مميزات التأليف وأهم ثيماته في الرحلة العلمية المغاربية

مميزات التأليف وأهم ثيماته في الرحلة العلمية المغاربية

عرف فن الرحلة في الأدب العربي عمومًا والأدب المغاربي خصوصًا ازدهارًا كبيرًا، بعد أن خطا أشواطًا على أيدي علماء دوّنوا رحلاتهم التي اقترنت قديمًا بغرض طلب العلم، ولقاء الشيوخ، وتحصيل الإجازات منهم، التي تعد اليوم بمنزلة الشهادات العليا المتحصل عليها من الجامعات، وتبادل المعرفة عن طريق حضور مجالسهم والخوض في النقاش معهم حول مسائل أثارت في زمانهم أخدًا وردّا، وجدالا فيما بين العلماء، وقد ساهمت في تزايد الرحلات العلمية تقاليدُ التعليم قديمًا، التي كانت: «تُؤْثِر السّماع من أفواه العلماء على قراءة كتبهم، فكان المتعلمون، أو قل: طُلاَّب العلم على الأصحّ، يلتمسون مشافهة الرجال، والاتصال بهم شخصيًا، وكانوا يفتخرون بذلك ويتباهون».

ولعل من بين الأسباب التي دفعت أكثر الرحالين إلى تدوين رحلاتهم هذا التباهي بالرحلة، وبالشيوخ، والرغبة في تخليد ذكرهم، ونشر ما خبروه من معرفة وعلوم اكتسبوها خلال تجوالهم في البلدان مشرقًا ومغربًا، واتخذت الرحلة العلمية في العصر الحديث أشكالًا أخرى، إذ اقترنت بالسفر لحضور مهرجانات ومحافل علمية، أو ثقافية، وبالرحلة بحثًا عن كتب ومخطوطات، ونشير هنا إلى أن الرحلة العلمية لم تكن مدونة بأسلوب النثر فحسب، بل كان من أصحابها من اختار الشعر أيضًا. 
وعليه ارتأيت تتبع هذا الصنف من الكتابة الرحلية في البلاد المغاربية، والتركيز على ظاهرة سردية بارزة فيها، وهي ترداد مضامين مخصوصة، عدّت فيما بعد من الثيمات البارزة للرحلة العلمية، لنصل في الأخير إلى أهم ثيمة ميزت الرحلات، وهي التداخل الأجناسي فيها، واستعارة كتّابها تقنيات وأساليب أنواع أخرى من الأدب واستغلالها في بعض نماذج الرحلة العلمية المغاربية.
  
أشهر الرحلات العلمية المغاربية 
رغم كثرة الرحالين والرحلات العلمية، يمكننا ذكر بعض منها مما اشتهر في التاريخ الأدبي العربي، كابن جبير الأندلسي (المولود عام 540هـ)، والمشهور برحلته الحجازية والعلمية «تذكار الأخبار واتفاقات الأسفار»، وابن بطوطة (المولود عام 703هـ) مؤلف «تحفة النظار وغرائب الأمصار في عجائب الأخبار»، وأبي القاسم التجيبي (730هـ)، صاحب «مستفاد الرحلة والاغتراب»، وعبدالرحمن بن خلدون (المولود عام 732هـ) الذي ضمّن أخبارًا من رحلته وترجمة لحياته في كتاب العبر، فعنونها «التعريف بابن خلدون ورحلته شرقًا وغربًا»، وعبدالرحمن الثعالبي (المولود سنة 785هـ) صاحب الرحلة المضمنة في كتاب «غنيمة الوافد وبغية الطالب الماجد»، وأبي الحسن علي القلصادي (المولود عام 815هـ)، وصاحب رحلة سميت باسمه، وأحمد المقري التلمساني (المولود سنة 986هـ)، الذي نقرأ أخبارًا عن رحلته في «نفح الطيب»، وفي كتاب «رحلة في المشرق والمغرب»، والحسين الورثلاني (المولود سنة 1125هـ) صاحب رحلة «نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار»... وغيرهم كثير مما يعجز المقال عن تعدادهم جميعًا.

