الكويت... تفتح قلبها والعيون

الكويت... تفتح قلبها والعيون

في صباح أجمل من الجمال ذاته... وعلى مفترق الفصول ما بين الصيف والشتاء، كان لها ولنا موعد مع صباح الاثنين (31/10/2016) كان يوماً مضيئاً مصقولاً، اشتقّ ضياءه من صاحب الفكرة والإرادة (سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح)، ونثرها نجوماً على رؤوس خمسة من المواقع تعكس أشعة الشمس في ملاحقة غزلية تتغنى فيها بالماضي وتغني للمستقبل.
تصعد النشوة عند المدعوين في أثناء خطوهم إلى القلب الدافئ بألوانه الحمراء والسوداء والذهبية، والبهجة تعمّ المكان وتزيّن الوجوه، كل الوجوه، الضيف والمضيف.
وما إن يأخذ كل ضيف موقعه وينشغل بالانبهار بكل موقع يرسل رأسه في اتجاهه حتى تصدح الموسيقى بالسلام الأميري ليخيّم على الوجود هدوء الاحترام والإجلال ودفء الحب والسلام إيذاناً بدخول الصفحة الأولى البالغة السمو (القرآن الكريم) الذي قُدّم بصورة ترقى لسمو القول، والتي رفعت الحضور من مواقعهم إلى نشوة الإجلال، وأخذتهم بعد ذلك إلى حيث البرنامج المعدّ لهم، الذي علّق الإعجاب والتعجّب بانبهار غريب فيه الكثير من الاعتبار والاحترام لكل العقول على اختلافها، والأمزجة على تلوّنها، والنفوس على مشتهاها... فضلاً عن الألسن والثقافات والحضارات واختلاف الأجناس واللغات والأعمار.
نعم، لقد كان صباحاً استثنائياً، وكانت ساعات للأحلام أقرب من الواقع وشجاعة من الكويت والفريق المخطط والمنفذ لها لا تضاهى.
لم يجرؤ أحد قبلنا أن يقدّم «بحيرة البجع» للموسيقار الروسي الكبير تشايكوفسكي ملحقاً بها أو معها أو قبلها «الفريسة»(*) الكويتية الشعبية الجميلة.
لقد غمرتني البهجة أمام الفريسة - أعترف - مثلما غمرتني وأنا أرى بحيرة البجع للمرة المائة - ربما - لكنها تظل بالنسبة إلي شجاعة غير عادية.
تحية من القلب لكل مَن قدّم فكرة أو دقائق من وقته أو صفّ حجراً أو مدّ سلكاً، ولكل مَن ساهم في ترتيب حفل افتتاح صرح جابر الأحمد الثقافي، وكانت ساعتان تأرجحنا فيهما ما بين الأصالة والحداثة، مشاعرنا كانت تقرع الأجراس فتطلق الأيادي التصفيق بنشوة لم تطلها نشوة من قبل.

(*) حصان من خشب مزيّن بالأشرطة والألوان، يمتطيه فارس في الأعراس الفولكلورية الكويتية