التيبوغرافيا العربيّة هويّة أمّة!

التيبوغرافيا العربيّة هويّة أمّة!

نطالع كل يوم في الصحف وصفحات الإنترنت والكتب والمجلات وشاشات القنوات الفضائية وغيرها مما هو مرئي ومطبوع، العديد من أشكال الخطوط الطباعية العربية بأنواعها المختلفة، فهل فكرنا كيف تحولت الكتابة العربية من الخط العربي بكل جمالياته إلى هذه الخطوط الطباعية الجامدة؟ ولأي مدى تبلغ أهمية هذه الخطوط الطباعية العربية في عصر التكنولوجيا الرقمية المعاصرة؟

 

تطلق‭ ‬كلمة‭ ‬تيبوغرافيا‭ ‬على‭ ‬مجموع‭ ‬الحروف‭ ‬والأشكال‭ ‬المستخدمة‭ ‬طباعياً،‭ ‬وقد‭ ‬نشأ‭ ‬علم‭ ‬التيبوغرافيا‭ (‬أو‭ ‬علم‭ ‬الهيئات‭ ‬المطبوعة‭)‬،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬تقنيات‭ ‬الطباعة‭ ‬الأولى،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترتيب‭ ‬الحروف‭ ‬والوحدات‭ ‬الطباعية‭ ‬الأخرى‭ ‬وإعدادها‭ ‬للطباعة،‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬تقنيات‭ ‬الطباعة،‭ ‬حتى‭ ‬ظهر‭ ‬الحاسوب‭ ‬واحتل‭ ‬مكانةً‭ ‬كبيرةً‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الطباعة‭ ‬والنشر،‭ ‬ولمّا‭ ‬كان‭ ‬الحرف‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مخرجات‭ ‬الحاسوب‭ ‬الأساسية؛‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬صناعة‭ ‬الخطوط‭ ‬الطباعية،‭ ‬ولايزال‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬متسارعاً‭ ‬منذ‭ ‬ظهور‭ ‬الحواسيب‭ ‬وتقنياتها‭ ‬المختلفة‭ ‬وإلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬

لقد‭ ‬استغرق‭ ‬فن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬إجادته‭ ‬قروناً‭ ‬عديدة؛‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬والجودة،‭ ‬وامتد‭ ‬أثره‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬ميادين‭ ‬الفن‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ولمّا‭ ‬دعت‭ ‬الضرورة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الحرف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطباعة،‭ ‬اصطدم‭ ‬بعدة‭ ‬عوامل‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬تطوّره‭ ‬وتجويده،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬رسوخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الخط‭ ‬اليدوي،‭ ‬وضعف‭ ‬قدرة‭ ‬التقنية‭ ‬الطباعية‭ (‬التي‭ ‬أعدت‭ ‬أصلاً‭ ‬لحروف‭ ‬غير‭ ‬عربية‭) ‬عن‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتمثيل‭ ‬الجيد‭ ‬للخط‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬أوجاً‭ ‬من‭ ‬الرّقي‭ ‬تصعب‭ ‬محاكاته‭ ‬آلياً،‭ ‬فتم‭ ‬إخضاع‭ ‬الحرف‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬مقاييس‭ ‬الحرف‭ ‬اللاتيني،‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭ ‬أسلوب‭ ‬الكتابة‭ ‬البسيط،‭ ‬والتخلّي‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬التراث‭ ‬الخطي‭ ‬الجمالية‭ ‬والوظيفية،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬خصائص‭ ‬الكتابة‭ ‬العربية‭ ‬وقواعد‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬توظيفهما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحروف‭ ‬الطباعية‭.‬

وبات‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الخط‭ ‬اليدوي‭ ‬التقليدي‭ ‬والخط‭ ‬الطباعي،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬فن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬والتصميم‭ ‬التيبوغرافي‭ ‬حقلين‭ ‬منفصلين‭ ‬تماماً،‭ ‬لهما‭ ‬قواعد‭ ‬واستعمالات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬يُعتبر‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬أفضل‭ ‬إنجازات‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية‭ ‬ويحاط‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬الإجلال،‭ ‬بينما‭ ‬بقي‭ ‬التصميم‭ ‬التيبوغرافي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬تجارية‭ ‬تتمتع‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬الذوق‭ ‬والتقدير‭.‬

إن‭ ‬سيادة‭ ‬وهيمنة‭ ‬المثيرات‭ ‬البصرية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة؛‭ ‬أصبحت‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬بالعقل‭ ‬البشري‭ ‬وتساعده‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومة‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬يتشكّل‭ ‬وعي‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاصر،‭ ‬مما‭ ‬يحتّم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التيبوغرافيا‭ ‬كعنصر‭ ‬مهم‭ ‬وجوهري،‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الجذب‭ ‬وزيادة‭ ‬كفاءة‭ ‬العملية‭ ‬الاتصالية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اكتساب‭ ‬التصميم‭ ‬الفني‭ ‬للمسات‭ ‬جمالية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُحدث‭ ‬قدراً‭ ‬من‭ ‬التشويق‭ ‬الجذاب،‭ ‬استجابة‭ ‬إلى‭ ‬التوجّهات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفنون‭ ‬التطبيقية،‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬القيم‭ ‬الجمالية‭ ‬إلى‭ ‬الوظيفة‭ ‬الأدائية‭ ‬للأشياء،‭ ‬بحيث‭ ‬تقترب‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬بما‭ ‬يدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الإقبال‭ ‬عليها،‭ ‬ولعل‭ ‬القيمة‭ ‬الجمالية‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬منفعتها‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬لمسات‭ ‬مشوّقة‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬يمكن‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬بتصميمات‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬القرّاء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المزاوجة‭ ‬بين‭ ‬المضامين‭ ‬الملبية‭ ‬لحاجات‭ ‬القرّاء‭ ‬الاتصالية،‭ ‬والإخراج‭ ‬المتقن‭ ‬لهذه‭ ‬المضامين،‭ ‬يتحقق‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بالاستفادة‭ ‬مما‭ ‬تنطوي‭ ‬عليه‭ ‬الخطوط‭ ‬الطباعية‭ ‬المستخدمة‭ ‬من‭ ‬جماليات،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬تسخيرها‭ ‬في‭ ‬ذاتها،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقتها‭ ‬بغيرها‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬والوحدات‭ ‬التيبوغرافية‭ ‬لتحقيق‭ ‬القيم‭ ‬الجمالية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لخدمة‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭. ‬

إن‭ ‬اتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬والخط‭ ‬الطباعي؛‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تغييب‭ ‬العنصر‭ ‬الجمالي‭ ‬والوظيفي‭ ‬في‭ ‬حروف‭ ‬الطباعة‭ ‬العربية،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬التيبوغرافي‭ ‬وتطوره،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬التيبوغرافيا‭ ‬العربية‭ ‬تمثل‭ ‬جوانب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ذات‭ ‬تماس‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬احتياجاته‭ ‬الجمالية‭ ‬والوظيفية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬العنصر‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬تطور‭ ‬الفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬الحديث،‭ ‬فالحرف‭ ‬يتضمن‭ ‬قدرة‭ ‬فائقة‭ ‬على‭ ‬احتمال‭ ‬خصائص‭ ‬الفرد‭ ‬ومميزاته‭ ‬وأبعاده‭ ‬النفسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬باعتباره‭ ‬الوسيلة‭ ‬المعرفية‭ ‬الراقية‭ ‬والأكثر‭ ‬تأثّراً‭ ‬وتأثيراً‭ ‬بالكون‭ ‬والذات‭ ‬الإنسانية‭ ‬معاً،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬إهدار‭ ‬جماليات‭ ‬الخطوط‭ ‬الطباعية‭ ‬العربية،‭ ‬والتضحية‭ ‬بقوانينها‭ ‬وأنظمتها،‭ ‬يعدان‭ ‬مسألة‭ ‬خطيرة‭ ‬لارتباطها‭ ‬الوثيق‭ ‬بالهوية‭ ‬والتراث‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وإن‭ ‬تفشي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬المعاصرة؛‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬تشويه‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬ثقافية‭ ‬وحضارية،‭ ‬عدا‭ ‬أنه‭ ‬سيقود‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أغنى‭ ‬تجاربه‭.‬

 

التيبوغرافيا‭ ‬والهوية‭ ‬العربية

تعتبر‭ ‬التيبوغرافيا‭ ‬بطبيعتها‭ ‬الشمولية‭ ‬الشاهد‭ ‬على‭ ‬الفوائد‭ ‬الجمّة‭ ‬للتبادل‭ ‬الحضاري،‭ ‬لكونها‭ ‬محوراً‭ ‬بصرياً‭ ‬اتصالياً‭ ‬يؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬ونشر‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة‭ ‬والوعي،‭ ‬وتكوين‭ ‬الملامح‭ ‬البصرية‭ ‬لهوية‭ ‬أي‭ ‬حضارة،‭ ‬لاسيما‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الحضارات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعرفة‭ ‬والاختراعات‭ ‬معها،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬للشبكات‭ ‬الرقمية‭ ‬والحركة‭ ‬السكانية‭ ‬المتواصلة‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬أهمية‭ ‬ثقافية‭ ‬قصوى‭ ‬لحروف‭ ‬طباعية‭ ‬عربية‭ ‬جيدة‭ ‬وسليمة،‭ ‬لإيجاد‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬الهوية‭ ‬البصرية‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية،‭ ‬يتيح‭ ‬تصوراً‭ ‬لإنشاء‭ ‬جسور‭ ‬ثقافية‭ ‬بين‭ ‬الأمم،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬القومية،‭ ‬فالثقافة‭ ‬المرئية‭ ‬هي‭ ‬العنصر‭ ‬الأساس‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬المتوازن،‭ ‬ومع‭ ‬انتشار‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬تجلّت‭ ‬أهمية‭ ‬التيبوغرافيا‭ ‬والتفاعل‭ ‬المتواصل‭ ‬مع‭ ‬النص،‭ ‬فأصبحت‭ ‬قدرة‭ ‬التواصل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحروف‭ ‬الطباعية‭ ‬في‭ ‬تضخّم‭ ‬متزايد‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الحديث،‭ ‬وبهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬الحرف‭ ‬الطباعي‭ ‬العربي؛‭ ‬التجسيد‭ ‬المطلق‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬ظل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬الطباعة‭ ‬العربية‭ ‬يعاني‭ ‬قصوراً‭ ‬جمالياً‭ ‬ووظيفياً‭ ‬بائناً،‭ ‬وقد‭ ‬يخلّف‭ ‬استخدامها‭ ‬آثاراً‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬تطوّر‭ ‬التيبوغرافيا‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وتتمثل‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تطبيقات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬تسكين‭ ‬الحروف‭ ‬الطباعية‭ ‬العربية‭ ‬الرقمية،‭ ‬والاستعاضة‭ ‬عنها‭ ‬بتطبيقات‭ ‬خاصة‭ ‬بلغات‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الإضرار‭ ‬بجمالياتها‭ ‬وقيمها‭ ‬الوظيفية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أسس‭ ‬ومعايير‭ ‬محددة‭ ‬تحكم‭ ‬صناعة‭ ‬وتصميم‭ ‬الخطوط‭ ‬الطباعية‭ ‬العربية،‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامتها‭ ‬وقيمها‭ ‬الجمالية‭ ‬الوظيفية‭.‬

 

إذن‭... ‬ما‭ ‬الحل؟

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬خطوط‭ ‬الطباعة‭ ‬العربية‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الارتقاء‭ ‬بقيمها‭ ‬الجمالية‭ ‬والوظيفية،‭ ‬وذلك‭ ‬بالاتفاق‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ومعايير‭ ‬محددة‭ ‬تحكم‭ ‬صناعتها‭ ‬وتطويرها‭ ‬وتنظم‭ ‬إنتاجها‭ ‬وتوزيعها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬جميع‭ ‬طوائف‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الحروف‭ ‬الطباعية‭ ‬العربية‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالاتهم،‭ ‬مع‭ ‬السعي‭ ‬الجاد‭ ‬من‭ ‬التيبوغرافيين‭ ‬والمبرمجين‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬وتطوير‭ ‬برامج‭ ‬حاسوبية‭ ‬خاصة‭ ‬بتسكين‭ ‬خطوط‭ ‬الطباعة‭ ‬العربية،‭ ‬تحقق‭ ‬مواصفات‭ ‬قياسية‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ونظام‭ ‬الكتابة‭ ‬العربية‭ ‬الأساسي،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬استلهام‭ ‬القيم‭ ‬الأصيلة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬واستصحابها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خطوط‭ ‬الطباعة‭ ‬العربية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لتطوير‭ ‬التيبوغرافيا‭ ‬العربية‭ ‬برمتها،‭ ‬أكاديمياً‭ ‬ومهنياً‭ ‬ومجتمعياً،‭ ‬والتعريف‭ ‬بدورها‭ ‬الحيوي‭ ‬والمهم،‭ ‬لكونها‭ ‬الحامل‭ ‬للثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬والأمين‭ ‬عليه‭■