رسالة «العربي»

رسالة «العربي»

صدرت مجلة العربي في مرحلة المدّ القومي عام 1958م، فكان من الطبيعي أن تحمل رؤية عروبية قومية، تُرسّخ وحدة الوطن العربي، من أقصى مشرقه (الكويت) إلى أقصى مغربه (المغرب).

 

لم‭ ‬يكن‭ ‬اختيار‭ ‬اسم‭ ‬المجلة‭ ‬مصادفة،‭ ‬فالعنوان‭ ‬دليل‭ ‬المحتوى،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬صــــدرت‭ ‬لتخاطب‭ ‬العربي،‭ ‬وقارئ‭ ‬العربية،‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وخارجه‭.‬

والمعروف‭ ‬عن‭ ‬الكويتيين‭ ‬أنهم‭ ‬عروبيون‭ ‬في‭ ‬انتمائهم‭ ‬الفكري،‭ ‬يناصرون‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة،‭ ‬والشواهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتسع‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬المحدود‭. ‬فقد‭ ‬تفاعل‭ ‬شعراء‭ ‬الكويت‭ (‬أقصى‭ ‬المشرق‭) ‬مع‭ ‬ثورة‭ ‬الريف‭ (‬أقصى‭ ‬المغرب‭) ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

وقد‭ ‬سبقت‭ ‬مجلة‭ ‬الكويت‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬بثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬إذ‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1928م،‭ ‬واستطاع‭ ‬صاحبها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الرشيد‭ ‬أن‭ ‬يستقطب‭ ‬الكتّاب‭ ‬العرب،‭ ‬من‭ ‬المشرق‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬بجهوده‭ ‬الفردية‭.‬

وجاءت‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬لتكمل‭ ‬رسالة‭ ‬الكويت‭ ‬الثقافية‭ ‬القومية،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭:‬

1 ‭- ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬رؤية‭ ‬محددة،‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭.‬

2 ‭- ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬القارئ‭ ‬أينما‭ ‬كان،‭ ‬بتكلفة‭ ‬مقبولة‭.‬

3 ‭- ‬تمكّنها‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬مفكري‭ ‬الأمة‭ ‬وعلمائها‭ ‬وأدبائها‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬واحدة،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬للتعارف‭ ‬والتواصل،‭ ‬خلافاً‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المطبوعات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تولي‭ ‬الكتّاب‭ ‬المحليين‭ ‬اهتمامها‭ ‬الأول،‭ ‬ولعلها‭ ‬بالغت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالكاتب‭ ‬المحلي،‭ ‬أو‭ ‬بالمشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬الكويتي‭ ‬عامة‭.‬

4 ‭- ‬جودة‭ ‬المادة‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقدَم‭ ‬بأسلوب‭ ‬شائق،‭ ‬يناسب‭ ‬غير‭ ‬المتخصصين،‭ ‬ويعود‭ ‬الفضل‭ ‬للدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬المادة‭.‬

5 ‭- ‬اهتمامها‭ ‬بالاستطلاعات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُعرّف‭ ‬القارئ‭ ‬بوطنه‭ ‬العربي،‭ ‬وبالعالم،‭ ‬وكانت‭ ‬الصورة‭ ‬المتقنة‭ ‬فنيّاً‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬الاستطلاع‭.‬

6 ‭- ‬صدورها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬مطبوعات‭ ‬مشابهة‭ ‬منافسة‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬دخول‭ ‬المطبوعات‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬لاحقة،‭ ‬وظهور‭ ‬وسائل‭ ‬النشر‭ ‬والتواصل‭ ‬الحديثة‭ ‬أدّيا‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬دورها‭ ‬