تعد كرة القدم واحدة من  أهم الألعاب الرياضية وأكثرها شعبية، في دولة الكويت وأغلب دول العالم. ولما كان لمنتخب الكويت تاريخ حافل من الإنجازات العالمية والعربية والخليجية، فإنه يستحق الإشادة به مهما تداعت عليه الظروف. 
منتخب الكويت الوطني هو من أوائل المنتخبات العربية التي تأهلت لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1982، وهو أول المنتخبات العربية التي فازت ببطولة كأس آسيا عام 1980، وهو أيضًا أكثر المنتخبات الخليجية تتويجًا بالمركز الأول في بطولة كأس الخليج، واحتفظ بها 10 مرات من واقع 23 بطولة. 

إذا اعتبرت فترة الثــــمانينـــيات من العــــقد الماضي هي العصر الذهبي للكرة الكويتيـــة، فإن ذلك لا يقلل من قيمة عطاء المنتخب الكويتي لكرة القدم على مدى عقود، والذي لايزال يعطي رغم ما آلت إليه ظروف الكــــرة الكويتية. 
وفي لمسة وفاء للمنتخـــب الكويتـــي لكرة القدم، نظم المجلس الوطني للثقــــافة والفنون والآداب بالتعــــاون مع الجمعــــية الكويتــــية للتراث في قاعة أحمد العدواني للفنون، معرضا حمل اسم «كرة القــــدم الكويتــية... تاريـــــخ وإنجازات»، قدم لجمهور الكرة الكويتية ومحــــبيها إرثًا زاخرًا من الأحـــداث والإنجازات، من خلال الفن التشكيلي والتصــــوير الفوتـــــوغرافي، حيث اعتلت بورتريهـــات وصور فوتوغــــرافية لأشهر أعلام الكرة الكويتية جدران إحدى القاعات وأحاطتها بتنظيم منسق، ورصت صور لاعبين وقياديين أثروا المسيرة الرياضية بالكويت، منهم: الشيخ الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح، الذي ترأس اللجنة الأولمبية الكويتية منذ 1974، والاتحاد الكويتي لكرة القدم منذ عام 1967، وعضو اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1981 حتى وفاته. 
كما عرضت نسخ أصلية لمطبوعات صحفية رياضية قديمة، منها ما يعود إلى الصحافة الكويتية كجريدة الرياضي، ومجلة نادي القادسية، ومنها للصحافة العربية، والأجنبية، التي أرخت تطور الكرة الكويتية، واستعرضت إنجازاتها على مدى عقود، فتناولت آنذاك انتصاراتها بالتحليل والعرض المفصل، وذلك مما جادت به مكتبات المؤرخين ومحبي التراث، من أمثال صالح المسباح وفهد العبدالجليل وغيرهما، من مقتنيات أثرية نادرة في هذا المجال، ما طوّق المعـرض بعبق الماضي الجميل. 
كما حرص القائمون على المعرض على عرض مقتنيات خاصة ونادرة للاعبين وفرق رياضية محلية ومنتخبات رياضية خليجية وعربية وعالمية، كالقمصان الرياضية والكور وغيرهما، كما عرضت تذاكر دخول لمباريات أقيمت على أرض الكويت، منها تذكرة دخول مباراة نادي القادسية الكويتي ونـــــادي الهلال السوداني وتعـــود إلى عام 1968، فكانت محط إعجاب هواة ومحبي كرة القدم. 
المعــــرض الـــذي أقيم خلال الفترة من 16 إلى 20 مـــن سبتمبــــر الماضـــــي، شــــهد يـــوم افتتــــاحه حضــــورا كثيفا ولافتا للاعبين القدامى، منهم أحمد الطرابلسي، وجاسم يعقوب، وفتحي كميل، وسعد الحوطي، ومؤيد الحداد، إلى جانب الإعلاميين، مثل شيخ المعلقين خالد الحربان، والمذيع المخضرم محمد المسند، وأيضًا رؤساء النوادي الكويتية القدامى والحاليين. 
كما كان المعرض قبلة مهمة لمجاميع من أندية رياضية للناشئة، والمدارس والكليات الرياضية، بالإضافة لمحبي التراث وعشاق رياضة كرة القدم. 
طوال أيام المعرض، نُصب عند المدخل الجمل «هايدو» (*) تعويذة المنتخب الكويتي لتصفيات كأس العالم لعام 1982، عله يجدد سحره ويعيد أمجاد الماضي ■

(*) هايدو: كلمة تطلق لإناخة الجمل، وارتبطت بأشهر أغنيات منتخب الكويت لكرة القدم.

جانب من حضور المعرض