أغسطس... ذكرى الألم

أغسطس... ذكرى الألم

أيامٌ لست أنساها، وكم تضنيني ذكراها، يوم جار علينا جارٌ فاحتل بلادي وغزاها. أيّ ذنب جنته الكويت، غير أنها كانت أكثر حباً للعراق من سواها؟! إيه أيها الشعب المحبّ المسالم، كم تحملت الآها؟ هذا الشعب الذي طالما فرح وغنى أغاني الحب في هواها، وإن تألم يعاني ما يعانيه جواها. عاث الأثيم بالكويت فساداً، نشر الظلم فعمّ الظلام أرضها وسماها.

هكذا هي أنظمة الفساد، إذ طالما تسعى إلى نخر عواطف الشعوب مراراً وتكراراً، تخفي عنه أسراراً، وتربي فيه الكره جهاراً. أما الكويت، نظاماً وشعباً، فقد تربى أهلها على التسامح والسلام، ومنذ الصغر تعلّمنا أن: 
بلاد العُرْبِ أوطاني
وكلُّ العُـرْبِ إخواني
ودينُ الله لـــــي دينٌ
بإنـــجــــــــيــــــــــل وقـــــــــــــــــــــــرآنِ
يا هذه الدنيا اسمعي واشهدي بأنّ الكويت تقابل الإساءة بالإحسان، من أجل الله والأوطان والإنسان، فإن جار علينا الجار، وألحق بأرضنا الدمار، فنحن اليوم نسعى إلى نصرة العراق، ونشمر عن سواعدنا للإعمار، فإعمار العراق علينا حق... وهو حق الجوار. 

المخطط الأثيم والوضع الأليم
لم نكن نعلم بأنّ مخططاً يُغزل بليل من خيوط عناكب الظلام ضد الكويت، فالكويت دولة مضيافة، وأهلها يحبون أن يشاركهم إخوانهم النِعَم. إنّ الإنسانية جمعاء قد اتفقت، دون أن تُحدث بذلك أمراً، بأنّ من يأكل من زاد الآخر لا يعتدي عليه ولا يخونه ولا يظلمه.
ونضرب بذلك مثلاً سيدنا إبراهيم ، الذي كان يذبح لضيوفه ما يَسّر الله له ليأكلوا معه ويأكل معهم، وعندما لم تأكل الملائكة الذين جاءوه على شكل بشر من ذبيحته، «عجل سمين» أو «عجل حنيذ»، أي مشويّ للتو، أوجس منهم خيفة، فطمأنوه بأنهم ملائكة لا يأكلون. 
تلك صفة بشرية وعادة طيبة استمرت، حتى تراها في الفقراء الذين يلومون الغادر بهم بأنّهم شاركوه أبسط الطعام وأرخصه «العيش والملح»، فلا غدر بعد ذلك ولا جور. وهكذا نحن في الكويت مع أحبائنا وضيوفنا، شاركناهم المأكل والمنزل، وحسبناهم ذوي قربى وإخواناً، قبل أن نعدهم ضيوفاً وجيراناً.
لم يحترم النظام العراقي البائد حقوق الجار أو أمن الجوار، فسمح لأجهزة مخابراته بالعبث في أمن الكويت حين تم اغتيال حردان التكريتي في 30 مارس 1971م أمام مستشفى الأميري. وأشارت أصابع الاتهام إلى الجهة المجرمة، وحددت القتلة الذين سرعان ما فروا إلى وكرهم، مما حدا بالحكومة الكويتية آنذاك إلى رفع شكوى ضد هذا الأسلوب الممجوج والمستَنكَر. وعندما تكررت الاغتيالات تعالت أصوات الامتعاض الشعبي الكويتي، الذي وصلت أصداؤه إلى المؤسسات الدولية والمحافل الإقليمية والعالمية. 
وعلى الرغم من ذلك، لم يرعوِ النظام العراقي البائد عن تصفية خصومه داخل العراق وخارجه، ضارباً بعرض الحائط كل المبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية. وتشير الوقائع موجهة أصابع الاتهام إلى رأس النظام الفاسد بغروره وساديته بتصفية كل خصومه ومعارضيه، إذ كان يقتل بالظنّ كل من يشك بخيانتهم له، وإن كانوا له من الناصحين، دون الالتفات لأي مبدأ أو قانون أو عهد أو اتفاق. 
ومَن منا لا يذكر مذبحة «حلبجة» في إقليم كردستان العراق في 16 مارس 1988، التي راح ضحيتها ما يقارب من 5500 عراقي من الجنسين وجميع الأعمار؟ 
كما دلت الوثائق على أن عملية تفجير موكب أمير الكويت الراحل، المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، قد قام بها عراقيون في 25 مايو 1985م وبتوجيه من النظام العراقي البائد، الذي أشاع بعدها أنّ إيران هي التي كانت وراء ذلك. والسبب من كل هذا، إجبار حكومة الكويت على رفع سقف الدعم المالي واللوجيستي للنظام العراقي في حربه ضد إيران. وبعد التصفيات الكبرى لرجال الدين في العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً من عام 1984 إلى أواخر عام 1988م، كثف النظام العراقي البائد من إرسال الوفود الرسمية إلى الكويت بزعم تبادل الخبرات الفنية والإدارية، وكان ذلك عبارة عن غطاء لرصد المعلومات عن كل مؤسسات الكويت ووزاراتها في كل مجالات أعمالها، حتى إذا تسنت لهم السيطرة، سَهُل الاستحواذ.