ثيمات الرحلة العلمية المغاربية وموتيفاتها
إن القارئ للرحلات العلمية المغاربية يلمح لا محالة الكثير من القواسم المشتركة بينها، ويتم هذا عن طريق وجود ثيمات خاصة «Thèmes»، وتواترها في العمل الأدبي، وتكرار الثيمة نفسها في عدد من الأعمال يجعل منها موتيفًا «Motif»، كما أن تكرار مجموعة من الموتيفات في مجموعة من الأعمال يجعلها تنتمي إلى جنس أدبي واحد.
ويمكن تحديد بعض الموتيفات الخاصة بالرحلة العلمية المغاربية، ومنها:
ــ الحج: يعتبر الحج من السمات المميزة، إذ اقترن في أغلب الرحلات بطلب العلم، وقد قدّسه المسلمون وارتحلوا من أجل أدائه، ولكنهم اغتنموا الفرصة لطلب العلم، ولذا نلمس تكرر ذكر الحج في الرحلات الحجازية العلمية، ومن أمثلة وجود هذا الموتيف ما أورده ابن جبير: «وفي ظهر يوم الأربعاء التاسع من شهر ذي الحجة والثالث عشر من مارس، وهو يوم عرفة، عرفنا الله بركته وبركة الموقف الكريم فيه بعرفات، كان صعودنا إلى المركب، يمنه الله ورزقنا السلامة فيه، مبيتين للسفر، قرب الله علينا مسافته فأصبحنا على ظهر المركب صبيحة يوم عيد الأضحى...».
وبأكثر أدبية عبّر القلصادي عن أدائه مناسك الحج في رحلته العلمية، بقوله: «ثم أقمنا تلك الأيام بمكة المشرفة في نعيم وسرور، لا يرى مثلها، إلى أن أزفت النوى، وأثرت الجوى، وفرقتنا بعد التألف، وأقصدتنا بسهم التحيف، فانقضت تلك الأيام بسرعة، ولم نذق فيها كربة ولا غربة، وأقبلت الحجاج، وقدمت الناس أفواج أفواج، وأخذنا في أهبة الرحيل، وياله من خطب جليل».
- الأهوال والمخاطر: لقد أشار معظم الرحالين المغاربة في رحلاتهم إلى ذكر أهوال البحر، التي كان لها الأثر البالغ في نفوسهم، حيث يقول ابن جبير في رحلته: «وطرأ علينا من مقابلة البر في الليل هول عظيم، عصمنا الله منه بريح أرسلها الله تعالى في الحين من تلقاء البر، فأخرجنا عنه، والحمد للّه على ذلك».
وقوله أيضًا: «وفي يوم السبت العاشر لشعبان، انقطعت عنابر الجزيرة المذكورة، ونحن نجري بريح شمالية موافقة، فذئرت وعصفت فطار لها المركب بجناحي شراعه، والبحر بها قد جُن واستشرى لجاجه، وقذفت بالزبد أمواجه، فتخال غواربه المتموجة جبالًا مثلجة، ومع تلك استشعرت النفوس الأنس، وغلب رجاؤها اليأس، وقد كنا مدة الستة وعشرين يومًا المذكورة التي لم يظهر لنا فيها بر».
ويصف أيضًا المقري شعوره بالخوف، قائلًا: «... مع ترقب هجوم العدوّ، في الرّواح والغدو، لاجتيازه على عدّة من بلاد الحرب، دمّر الله سبحانه من فيها وأذهب بفتحها عن المسلمين الكرّب لاسيّما مالطة الملعونة، التي يتحقق من خلص من معرتها أنّه أمدَّ بتأييد إلهي ومعونة، وسرعان ما حصلت البشرى بالنجاة، عند رؤية بر ميناء مدينة الإسكندرية».
- الرموز الدينية: لقد كثرت ظاهرة ذكر الرموز الدينية في معظم الرحلات العربية، والتي منها المساجد، والأماكن المقدسة، وقبور الأولياء، ومن نماذج ورود هذا الموتيف قول ابن جبير: «بوّأنا الله بزيارة هذا النبي الكريم منزل الكرامة، وجعله شفيعًا لنا يوم القيامة وأحلنا من فضله في جواره ودار المقامة...».
ويقول ابن بطوطة أيضًا: «... ولما نزلنا مدينة واسط أقامت القافلة ثلاثًا بخارجها للتجارة، فسمح لي بزيارة قبر الولي أبي العباس أحمد الرفاعي، وهو بقرية تعرف بأم عبيدة على مسيرة يوم من واسط...».
ترك الأهل: إن أصعب شيء يتأثر به الرحالة هو حنينهم لأهاليهم والشوق إليهم وهو ما يضفي على رحلاتهم ميزة خاصة، ومن بين الرحالين الذين أحسّوا بالانزعاج لترك بيته وأهله «المقري»، وهو يقول عن حنينه إلى الأهل والوطن وعن وحدته وشجنه: «... على أنّ العذر باد لتشتت الأحوال، وتصدّع الأكباد أغدو وأروح، ذاهلًا كأني بلا روح، مكدّر الشرب، مروّع السّرب، مبتعدًا عن محلّ النشأة غير مقترب، ناءٍ عن الأهل صفر الكفّ، مغترب... فلا صديق إليه مشتكي حزني، ولا أنيس إليه منتهي جزلي...»، ويقول ابن بطوطة في الحنين أيضًا: «... فجزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والدي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وصبًا ولقيت كما لقيا من الفراق نصبًا، وسني يومئذ كان اثنتين وعشرين سنة».

