هاليداي رائد الدراسات اللغوية الحديثة

هاليداي رائد الدراسات اللغوية الحديثة

فقدت‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية‭ ‬واللغوية،‭ ‬أخيرًا،‭ ‬رائدًا‭ ‬مبرزًا‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الدراسات‭ ‬اللغوية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وأحد‭ ‬أعلام‭ ‬مدرسة‭ ‬لندن‭ ‬الشهيرة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬اللغة،‭ ‬إنه‭ ‬البروفيسور‭ ‬مايكل‭ ‬ألكسندر‭ ‬كير‭ ‬كوود‭ ‬هاليداي،‭ ‬المعروف‭ ‬اختصارًا‭ ‬بـ‭ ‬M.A.K‭. ‬Halliday‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭  ‬التسعين‭ ‬عامًا،‭ ‬وقد‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل‭ ‬2018م،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثرى‭ ‬المكتبة‭ ‬اللغوية‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬تمثّل‭ ‬مراجع‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬اللغوية‭.‬

 

‭ ‬أرسى‭ ‬هاليداي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بحوثه‭ ‬أسس‭ ‬اتجاه‭ ‬عام‭ ‬يتناول‭ ‬كثيرًا‭ ‬مما‭ ‬يتصل‭ ‬بدراسة‭ ‬اللغة‭ ‬وقضاياها‭ ‬ونصوصها،‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬النظامي( Systemic Functional linguistics‭     ‬  ),الذي‭ ‬يُختصر‭ ‬عادة‭ ‬إلى‭ (‬SFL‭). ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬نلقي‭ ‬بعض‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬هذا‭ ‬الراحل‭ ‬وإنجازاته‭ ‬العلمية‭.‬

 

النشأة‭ ‬والتدرج‭ ‬العلمي

ولد‭ ‬مايكل‭ ‬هاليداي‭ ‬في‭ ‬ليدز‭ ‬بإنجلترا‭ ‬سنة‭ ‬1925م‭ ‬لأسرة‭ ‬جامعية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أبوه‭ ‬مديرًا‭ ‬لإحدى‭ ‬المدارس،‭ ‬وقام‭ ‬بعد‭ ‬تقاعده‭ ‬بدور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المادة‭ ‬اللهجيّة‭ ‬الخاصة‭ ‬بشمال‭ ‬إنجلترا‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬امسح‭ ‬عام‭ ‬للهجات‭ ‬الإنجليزيةب‭.‬

درس‭ ‬البروفيسور‭ ‬هاليداي‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬اللغة‭ ‬والأدب‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬لندن،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬اللغة،‭ ‬وأجرى‭ ‬دراساته‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كامبردج‭ ‬بإنجلترا،‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬اللغويات‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1955م‭. ‬

بدأ‭ ‬هاليداي‭ ‬مهنته‭ ‬كمحاضر‭ ‬مساعد‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الصينية‭ ‬بكامبردج،‭ ‬ثم‭ ‬شغل‭ ‬مناصب‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬أدنبرة،‭ ‬وكوليدج‭ ‬لندن،‭ ‬وإنديانا،‭ ‬وستانفورد،‭ ‬وإلينوي،‭ ‬وإسكس‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا‭ ‬كأستاذ‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬اللغة،‭ ‬ورئيسًا‭ ‬للقسم‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سيدني،‭ ‬حيث‭ ‬بقي‭ ‬حتى‭ ‬تقاعده‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1987‭.‬

عمل‭ ‬هاليداي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬اللغويات‭ ‬النظرية‭ ‬والتطبيقية،‭ ‬وكان‭ ‬مهتمًّا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بتطبيق‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬للغة‭ ‬على‭ ‬نظرية‭ ‬وممارسات‭ ‬التعليم‭. ‬ومن‭ ‬إنجازاته‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬تأسيسه‭ ‬لنظرية‭ ‬اللغة‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬اللسانيات‭ ‬الوظيفية‭ ‬النظامية‭ (‬SFL‭)‬،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬المؤلفات‭ ‬المتعددة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬والدراسات‭ ‬حول‭ ‬مواضيع‭ ‬تتعلق‭ ‬بقواعد‭ ‬اللغة‭ ‬والدلالات‭ ‬اللغوية،‭ ‬وتنمية‭ ‬اللغة‭ ‬الطفل‭ ‬واكتسابه،‭ ‬ووظيفة‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وتحليل‭ ‬الخطاب،‭ ‬ولغة‭ ‬العلم،‭ ‬ومعالجة‭ ‬اللغات‭ ‬الطبيعية،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثين‭ ‬كتابًا‭ ‬ومقالة،‭ ‬وقد‭ ‬كتب‭ ‬بحوثه‭ ‬باللغات‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والألمانية‭.‬

