الفلسفة وتسلية المحزون... بين حيل الكندي وعزاء بوئثيوس
إن التعاطي مع دور الفكر في معالجة الحزن ليس بالأمر الجديد، فرسالة الكندي «في الحيلة لدفع الأحزان»(*)، القادمة من القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، تناقش موضوع الحزن وتشخيصه وتوفير الحيل لعلاجه من خلال منهج عقلي واضح المعالم، ومن قبله كتاب فيلسوف اللاهوت المسيحي بوئثيوس «عزاء الفلسفة»(**)، الذي يقدم وصفة عقلية محددة كأدوية لمسببات الحزن، ونلاحظ هنا أن هذين الفيلسوفين لهما المكوّن والمصدر نفسه، أعني الدين، فالكندي ينحاز إلى جانب معتقده الديني، بل والمنافحة عنه، وإذا وجد تعارضاً ظاهرياً بين الفلسفة والدين، فإنه يعمد إلى نوع من التوافق العميق الذي يزيح التعارض الظاهر، وكذلك الحال مع بوئثيوس الذي - كما أسلفنا - هو فيلسوف لاهوت مسيحي، ومع ذلك لا نجد في نصوص الاثنين أي أثر يميل نحو تناول الحزن من زاوية وجدانية دينية، إنما ينطلقان في المعالجة النفسية من الإرادة الإنسانية.
يبحث الكندي في رسالته «في الحيلة لدفع الأحزان» عن حلول ومعالجات، أو كما يسميها حيلاً للتعامل مع هذا العارض الذي له تأثير كبير على مجمل حياة الإنسان، ألا وهو الحزن، ونتبين من خلال استعراض هذا النص أن الكندي يبحث عن العلاج بالإنسان، ومن خلال الإنسان باعتباره سيد نفسه والقادر على التعامل مع حالاته وآفاته وأدرانه بقواه والشخصية التي يمتلكها، يركز الكندي على أهمية العقل بوصفه المنطلق الأساس في المعالجة، لا بل هو صمام الأمان لمجابهة أحوال الألم النفساني، وذلك عن طريق إبراز التناقض المنطقي الذي نقع فيه عندما يتسلّط علينا الحزن ويتملكنا نتيجة محزنات معينة، بل ويذهب أبعد من ذلك ليجعل لعالم العقل مزية فارقة عن عالم الحس، وهي مزية الثبات والدوام وعدم التقلب والتذبذب كما هي حال مطلوبات الحس، ويوجّه الكندي إلى مشاهدة العالم العقلي وتصيير «محبوباتنا وقنياتنا وإرادتنا منه» لأنه «إن فعلنا ذلك أمنا أن يغصبنا قنياتنا أحدٌ، أو يملكها علينا يد، وأن نعدم ما أحببنا منها، إذ لا تنالها الآفات ولا يلحقها الممات ولا تفوتنا الطِّلبة».
كما نلمح منهجية علمية عند الكندي في بحثه الدقيق عن السبب وراء ظاهرة الحزن، ومفهوم السبب والعلية لا شك من أهم المفاهيم العقلية المنهجية، فمن دون معرفة السبب لا يمكن معالجة المُسبّب، وبعبارة جليّة «كل ألم غير معروف الأسباب غير موجود الشفاء» كما يقول الكندي. وإذا أردنا الشفاء من الحزن فلابد لنا من معرفة «ما الحزن وأسبابه»، وهكذا يضمِّن الكندي في تعريفه للحزن الأسباب المؤدية إليه، فيقول «إن الحزن ألم نفساني يعرض لفقد المحبوبات وفوت المطلوبات».