التعبير عن الرحلات بالشعر
- نظم الشعر: جرت العادة لدى كتّاب الرحلة تضمين رحلاتهم بمقطوعات شعرية، دفعا للملل وتنويعًا في الأسلوب، كما قد يأتي الشعر في محل الاستشهاد والتعليق والتعبير عن حالات وجدانية قوية يعجز أسلوب النثر أن يجليها، كما قد يأتي الشعر نظمًا علميًا في الفتوى، أو الرد على سؤال ديني أو على لغز محيّر، ومن ذلك ما قدّمه المقري في قصيدة يجيب بها عن سؤال حول فاس، وَجَهَّهُ إليه عبدالرحمن بن الشيخ محمّد بن علي أبهلول سنة (1026م) وهو من علماء الجزائر بقوله (من البحر الطويل):
وَفَكِّرِي بأَشْجان الزَّمَان مُكّدَّرٌ
وَكُلٌّ يُعَانِي في شَجْوَهُ وَيُقَاسِي
تَغَيَّرَتِ الأَحْوَالُ شَرْقًا وَمغَرًبًا
ولَكِنَّ لُطْفَ اللَّهِ بَانِ بفاس
وَقّدْ مَلَكَ الرُّوم السَّواحِلَ جُملة
فَأعْظِم بها مِنْ أَرْبُعِ ومَراس
ولا تَذْكرنَّ أمْرَ العَرَائشِ إنَّهُ
تبيدُ لهُ الأَعْلامُ وَهْيَ رَواس

ومن أمثلة التعبير بالشعر عن مواقف وحالات تعترض الرحالة قول ابن جبير عندما تعرض في رحلته إلى رياح عاصفة وقد نُجي منها: «... فأصبحنا ولم نكد، فكان من الاتفاقات الموحشة أن أبْصرنا برَا إقريطش عن يسارنا، وجباله قد قامت أمامنا، وكنا قد خلفناه عن يميننا، فأسقطتنا الريح عن مجرانا، ونحن نظن أننا قد جزناه... وهو أن يكون البر المذكور منا يمينًا، في استقبال صقلية. فاستسلمنا للقدر وتجرعنا غصص هذا الكدر»، وقلنا:
سَيكُون الذي قُضيَ
سَخطَ العَبْدُ أوْ رَضي
وفي رحلة ابن خلدون نماذج من الشعر وردت لأغراض شتى، منها نقل ما وصله من نظم الأصحاب، في مدحه وذكر عهود مضت معه، كالأبيات التي بعثها الشاعر ابن زمرك إليه متشوقًا قال فيها:
سلوا البارق النجدي من علمي نجد
تبسّم فاستبكى جفوني من الوجد
أجاد ربوعي باللوى بورك اللوى
وسحّ به صوب الغمائم من بعدي
ويا زاجري الأظعان وهي ظوامر
دعوها ترد هيمًا عطاشا على نجد