يذكر‭ ‬لهاليداي‭ ‬التزامه‭ ‬النشط‭ ‬والديناميكي‭ ‬بالتدريس،‭ ‬ولدوره‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬لقسم‭ ‬اللغويات‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سيدني‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬التقاعد،‭ ‬وقد‭ ‬ظل‭ ‬عالماً‭ ‬نشطاً‭ ‬ومؤثرًا،‭ ‬حيث‭ ‬تنقَّل‭ ‬كأستاذ‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬سنغافورة،‭ ‬وبرمنجهام،‭ ‬وجامعة‭ ‬ICU‭ ‬بطوكيو،‭ ‬وكوبنهاجن،‭ ‬وجامعة‭ ‬هونج‭ ‬كونج،‭ ‬وجامعة‭ ‬سيتي‭ ‬في‭ ‬هونج‭ ‬كونج،تإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتخابه‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأسترالية‭ ‬للعلوم‭ ‬الإنسانية‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬منحته‭ ‬جامعة‭ ‬نانسي‭ ‬بفرنسا‭ ‬الدكتوراه‭ ‬الفخرية،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬منحته‭ ‬جامعة‭ ‬سنجابور‭ ‬الأستاذية‭ ‬الفخرية،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الأستاذية‭ ‬الفخرية‭ ‬بجامعة‭ ‬سيدني،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬ماكواري،توبرمنجهام،‭ ‬ويورك،‭ ‬وأثينا،‭ ‬ولينغنان،‭ ‬وكولومبيا‭ ‬البريطانية‭.‬

وقد‭ ‬حصل‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬دافيد‭ ‬راسل‭ ‬للبحث‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لمعلمي‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بأمريكا‭.‬

 

تطوير‭ ‬نظرية‭ ‬السياق

كان‭ ‬هاليداي‭ ‬من‭ ‬أنبه‭ ‬تلامذة‭ ‬العالم‭ ‬اللغوي‭ ‬الشهير‭ ‬فيرث‭ )‬ت‭ ‬1960 ‬)وأكثرهم‭ ‬وعيًا‭ ‬بأفكار‭ ‬أستاذه‭ ‬واستيعابًا‭ ‬لها،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يمنح‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬الوضوح‭ ‬والتماسك‭ ‬اللذين‭ ‬كانت‭ ‬تفتقر‭ ‬إليهما،‭ ‬وأن‭ ‬يضع‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬إطارًا‭ ‬نظريًا‭ ‬محكمًا‭ ‬لنظرية‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬فيرث،‭ ‬وقد‭ ‬شاركه‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬زملائه‭ ‬حتى‭ ‬سُموا‭ ‬«الفيرثيين‭ ‬الجدد»‭.‬

على‭ ‬أن‭ ‬هاليداي‭ ‬لم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بما‭ ‬تمثَّله‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬أستاذه‭ ‬فيرث،‭ ‬بل‭ ‬وسَّع‭ ‬دائرة‭ ‬معارفه،‭ ‬وأفاد‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬نظرية‭ ‬محكمة‭ ‬للوصف‭ ‬اللغوي‭ ‬صالحة‭ ‬للتطبيق‭ ‬على‭ ‬لغات‭ ‬مختلفة‭.‬

 

علاقات‭ ‬متشابكة

فاللغة‭ ‬عند‭ ‬فيرث‭ ‬نتيجة‭ ‬علاقات‭ ‬متشابكة‭ ‬متداخلة‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬لحظة‭ ‬معيّنة‭ ‬بما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬وصورة،‭ ‬لكنها‭ ‬حصيلة‭ ‬المواقف‭ ‬الحية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالجمل‭ ‬تكتسب‭ ‬دلالاتها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ملابسات‭ ‬الأحداث،‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياق‭ ‬الحال،‭ ‬وهذا‭ ‬السياق‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬ويحيط‭ ‬بالأفراد،‭ ‬أو‭ ‬جملة‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬للموقف‭ ‬الكلامي،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭:‬

