عبدالوهاب العوضي رسّـــام الــكــاريــكــاتـيـر الــذي صبــغـت الــــــريــشــــة اســمــــه بالــفـــنّ والإبـــداع

عبدالوهاب العوضي رسّـــام الــكــاريــكــاتـيـر الــذي صبــغـت  الــــــريــشــــة اســمــــه بالــفـــنّ والإبـــداع

وسط بيئة متواضعة، وفي بيوت بُنيت من الطين، وفي قلب عاصمة تطلّ على بحر الخليج العربي، من بوابة «شرق» أبصر عبدالوهاب العوضي، الابن الثاني في العائلة، النور عام 1953م. 
نمت الطفولة وأخذت رحيقها داخل «فريج العوضي» الذي ذاع صيته لدى أحياء الكــــويت الــــقــديمة، وكبر هذا الشاب مثل معظم أبناء جيله، من حيث التعليم والـثـــقافـــــة الــــسائدة في حينه، يوم كان معظم أهل الكويت يكدّون ويجنون رزقهم من تعبهم المضني، سواء في البحر أو من التجارة والمهن الحرفية، فوالده امتلك دكانًا بسيطًا يعيش من ورائه ويسدّ حاجة أبنائه وأسرته. 

كانت بدايات العيش متواضعة كحال الكثيرين، فعبدالوهاب العوضي واحد من عائلة تضم أربعة أولاد وثلاث بنات، خرجوا إلى الدنيا وتوزّعوا في مناحي الدراسة وفي أعمال شتّى. 
مع التوسع العمراني الذي شهدته كويت الخمسينيات والستينيات انتقلت عائلته إلى منطقة حولّي سنة 1968، وهنا تفتّحت مداركه، وصار ينظر إلى ما حوله بعين ثاقبة لتأخذ الأسئلة المعرفية مداها للتفكير بها، خاصة بصحبة شقيقه منصور الذي سبقه بالدراسة الجامعية، حيث تأثر بالأفكار التي كان يحملها ويتحدث بها، وهو الحائز على درجة الأوائل بجامعة الكويت، ليكون من أوّل دفعة يتمّ تخرّجها عام 1970، وفي عهد الأمير المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح. 
لم يكن يزيد عمر الفتى عن السبعة عشر عامًا، وهو إلى جانب مكتبة شقيقه منصور، وفي غرفته الخاصة، يطالع ويتصفّح ويقرأ الكتب التي يقتنيها لإثراء الفكر الذي يحمله والمتأثّر به في إطار حركة القوميين العرب والمدّ اليساري الزاحف إلى عقول ذلك الجيل بِتوقه لشعارات العدالة الاجتماعية والحرية والتنمية الإنسانية. وينال عبدالوهاب نصيبه من الزاد المعرفي والفكر مقتربًا منه ومن أدبياته السياسية. 
الصحوة الثانية التي أثّرت به وبتوجّهاته تلك التي عايشها وهو على مقاعد المرحلة الدراسية بثانوية الدعيّة عام 1971، حيث جمعته بثلّة من الأصدقاء الفلسطينيين الذين احتضنتهم الكويت وأعطتهم فرص التعليم المجاني والعمل بحرّية في إدارات ومؤسسات الدولة، فكان التلاقي والإعجاب بالثورة الفلسطينية وبثورة ظفار، حيث استقطبتا في حينه جيل الشباب الطامح للاستقلال والتحرر، وهو واحد منهم.
لم يحالفه الحظ بالانتساب إلى جامعة الكويت، نظرًا لعدم حصوله على النسب التي تؤهّله لذلك، بالرغم من نجاحه بالثانوية العامة، القسم العلمي، ليبدأ مشوارًا جديدًا في حياته دون معرفة الوجهة التي ستأخذه. 
كانت الخيارات أمامه متعدّدة في الوقت الذي كانت تستقبل فيه الكويت منحًا دراسية من دول شرقية وأخرى غربية، وإن كانت رغبته الدخول إلى كلّية المعلمين، إنما ظلت هذه الرغبة حبيسة الأنفاس نتيجة رفض والده، وكذلك الانتساب إلى كلّية الطيران، والتي لم يتم قبوله فيها. 