إذن المحبوبات والمطلوبات الحسية أشياء قابلة للتبدل والتغيير أو للفقد والفوت، وبالتالي مسببة للحزن، لكن التغير هو طبيعتها، وثباتها على حال يخالف هذه الطبيعة. وينبغي التعاطي مع تلك المطلوبات وفقاً لطبيعتها المتغيرة العابرة، ولا يتحصّل لنا ذلك إلا بتوطين النفس وتعويدها على تقلبات الحياة وصروفها. يتعلق الأمر إذن بسلوك مكتســــب يستطيعه الإنسان، فـ «المكروه والمحبوب الحسي ليسا شــــيئاً في الطبع لازماً، بل بالعـــادات وكثـــــرة الاستعمال»، ويــــدلل الكندي على ذلك بالنظر إلى «أحوال الناس واختلافهم في مراداتهم ومطالبهم»، ويمثل ذلك بعديد من الأمثلة، نذكر منها مدمن لعب القمار الذي «مع استلاب ماله وضياع أيامه باطلاً وتتالي أحزانه بمقموراته - بأمره بهجاً مسروراً، وكل ما خالف ذلك عنده وحجبه عنه مصائب ونقصٌ به»، وهكذا يتمركز مفهوم العادة لإصلاح النفس وعلاجها في مقابل الأدوية التي تقدم لعلاج وإصلاح الجسد كالقطع والكي وغيرها.
ويقدم لنا الكندي فيما يشبه الوصفة الطبية عشرة أدوية لمعالجة الحزن والأسى ومداواة المحزون، نعرض لبعضها بإيجاز. في الدواء الأول الذي يصفه بالسهل، يقسم الكندي المحزنات إلى قسمين، قسم خاص بأفعالنا وقسم خارج عن إرادتنا، أي خاصاً بفعل غيرنا، أما الذي يتعلق بالقسم الأول فينبغي بكل بساطة ألا نفعل أفعالاً تسبب لنا الحزن، لأننا إن فعلــــنا ذلك وقعنا في تناقض يجعلنا كـ «العدماء عقولهم»، بحسب الكندي. فنحن إن كنا لا نريد أن نحزن ومع ذلك نفعل ما يُحزننا، «فنحن نريد ما لا نريد»، أما القسم الآخر الخارج عن إرادتنا، فالتعامل معه من وجهين، أما الوجه الأول فهو أن ندفعه إن كنا قادرين على ذلك، أو أن نتحايل عليه بالتقليل من مدته إذا كنا غير قادرين على دفعه. والأمر الأهم الذي يحذرنا الكندي منه هو ألا نحزن لمجرد توقع وقوع المحزن، لأنه ببساطة قد لا يقع، وإذا لم يمنعه مانع فيجب الاكتفاء بالحزن حال وقوعه، وعند وقوع المحزن، يجب التعامل مع الحزن، الذي هو لا محالة له نهاية ككل شيء في هذه الحياة، بالتسلية لتقصير مدته.
وفي حيلة أخرى يقدمها تعتبر متممة وموضحة للحيلة السابقة، وتساعد على السلوة وتعين على الصبر، يبين الكندي أهمية فكرة التذكر، أي تذكر ما مر بالإنسان من حوادث ومصائب كانت في وقتها حادثة الحوادث وأكبر المصائب، وبعد فترة من الزمن تم تجاوزها وأصبحت مجرد ذكرى. وفيما يتصل بالتذكر يبين الكندي أن تجارب الآخرين يجب أن تكون وسيلة للتسلية أيضاً، فمن يشكو من فقد ولد حبيب أو حتى الحرمان من الولد، فإنه يشبهه في ذلك خلق كثير، كثير منهم نسي ويعيش حياته بشكل طبيعي، ليستخلص الكندي من ذلك أن «الحزن وضع، لا طبع». كما ينبغي أن نتذكر أن الفقد والفوت اللذين يعتبران أهم المصائب المحزنة إنما هما طبيعة الأشياء، وإنا إذا أردنا ألا نفقد محبوباً مثلاً، فيجب أن يكون هذا المحبوب موجوداً أصلاً، لأن هذا المحبوب لو كان إنساناً عزيزاً مثلاً فهو في النهاية إنسان، وحدّ الإنسان أنه ذلك الحيوان الناطق المائت، وهكذا يقدم الكندي حيله وأدويته، حيلة بعد أخرى لتعضد وتقوي هذه النفس البشرية وتجعلها قادرة على مجابهة الحياة بحلوها ومرها.
