سَــريــرُ الـمَـاء

سَــريــرُ الـمَـاء

اغْـسليني بالـبَـرَدْ...
واشـطُـبي اسْـمـيَ قَـسْـراً
مـنْ عَـلى غـصن تـدلـّى 
كانَ من أوفى الشـجَـر
واعـزفي لحـني شـفـيـفـاً حـانـيـاً
عَـلَّ عـزمـاً في تـضاريـس الـمـحَـنْ
يـحـتـمـل وَجــدي صـدىً 
في ارتـعـاشـات الـوتـرْ 
راقـبي قـدر الذي يـمـكـن في الـبـالِ
أيا جـوراً تـنـامـى واسـتـمـرْ
ودعـا اللـيـل لعـيـنـيـك ظـلامـاً سـادراً
وتـمـنى لـسريـر الماءِ أن تـبـقـيْ بـهِ
مـا بـيـن مـوتٍ وحـيـاةْ 
دونما بـرْءٍ.. ولا حـتى عَــتادٍ أو عـمـد

* * *
اغـسـلـيـني بالـبَـرَدْ...
واسـبُـري غـوْر مـا قـد يـحـدث الآنَ
على الضـفـة الأخـرى لـتـمـزيق الـبَـدَنْ
واسـألي ذاكَ الذي قـد حـارَ 
في وهــمٍ تـلـظّى واسـتـبَـدْ
واسـألـي عـيـنـيـكِ عـن أسـرارِ 
ما جـال مـنَ الـدمـعِ بـهـا
واسـعــفـي جـفــنــيـكِ مـن حُـرِّ الـصَّـهَـدْ
كـم عـلى الأيـام كـنـتِ نـجـمَـة الـدَّهــرِ
وكـنـتِ في فـؤادي شـغَــفَ الـحُــبِّ..
تَـعـاويـذَ صـلاةٍ وابـتـهـالاتِ شَـجَـنْ
كانَ بـي كـل الـذي فـي الـبَـرقِ والـرعـدِ
وما فـي احـتـدامِ الـغـيْـم مـمّا يُـنـبـئُ الـغَـيـمُ 
ومـا فـي وجـع فـي القـلـبِ مـن أخـذٍ وَ رَدْ.

* * *
لـم أجـد في غَــيْـهَـب الجُـبِّ بـصـيـصاً مـنْ قـبَـسْ
بـيـنـما أنـتِ هُــنـاك
رَهـنَ أشْـلاء الضَّـحـايـا تــنـدُبــيـن
وتــلـمّـيـنَ الـنّــثـارْ
كـيـف للـدّنـيا بأن تـرحـم ثـكـلى
من على الـشـط تـنـادي
جـثـث الغَـرقى، وتـبـكي
ومنَ الماءِ إلى الماءِ رجـالٌ،
وجـنـودٌ، وتـمـاثـيـلُ حـرَس؟!

* * *

اغْـســلـيـني بـالـبَـرَدْ...
أو بـرغْــوٍ مـنْ زبـدْ
يـا عَـسى روحـي تـــنامْ
نــومـةَ الـقـانِــطِ لا يـرجـو مـن الأهـلِ غـسُـولاً أو كَـفَـنْ
أو عَـسانـي وأنـا الـمَـجــنــون أصـحـو
مـن سـباتِ الـغـافـلـيـن
يـا عـسـى قـلـبي يـنـادي 
بـشـذا الـعــطـر الـذي تـدرينَ
وانـداحـتْ بـه عَـبْـرَ الـبـلاديـن أهازيـجُ الـوطـنْ
يـا عـسـى قـلـبـي يـنـادي 
بـشـذا الـعـطـر الـذي تـدرينَ
وبالـوردِ وأطْـرافِ الـنِّـهـايـاتِ الـتي مَـرَّ بـهـا 
ذلكَ الـفـارسُ يـومـاً بـصَـهـيـلٍ وجَـلَـدْ.

* * *
اغْـسلـيـني بـالـبَـرَدْ...
أو بـمـاء الـنّـار يـومـاً
ودعـيـني أشـربُ الـغـسـلـيـنَ
ما فـي الـمَـهــد من بشرى لـرجْـوى
لـيـس هـمّـاً واحــداً بـالـصَّـدر.. قــومـي 
ألـف هـمٍ جـائـرٍ صـارَ عـلى الـصَّـدْرِ بــلاداً
وبـلاداً.. وبـلاداً.. لا بَــلَـدْ■