 ذكر العلماء والترجمة لهم 
لا يمكن أن نقرأ رحلة علمية لا تتضمن هذا الموتيف؛ كون جميع الرحالين يحرصون على التعريف بمن لقوه في أسفارهم، ومن حادثوهم وأخذوا عنهم العلوم، ومن أمثلته قول ابن جبير: «... شهدنا صبيحة يوم السبت مجلس الشيخ الفقيه، الإمام الأوحد، جمال الدين أبي الفضائل بن علي الجوزي... والمخصوص في العلوم بالرتب العليا، إمام الجماعة والمشهود لهم بالسبق الكريم في البلاغة والبراعة، مالك أزمة الكلام في النظم والنثر».
وكذلك ذكر الثعالبي بعضًا من شيوخه، إذ قال: « ثم رحلت إلى تونس (أي بعد بجاية) ودخلتها في أواخر 809هـ/1406م وأوائل عام 810هـ/1407م، فوجدت أصحاب الشيخ ابن عرفة متوافرين، فأخذت عنهم وحضرت مجالسهم، منهم أبو مهدي عيسى الغبريني واحد زمانه علمًا، ودينًا وورعًا، وإليه كانت الرحلة في زمانه. وشيخنا الجامع بين علمي المعقول والمنقول أبو عبدالله محمد بن خلف الأُبي المتقدم ذكره، وشيخنا أبو القاسم البرزلي، وشيخنا أبو يوسف يعقوبي الزغبي، وغيرهم، وأكثر عمدتي على الأبي»، وأيضًا يتحدث قائلاً: «... وجدت شيخنا أبا مهدي عيسى الغبريني قد مات وخلفه في موضعه الشيخ الفقيه أبو عبدالله محمد القلصادي. فأخذت عنه ولازمته مدة. وأخذت عن البرزلي في المدة الأخيرة البخاري...».
ولم يشذ القلصادي عن غيره من الرحالين في ذكره للعلماء، ومنهم من وجدهم بتلمسان، حيث أخبرنا عندما غادر غرناطة إلى مدينة تلمسان التي كانت تعيش أزهى حياتها الثقافية: «أدركت فيها كثيرًا من العلماء والزهاد، وسوق العلم حينئذ نافقة، وتجارة المتعلمين والمعلمين رابحة... فأخذت فيها بالانشغال بالعلم على أكثر الأعيان والمشهود لهم بالفصاحة والبيان...»، فأخذ عن  أشهر أعلامها في ذلك العهد كابن مرزوق الحفيد، وأبي مهدي عيسى الرّتيمي، وأبي عبدالله محمد الشريف التلمساني وغيرهم.

الترجمة عن العلماء
ولم يكتف الرحالون بذكر العلماء بل ترجموا لهم، وعرّفوا بهم، فكانت تراجمهم تتراوح بين القصر والطول إمّا في قالب الشعر أو النثر، أو هما معًا، ملتزمين ذكر صفات خاصة كعبارات المدح والتنويه بالشخصيات المترجم لها، وعقد مقارنة بينهم وبين الشيوخ الكبار المعروفين في التاريخ الإسلامي، ونلاحظ كثرة أساليب التفضيل والمبالغة في إبراز خصال الأعلام، والسكوت عن مساوئهم أو أخطائهم.