1‭  ‬-الحقائق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمشاركين‭ ‬في‭ ‬الحدث‭ ‬اللغوي‭.‬

2‭  ‬-الأحداث‭ ‬اللغوية‭ ‬نفسها،‭ ‬أي‭ ‬العبارات‭ ‬المنطوقة‭.‬

3‭  ‬-الأمور‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالحدث‭ ‬اللغوي‭.‬

4‭  ‬-أثر‭ ‬العبارات‭ ‬اللغوية‭ ‬المنطوقة‭ ‬فعلًا‭.‬

لكن‭ ‬هاليداي‭ ‬لم‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬كلها،‭ ‬وإنما‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقيّد‭ ‬السياق‭ ‬بالأمور‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬البيئة،‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالحدث‭ ‬اللغوي،‭ ‬فيقول‭: ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نقيد‭ ‬فكرة‭ ‬السياق،‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬نضيف‭ ‬لها‭ ‬كلمة‭ )‬ذات‭ ‬صلة)‭  ‬؛‭ ‬لأن‭ ‬سياق‭ ‬الحال‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬المادي،‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تظهر‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬نسجل‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬حدثًا‭ ‬كلاميًا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المشاهد‭ ‬والأصوات‭ ‬المحيط‭ ‬به،‭ ‬إنه‭ ‬يعني‭ ‬تلك‭ ‬الملامح‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬وثيقة‭ ‬بالكلام‭ ‬الحاصل‭.‬

وقد‭ ‬طور‭ ‬هاليداي‭ ‬فكرة‭ ‬السياق‭ ‬في‭ ‬دراساته‭ ‬عن‭ ‬الترابط‭ ‬اللغوي‭ ‬وتحليل‭ ‬النصوص،‭ ‬فاقترح‭ ‬أسلوبًا‭ ‬آخر‭ ‬لتحديد‭ ‬العناصر‭ ‬السياقية‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬معنى‭ ‬النص،‭ ‬وهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يُوظّف‭ ‬ثلاثة‭ ‬مصطلحات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬هي‭: ‬

1‭  ‬-الحقل،‭ ‬وهو‭ ‬المجال‭ ‬الطبيعي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬مسرحًا‭ ‬للنص،‭ ‬فيشمل‭ ‬بذلك‭ ‬النشاطات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والأهداف‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬اللغة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيقها‭.‬

2‭  ‬-التوجهات،‭ ‬ويشمل‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الحدث‭ ‬اللغوي،‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬مشارك‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬يؤديه‭.‬

3‭  ‬-النمط،‭ ‬وهو‭ ‬الوسيلة‭ ‬المتتبعة‭ ‬في‭ ‬النص،‭ ‬أو‭ ‬الحدث‭ ‬اللغوي،‭ ‬ويشمل‭ ‬الأسلوب‭ ‬اللغوي‭ ‬والوسائل‭ ‬البلاغية‭.‬

وقد‭ ‬حرص‭ ‬هاليداي‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬فكرة‭ ‬مهمة،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعامل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الاستعمال‭ ‬اللغوي،‭ ‬ولكنها‭ ‬إطار‭ ‬نظري‭ ‬لتمثيل‭ ‬السياق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬المتكلم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أداء‭ ‬المعنى‭.‬

نظر‭ ‬هاليداي‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬باعتبارها‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬فدرس‭ ‬علاقاتها‭ ‬بالمجتمع‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُقصي‭ ‬ما‭ ‬تمده‭ ‬به‭ ‬المناهج‭ ‬والمجالات‭ ‬المعرفية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولأن‭ ‬السياق‭ ‬عنده‭ ‬سابق‭ ‬على‭ ‬النص،‭ ‬فإنه‭ ‬بدأ‭ ‬بمعالجته‭ ‬منطلقًا‭ ‬من‭ ‬تعريف‭ ‬النص،‭ ‬بأنه‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬غرضًا‭ ‬وظيفيًا،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬لغة‭ ‬تخدم‭ ‬غرضًا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سياق‭ ‬ما،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬اللغة‭ ‬مكتوبة‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬منطوقة،‭ ‬وفي‭ ‬الحالتين‭ ‬هي‭ ‬نظام‭ ‬سيميولوجي‭ ‬لغوي،‭ ‬ويتطلب‭ ‬منّا‭ ‬فهم‭ ‬اللغة‭ ‬كنظام؛‭ ‬لفهم‭ ‬كيفية‭ ‬عمل‭ ‬النصوص‭ ‬لا‭ ‬الجمل‭.‬