عذابات بوئثيوس
إذا كان الكندي يقدم مجموعة من الحيل لدفع الحزن على هيئة نصائح عامة موجهة لقارئ نصه على خلفية تجربته الذاتية التي لا يذكرها صراحةً، فإن بوئثيوس يعرض خلاصة الأدوية الشافية لآلام نفسه هو بشكل مباشر، وفي إطار محنته التي كان يعانيها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيه، وكان يطرد بكل دواء تلك الوساوس التي كانت تؤرق نفسه، ومع كون بوئثيوس الفيلسوف اللاهوتي المعروف صاحب الرسائل التي نافح فيها عن معتقده الديني، بتقديمه إياه بصورة عقلانية، من مثل: رسالته «في الثالوث الأقدس»، «هل الألوهية تقال جوهرياً على الأب والابن والروح القدس؟»، «في الإيمان الكاثوليكي»، فإنه يقدم أدويته ذات الطابع الإنساني، دون الرجوع إلى النصوص الدينية من الكتاب المقدس، بل بتحيز كامل إلى الحجج العقلية المنطقية، وكان هذا مثار حيرة لمترجم نصه وناقله إلى العربية، الذي يجد غرابة في اعتماد «رجل مسيحي على مشارف الموت» في تعزية نفسه «على مذاهب مستمدة من أفلاطون وأرسطو والرواقيين والأفلاطونيين المحدثين»، بل «ويقتبس كثيراً من أقوالهم ولا يقتبس شيئاً من الأناجيل أو العهد القديم، أو كتب آباء الكنيسة»، وقد كان «من الأيسر له أن يلجأ إلى العزاء الديني والخلاص المسيحي» (عزاء الفلسفة)، لكن مع ذلك فإن نص بوئثيوس لا يتضمن تناقضاً أو تعارضاً مع المسيحية، والروح الزهدية والأخلاقية التي تحكم هذا النص متوافقة تماماً مع الروح المسيحية، ولعل خلفية الاتصال بين الوحي والحكمة الفلسفية هي إحدى خلفيات هذا النص، فيكون الطريق إلى الحقيقة ثنائياً، يستند أحدهما إلى العقل ويتكئ الآخر على الوحي.
يمثّل بوئثيوس الفلسفة بطبيب معالج؛ فيخاطبها وتخاطبه ويشكو إليها وتسليه. فتستغرب الفلسفة من حال تلميذها الأريب وسقوط عقله المحزون، وهو ذلك العقل الدائب البحث وراء مختلف المعارف والعلوم، كيف له أن يسقط ويكون أسيراً خاضعاً لأوهام اليأس؟ فتنظر إلى حالة تلميذها بوئثيوس متأسفة على ما وصل إليه، وهي التي منحته أسلحة كفيلة بأن تحميه وتذود عنه، فتعاتبه وهو جالس مطرق الرأس بالقول «لماذا أنت صامت؟ هل أصمتك الخجل أم أصمتك الذهول؟» لتدرك ببصيرتها أن تلميذها مذهولٌ من هول مصابه. إذن، حان وقت العلاج، الذي يتــمـــحور حول تذكيره بحقيقة نفسه وموطنها الأصلي، بعد أن تشخّـــــص له المرض، «ذلــك الـــمرض الــــشائع في العقول الضالة»، ألا وهو نسيان جوهر النفس.