استقرت الأمور عند حدود أبواب وزارة التربية وعرضها لمنح دراسية في كل من الاتحاد السوفييتي وباكستان وتشيكوسلوفاكيا، ليقع الاختيار على الاتحاد السوفييتي، والذي كان يقيم علاقات دبلوماسية واعتراف متبادل بينه وبين الكويت كأوّل دولة خليجية. 
هناك، وفي فضاء ذلك الطوفان البشري المتعدّد الجنسيات والأعراق واللغات، وجد عبدالوهاب العوضي نفسه في عالم مختلف وفي بيئة جديدة تمامًا ليس فيها شيء من الثقافة التي نشأ عليها، غمرته مشاعر جياشة أفاضت به إلى عوالم بعيدة عن أرضه وأسرته وأصدقائه. 
رحلته الأولى حطّت في أذربيجان وفي العاصمة «باكو» لتعلّم اللغة الروسية، والتي استمرت لمدّة سنة كاملة، وبصحبتة مجموعة من الطلبة الكويتيين الذين شاركوه تلك التجربة، ومنهم يوسف العوضي وحسين العباد وفيصل العلي وعبدالرحمن شريف ومحمد الحربي وعبدالعزيز يحيى وعادل العبدالرزاق. 
تفتّحت عيناه على «وجه جديد» لم يكن ظاهرًا في الصورة الرائجة للاتحاد السوفييتي كدولة عظمى ومتطوّرة يحرص على تسويقها لشعوب العالم الثالث تحديدًا، وهي حالة الفقر التي كانت فيها أذربيجان التابعة للسوفييت. فقد استلزمت، والحالة كذلك، أن يسكن في غرفة واحدة مع أربعة من زملائه الطلبة الكويتيين، وفي أجواء من «الحياة الثورية» السائدة آنذاك في أوساط المجتمع السوفييتي ككل . 
أنهى الطالب الجامعي القادم من الخليج العربي سنته الدراسية الأولى بتعلّم اللغة الروسية، بعدها جرت عملية توزيع الطلبة على عدّة مدن، كانت مدينة «دونتسك» في أوكرانيا محطته الثانية التي وقعت القرعة عليها.
ذهب وحيدًا إلى تلك المدينة «الصعبة» بالنسبة إلى شاب في مقتبل العمر لم يخرج مرّة من محيط وطنه، واستقر فيها لمدة أربع سنوات يدرس «الطب المساعد». 
أشياء كثيرة تغيرت في حياته، والتغيير طال الأفكار التي كانت تتردد على مسامعه وتطرب لها أذناه، فقد تعلم الاعتماد على النفس، وهي عادة اكتسبها من خلال تواجده واحتكاكه بالمجتمع الأوكراني. تشرّب حتى الثمالة الاستقلالية والقدرة على فعل أي شيء دون الاتكال على الغير. أخذ من الروس قساوتهم، لا سيما قساوة السلطة تجاه الناس، وافتقادهم للحنين الذي تربّى عليه أهل الشرق. 