مقاييس الاستحسان والإعجاب
ونذكر بإيجاز بعض الاستحسان والإعجاب عند الرحالين، منها: الكرم والصلاح والورع، وروح النقد، ونفاذ البصيرة، وطلاقة اللسان، وسلاسة العبارة، حسن التصريح والتلميح، كثرة الحفظ، وقوة الفهم والإدراك والحجة والتحقيق والرواية والتفقه في الدين، والمشاركة في مختلف العلوم والفنون وإسداء النصح للأمة، واتباع السنة المحمدية، وحيازة السّبق في العلم، وتأليف الكتب النافعة والمشهورة والجمع بين العلم والعمل والعبادة والمجاهدة والبلاغة والفصاحة والحلاوة والطلاوة في اللسان (الأدباء) والتواضع... وغيرها من الصفات والأفعال المتعارف على وجوب توافرها في أعلام الزمان.
وقد نجد في الرحلات عبارات تتكرر عند تقديم شخصية من الشخصيات كقولهم الورع الزاهد، أو العلامة الفهامة، المحقق المدقق الراوية، الجامع بين العلم والدين، أو الجامع بين المعقول والمنقول، أو الألمعي الداركة الفهّامة اللوذعي، وكغيرها من العبارات المترددة في الرحلات، ونجد كثيرًا من المبالغة، عند الترجمة للأعلام، لإثبات تفوّقهم على أقرانهم، وتفرّدهم في مجالاتهم، وتمثيلهم بكبار الشيوخ والأدباء والأئمة.
- الإجازات: إن الإجازة من المحفزات التي تدفع الرحالة إلى العمل أكثر في مجالهم العلمي والارتقاء بهم إلى درجات العليا من العلم، وفي هذا يفيدنا الرحالة الحسين الورثلاني بالتفصيل عن صفة الإجازة العلمية، وهي أن تحمل خاتم العالم المجيز، وإمضاءه, حتى تكون رسمية موثوقًا بها، إذا ما رجع العالم المجاز إلى أهله ووطنه، ومنهم طلبته الذين سيروون بدورهم رواياته المأخوذة عن الشيوخ، فتحدث الورثلاني عن أحد المجيزين له في العلوم مظهرًا تواضعه: «... وقد أجازني أيضًا كما سبق من الشيوخ غير أنه صاحب تواضع بأن قال في نص الإجازة لست أهلًا لأن أجاز فضلًا عن أن أجيز...»، ويقول ابن بطوطة أيضًا: «وممن أجازني من أهل دمشق إجازة عامة الشيخ أبو العباس الحجازي المذكور سبق إلى ذلك وتلفظ لي به».
ونقل الثعالبي نص إجازة شيخه محمد بن مرزوق الحفيد الذي لقيه بتونس في قوله: «... قد أجزت سيدي الشيخ الأجل، الفقيه الأنبل، المشارك الأحفل، المحدث الرحلة الأفضل، الحاج الصالح المبارك الأكمل أبا زيد عبدالرحمن الثعالبي... أجيزه إجازة مطلقة كاملة عامة، نفعني الله وإياه بما علمنا».
من الظواهر اللافتة للنظر في الرحلات عامة والرحلة العلمية خاصة التنويع في الأساليب، وهو ما يعد موتيفًا آخر في الرحلة، ويكون التنويع إما باستعمال النثر تارة والشعر تارة أخرى داخل النص الواحد، وقد تكرر ذلك في جل الرحلات المعنية بالدراسة، وقد اعتمد الكتاب نظام الاستبدال في ذلك، مثلما استبدلوا أيضًا الكتابة حول السفر بالكتابة التاريخية، فاستغرقوا في تقديم أخبار عن الحكام والأمراء، وعن تاريخ البلدان، وكذلك قد نجد في الرحلات آراء نقدية حول نصوص أدبية كالذي نجده مع الرحالة محمد العبدري في رحلته المسماة بالرحلة المغربية، وإضافة إلى ذلك يمكن ملاحظة تردد نصوص من الإجازة كما سبق التدليل عليه >