ثم تقوم الفلسفة بعرض نفسها بوصفها الملجأ الحصين، بل والحامية لمريديها وطلابها. وتذكره بالسابقين الأولين من الفلاسفة اليونان؛ فهذا أنكساجوراس قد نفي من وطنه، وذاك سقراط تجرع السم تنفيذاً لحكم الإعدام وعذب زينون، والقائمة تطول. كما تذكر الفلسفة تلميذها باللاحقين من الفلاسفة الرومان كانيوس وسينيكا وسورانوس، كاشفة له أن العقل هو القائد الذي لا يغترّ بأتفه الغنائم (الشهرة - المنصب - الثروة). ثم تبدأ الفلسفة بالمعالجة الفعلية وبمنهجية أقرب ما تكون إلى منهجية التحليل النفسي الذي ساد في مطالع القرن العشرين مع عالم النفس الشهير سيجموند فرويد. فكأني ببوئثيوس مسجى على سريره، بينما توجّهه الفلسفة مستشهدةً بقول هوميروس «أفض بدخيلتك ولا تكتمها في نفسك»، فهي تبحث عن نصف العلاج، أعني التشخيص الصحيح، الذي يعتمد في جزء كبير منه على المريض نفسه فـ«إن كنت تبتغي عون الطبيب فلابد من أن تكشف عن الجرح»، ويستجيب بوئثيوس ويكشف مكنونات نفسه صارخاً بأسى «ألا ترين أن لسان حالي يغني عن مقالي؟» فيبدأ بالمقارنة بين مكتبته التي كان يجلس فيها هانئاً يتنقل بين شتى الفكر، وبين حاله الراهنة في سجنه الكئيب، وبأي ذنب؟ ذنب اتباعه لتعاليمها، أي الفلسفة، وتطبيق القيم العليا وأهمها قيمة العدل، حيث جلبت له ما جلبت من مكائد أدت إلى فقده منصبه ظلماً، واتهامه بالخيانة والحكم عليه بالإعدام. فهل هذا مصير أصحاب الصراط السوي؟! وهكذا بدأت تتضح الصورة شيئاً فشيئاً للطبيب المعالج، فمريضها هو من ضلّ طريقه، لأنه إن كان يشكو نفياً، فإنما هو نفيٌ تم بإرادته، فالموطن الحقيقي لا يُنفى منه أحد إلا بمشيئته.
أما أسى بوئثيوس على مكتبته النفيسة بنفائس الكتب التي تحويها، فجواب الفلسفة هو أن مقصد الكتب وغايتها «كرسي العقل»، الذي «يجعل للكتب قيمة... الفلسفة التي تحتويها الكتب، الأفكار التي تكتنزها»، والأفكار مكانها العقل. وقبل وصف الأدوية الشافية، تستزيد الفلسفة باستجواب مريضها ببعض الأسئلة ليكون تشخيصها أكثر دقة ودواؤها أكثر نجاعة، فتقول «هل ترى أن هذا العالم تسيره المصادفة والأحداث العشوائية، أم تعتقد أنه ينطوي على مبدأ عقلي ما؟»، فيجيب بوئثيوس بوجود خالق يشمل خلقه بعنايته، فتستحسن (الفلسفة) جوابه، مستغربةً مرضه مع هذا «الرأي السليم». ثم تمضي بطرح أسئلتها باحثةً عن الحلقة المفقودة التي أفضت ببوئثيوس إلى هذه الحالة، وتتوصل إلى هذه الحلقة من خلال سؤال حول ماهية الإنسان، فيأتي جوابه بأنه الحيوان العاقل أو الأخلاقي، فتعيد «الفلسفة» تساؤلها «أواثق أنت أنك لست أكثر من ذلك؟»، ويجيب «واثق تماماً»، وهنا تقدم التشخيص بوضوح «الآن عرفت سبب مرضك أو السبب الرئيس لمرضك. لقد نسيت ما أنت، لذا فقد وقفت على مرضك من كل جوانبه، وعلى المدخل إلى استرداد صحتك. فلأنك سادر في نسيانك، فقد رحت تتكسر أيضاً على أنك منفيٌ ومجرد من ممتلكاتك.
ولأنك لم تعد تعرف ما هي بالضبط غاية الأشياء، فقد حــسبـــت أن التافهــيـــن والمجـــرميـــــن أقوياء وسعداء. ولأنك نسيت ما هي الطرائق التي تسيّر العالم، فقد ظننت أن ضربات الحظ تتخبط هنا وهناك بغير ضابط، تلك أشياء لا تفضي إلى المرض وحده، بل إلى الموت أيضاً».
بين الكندي وبوئثيوس
تجمع بين الكندي وبوئثيوس تجربة ذاتية متشابهة جداً، فكلاهما كان ينتمي إلى عائلة أرستقراطية مقربة من مراكز السلطة، وكلاهما تسلسلت به الأحداث إلى أن بلغ مجداً سياسياً لا ندّ له فيه، ما ولّد لهما أحقاداً وضغائن وحسداً من خصومهما، كانت نتيجته المكائد السياسية وإيغال صدر الحكام عليهما، لتنتهي الحال بالكندي بإزاحته من المشهدين السياسي والثقافي، بعد مصادرة مكتبته (الكندية)، فكان خيار العزلة أقرب إلى الخيار الوحيد أمامه، وكانت هذه الأحداث المتلاحقة قد شكّلت محنة شديدة على نفسه دفعته إلى البحث عن الخلاص الذاتي أو الفلسفي إن صح هذا التعبير، فكتب ما كتبه من حيل لدفع الحزن عنه والتسلية عمّا أصابه، وكذلك الحال مع بوئثيوس، وإن كانت محنته أكثر شدّة، لأنها انتهت به إلى حكم الإعدام، ولا شك في أن من يكتب وهو في السجن بانتظار الموت ليس كمن يكتب فقط متأسفاً على مجدٍ منصرم، لذا نجد زفرات الحسرة والألم مبثوثة بكثرة في نص بوئثيوس، كما أن طول النص نسبياً بالمقارنة مع نص الكندي يرجع إلى ظروف السجن الذي لا يملك فيه السجين من وسيلة للتسلي سوى الكتابة.
كما أن تأثير الكندي العظيم في إدخاله حقل الفلسفة إلى فضاء الفكر العربي الإسلامي جعله رائداً للفلسفة الإسلامية، وفضله على من جاء بعده لا يقبل الشك. فقد فتح نافذة جديدة للعقل في دائرة الحضارة العربية الإسلامية، وأضاف إلى المكتبة العربية مجموعة قيمة من الكتب والمؤلفات في مختلف المجالات، ويعد الكندي كاتباً موسوعياً.
وكذلك الحال مع بوئثيوس، الذي كان له تأثير جليل على فلسفة العصور الوسطى، من خلال أعماله الكثيرة المتنوعة.
أما إذا ما تجاوزنا التشابه في سياق التجربة الحياتية إلى المقارنة بين النصين المُبدعين «في الحيلة لدفع الأحزان» و«عزاء الفلسفة» لنكشف عن مدى تشابه المقاربة التي يقدمانها لمعالجة موضوع الحزن، فينبغي أن نؤكد أمراً مهماً، وهو أنه ليست غايتنا الانتهاء إلى نتيجة مفادها التأثير المباشر لأحد النصين على الآخر. فمن المعلوم أن كلا الفيلسوفين ينتمي إلى سياقات تاريخية حضارية مختلفة، يسبق فيها بوئثيوس الكندي بثلاثة قرون تقريباً، كما أن الخلفيات الحضارية متباينة أيضاً، وينتمي كل منهما إلى دين مختلف عن الآخر، ولا شك في أن الكندي وبوئثيوس قد سبقا العصور الحديثة في نزوعهما إلى الإنسانية .
* الكندي، رسالة في الحيلة لدفع الأحزان، ضمن رسائل فلسفية، تحقيق عبدالرحمن بدوي، دار الأندلس، بيروت، طبعة ثالثة، 1983.
** بوئثيوس، عزاء الفلسفة، ترجمة: د. عادل مصطفى، ط1، دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2008.