أول أيام الغزو
في صباح يوم الخميس، اليوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990م، صَحونا من نومنا غير مصدقين، لنرى جنوداً ومتاريس تفتيش منتشرة بين بيوتنا، فهرعنا نستجدي الأخبار، من الإذاعة والتلفاز، لنفاجأ بمذيعين عرفناهم من القنوات العراقية يذيعون بيانات عسكرية تلحقها أناشيد ثورية!
لم تكن لنا القدرة على تتبّع الأخبار، فربما كان هناك حجب لموجات البثّ الإذاعي والتلفزيوني الخارجي. وصرنا نقلّب موجات المذياع لنعرف حقيقة ما يجري حولنا، غير أنّ صوتاً مألوفاً ومحبوباً يصدح: «هنا الكويت... يا عرب، الكويت تُغتصب»، إنّه الإعلامي البطل الشجاع يوسف مصطفى، الذي استطاع أن يقوم بالبث الإذاعي، متنقلاً مع فريق عمل محدود من الإعلاميين والمهندسين المتخصصين، لا أذكر أحداً منهم سوى الإعلامية والمذيعة القديرة سلوى حسين من إذاعة الكويت. 
انتقل هذا الفريق داخل الكويت من مكان إلى آخر، ليذيع خطابات تشدّ من أزر الكويتيين وتُصَبّرهم على مصيبتهم وبلواهم. جيش جرار يحتل البلاد، لم ندر شيئاً عما كان يجري على الحدود الكويتية، ولكننا نعلم أن هذا الجيش سيطر على الحدود وخنق جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية، المدنية والعسكرية. وعلى الرغم من جميع الأكاذيب وادعاءات المحتل عن ثورة شعب ضد حكومته في الكويت، فإنّ الشعب الكويتي كله، وبلا استثناء، أعلن تمسّكه بالقيادة الشرعية. 

الكويت تناشد بصوت واحد
ما بين 13 و15 أكتوبر 1990، جاء مؤتمر جدة ليؤكد اللحمة الوطنية بين الشعب الكويتي وقيادته. وقد حضر هذا المؤتمر جميع الشخصيات السياسية الكويتية التي كانت في الخارج، وعلى رأسهم أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء آنذاك، الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، رحمه الله، وكل رجالات الحكومة الكويتية وأبرز الشخصيات الكويتية السياسية والاقتصادية. كان المؤتمر رسالة واضحة إلى كل من حاول التشكيك في وحدة الشعب الكويتي ووقوفه وراء قيادته بحب ووفاء وصلابة. 
في الداخل، رفض الكويتيون الخضوع للمحتل وتمسّكوا بسيادة وطنهم، مؤكدين ولاءهم لقيادتهم الشرعية واستقلال الكويت عن العراق. من أجل ذلك بدأت المقاومة الشعبية والعصيان المدني كوسيلتين ناجعتين لإقلاق المعتدي الأثيم، الذي واجه ذلك بالقمع والأسْر والقتل. 
وأذكر فيما أذكر من ذكريات قاسية لأيام الاحتلال، أنّ قيادات عسكرية وشرطية كويتية مخلصة بدأت بتنظيم بعض الشباب وتعبئتهم من أجل الدفاع عن أهالي الكويت، فتشكلت مجاميع في مناطق متفرقة عملت على مقاومة الغزاة. ولكنها ما فتئت أن تراجعت أمام القوة الطاغية لجيش المعتدي، التي استعملت فيها الأسلحة الثقيلة كالمدافع والدبابات، وكان السبب الرئيس في تراجُع المقاومة الكويتية هو الحفاظ على سلامة المواطنين. وطوقت بعض المناطق، وقُتل كثير من الشباب، وأُسِرت مجاميع كثيرة من كل أطياف الشعب الكويتي، زُجّ بهم في سجون العراق. هنالك أصبح الأسْر والاعتقال والقتل ورمي الجثث أمام المنازل ظاهرة يومية للشعب الآمن المسالم. وما إن علم الغازي بأن لا فائدة من كسب ولاء الشعب الكويتي، حتى عاث ينشر الإشاعات، كان أكثرها قلقاً لنا، استعماله الغاز الكيماوي بمثل ما استخدمه ضد الأكراد في شمال العراق. هؤلاء الأكراد البؤساء من العراقيين الذين دفع بهم الغاصب لأن يكونوا درعاً بشرية لجنوده في الكويت، وأدخلهم تحت راية ما أسماه «الجيش الشعبي»، رأيناهم قد تركوا مواقعهم وانفضوا من جيش الطغيان، وقد ساعدهم في ذلك أهل الكويت، الذين أمدوهم بالمال والملابس المدنية.
وقد تجلى العصيان المدني للكويتيين واضحاً، فلم يذهب أحد منهم إلى عمله اليومي في الوزارات والهيئات العامة والمدارس والبنوك، التي صارت كلها تحت إمرة أزلام الغازي الغاشم. كانت ردة الفعل واضحة عندما استخدم كل ما لديه من وسائل الترهيب، لينشر الخوف في قلوب الآمنين، ويزرع الرعب في نفوس أبناء الكويت المسالمين، وتسلح بأسلحة الذعر والدمار لمحاربة شعب أعزل مُنع من حرية الرأي والتعبير، وحُرّم عليه حب الوطن، حتى أصبح اقتناء علَم الكويت أو صورة أمير البلاد آنذاك جريمة وصلت عقوبتها إلى الإعدام.
بعدها قامت وحدات متفرقة من جيش العدو بمداهمة وتفتيش المنازل السكنية الآمنة، تستجوب من فيها وترقب ما بها من منقول، لتتفشى بعد ذلك السرقات من لصوص أصبحوا داخل الكويت كالجراد المنتشر. صمد الكويتيون في الداخل، وتحرك مَن في الخارج على المستويين العربي والدولي، بعد أن أوقفت القيادة الكويتية تحركات المقاومة في الداخل، وكان ذلك بأمر من أمير البلاد الراحل، خشية منه على أبناء وطنه.