 

نظرية‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬النظامي

يُعد‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬هاليداي‭ ‬من‭ ‬تطـور‭ ‬لنظرية‭ ‬السـياق‭ ‬مـن‭ ‬أكثـر‭ ‬اتجاهـات‭ ‬المدرسة‭ ‬الوظيفيـة‭ ‬تكاملًا،‭ ‬فهـو‭ ‬يـرى‭ ‬أن‭ ‬قـدرة‭ ‬المـتكلم‭ ‬على‭ ‬اســتعمال‭ ‬اللغــة‭ ‬تقــع‭ ‬ضــمن‭ ‬الإمكانات‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بها‭ ‬اللغة،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬الجانب‭ ‬الوظيفي‭ ‬للغة،‭ ‬لكنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تصنيف‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬ضمن‭ ‬نظام‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬استخداماتها،‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬االنحو‭ ‬النظاميب‭. ‬وهذه‭ ‬النظرية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أركان‭ ‬هي‭: ‬

الشكل‭: ‬وهو‭ ‬تنظيم‭ ‬أجزاء‭ ‬اللغة‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬النحو‭ ‬والصرف‭.‬

المادة‭: ‬وهي‭ ‬الجانب‭ ‬الصوتي‭ ‬والكتابي‭.‬

السياق‭: ‬ويقصد‭ ‬به‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشكل‭ ‬والمواقف‭.‬

وهذه‭ ‬النظرية‭ ‬مبنيّة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تعدد‭ ‬وظائف‭ ‬اللغة،‭ ‬وهذا‭ ‬المبدأ‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬اللغوي،‭ ‬فنجد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تركيب‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬لغوي‭ ‬يؤدي‭ ‬وظيفـة‭ ‬مختلفـة،‭ ‬وهـذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مسـتعمل‭ ‬اللغـة‭ ‬يجـد‭ ‬أمامه‭ ‬مـن‭ ‬الوسائل‭ ‬التعبيرية‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬مـن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكاره‭ ‬ومشاعره،‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬سوى‭ ‬الاسـتعمالات‭ ‬الفعليـة‭ ‬للنظام‭ ‬اللغـوي،‭ ‬ومـن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬مـن‭ ‬الصحيح‭ ‬أن‭ ‬نقول‭: ‬إن‭ ‬الوسائل‭ ‬التعبيريـة‭ ‬المتاحة‭ ‬للمـتكلم،‭ ‬أو‭ ‬الاسـتعمالات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬مسـتعمل‭ ‬اللغة‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللغوية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬اللغة،‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانات‭ ‬هي‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬لغة‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هاليداي‭ ‬قد‭ ‬ركّز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬على‭ ‬الجانـب‭ ‬الـوظيفي‭ ‬للغـة،‭ ‬ممـا‭ ‬جعـل‭ ‬المهمـة‭ ‬الرئيسـة‭ ‬التـي‭ ‬ينبغـي‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬هي‭ ‬تصنيف‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬ضمن‭ ‬نظام‭ ‬نحوي‭ ‬يعكس‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬تلك‭ ‬الاستعمالات‭. ‬

 

شبكة‭ ‬ضخمة

النظام‭ ‬النحوي‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬هاليداي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شبكة‭ ‬ضـخمة‭ ‬مـن‭ ‬العلاقـات‭ ‬المتداخلـة،‭ ‬لأنـه‭ ‬مبنـي‭ ‬علـى‭ ‬وظـائف‭ ‬اللغـة‭ ‬كمـا‭ ‬تصورها؛‭ ‬لذلك‭ ‬نراه‭ ‬قد‭ ‬حاول‭ ‬تقديم‭ ‬حصر‭ ‬بأهم‭ ‬وظائف‭ ‬اللغة؛‭ ‬فتمخضت‭ ‬محاولاته‭ ‬عن‭ ‬الوظائف‭ ‬الآتية‭:‬

‭- ‬1‭  ‬الوظيفة‭ ‬النفعية‭ ‬الوسيلية‭: ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬«أنا‭ ‬أريد»،‭ ‬فاللغة‭ ‬تسمح‭ ‬لمستخدميها‭ ‬منذ‭ ‬طفولتهم‭ ‬المبكرة‭ ‬أن‭ ‬يشبعوا‭ ‬حاجاتهم،‭ ‬وأن‭ ‬يعبّروا‭ ‬عن‭ ‬رغباتهم‭. ‬

2‭  ‬-الوظيفة‭ ‬التنظيمية‭: ‬وهي‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬وظيفة‭ ‬«افعل‭ ‬كذا،‭ ‬ولا‭ ‬تفعل‭ ‬كذا»،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬اللغة‭ ‬يستطيع‭ ‬الفرد‭ ‬أن‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬الآخرين؛‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المطالب‭ ‬والنهي،‭ ‬وكذا‭ ‬اللافتات‭ ‬التي‭ ‬نقرأها،‭ ‬وما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬توجيهات‭ ‬وإرشادات‭.‬

3‭  ‬-الوظيفة‭ ‬التفاعلية‭: ‬وهي‭ ‬وظيفة‭ ‬«أنا‭ ‬وأنت»،‭ ‬حيث‭ ‬تستخدم‭ ‬اللغة‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬كائن‭ ‬اجتماعي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الفكاك‭ ‬من‭ ‬أسْر‭ ‬جماعته،‭ ‬فنستخدم‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬المناسبات،‭ ‬والاحترام،‭ ‬والتأدب‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

4‭  ‬-الوظيفة‭ ‬الشخصية‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللغة‭ ‬يستطيع‭ ‬الفرد‭ ‬أن‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬رؤيته‭ ‬الفريدة،‭ ‬ومشاعره‭ ‬واتجاهاته‭ ‬نحو‭ ‬موضوعات‭ ‬كثيرة،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يثبت‭ ‬هويته‭ ‬وكيانه‭ ‬الشخصي‭ ‬ويقدم‭ ‬أفكاره‭ ‬للآخرين‭.‬

5‭  ‬-الوظيفة‭ ‬الاستكشافية‭: ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬الوظيفة‭ ‬«الاستفهامية»‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬به،‭ ‬حتى‭ ‬يستكمل‭ ‬النقص‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭. ‬

6‭  ‬-الوظيفة‭ ‬التخيلية‭: ‬تتمثل‭ ‬فيما‭ ‬ينسجه‭ ‬المتكلم‭ ‬من‭ ‬أشعار‭ ‬في‭ ‬قوالب‭ ‬لغوية،‭ ‬كما‭ ‬يستخدمها‭ ‬الإنسان‭ ‬للترويح،‭ ‬ولشحذ‭ ‬الهمة‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬صعوبة‭ ‬العمل،‭ ‬وإضفاء‭ ‬روح‭ ‬الجماعة،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الأغاني‭ ‬والأهازيج‭ ‬الشعبية‭.‬

7‭  ‬-الوظيفة‭ ‬الإخبارية‭ ‬الإعلامية‭: ‬باللغة‭ ‬يستطيع‭ ‬الفرد‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬معلومات‭ ‬جديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬إلى‭ ‬أقرانه،‭ ‬بل‭ ‬ينقل‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬وإلى‭ ‬أجزاء‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الهائلة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬لتصبح‭ ‬وظيفة‭ ‬تأثيرية‭ ‬إقناعية؛‭ ‬لحثّ‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬سلعة‭ ‬معيّنة‭ ‬والعدول‭ ‬عن‭ ‬نمط‭ ‬سلوكي‭ ‬غير‭ ‬محبب‭. ‬

 -‬8‭ ‬الوظيفة‭ ‬الرمزية‭: ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬ألفاظ‭ ‬اللغة‭ ‬تمثّل‭ ‬رموزًا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الموجودات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي؛‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬ألفاظ‭ ‬اللغة‭ ‬تستخدم‭ ‬كوظيفة‭ ‬رمزية‭.‬

 

 

هاليداي‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬اللغوية‭ ‬العربية

اقترن‭ ‬اسم‭ ‬هاليداي‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬اللغوية‭ ‬العربية‭ ‬الحديثة‭ ‬باسم‭ ‬زوجته‭ ‬رقيــــة‭ ‬حسن‭ (‬1930‭ - ‬2015‭) ‬الهندية‭ ‬الأصل،‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬كتباها‭ ‬معًا،‭ ‬ومنها‭:‬

‭- ‬التماسك‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ (‬1976‭).‬

‭- ‬سياق‭ ‬اللغة‭ ‬والنص‭... ‬عناصر‭ ‬اللغة‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬اجتماعي‭ ‬سيميائي‭ (‬1985‭).‬

وقد‭ ‬رأى‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬أن‭ ‬البحوث‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أفادت‭ ‬من‭ ‬مؤلفات‭ ‬هذين‭ ‬العملين‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيمها‭ ‬تبعًا‭ ‬لمجالها‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتين‭: ‬

أولاهما‭: ‬تركز‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬السبك‭ )‬أو‭ ‬الترابط‭ ‬اللفظي)‭  ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المعايير‭ ‬الخمسة ‭)  ‬الإحالة،‭ ‬والحذف،‭ ‬والاستبدال،‭ ‬والربط‭ ‬بالأداة،‭ ‬والربط‭ ‬المعجمي)‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الأول،‭ ‬مع‭ ‬الاقتصار‭ ‬عليها،‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬معايير‭ ‬أخرى،‭ ‬وتردف‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬العرض‭ ‬النظري‭ ‬بالتطبيق‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬عادة‭. ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭: ‬

‭- ‬السبك‭ ‬في‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة‭ ‬بين‭ ‬المنطوق‭ ‬والمكتوب‭ ‬لمحمد‭ ‬سالم‭ ‬أبو‭ ‬غفرة‭. 

‭- ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬النصي‭ ‬بين‭ ‬النظرية‭ ‬والتطبيق‭: ‬دراسة‭ ‬تطبيقية‭ ‬على‭ ‬السور‭ ‬المكية،‭ ‬لصبحي‭ ‬إبراهيم‭ ‬الفقي،‭ ‬وهي‭ ‬رسالته‭ ‬للدكتوراه‭ (‬2000‭).‬

أما‭ ‬المجموعة‭ ‬الأخرى‭ ‬فتمثّلها‭ ‬الدراسات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬عنيت‭ ‬بتقديم‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬النصي‭ ‬للقارئ‭ ‬العربي‭ ‬وتطبيق‭ ‬معاييره‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬النصوص‭. ‬وتشترك‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬مع‭ ‬دراسات‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬تنظير‭ ‬هاليداي‭ ‬ورقيّة‭ ‬حسن‭ ‬لظاهرة‭ ‬السبك،‭ ‬بوصفها‭ ‬تمثّل‭ ‬هنا‭ ‬أحد‭ ‬المعايير‭ ‬السبعة‭ ‬المعروفة‭ ‬للنصية،‭ ‬وتزيد‭ ‬عليها‭ ‬بأنها‭ ‬تفيد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الثاني‭ ‬لهاليداي‭ ‬ورقية،‭ ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭: ‬

‭- ‬حسام‭ ‬أحمد‭ ‬فرج‭: ‬نظرية‭ ‬علم‭ ‬النص‭... ‬رؤية‭ ‬منهجية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬النص‭ ‬النثري‭.‬

‭- ‬عزة‭ ‬أحمد‭ ‬شبل‭: ‬علم‭ ‬لغة‭ ‬النص‭... ‬النظرية‭ ‬والتطبيق‭.‬

لكن‭ ‬فات‭ ‬الباحث‭ ‬مؤلفات‭ ‬عربية‭ ‬أفادت‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬هذين‭ ‬العملين،‭ ‬ومنها‭ ‬مؤلفات‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬العبد،‭ ‬ود‭. ‬سعيد‭ ‬بحيري،‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وكمّ‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬العلمية‭ ‬المحكّمة،‭ ‬لعل‭ ‬الباحث‭ ‬لو‭ ‬اطلع‭ ‬عليها‭ ‬لكان‭ ‬له‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭ ■