أولياء الله الصالحون

أولياء الله الصالحون

لا أعرف لماذا تنثال على ذهني - وقد تجاوزت السبعين من عمري - ذكريات بعيدة من سنوات الطفولة، والذكريات التي تلح عليّ هذه المرة هي ذكريات تتعلق بالجانب الروحي الذي هو غير بعيد عن المعتقدات الدينية الشعبية. 
وقد كنتُ في سنواتي الباكرة مقرّبًا من أمي التي أذكر أنها كانت تخشى عليّ من أي شيء بوصفي ابنها الأخير، أو «آخر العنقود»، ولذلك كانت حريصة على أن تصطحبني معها لزيارة أولياء الله الصالحين، كي يباركونني ويبعدوا الشر وشياطينه عَنِّى.

ربما كان أول مَن أذكره من هؤلاء الأولياء، هو الشيخ محمد الزغبي، وكان شيخًا مجذوبًا يعيش هائمًا على وجهه بمدينة المحلة الكبرى في أواخر الأربعينيات، ولا أزال أذكر أنني كنت ألعب بِكُرة صغيرة بجوار أمي التي كانت مشغولة بالحديث مع جيراننا، وفجأة مر شيخٌ مجذوب في الطريق وتابعته الأبصار.
لكنه توقف فجأة وانحنى على الأرض ليلتقط بيديه علبة سجائر فارغة أخذ يزيل أطرافها، إلى أن أصبحت مجرد ورقتين. وكانت أمي وجاراتها يرقبنه في صمت ورهبة، وفجأة اتجه المجذوب نحونا وهو يركز نظراته عليّ، فأصابنا الرعب وفقدتُ بدوري القدرة على الحركة، كأن نظرات عينيه قد أحالتني حجرًا، وجاء إلى المجلس الذي كنتُ ألعب فيه بجوار أمي، وهو لا يتوقف عن النظر إليّ، وعندما وقف أمامي حدق فيّ بعينيه الزائغتينِ، وانحنى ليعطيني ورقتي علبة السجائر، فأصابني الرعب والهلع وأخذت أبكي، لكنني لم أستطع إلا أن أمد إليه يدي اليمنى، كما لو كنتُ أستجيب استجابة تلقائية إلى أوامر صادرة من عينيه الغريبتينِ، وتلقيتُ الورقتين في يدى، وما إن تلقيتهما حتى ابتعد وذهب في طريقه وتركني باكيًا من الخوف، وبالطبع هدَّأتني أمي التي أخذتني في حضْنها، وهي تقول: «لا تبكِ يا حبيبي، هذه بَركة ونفحة من نفحات شيخك محمد الزغبي». ولم أفهم وقتها معنى شيخي، ولا معنى النفحة أو البركة.
ومرت الأيام على هذا الحادث، وكرّت السنوات والأعوام وحصلتُ على الشهادة الأولى في حياتي، وهي الابتدائية، وعندها ابتسمت أمي وقالت لي: «هذه هي النفحة الأولى من البركات التي أعطاها لك الشيخ محمد الزغبي، رحمة الله عليه».

الشيخ الزغبي
كان الشيخ قد توفي، وبنى له أهل الحي مقامًا صغيرًا يتبركون به، وذلك في جنوب مدينة المحلة الكبرى التي وُلِدت فيها سنة 1944. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد صارت أمي - كلما حصلتُ على شهادة أو درجة علمية - تُظهر فرحتها المصحوبة بقولها الواثق: «ألم أقل لك إن هذه نفحات وبركات الشيخ الزغبي؟!، تَذَكّر هذا واقرأ له الفاتحة كلما مررت بمقامه».
وبالفعل صرتُ أقرأُ الفاتحة كلما مررت بمقامه، وكان عبارة عن زاوية صغيرة في أطراف المدينة. ومرت الأعوام وانتقلتُ من المحلة الكبرى إلى القاهرة كي ألتحق بجامعتها، وأواصل حياتي العلمية الطويلة التي بدأت من سبتمبر 1961 إلى أن تخرجت بالجامعة في يونيو 1965، حاصلًا على ليسانس الآداب من قسم اللغة العربية.
وبعد أن اطمأننتُ إلى أنني حققتُ المكانة الأولى التي كنت أسهر الليالي من أجلها، عدت إلى المحلة الكبرى كي أُبشِّر والديّ بخبر حصولي على ليسانس الآداب بأعلى درجة، الأمر الذي يؤهلني لكي أكون معيدًا أو مشروع دكتور في الجامعة.
وعندما أخبرتُ أمي بذلك رأيت ابتسامة واسعة تفترش وجهها الصبوح، وتقول لي مرة أخرى: «ألم أقل لك هذه بركات الشيخ محمد الزغبي؟!». ومضت بي الحياة وصارت هذه الجملة لازمة من لوازم حصولي على كل شهادة جامعية عليا إلى أن ضاقت بي الحال ذات مرة، فقلتُ لها: «يا أمي. هذا نتيجة جهدي وتعبي وسهر الليالي»، فإذا بها تغضب وتردعني قائلة: «لا تقل هذا حتى لا يغضب سيدي محمد الزغبي، فكل هذه الشهادات التي حصلتَ عليها والتي ستحصل عليها هو الذي قدّمها إليك عندما أعطاك الورقتين الصغيرتين منذ سنوات بعيدة، متنبئًا لك بكل الشهادات التي ستحصل عليها». 
وكلما تذكرتُ هذه الحادثة دعوت لأمي بالرحمة، فقد ظلت حيّة إلى أن أنهيت درجة الدكتوراه التي عملت بعدها مدرسًا في جامعة القاهرة. 

شعور غامض
أذكر أن أمي أوصتني قبل وفاتها أن أذهب إلى زاوية الشيخ الزغبي، وأوزع الصدقات على روحه الطاهرة فيما قالت لي، فكل ما أنا فيه من نفحاته وبركاته.
الغريب أنني لا أزال إلى اليوم أنطوي على بعض الشعور الغامض بأن هذا الشيخ الطيب إنما كان يتنبأ لي بمستقبل علمي، فما زلتُ أرث عن أمي بعض إيمانها بالأولياء الصالحين الذين يعطيهم الله - سبحانه وتعالى - ما لم يُعطِهِ لغيرهم، ويكشف عنهم الحجاب، فيرون ما لا يراه غيرهم.
هذه هي القصة الأولى للأولياء في حياتي، أما القصة الثانية، فهي قصة أحد رجال الدين المسيحيين الصالحين في اعتقاد أمي - رحمها الله - وكانت تسميه «أبو جُرج»، وكان مقامه في قرية قريبة بعض الشيء من مدينة المحلة الكبرى، غير بعيدة عن مدينتي المنصورة وكفر شكر.
وأذكر أنها كانت تأخذني مع أختي الأكبر مني في السنّ، لنذهب إلى كنيسة «أبو جرج» لنيل البركة، وكي تحمينا بركات القساوسة المَرضىِّ عنهم.
الغريب أننا أسرة مسلمة، وظللتُ بعد أن كبرتُ أسأل نفسي كيف كانت تعتقد أمي المسلمة في بركات قديس مسيحي؟! ولكن أمي
 - وجيلها - لم تكن تفرّق في الإيمان بالبركة بين دين ودين، فالبركة عندهم هي منحة يمنحها الأشخاص الصالحون الذين تنير قلوبهم بالإيمان والمحبة التي يوزعونها على كل طالب مهما كانت ديانته.

مار جرجس
عندما كبرتُ عرفت أن «سيدي أبو جُرج» هو القديس مار جرجس، وأن المكان المبارك الذي كانت تأخذني إليه أمي، إنما هو دير يقع في هذه القرية التي لا يزال طالبو الشفاعة من المسلمين والمسيحيين يزورونه طلبًا للبركة والشفاعة.
وقد قرأتُ أخيرًا ما ذكّرني بمقام مار جرجس الذي دُفن في بلده «اللد» بفلسطين، لكنّ أحد محبيه أحضر جزءًا من رُفاته إلى مصر، وفي أثناء سفره تعطلت المركبة القادمة به من فلسطين، وتوقفت قرب قرية «ميت دمسيس»، ورأى من يحمل الرفات صليبًا معلّقًا فوق دير، فعلم أنه دير السيدة العذراء العامر، فقرر زيارته وقتها، فظهر القديس «مار جرجس» في السماء لرئيس الدير بكامل هيئته، وهرع الجميع لاستقباله وأبلغوا البابا أثناسيوس بالخبر، فقرروا تأسيس الكنيسة الأثرية هنا، تلك التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف وخمسمئة سنة، وتم تغيير الدير ليحمل اسم القديس مار جرجس.
ومع مرور الوقت تكاثرت الروايات والحكايات الشعبية عن معجزات هذا القديس المسيحي، وهي معجزات آمن بها أبناء الشعب البسيط الذين يسكنون أو يعيشون في الدائرة الجغرافية التي يقع الدير في وسطها. وهؤلاء البسطاء هم الذين أحالوا اسم «مار جرجس» إلى «سيدي
أبو جرج»، وصاروا يقيمون له «مولدًا» في كل عام، خصوصًا بعد أن شاعت قدرته على شفاء المرضى وتلبية الحاجات ومباركة الأطفال، وغير ذلك من المعتقدات الشعبية ذات الطابع الديني.
ولذلك كانت أمي تقول لي في ذلك الزمن البعيد جدًّا إن كرامات سيدي أبو جرج تشفي الأمراض، وحالات المس الشيطاني، وتحقق رجاء من يتوجه إليه طالبًا العون على تحقيق أحلامه.

خشوع ودعاء
صحبتني أمي وأنا طفل صغير لكي أذهب إلى مقام «سيدي أبو جرج» وجعلتني أدخل الكنيسة، وأمرتني أن أقرأ القرآن الكريم، وأطلب من «سيدي أبو جرج» كل ما أتمناه من نجاح في دراستي. ولا أعرف بالضبط كم كان عمري وقتها، لكنني أذكر أنني وقفت في خشوع، وقرأت ما كنت أحفظه من سور القرآن أو آياته، وكنتُ أدعو الله أن يكلل جهودي بالنجاح، وأن أحصل على الشهادات التي بشّرني بها الشيخ محمد الزغبي، ومن ثم أكرر الأدعية نفسها التي علمتني أمي أن أدعو الله بها ليستجيب لها في مولد السيد البدوي بمدينة طنطا القريبة من المحلة الكبرى، ومولد سيدي إبراهيم الدسوقي في مدينة دسوق، التي لا تبعد كثيرًا عن المحلة أيضًا. 
أما أبي، رحمه الله، فقد ذهب - قبل ولادتي بسنوات قليلة - إلى مقام «سيدي جابر» بالإسكندرية كي يرزقه الله بولد، ونذر أمام مقامه أنه سيسمي ولده باسم جابر، إذا رزقه الله به، وأسعد قلبه بولادته. وقد حقق له الله أمنيته، فرزقه بي، وهكذا أصبح اسمي جابر تيمنًا بالعالِم جابر بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد الأنصاري، الذي جاء إلى الإسكندرية، وعاش فيها عَطِر السيرة، مهاب المقام إلى أن توفاه الله في الزاوية التي أقامها ليتعبد فيها سنة 697هـ متجاوزًا التسعين من عمره، فتحولت الزاوية إلى المسجد الحالي الذي لا يزال الناس يلجأون إليه من عامة الإسكندرانية ليدعوا الله بتحقيق آمالهم.
هذا عن اسمي، أما عن ميلادي في المحلة الكبرى ودراستي الأولية فيها، فهي سنوات موزعة بين المدارس والإجازات التي كانت مقسمة بين «السيد البدوي» في مدينة طنطا و«سيدي إبراهيم الدسوقي» بدسوق.

السيد البدوي
أما السيد البدوي، فهو مغربي الأصل من مدينة فاس، جاء إلى مصر في طريقه إلى الحج، لكنه قرر الإقامة فيها سنة 1276 ميلادية، واستقر في مدينة طنطا، وهناك ازدهرت طريقته الصوفية، واتبعه الناس الذين تحلَّقوا حوله بوصفه إمامًا وقطبًا، واتخذوا لأنفسهم عِمَمًا حمراء، وجعلوا لهم عَلمًا أحمر يميزهم عن غيرهم من الجماعات الصوفية. 
وقد دُفِن الشيخ أحمد بن علي إبراهيم البدوي في طنطا بعد وفاته عن أكثر من تسعين عامًا. وظلت فرقته الصوفية تحتفل بمولده كل عام وتعمل بوصاياه التي منها: «أشفِق على اليتيم، واكْسُ العريان، وأطعم الجوعان، وأكرم الغريب والضيفان».
وكان يحث على العمل الصالح وبذل مَنْ يملك لِمن لا يملك، ولذلك كنا نذهب جميعًا إلى مولده ونتمتع بأكل الحلوى التي برع في صنعها أهل طنطا من التجار الذين أقاموا محالهم حول المقام أو بالقرب منه، ليبيعوا حلوى المولد بأنواعها المتعددة، أو «الحمص اللذيذ» الذي كنتُ ألتهمه التهامًا وأنا طفل صغير.
أما «سيدي إبراهيم الدسوقي»، فهو إبراهيم عبدالعزيز أبوالمجد، من رجالات القرن السابع الهجري، وكان في الأصل إمامًا صوفيًّا سُنِّيًا مصريًّا، وآخر أقطاب الولاة الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية.
وقد لقب نفسه بالدسوقي نسبة إلى مدينة دسوق بشمال مصر التي نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته. وينتهي نَسبه من جهة أبيه إلى الحسين 
بن علي بن أبي طالب ]، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطي، خليفة الطريقة الرفاعية في مصر. وقد درس على كبار الصوفية، وتأثر بأفكار أبي الحسن الشاذلي، وكان على صلة بأحمد البدوي بمدينة طنطا الذي كان معاصرًا له، وكان الدسوقي من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملي الشرعي. 

شيخ الإسلام
تولى الدسوقي منصب شيخ الإسلام في عهد السلطان بيبرس البندقداري. وقد نُسب إليه عدد من الكرامات الخارقة للعادة، ولذلك يشكك بها بعض المتصوفين من أهل السنّة والجماعة. وانتشرت طريقته في مصر والسودان، إلى جانب بعض الدول الإسلامية والأوربية. 
وقد تفرع من طريقته عدد من الطرق الأخرى، أشهرها: البرهامية والشهاوية والدسوقية المحمدية، والبرهانية الدسوقية الشاذلية بالسودان، وهي طريقة محظورة في مصر، لتكفير الأزهر لها.
ولن أتحدث عن البركات التي تُروى عن كل من إبراهيم الدسوقي والسيد البدوي، فهي موجودة في كُتب سير الأولياء. وقد حصل د. محمد أبوالفضل بدران على درجة الدكتوراه من ألمانيا تحت إشراف د. آن ماري شميل الألمانية، وهي الأطروحة التي نشر بعضها في كتابه عن الكرامات والأولياء. 
ولا أذكر على وجه التحديد متى توقف والديَّ بوجه عام، وأمي بوجه خاص، عن الذهاب بي إلى أولياء الله الصالحين هؤلاء، ربما كان ذلك بعد أن أكملت المرحلة الأولية من الدراسة، وأصبحتُ على درجة من الوعي والثقافة، واطمأن كلاهما في الوقت نفسه إلى أن أمنياتهما بالحصول على «جابر» قد تحققت بفضل بركة سيدي جابر في الإسكندرية، وشفاعة السيد البدوي وبركة إبراهيم الدسوقي صاحب الكرامات. 
لكنني عندما أجلس وحدي وأسترجعُ صور الماضي، تنبثق في ذهني على الفور النفحات الروحية العَطِرة التي كنتُ أشعر بها كلما زُرتُ مسجد سيدي أحمد البدوي ومسجد إبراهيم الدسوقي، فضلًا عن الذكرى البعيدة جدًّا لزيارة مقام «سيدي أبو جُرج» أو القديس «مار جرجس» الذي لا تزال صورته على حصانه وهو يغرس رُمحه في التنين الشرير، عالقة في ذهني إلى اليوم.

إيمان خاص 
ربما كانت زياراتي المتكررة لهؤلاء الأولياء مع أبي وأمي، أو أمي وحدها، هي سبب من الأسباب التي تجعلني أنطوي على نوع خاص من الإيمان، بمعنى البَركة، ونوع من القرب إلى التصوف، فضلًا عن إيمان راسخ بالتسامح الديني الذي لا يميز بين قديس مسيحي، أو ولي من أولياء الله الصالحين، في معنى منح البركة لكل من يطلبها، والاستجابة إلى دعاء ذوي الحاجات.
وهأنذا بعد ما يقرب من سبعين عامًا على زيارتي الأولى لأحد هؤلاء الأولياء، أذكر بالعرفان ما زرعته أمي في داخلي من إيمان ديني عميق، وما أضافته إلى هذا الإيمان من مسحة صوفية تؤمن ببركات الأولياء. أعني ذلك الإيمان الذي جعلني مدمنًا على زيارة مقام الحسين في القاهرة، والسيدتين زينب ونفيسة. 
ولا أزال أذكر بعد أن جئتُ إلى القاهرة أنني تعودت على أن أذهب إلى مقامات هؤلاء، فأجلس إلى جوار مقام الحسين ممسكًا بقضبان المقام، داعيًا الله في الأزمات التي واجهتُها في حياتي الباكرة. وكان الله يستجيب لدعائي في كل الأحوال.
هل أستطيع أن أقول إن هذه المسحة الصوفية التي تُغلِّف إيماني الديني، هي نفحة من تربيتي الباكرة، أو هي أثر من آثار تكويني الأول منذ أن اعتدتُ مصاحبة أمي في زياراتها إلى الأولياء؟
قد يكون الأمر كذلك، وأعترف  بأنني  - رغم العقلانية الشديدة والصارمة التي أنطوي عليها، والتي أدعو إليها في أغلب مقالاتي عن التنوير - لا أشعرُ بأنها تتعارض قط مع عقيدتي الإسلامية من ناحية، ومع إيماني الروحي العميق الذي تأصَّل أول ما تأصل مع زياراتي لهؤلاء الأولياء الذين تعلمت من أمي - خلال هذه الزيارات - معنى التسامح العميق الذي لا يجعلني أميّز بين قديس مسيحي أو صوفي من مشايخ الصوفية، مثل السيد أحمد البدوي أو سيدي إبراهيم الدسوقي. المهم أنني لا أزال أذكر - بعد مضى ما يزيد على ستين عامًا - اليد اليمنى لهذا الطفل الصغير الذي كنُتُه، وأنا أمسك بيد أمي وأتبعها، زائغ العينينِ مُوزَّع اللب، مُشتَّت الانتباه إزاء كل هذه المباهج التي كنت أراها بين موالد الأولياء الذين تسميتُ باسم واحد منهم، ولا أزال أحمل هذا الاسم الذي يُذكِّرني بأصل صاحبه ومكانته في العلم الديني والتصوف على السواء ■