العمل على تحقيق الأمل
انتهى الصيف وأتى الخريف ليتساقط فيه شهداء الكويت تساقُطَ أوراق الشجر، وكلنا يبكي على من رحل، ولم نفقد الأمل. وعندما أتحدث عمّن هم في داخل الكويت من الصامدين، أقول بأنهم قوم آمنوا بالله والوطن، فزادهم إيمانهم قوة، فتكافلوا وتلاحموا وتعاونوا وتواصلوا، ولم يغفلوا عن أملهم بتحرير بلادهم. اشتغلوا بكل شيء لتوفير كل الحاجيات والخدمات إلى الأُسَر، فكانوا مثل مجتمع النحل متعاونين متضامنين ومنتجين للخير كله. وعاهدوا أنفسهم على خدمة بعضهم بعضاً، وقدموا مثالاً على التضحيات والعمل الجاد في سبيل الآخر. كان الغني كالفقير، والصغير كالكبير، وعلت مراتب النفوس بالحب لتختفي عنها الكراهية والأحقاد.
ومن واقع ذكرياتي لا أنسى مقابلتي للفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله، عندما التقيته في الجمعية التعاونية لضاحية عبدالله السالم، حيث كان يملك محلاً تجارياً هناك، كان هذا المحل متجراً لبيع الأشرطة الفيلمية والصوتية، وكان تابعاً لمركز الفنون الذي كان يملكه شخصياً. وبعد التحية سألته: ألا تخشى من جنود الاحتلال؟ فأجاب إجابة الواثقين بأن ما يكتبه الله لا بدّ مفعولُ، لكن كلّ ما أخشاه أن يعرفني أحدهم فيأسرني، أنا لا أخاف من الأسر، إنما أخشى أن أُرغم على الظهور الإعلامي وأُجبر على قول أو فعل شيء يمس الكويت وقيادتها... الله كريم «خلها على الله». 
هكذا ختم البطل الفنان عبدالحسين عبدالرضا حديثه معي، بعدها لم أره إلا بعد التحرير في القاهرة. وفي هذا الشهر، يمر عام على وفاة هذا الفنان العظيم الذي وافته المنية في 11 أغسطس 2017، فسلام عليك أبا عدنان ورحمة الله وبركاته.
وقد تحرك الكويتيون من خارج الكويت، حكومة وشعباً، لإفشال خطط النظام في كسب الصف العربي والدولي. وعندما كان الحقّ والمبادئ الإنسانية سلاح الدبلوماسية الكويتية، كانت الرشوة والاستغلال أداة النظام العراقي البائد في كسب المؤيدين. فهل يستوي والباطل؟ إنّ الباطل كان زهوقاً.
وعلى الرغم من نجاح المساعي الكويتية إلى حد كبير في إقناع الحكومات، فإنّ الفضل الكبير قد أتى من دعم الشعوب العربية والأجنبية الصديقة. إنّ أول من استنكر الغزو الغاشم على الكويت هو لبنان وشعبها الحبيب. أما مصر فخر العروبة، فما سمعنا ولا رأينا من شعبها إلا الخير العظيم، في تعاطفهم الصادق واحتضانهم للكويتيين. وتأتي دول الخليج العربية الأبية، ليتحدث عنها التاريخ بلا حرج، كرم وجود ورفعة، تقاسموا مع الكويتيين الزاد والسكن، وجعلوا أرضهم للكويتيين وطناً. معظم الشعوب العربية كانوا لنا في محنتنا نعم الأهل ونعم النصير، ومن كان ضدنا، عرف اليوم خطأه، فندم، وعفونا، والله يحب المحسنين.
وعلى الرغم من كل الحب والحفاوة الصادقة والأحضان الحانية التي ضمت أهل الكويت في الخارج، فإن لسان حال الكويتي كان يردد: 
وطنــــي لو شُـــغلـــــت بالـــــخلــــــد عــــنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي

شتاء بارد وآمال دافئة
في 17 يناير من عام 1991، ونحن في الكويت، سمعنا صوت دويّ غير معهود، وظننا أنها تفجيرات استهدفت أماكن متفرقة في البلاد، فهرعنا نسمع الأخبار من أجهزة المذياع المخبأة لدينا. وعلى الرغم من «التشويش» المتعمد من أجهزة البث العراقية في الكويت، فإنّ الأخبار كانت تسافر بسرعة البرق، لندرك أنّ دول التحالف الصديقة قد بدأت بالقصف الجوي تمهيداً لتحرير الكويت.
أصدق القول إن قلت بأنّ صوت دويّ القنابل كان يومها لحناً جميلاً على مسامعنا، لترتسم الابتسامة على الشفاه. ولا أدري كيف لم نأبه إلى الموت! ولكنه، بلد طيب وربّ رحيم. استمر القصف الجوي ولا نعلم أين الأهداف، لكن الغريب هو ردة الفعل لدينا بتوقف صوت دويّ القنابل لبعض الأوقات، كنا نشعر بالضيق قليلاً، لتأتي على المخيلة أفكار سوداء مظلمة. وما إن يعود القصف حتى يراودني صوت فيروز تغني: «الآن الآن وليس غداً، أجراس العودة فلتُقرع».
وبعد عدة ليال أصبحنا مُظْلَمين! سماء سوداء ونهار مُدْلَهِمّ... سُحب دخان يتقاطر منها القطران! أنفاسنا ضاقت... أنوفنا انسدت... وجوهنا علاها السناج! لم نكن نعلم ماذا يجري، حتى وصلت إلى مسامعنا أخبار بإحراق آبار النفط الكويتية. ولا أستطيع أن أفسر ذلك إلا بأنّ دافع الحقد الدفين قد زاد وأكثر، قُتِلَ الحقود كيف قدّر.

العيد الوطني ويوم التحرير
كانت المحاولات الظلامية مصرّة على تغيير الملامح الأساسية لوجه الكويت التاريخي والحضاري، حين سميت الشوارع والمناطق بغير أسمائها، وأطلق اسم الدكتاتور الطاغية على المسجد الكبير وبعض المنشآت الأخرى، كل ذلك لم يفقدنا هويتنا، ولن نفقدها ما دام الحقّ معنا والله يرعانا. 
لم يتضرر الكويتيون فقط من الاحتلال الآثم، بل تضررت دول وشعوب كانت دولة الكويت ترعاها وتساعدها من خلال دعمها بالمشاريع والمنح الخيرية. لذلك آمنّا بأن الله لا يقطع خيراً قد اتصل. يوم التحرير كان يوماً ليس كبقية الأيام مَر، فإذا حسبنا السعادة في العمر، لحسبنا سعادة يوم التحرير بسعادة ألف يوم من فرح الدهر.
خرجنا في الشوارع فرحين بالحرية وعودة البلاد وارتقاب الأحباب، يحتضن بعضنا بعضاً، ودموع الفرح تغرق الوجوه، ما أجمل تلك الوجوه الضاحكة المستبشرة، وما أجمل تلك القوافل المنتصرة، تمر علينا رافعة رايات النصر والتحرير. أنا لا أنسى ذلك اليوم الذي وُلد فيه وطني من جديد. عادت الكويت إلى أهلها، لتكون أرض المحبة والسلام، وليُكرم الشعب الكويتي بوسام الإنسانية، ويكون قائدها قائداً للإنسانية والسلام. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه■