تفاعل الثقافة العربية في الهند

تفاعل الثقافة العربية في الهند

حضور الثقافة العربية في الهند قديم، ينطلق إلى مستويات متعددة ومجالات متنوعة. وظاهرة اللغة العربية في شبه القارة الهندية محور تاريخي وإنساني للفكر والأدب والثقافة، وتشكل مشهداً محترماً مفعماً بفاعليات ودلالات في عديد من القطاعات في الأبعاد الكونية والوظيفية والجمالية. 

 

إن‭ ‬الكيان‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعرفي‭ ‬الهندي‭ ‬تعزز‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬وثقافتها‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬عبر‭ ‬قرون،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬السند‭ ‬عام‭ ‬711م‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬القاسم‭ ‬الثقفي‭ (‬690‭ ‬م‭ ‬ذ‭ ‬713م‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬حكومات‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الهند‭. ‬

إن‭ ‬التفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬متعدد‭ ‬الثقافات‭ ‬والديانات‭ ‬كالهند،‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬لدور‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وإبراز‭ ‬لمكونها‭ ‬العلمي‭ ‬والثقافي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الشعوب،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬معالم‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تتشكل‭ ‬وتتبلور‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬التاريخية‭ ‬والمكتبات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الزاخرة‭ ‬بنوادر‭ ‬المخطوطات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المساجد‭ ‬الشامخة‭ ‬والصروح‭ ‬الفريدة،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬البدائع‭ ‬المعمارية‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وأصبحت‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬المشرق،‭ ‬حيث‭ ‬احتضنت‭ ‬الهـند‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬لمئات‭ ‬من‭ ‬السنين،‭ ‬ويوجد‭ ‬في‭ ‬مدنها‭ ‬وقراها‭ ‬وفي‭ ‬مدارسها‭ ‬وجوامعها‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المخطوطات‭.‬

 

مكتبة‭ ‬خُدَا‭ ‬بَخش‭ ‬الشرقية‭ ‬العامة

من‭ ‬بين‭ ‬المعالم‭ ‬الثقافية‭ ‬التراثية‭ ‬مكتبة‭ ‬خُدَا‭ ‬بَخْش‭ ‬الشرقية‭ ‬العامة،‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬العالم‭ ‬المؤرخ‭ ‬خُدَا‭ ‬بخش‭ ‬خان‭ ‬عام‭ ‬1891م‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بَتْنَاعاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬بِهَار‭ (‬هي‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬ولاية‭ ‬للهند‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كثافة‭ ‬السكان،‭ ‬ومنبت‭ ‬الديانة‭ ‬البوذية،‭ ‬ومركز‭ ‬محوري‭ ‬للعلم‭ ‬والسلطة‭ ‬لتاريخ‭ ‬الهند‭ ‬القديم‭)‬،‭ ‬وأشرف‭ ‬عليها‭ ‬طيلة‭ ‬وفاته‭ ‬عام‭ ‬1908م‭. ‬

جمع‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬مخطوطاتها‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬2110036‭ ‬مخطوطاً‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬والفارسية‭ ‬والأردية‭ ‬والتركية‭. ‬

وتعد‭ ‬المكتبة‭ ‬من‭ ‬كبريات‭ ‬دور‭ ‬المخطوطات‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وتحولت‭ ‬إدارتها‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬إلى‭ ‬أبنائه،‭ ‬ونظرا‭ ‬لقيمته‭ ‬العلمية‭ ‬وكونها‭ ‬التراث‭ ‬المجيد‭ ‬العريق،‭ ‬انتقلت‭ ‬إدارتها‭ ‬وملكيتها‭ ‬إلى‭ ‬حكومة‭ ‬بهار،‭ ‬ثم‭ ‬آل‭ ‬إشرافها‭ ‬وإدارتها‭ ‬وتنظيمها‭ ‬إلى‭ ‬حكومة‭ ‬الهند‭ ‬المركزية،‭ ‬حيث‭ ‬مرر‭ ‬البرلمان‭ ‬الهندي‭ ‬قراراً‭ ‬باسم‭ ‬قانون‭ ‬مكتبة‭ ‬خدا‭ ‬بخش‭ ‬الشرقية‭ ‬العامة‭ ‬عام‭ ‬1969م،‭ ‬وبموجب‭ ‬قانون‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬الهندي‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة‭ ‬للمكتبة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬لحكومة‭ ‬الهند‭.‬

في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬كانت‭ ‬المكتبة‭ ‬في‭ ‬المبنى‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬الطابقين‭ ‬الذي‭ ‬شيده‭ ‬مؤسسها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1888م،‭ ‬وخلال‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬عام‭ ‬1937م،‭ ‬سقط‭ ‬الطابق‭ ‬العلوي‭ ‬منها؛‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأمور‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المكتبة‭ ‬وزوارها،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1938م‭ ‬تقدمت‭ ‬حكومة‭ ‬بِهَار‭ ‬ببناء‭ ‬مبنى‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬نفسه‭. ‬

وفي‭ ‬مؤخر‭ ‬المكتبة‭ ‬يوجد‭ ‬مبنى‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬طوابق‭ ‬تمت‭ ‬إضافته‭ ‬عام‭ ‬1983م‭ ‬للشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬والطباعية‭. ‬ومكتبة‭ ‬خدا‭ ‬بخش‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مكتبة،‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أهداف‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬ترحب‭ ‬بالجميع‭ ‬وتبذل‭ ‬الجهد‭ ‬الجهيد‭ ‬لإحياء‭ ‬التراث،‭ ‬حيث‭ ‬تشجع‭ ‬الأنشطة‭ ‬البحثية،‭ ‬وتنظم‭ ‬ندوات‭ ‬ومحاضرات‭ ‬ومناقشات‭ ‬علمية‭ ‬جادة‭.‬

وهذه‭ ‬المكتبة‭ ‬مستودع‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬العريق،‭ ‬فعدد‭ ‬من‭ ‬مخطوطاتها‭ ‬مكتوب‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬النخيل‭ ‬وجلود‭ ‬الغزلان‭ ‬والقماش‭ ‬ومواد‭ ‬متنوعة،‭ ‬واحتضنت‭ ‬كتبا‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬المغول،‭ ‬وقامت‭ ‬المكتبة‭ ‬بتصنيف‭ ‬فهرسة‭ ‬المخطوطات‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬نشر‭ ‬43‭ ‬مجلدا‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬المخطوطات‭. ‬

 

من‭ ‬المقتنيات‭ ‬النادرة‭ ‬للمكتبة‭ ‬

‭ ‬نسخة‭ ‬المقالات‭ ‬الخمس‭ ‬وهي‭ ‬كتاب‭ ‬الحشائش‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬لديوسقوريدس‭ ‬فيدانيوس،‭ ‬وهو‭ ‬طبيب‭ ‬يوناني‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬عَيْن‭ ‬زَرْبَة‭ ‬في‭ ‬قيليقية‭ (‬منطقة‭ ‬تاريخية‭ ‬تقع‭ ‬جنوب‭ ‬الأناضول‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬الجنوبية‭ ‬الشرقية‭ ‬لتركيا‭ ‬حالياً‭) ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬40م‭. ‬ويعرف‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭ ‬لدى‭ ‬الغرب‭ ‬باسم‭ ‬Perihulesiatrikēs‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية،‭ ‬كما‭ ‬يسمى‭ ‬بــ‭ ‬de‭ ‬Materia‭ ‬Medica‭ (‬المواد‭ ‬الطبية‭) ‬باللاتينية‭ ‬حوالي‭ ‬عامي‭ ‬50‭-‬70م‭. ‬وقد‭ ‬نقلها‭ ‬من‭ ‬اليونانية‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭ ‬اصْطَفَن‭ ‬بن‭ ‬بسيل‭ ‬المترجم‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬الهجري،‭ ‬ومخطوطة‭ ‬ترجمة‭ ‬اصْطَفَن‭ ‬بن‭ ‬بسيل‭ ‬محفوظة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬أيا‭ ‬صوفيا‭ ‬بمدينة‭ ‬اسطنبول‭ ‬التركية،‭ ‬وفي‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مدريد‭ ‬بالأندلس‭.‬

‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬منحوتة‭ ‬على‭ ‬جلد‭ ‬الغزال‭ ‬بالخط‭ ‬الكوفي،‭ ‬حوالي‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬الميلادي‭. ‬

‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬مكتوبة‭ ‬بخط‭ ‬يد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬أبو‭ ‬المجد‭ ‬ياقوت‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬الرومي‭ ‬المستعصمي‭ ‬الطواشي‭ ‬البغدادي‭ ‬الملقّب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬قِبْلَة‭ ‬الكُتّاب‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬خطّاط‭ ‬شهير‭ ‬وكاتب‭ ‬وأديب‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬بغداد،‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬1269م‭.‬

‭ ‬‮«‬كتاب‭ ‬التصريف‭ ‬لمن‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬التأليف‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬والممارسة‭ ‬الطبية‭ ‬كتبه‭ ‬الطبيب‭ ‬الأندلسي‭ ‬أبو‭ ‬القاسم‭ ‬الزهراوي‭. ‬يتكون‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬مقالة‭ ‬أو‭ ‬فصلاً،‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬يغطي‭ ‬تخصصا‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬الطب‭. ‬ويوجد‭ ‬لدى‭ ‬المكتبة‭ ‬مخطوطتان‭ ‬لكتاب‭ ‬التصريف،‭ ‬إحداهما‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1710م،‭ ‬وتتضمن‭ ‬سبعاً‭ ‬وعشرين‭ ‬من‭ ‬الثلاثين‭ ‬مقالة‭ ‬بالخط‭ ‬المغربي،‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬494‭ ‬لوحة‭. ‬والثانية‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1188م،‭ ‬وتشمل‭ ‬آخر‭ ‬مقالة‭ ‬من‭ ‬الثلاثين‭ ‬بخط‭ ‬النسخ،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مائتين‭ ‬من‭ ‬رسومات‭ ‬وصور‭ ‬ولوحات‭ ‬للأدوات‭ ‬الطبية‭ ‬والجراحية‭.‬

‭ ‬نسخة‭ ‬مخطوطة‭ ‬الديوان‭ ‬للحافظ‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬محمد‭ ‬حافظ‭ ‬الشيرازي‭ (‬1326م‭ ‬ذ‭ ‬1390م‭) ‬المعروف‭ ‬بـــ‭ ‬حافظ‭ ‬الشيرازي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬شعراء‭ ‬اللغة‭ ‬الفارسية‭.‬

‭ ‬نسخة‭ ‬مخطوطة‭ ‬لـــ‭ ‬‮«‬شاه‭ ‬نامه‮»‬‭ ‬للفردوسي،‭ ‬وهو‭ ‬ديوان‭ ‬الملوك‭ ‬أو‭ ‬ملحمة‭ ‬الملوك‭ ‬لبلدان‭ ‬الأعاجم‭ ‬الذي‭ ‬ألفه‭ ‬أبو‭ ‬القاسم‭ ‬الفردوسي‭ ‬حوالي‭ ‬977‭ - ‬1010م‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية‭. ‬

‭ ‬مخطوطة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬تاريخ‭ ‬خاندان‭ ‬تيموريه‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬نسخة‭ ‬فريدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للكتاب‭ ‬وتاريخ‭ ‬الأسرة‭ ‬المغولية‭ ‬المعروفة‭ ‬بــ‭ ‬‮«‬خاندان‭ ‬تيموريه‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬1577م‭ ‬و1587م،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬محمد‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وهي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬132‭ ‬لوحة‭ ‬جميلة‭ ‬ملونة،‭ ‬وتعد‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬تحلت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المخطوطة‭ ‬نماذج‭ ‬فريدة‭ ‬في‭ ‬تعبيرها‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬فن‭ ‬التصوير‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ورفعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المغول‭.‬

‭ ‬ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬الأخلاق‭ ‬والسلوك‭ ‬والتصوف‭: ‬كتاب‭ ‬‮«‬لطائف‭ ‬المعارف‮»‬‭ ‬لابن‭ ‬رجب‭ ‬الحنبلي،‭ ‬و«القول‭ ‬البديع‭ ‬في‭ ‬فضل‭ ‬الصلاة‭ ‬على‭ ‬الحبيب‭ ‬الشفيع‮»‬‭ ‬لـمحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السخاوي،‭ ‬و‮«‬قمع‭ ‬النفوس‭ ‬ورقية‭ ‬المأيوس‮»‬‭ ‬لتقي‭ ‬الدين‭ ‬الحصني‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬بن‭ ‬محمد،‭ ‬و«الرسالة‭ ‬القشيرية‮»‬‭ ‬لأبي‭ ‬القاسم‭ ‬عبدالكريم‭ ‬بن‭ ‬هوازن‭ ‬القشيري،‭ ‬وكتاب‭ ‬‮«‬قوت‭ ‬القلوب‭ ‬في‭ ‬معاملة‭ ‬المحبوب‮»‬‭ ‬لأبي‭ ‬طالب‭ ‬المكي‭.‬

‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬والمنطق‭ ‬والبيان‭ ‬والنحو‭ ‬والإلهيات‭: ‬كتاب‭ ‬‮«‬غنية‭ ‬الحساب‮»‬‭ ‬للشيخ‭ ‬قاضي‭ ‬أبي‭ ‬العباس‭ ‬بن‭ ‬علي،‭ ‬و«تحرير‭ ‬أصول‭ ‬الهندسة‭ ‬والحساب‮»‬‭ ‬لنصر‭ ‬الدين‭ ‬أبي‭ ‬جعفر‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬الحسن‭ ‬الطوسي،‭ ‬وفي‭ ‬الإلهيات‭ ‬‮«‬العقلة‭ ‬المستوفزة‮»‬‭ ‬لمحمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬العربي،‭ ‬وكتاب‭ ‬‮«‬الإشارات‭ ‬والتنبيهات‮»‬‭ ‬لأبي‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬سينا،‭ ‬وفي‭ ‬المنطق‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬قسطاس‭ ‬الميزان‮»‬‭ ‬لشمس‭ ‬الدين‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أشرف‭ ‬السمرقندي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬الهجري‭.‬

 

من‭ ‬التحف‭ ‬والآثار‭ ‬للمكتبة

في‭ ‬قوارير‭ ‬زجاجية‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬والتحف‭ ‬القيمة،‭ ‬وهي‭ ‬بعض‭ ‬عملات‭ ‬معدنية،‭ ‬وأحجار‭ ‬صلبة،‭ ‬ومشغولات‭ ‬معدنية،‭ ‬ومنمنمات،‭ ‬وآلات‭ ‬حربية‭ ‬وأدوات‭ ‬الإسطرلاب،‭ ‬وأوانٍ‭ ‬زخرفية‭ ‬قديمة‭ ‬جميلة‭. ‬

 

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الآثار‭ ‬العلمية‭ ‬المحفوظة‭ ‬في‭ ‬المكتبة‭:‬

‭ ‬الإسطرلاب‭ ‬مع‭ ‬النقوش‭ ‬العنكبوتية‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬قائم‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬المغولي‭ ‬جهانجير‭ ‬عام‭ ‬1627م‭.‬

‭ ‬الكرة‭ ‬السماوية‭ ‬Celestial‭ ‬Globe‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬قائم‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1637م‭.‬

‭ ‬المزولة‭ ‬الشمسية‭ ‬الكونية‭ ‬Universal‭ ‬Equatorial‭ ‬Sundial‭.‬

‭ ‬ملقط،‭ ‬وهو‭ ‬أداة‭ ‬جراحية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬النحاس‭ ‬الأصفر‭.‬

أهم‭ ‬كتابات‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬الهند

إن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬فضل‭ ‬وسيطرة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬عهود‭ ‬الإسلام‭ ‬كلغة‭ ‬الكتابة‭ ‬والتصنيف‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬والعلوم‭ ‬والفلسفة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬بلاد‭ ‬فارس‭ ‬وتركستان‭ ‬وأفغانستان،‭ ‬حيث‭ ‬نالت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتقدير‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الملوك‭ ‬والشعراء‭ ‬وشرح‭ ‬الأحاديث‭ ‬النبوية‭ ‬الشريفة‭ ‬والفقه‭ ‬والتفسير‭ ‬والتصوف،‭ ‬وقد‭ ‬استكثروا‭ ‬في‭ ‬تسجيع‭ ‬الألفاظ‭ ‬والتفخيم‭ ‬والتأنق‭ ‬في‭ ‬الإنشاء‭ ‬والكتابة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬أيضاً‭. ‬

وهنا‭ ‬نسرد‭ ‬بعرض‭ ‬موجز‭ ‬للكتاب‭ ‬والمثقفين‭ ‬والعلماء‭ ‬الكبار‭ ‬الهنود‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بصعود‭ ‬التفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والهند‭ ‬وأثروا‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية‭ ‬بكتاباتهم‭ ‬ومؤلفاتهم‭ ‬العربية‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭:‬

‭- ‬الشيخ‭ ‬زين‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬المليباري‭ (‬1468م‭ - ‬1521م‭): ‬ولد‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬فُونَّان‭ ‬Ponnani‭ ‬من‭ ‬مديرية‭ ‬مالافورم‭ ‬بولاية‭ ‬كيرالا‭ ‬الهندية‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬علماء‭ ‬الهند‭ ‬وعضواً‭ ‬بارزاً‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬تأليف‭ ‬الفتاوى‭ ‬الهندية‭ ‬بديوان‭ ‬الملك‭ ‬المغولي‭ ‬أورنج‭ ‬زيب‭ ‬عالَم‭ ‬جِـيـر‭. ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬مؤلفات‭ ‬عديدة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ ‬والدعوة‭ ‬والإرشاد‭ ‬والفقه‭ ‬والتاريخ‭ ‬والعروض‭. ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬كتبه‭ ‬‮«‬تحفة‭ ‬المجاهدين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أحوال‭ ‬البرتغاليين‮»‬،‭ ‬نسخة‭ ‬مخطوطة‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬الوطني‭ ‬بنيودلهي،‭ ‬تشمل‭ ‬تاريخ‭ ‬منطقة‭ ‬المليبار‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالأمم‭ ‬القديمة‭ ‬ودياناتها،‭ ‬وخاصة‭ ‬تاريخ‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وبداية‭ ‬تجارة‭ ‬شركة‭ ‬الهند‭ ‬الشرقية‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وقيامها‭ ‬وازدهارها‭. ‬

وله‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والشروح‭: ‬‮«‬مرشد‭ ‬الطلاب‮»‬‭ ‬و‮«‬سراج‭ ‬القلوب‭ ‬وعلاج‭ ‬الذنوب‮»‬‭ ‬و«شمس‭ ‬الهدى‮»‬‭ ‬و«تحفة‭ ‬الأحباء‮»‬‭ ‬و«شعب‭ ‬الإيمان‮»‬‭.‬

‭- ‬قطب‭ ‬الدين‭ ‬محمد‭ ‬النهروالي‭ ‬المكي‭ (‬1511م‭ - ‬1582م‭): ‬النهروالي‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬بلدة‭ ‬نَهَرْوَالَهْ‭ ‬قرب‭ ‬مدينة‭ ‬بَرَوْدَا،‭ ‬المعروفة‭ ‬حاليا‭ ‬بــ‭ ‬فادودارا‭ ‬Vadodara‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬غوجرات‭ ‬الهندية‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬قرب‭ ‬بحر‭ ‬العرب،‭ ‬والمكي‭ ‬بسبب‭ ‬انتقاله‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز‭ ‬وإقامته‭ ‬فيها‭. ‬وهو‭ ‬مؤرخ‭ ‬رفيع‭ ‬الشأن‭ ‬عند‭ ‬الأتراك‭ ‬خاصة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬حتى‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬هو‭ ‬المؤرخ‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العاشر‭ ‬الهجري‭. ‬

وله‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬كتب‭ ‬أبرزها‭: ‬‮«‬البرق‭ ‬اليماني‭ ‬في‭ ‬الفتح‭ ‬العثماني‮»‬،‭ ‬ألفه‭ ‬استجابة‭ ‬لرغبة‭ ‬سنان‭ ‬باشا‭ ‬فاتح‭ ‬اليمن،‭ ‬وسمّاه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬الفتوحات‭ ‬العثمانية‭ ‬للأقطار‭ ‬اليمنية‮»‬،‭ ‬وأهداه‭ ‬إلى‭ ‬السلطان‭ ‬سليم‭ ‬خان،‭ ‬ثم‭ ‬زاد‭ ‬زيادات‭ ‬يسيرة‭ ‬وسماه‭ ‬‮«‬البرق‭ ‬اليماني‭ ‬في‭ ‬الفتح‭ ‬العثماني‮»‬‭. ‬

يتضمن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬مجمل‭ ‬تاريخ‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬القرن‭ ‬العاشر‭ ‬الهجري‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬سنة‭ ‬اثنتين‭ ‬وسبعين‭ ‬وتسعمائة،‭ ‬ويظهر‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬حربية‭ ‬لمحاولة‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬اليمن‭. ‬

نُقل‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬التركية‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مصطفى‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬المعروف‭ ‬بخسرو‭ ‬زاده‭ ‬المتوفى‭ ‬سنة‭ ‬ثمان‭ ‬وتسعين‭ ‬وتسعمائة،‭ ‬ويُعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬تاريخ‭ ‬جنوب‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العاشر‭ ‬الهجري‭. ‬وكتابه‭ ‬الثاني‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬بأعلام‭ ‬بلد‭ ‬الله‭ ‬الحرام‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬ألفه‭ ‬سنة‭ ‬979هــ‭ ‬مرتباً‭ ‬على‭ ‬مقدمة‭ ‬وعشرة‭ ‬أبواب،‭ ‬وغيرهما‭ ‬كتب‭ ‬كثيرة‭.‬

‭- ‬العالم‭ ‬الكبير‭ ‬عبدالله‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬النهروالي‭ ‬الأصفي‭ (‬1540م‭ - ‬1612م‭) ‬المعروف‭ ‬بحاجي‭ ‬دبير‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭: ‬كتابه‭ ‬‮«‬ظفر‭ ‬الواله‭ ‬بمظفرواله‮»‬‭ ‬في‭ ‬جزءين‭ ‬سماه‭ ‬المؤلف‭ ‬دفترين،‭ ‬الدفتر‭ ‬الأول‭ ‬يتضمن‭ ‬تاريخ‭ ‬الملوك‭ ‬المظفرين‭ ‬في‭ ‬غوجرات‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬1396م‭ ‬و1572م،‭ ‬ويتحدث‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬ملوك‭ ‬الدكن‭. ‬

والدفتر‭ ‬الثاني‭ ‬يتناول‭ ‬التاريخ‭ ‬العام‭ ‬لحكومات‭ ‬المسلمين‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬الهند‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬حتى‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭.‬

وكان‭ ‬المستشرق‭ ‬إيدورد‭ ‬دنيسون‭ ‬روس‭ ‬Edward‭ ‬Denison‭ ‬Ross‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أدرك‭ ‬ذلك‭ ‬المؤلف‭ ‬ونقحه‭ ‬ورتبه‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجلدات‭ ‬مع‭ ‬مقدمة‭ ‬علمية،‭ ‬وأضاف‭ ‬فهرساً‭ ‬تفصيلياً‭ ‬مع‭ ‬المجلد‭ ‬الثالث‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭. ‬وقد‭ ‬ذكر‭ ‬المؤرخ‭ ‬عبدالله‭ ‬النهروالي‭ ‬تاريخ‭ ‬فاتحة‭ ‬عهد‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وإلى‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭.‬

‭- ‬الإمام‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬المعروف‭ ‬بالشاه‭ ‬ولي‭ ‬الله‭ ‬الدهلوي‭ (‬1703م‭ ‬ذ‭ ‬1762م‭): ‬كتابه‭ ‬‮«‬حجة‭ ‬الله‭ ‬البالغة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أسرار‭ ‬الشريعة‭ ‬الاسلامية‭ ‬وثقافتها‭ ‬وحكمها‭ ‬وفلسفتها،‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬متميز‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬عصره‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عصر‭ ‬فوضى‭ ‬واضطراب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والعلمية،‭ ‬مما‭ ‬دعاه‭ ‬إلى‭ ‬تأليف‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬حيث‭ ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬مقبِل‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬جديد،‭ ‬وأنه‭ ‬سوف‭ ‬يستقبل‭ ‬عصرا‭ ‬يقوم‭ ‬بناؤه‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬وما‭ ‬يكتسبه‭ ‬من‭ ‬علم،‭ ‬وأنه‭ ‬سوف‭ ‬يواجه‭ ‬ثورة‭ ‬فكرية‭ ‬عارمة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إيضاح‭ ‬الفكرة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وجلائها،‭ ‬وبيان‭ ‬أسرار‭ ‬الدين‭ ‬وحكمه،‭ ‬وأصول‭ ‬التشريع‭ ‬الإسلامي‭ ‬وأسسه‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الحياة‭ ‬والمجتمع‭. ‬

وله‭ ‬مؤلفات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬والحديث‭ ‬والفقه‭ ‬والسيرة‭ ‬والتاريخ‭ ‬والأدب‭ ‬والبلاغة،‭ ‬من‭ ‬أشهرها‭ ‬‮«‬الإنصاف‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬الاختلاف‮»‬،‭ ‬و‮«‬عقد‭ ‬الجيد‭ ‬في‭ ‬أحكام‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والتقليد‮»‬،‭ ‬و«الفوز‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أصول‭ ‬التفسير‮»‬،‭ ‬و«فيوض‭ ‬الحرمين‮»‬،‭ ‬و«أطيب‭ ‬النغم‭ ‬في‭ ‬مدح‭ ‬سيد‭ ‬العرب‭ ‬والعجم‮»‬‭.‬

‭- ‬السيد‭ ‬غلام‭ ‬علي‭ ‬آزاد‭ ‬البِلْجِرَامي‭ (‬1704م‭ ‬ذ‭ ‬1786م‭):‬‭ ‬هو‭ ‬أديب‭ ‬وشاعر‭ ‬ومؤرخ‭ ‬وعالم‭ ‬كبير،‭ ‬قل‭ ‬ما‭ ‬يوجد‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬غير‭ ‬عربي،‭ ‬في‭ ‬النحو‭ ‬واللغة‭ ‬والشعر‭ ‬والبديع‭ ‬والتاريخ‭ ‬والسير‭ ‬والأنساب‭. ‬كان‭ ‬مادحا‭ ‬صادقا‭ ‬لرسول‭ ‬الله‭ ‬‭[‬‭ ‬حتى‭ ‬لقب‭ ‬بــ‭ ‬‮«‬حـسان‭ ‬الهند‮»‬‭. ‬

خلف‭ ‬للأجيال‭ ‬مصنفات‭ ‬عديدة‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬والتاريخ‭ ‬والحديث‭ ‬والتراجم‭ ‬والشعر‭ ‬بالعربية‭ ‬والفارسية‭ ‬معا،‭ ‬كلها‭ ‬حظيت‭ ‬بالقبول‭ ‬والتجاوب‭ ‬لدى‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثين،‭ ‬منها‭ ‬كتابه‭ ‬بالعربية‭ ‬‮«‬سبحة‭ ‬المرجان‭ ‬في‭ ‬آثار‭ ‬هندستان‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬موزع‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬أبواب‭: ‬الأول‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الشهادات‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬التفاسير‭ ‬والحديث‭ ‬على‭ ‬فضائل‭ ‬الهند‭ ‬ومنزلتها‭ ‬الرفيعة،‭ ‬والباب‭ ‬الثاني‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬سير‭ ‬رجال‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬ولمحات‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭. ‬والباب‭ ‬الثالث‭ ‬يتكلم‭ ‬عن‭ ‬محسنات‭ ‬الكلام‭ ‬والبلاغة‭ ‬في‭ ‬الأدبين‭ ‬السنسكريتي‭ ‬والعربي،‭ ‬والباب‭ ‬الرابع‭ ‬خصص‭ ‬لموضوع‭ ‬الحب‭ ‬ويذكر‭ ‬المعشوقات‭ ‬والعشاق‭. ‬

وله‭ ‬آثار‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬والشعر‭ ‬والتاريخ،‭ ‬أبرزها‭ ‬‮«‬السبعة‭ ‬السيارة‮»‬،‭ ‬و«شفاء‭ ‬العليل‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬دراسة‭ ‬نقدية‭ ‬عن‭ ‬كلام‭ ‬أبي‭ ‬الطيب‭ ‬المتنبي،‭ ‬و«ديوان‭ ‬آزاد‭ ‬البلجرامي‮»‬،‭ ‬و«ضوء‭ ‬الدراري‭ ‬في‭ ‬شرح‭ ‬البخاري‮»‬‭.‬

‭- ‬العلامة‭ ‬عبد‭ ‬الحي‭ ‬بن‭ ‬فخر‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬
عبد‭ ‬العلي‭ ‬الحسني‭ (‬1869م‭ ‬ذ‭ ‬1923م‭): ‬هو‭ ‬كاتب‭ ‬كبير‭ ‬ومؤرخ‭ ‬هندي،‭ ‬قام‭ ‬بتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬عبر‭ ‬تنشيط‭ ‬حركات‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬ولعب‭ ‬دوراً‭ ‬بارزاً‭ ‬في‭ ‬تدوين‭ ‬وتوثيق‭ ‬الأحداث‭ ‬الثقافية‭ ‬والوقائع‭ ‬التاريخية‭. ‬وقدم‭ ‬خدمات‭ ‬اجتماعية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مهارته‭ ‬الطبية‭ ‬لعامة‭ ‬الناس،‭ ‬وكان‭ ‬يقضي‭ ‬معظم‭ ‬أوقاته‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬والدراسة‭ ‬لأمهات‭ ‬الكتب‭ ‬من‭ ‬التفسير‭ ‬والحديث‭ ‬والفقه‭ ‬والسير‭ ‬والتاريخ‭ ‬والأدب‭ ‬والشعر‭. ‬

ومن‭ ‬أشهر‭ ‬تصنيفاته‭: ‬‮«‬الإعلام‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الهند‭ ‬من‭ ‬الأعلام‮»‬،‭ ‬المسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬نزهة‭ ‬الخواطر‭ ‬وبهجة‭ ‬المسامع‭ ‬والنواظر‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬امتازت‭ ‬به‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تراجم‭ ‬الشخصيات‭. ‬استوعب‭ ‬كل‭ ‬عصورها،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الإسلام‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1923م،‭ ‬وهي‭ ‬سنة‭ ‬وفاة‭ ‬مؤلفه‭ ‬عبدالحي‭ ‬الحسني‭. ‬

يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬ثمانية‭ ‬مجلدات،‭ ‬ضم‭ ‬الأول‭ ‬منه‭ ‬أعلام‭ ‬القرون‭ ‬السبعة‭ ‬الأولى،‭ ‬واختص‭ ‬كل‭ ‬مجلد‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬بقرن‭ ‬من‭ ‬القرون‭ ‬السبعة‭ ‬الباقية‭. ‬

وله‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬جغرافية‭ ‬الهند‭ ‬وأخبار‭ ‬ملوكها‭ ‬وثقافتها‭ ‬وآثارها‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬معارف‭ ‬العوارف‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‮»‬،‭ ‬صدر‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الهند‮»‬‭ ‬من‭ ‬دمشق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1958م،‭ ‬و«الهند‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬ويسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬جنة‭ ‬المشرق‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬النور‭ ‬المشرق‮»‬‭.‬

‭- ‬الشيخ‭ ‬أبو‭ ‬الحسن‭ ‬علي‭ ‬الحسني‭ ‬الندوي‭ (‬1917‭ - ‬1999م‭): ‬مفكر‭ ‬إسلامي‭ ‬كبير‭ ‬وداعية‭ ‬إسلامية،‭ ‬امتلأت‭ ‬حياته‭ ‬بمواقف‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬وهبه‭ ‬الله‭ ‬البيان‭ ‬الناصع‭ ‬والأدب‭ ‬الرفيع،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬ذوق‭ ‬وحس‭ ‬أدبي،‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬كان‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والأمة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬خاطبهم‭ ‬بلسانهم‭ ‬في‭ ‬الفصحى‭. ‬

بلغ‭ ‬مجموع‭ ‬مؤلفاته‭ ‬وترجماته‭ ‬سبعمائة‭ ‬عنوان،‭ ‬منها‭ ‬177‭ ‬عنواناً‭ ‬بالعربية،‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬والسير‭ ‬والفلسفات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأدب‭ ‬والسلوك‭ ‬والعبادات،‭ ‬وقد‭ ‬ترجم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مؤلفاته‭ ‬إلى‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والتركية،‭ ‬قرأها‭ ‬العرب‭ ‬والعجم‭ ‬وانتفع‭ ‬بها‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭. ‬

ومن‭ ‬أشهر‭ ‬كتبه‭ ‬‮«‬ماذا‭ ‬خسر‭ ‬العالم‭ ‬بانحطاط‭ ‬المسلمين؟‮»‬،‭ ‬و«رجال‭ ‬الفكر‭ ‬والدعوة‭ ‬في‭ ‬الإسلام‮»‬،‭ ‬و«مختارات‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬و«السيرة‭ ‬النبوية‮»‬،‭ ‬و«الأركان‭ ‬الأربعة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الكتاب‭ ‬والسنة‮»‬،‭ ‬و«العرب‭ ‬والإسلام‮»‬،‭ ‬و«مذكرات‭ ‬سائح‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬العلمية‭ ‬والفكرية‭ ‬