شيء. لكنّ التبعية ليست تقدّماً وإنما هي عيْن التأخّر، فالتقدّم هو في الإبداع والابتكار.
بينما أشار المدير العام لمؤسّسة الفكر العربي البروفيسور هنري العَويط، إلى أن «فكر 16» هو مؤتمرٌ للمصارحةِ والمكاشفة، موضحاً أن الأوضاعَ المضطربة والآفاتِ المستشرية هي أشدُّ بروزاً وأمعنُ فتكاً في عددٍ من دولنا ومجتمعاتنا، مضيفاً أن «فكر 16» هو أيضاً مؤتمرٌ للتحفيزِ والاستنهاض، فدعونا نلبّي النداءَ الذي يُطلقه: إنَّ المسؤوليّةَ في معالجةِ أسبابِ الفوضى وتداعياتها كما في تحقيقِ الاستقرار، هي مسؤوليّةٌ جَماعيّة. إنّها مسؤوليّتُنا المشترَكة، حكّاماً ومواطنين، مؤسّساتٍ وأفراداً، رجالاً ونساء، سياسيّين، ورجالَ دين، ورجالَ اقتصادٍ وأعمال، ومثقّفينَ، وإعلاميّين.
عقدت خلال المؤتمر ثلاث جلسات عامّة تمحورت حول «دور القوى الدولية»، و«دور المنظّمات الإقليمية والدولية في صناعة الاستقرار»، و«سُبُل صناعة الاستقرار». كما عقدت مجموعتان من الجلسات المتخصّصة المتزامنة؛ تمحورت الأولى حول «الفوضى: جذورها وأسبابها ومظاهرها ونتائجها»، والثانية حول «صناعة الاستقرار: مساهمات القطاعات المؤثّرة». وفي اليوم الأخير عقدت جلسة حوارية حول أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار في الدول العربية، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة الاستقرار.
جوائز الإبداع العربي
وعلى هامش المؤتمر كرّم الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الفائزين بجائزة الإبداع التي تنظّمها مؤسّسة الفكر العربي في دورتها الحادية عشرة لعام 2017، وذلك في حفل حضره رئيس مؤسّسة الفكر العربي، الأمير خالد الفيصل، ورئيس مجلس إدارة المؤسّسة، الأميــــر بــــندر بن خالد الفيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأمير تركي الفيصل، وعدد من المسؤولين، حيث ألقي الأمير كلمة هنّأ فيها الفائــــزين بالجائزة، قائلاً: لعلي لا أجاوز الحقيقة حين أقول إنّ هذه المؤسّسة تمثّل انطلاق شُعاع طموح يسعى جاهداً للإسهام بفاعلية في هذا الصدد، فقد قام مشروعها بمبادرة تضامنية بين أرباب الفكر والمال، المهمومين بمشروع النهوض بأمّتهم العربية، كما أنهـــا تحرص في مؤتمراتها على طرح أهمّ قضايا الشأن العربي، في حوار عقلانيّ رصيـــن بين فصائل الفكر بكلّ توجّهاتها، مضيفاً أن المؤتمر ركز في دوراته الأخيرة، على التكامل العربي الإيجابي، خطوةً على طريق الحلم العربي بوحدة الصفّ، ثم عكف مؤتمركم الحالي على بحث الفوضى وتداعياتها، وسبل صناعة الاستقرار في المنطقة، ورؤى القوى الدولية، وخبرة المنظّمات الإقليمية، ومساهمات القطاعات المؤثّرة فــــي العقل الـــــعربي ووجدانه.
وقد فاز في جائزة الإبداع العربي كلّ من: الدكتور فريدريك معتوق (لبنان) عن جائزة أهمّ كتاب، عن كتابه «صدام العصبيّات العربيّة»، ونالت جائزة الإبداع الإعلاميّ مجلّة «آراء حول الخليج»، د. عبدالعزيز بن عثمان بن صقر (السعودية)، ونال جائزة الإبداع الفنّي كتاب «أمشاق الخطّ المحقّق» للدكتور نصّار منصور (الأردن)، وجائزة الإبداع الأدبيّ (رواية) «على بُعد ملليمتر واحد فقط» عبدالواحد استيتو (المغرب)، وحصل على جائزة الإبداع المجتمعيّ مشروع «تمكين المسنّين» الدكتور جورج إيلي كرم (لبنان).
وقد حُجبت جائزة الإبداع الاقتصاديّ، ومُنحت جائزة مسيرة عطاء لمعهد العالم العربي في باريس التي مثَّلها مدير المعهد د. معجِب الزهراني (السعودية) الذي دعا مؤسّسة الفكر العربي للاحتفاء بعيد ميلادها المقبل في مركز المعهد على ضِفاف السين.
وأشار إلى أنّ الجائزة هي شرف كبير له وللمؤسّسة التي تحتفي منذ سبتمبر الماضي وحتى نهاية العام الحالي بعيد ميلادها الثلاثين، وذلك عبر سلسلة متنوّعة من الفعاليات الفنّية والمعرفية والفكرية التي تجذب مئات الآلاف من ساكني باريس وزوارها، وتقدّم لهم صوراً واقعية مشرّفة عن حضارة عريقة حملت مشعل التقدّم على مدى خمسة قرون، وستشعّ مجدّداً ذات يوم بكلّ تأكيد ■