اصطدم بالواقع المختلف عمّا سمعه وقرأه عن الحالة السوفييتية والاشتراكية التي يروّجون لها، فهناك وقعت عيناه على حالات الفقر المخيفة والتقسيم الطبقي في المجتمع. ومع الاحتكاك اليومي المستمر طيلة أربع سنوات ظهرت الصورة جلية لديه، فمن يملك المال هو المتسيّد. والانقسام الطبقي قائم بتجلياته التي تلاحق الفقراء والضعفاء في الوقت الذي ترى فيه آخرين «مدعومين» من أشخاص متنفّذين. وعلى خلفية تلك المشاهد بدأت الأمور عنده ينكشف زيفها، فالعدالة بمعناها الاجتماعي والاقتصادي، وبما تعنيه من تكافؤ في الفرص، ليس لها محل من الإعراب، فالنظرية شيء والتطبيق شيء آخر. هذا المخاض أكسبه نضجًا سياسيًا وجعله على تماس مباشر بأحوال المجتمع، وبالحس النقدي الذي أخذ يتنامى عنده، ويلح عليه بالسؤال، والغوص فيه بالعمق حتى انقشعت عنده الحالة الضبابية، وبانت بصورة أكثر وضوحًا من قبل. كان بداخله شيء مثل البركان استحوذ على تفكيره، حاول أن يخرجه، ولم يدر كيف السبيل إلى إطلاقه، كان أشبه بالقمقم القابع في عرينه ينتظر اللحظة المناسبة، هل يكون من خلال الشعر أو الرواية أو شيء آخر يحس به ولا يعرف كنهه؟
ما لم يكن في الحسبان أثناء فترة الأربع سنوات، أن يقع، وهو على مقاعد الدراسة الجامعية، في حب زميلة له تشاركه الدراسة، وهي أوكرانية الأصل، لتتشابك القلوب معًا ويعيشان سويّا ويرزقهما الله بأوّل مولود أسمياه سامي.
عاد «أبوسامي» إلى وطنه عام 1979، ليمكث في الأرض التي ينتمي إليها باحثًا عن سبيل آخر جديد يكمل فيه حياته، لكن الطموح بالتعليم زاده إصرارًا للحصول على بعثة دراسية، وهذه المرّة إلى يوغسلافيا ليدخل كلية في العلاج الطبيعي. 
جذبته الصحافة وقراءتها أكثر من أي شيء آخر، اهتم بمطالعة الصحف العربية التي كانت السفارة الكويتية هناك توفّرها للطلبة، وهي عادة مارسها في أوكرانيا وتعلّق بها، وهو ما جعل زملاءه يعترضون على اندماجه في عالم الصحافة أكثر مما في الدراسة.
في اليوم الأوّل داخل حرم الجامعة، وفي عاصمة جمهورية سلوفينيا، وبمدينة لوبليانا، جلس يستمع إلى درس في التاريخ بعدما نال قسطًا من تعلم اللغة اليوغسلافية لمدة ستة أشهر، واتّخذ مكانًا بعيدًا على المدرج، ربما من شدة خوفه وإحساسه بالوحدة.  وكان على الطرف الآخر من المدرج فتاة منهمكة بالرسم، راح يزحف نحوها إلى أن اقترب منها، وسقطت عيناه على لوحة تعمل على إنجازها، وكانت في حلّة رثة. فتح حوارًا معها متحدّثًا إليها، وبعفوية كاملة سألته: لماذا لا تستمع إلى المحاضرة وتجلس إلى جانبي. أجاب: أهوى ما تقومين به، ولديّ القدرة على الرسم. ناولته ورقة كبيرة الحجم وقلمًا أسود، وصار يقلّدها ويده تخطّ ما في داخله، وتحاكي ما في عقله. بعد ساعتين تقريبًا عرض عليها ما رسمه، تأملت الرسم جيدًا وبادرته بالقول: «رسمك جميل... استمر... أنصحك بالانتساب إلى أكاديمية للرسم»، وأعطته نماذج يرسمها،  فكانت بالنسبة إليه كالشعلة التي أطلقتها كلمات فتاة يوغسلافية، اختفت بعدها من ناظرَيه، ولم يرها في الأيام التالية. 
بعدها خرج القمقم من داخله ليولد إنسان جديد كان يبحث عن نفسه إلى أن جاءت هذه السيدة، وبالصدفة، والتي كانت السبب بجعله رسّامًا، وليبدأ حياة جديدة، كبرت معه ولازمته طوال مسيرته. وتلك هي بداية الطريق مع الرسم، صار يرسم وقت فراغه ويعطي لنفسه ما لم يكن متاحًا له من قبل. 
حصيلة هذا الشغف بالرسم، وعلى مدى سنتين تقريبًا، وأثناء دراسته للعلاج الطبيعي، كان الحصاد عشر لوحات فنية أقام بها أوّل معرض له في المستشفى التأهيلي الذي يدرس فيه، وهي لوحات مخصّصة للمرضى، وكان ذلك عام 1983، قوبلت بالترحيب والثناء والتقدير، وقاموا بتعليقها على جدران المستشفى وفي ممراته. 
أخذ «الأستاذ» طريقه، واستمر في الرسم الذي مارسه باستمتاع وشوق دائمَين، فكان أوّل رسم كاريكاتير أهداه لمجلة الحزب الشيوعي العراقي، والموجّهه إلى البلدان الأوربية حيث يتواجد الآلاف من الطلبة الدارسين في جامعات تلك الدول، وهو عبارة عن طائرة أواكس تشبه قبّة مسجد وهي في الفضاء. 
عام 1985، رجع إلى حيث الموطن، إلى الكويت، ليحطّ رحاله في مجلة «الطليعة»، وتنشر له أوّل كاريكاتير على الصفحة الثانية من الغلاف، تناول فيه موضوع الإسكان. 
كان من الطبيعي أن يبحث عن مكان يناسب تخصّصه ودراسته في الخارج، إلى أن عيّن بوزارة الصحة بوظيفة أخصائي علاج طبيعي في «مستشفى العدان». 
لم ينتظر «الرسّام» طويلًا حتى انتقل إلى صحيفة «الوطن» ليلتقي الأستاذ غازي الجاسم، نائب رئيس التحرير، والذي بدوره أحاله إلى الزميل الأستاذ سليمان فليحان، فكانت جلسة تعارف، قدّم فيها نفسه ورسوماته، وكانت محل ترحيب. وهكذا ظهر اسم ورسم عبدالوهاب العوضي في صحيفة كويتية يومية، وراح الناس يتداولون اسمه وأعماله، ويشار إليه كأحد رسّامي الكاريكاتير في الكويت، ويتقاضى مكافأته من الصحيفة «بالقطعة»، وهو التعبير الدارج والمستخدَم لغير المتفرغين فيها. 
ومن جديد حصل عبدالوهاب العوضي على بعثة تعليمية في يوغسلافيا، وهي عبارة عن دورة تنشيطية لمدة ستة أشهر، وكانت في أبريل عام 1990، أي قبل الغزو بفترة قصيرة. 
قبل مغادرته الكويت، أقام أوّل معرض كاريكاتير له في المتحف الوطني برعاية الأستاذ عبدالعزيز حسين، المستشار بالديوان الأميري، والذي لاقى منه التشجيع، وأعطاه دفعة معنوية كرّسته كواحد من رسّامي الكاريكاتير المبدعين والجدد. ومن يوغسلافيا لم تنقطع صلته بالرسم والنشر فكان يراسل صحيفة «الوطن» بالبريد ويرسل إليها نتاجه الفني، إلى أن وقع الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، ليمكث هناك لمدة سنة تقريبًا، ويعود بعد التحرير كما عاد أبناء الكويت الذين أُجبروا على البقاء في الخارج. 
عام 1992، انتقل إلى صحيفة «القبس» بعدما توقف عن العمل «بالوطن»، والتي انتقلت ملكيتها إلى الشيخ علي الخليفة العذبي الصباح. وتتصدّر رسوماته الصفحة الأخيرة من «القبس» ليواكب الأحداث الاجتماعية والسياسية وغيرها وبأسلوب فني متميز، وزاده انتشارًا تعاونه الدائم والمستمر مع مجلة «العربي» و«الطليعة» .
إن الولوج إلى عقل الفنان عبدالوهاب العوضي، ليس بالأمر الصعب، فحياته وسلوكياته، صورة ناصعة عن شخصيته، هذه الشخصية التي لازمت صاحبها، مهمومة بمعاناة البشر والأسئلة التي لا تبارح تفكيره الصامت، لماذا يحصل هذا؟ 
إحساس يطارده دائمًا، موجود بداخله، هو الشعور بمعاناة الآخرين، علمًا أنه لم يعش حياة بائسة أو فقيرة. يؤلمه أن يرى صورة عمّال النظافة وهم يبحثون عن بقايا الفضلات في براميل النفايات، وتنتابه حالات من التفكير، يتخيل كيف يعيش هؤلاء وغيرهم ممن رمتهم الدنيا في أتون الحروب أو الاقتتال، لتبدأ تلك الصورة في داخله تعتمل، ويعبّرعنها بريشته التي ترسم لوحة تنطق من دون كلمات، فيها الرمزية التي تجعل مَن يطالعها يتفكّر بها وبمقاصدها. 
بين عبدالوهاب العوضي والرسم والكاريكاتير، قصة لا تنتهي، وفي أصل هذا الودّ هناك خطوط رسمت حياته من اللحظة التي ولد فيها «بفريج العوضي» بمنطقة شرق، وتنقّله إلى «حولي» ثم «الرميثية» وإلى «الرقة»، مرورًا بوفاة والده عام 1982، أثناء دراسته في يوغسلافيا، وهو الأب صاحب الدكّان المتواضع الذي قام ببيعه ليعمل حارسًا بإحدى مدارس وزارة التربية لسنوات. 
استحق الرجل الذي تربّى على الاستقلالية والاعتماد على النفس أن يكون بين العصاميين الذين بنوا أنفسهم بأنفسهم، وهي العادة التي حملها معه من دراسته بالخارج، ونقلها إلى أبنائه وأسرته وبيته الذي يخلو من الخدم، وهي حالة نادرة في مجتمع الرفاهة والدلال.
أنهى حياته الوظيفية قبل سبع سنوات، ليتقاعد مبكرًا بعدما ساءه ما يراه من إهمال وتلكّؤ ومخالفات في مرفق صحي عام، دفعه لإعلان الإضراب عن العمل عام 1993، ولم يستطع تحمّل آلام الناس التي تحتاج إلى علاج وغير قادرة على أن تفعل شيئًا. 
تفرّغه للفن عام 2007، جاء بعد رحلة طويلة، أعطى فيها من جهده وفكره، ليبقى حرًّا طليقًا يتناول الفكرة التي تلامس قناعته، دون أن يتلقاها من أحد أو يفرضها عليه أحد، فقد اعتاد أن تكون «الاستقلالية» منهجًا في حياته وإن إصطدم أحيانا كثيرة «برقباء» من داخل المؤسّسات الإعلامية التي عمل فيها ومن خارجها. 
مشواره الفني زاده غنى بالصلات التي أقامها مع عدد من الفنانين ورسّامي الكاريكاتير، وكان لهم تأثير ودور في مساره، فبعد تخرجه سنة 1985، التقى برسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي عن طريق الفنان العراقي هاني مظهر الذي عمل لمدة طويلة في الكويت بصحيفة «القبس» قبل أن يستقر في لندن، وقدم عددًا من أعمال العوضي «إلى حنظلة»، وتناولت الشأن الفلسطيني، حيث أبدى استغرابه مندهشًا: «أنت كويتي وترسم عن القضية الفلسطينية»؟ أضاف معلّقًا: «ممكن يطلع منك رسام كاريكاتير متميز». وكان لقاءً مؤثّرًا في مسيرة الأستاذ عبدالوهاب العوضي، والذي ترجمه بأوّل كاريكاتير ينشره في «الطليعة» عام 1988، ويستمر به بشغف ومايزال.  موعد آخر جعله في قلب الحركة التشكيلية والفنية في الكويت عندما عرض عليه زميله الأستاذ هاني مظهر الانتساب إلى الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وكانت برئاسة محمد الرضوان، وكان له ما أراد لينضم إلى الأسرة الأوسع في مجال الفن والرسم والتشكيل. 
نتاجه الفني لم يقتصر على النشر بالصحف وإقامة المعارض بل كانت له مساهمات مع «الوسط الديمقراطي» في جامعة الكويت برسم بوسترات وغيرها، وكذلك التعاون مع جمعية الخريجين، وأغلفة الكتب لمؤلفين كويتيين وعرب يجمعهم عشقهم لهذه الريشة التي صبغت اسمه بالفن والإبداع  >