دينامية التشخيص في الرواية والسينما

دينامية التشخيص في الرواية والسينما

الحديث عن الشخصية كمفهوم حاضر في مختلف الإبداعات ذات الطابع الحكائي يجعلنا نستحضر مقولة كريستيان ميتز «إن الفن السينمائي ذو مدلول مباشر على العكس من الفن الروائي الذي لا يعتمد المدلول المباشر (الصورة المرئية في الأول، والكلمة المكتوبة في الثاني) »، هذه المقولة تحيلنا إلى دور الشخصية كعنصر مساهم وحاسم في بناء كل من الرواية والفيلم السينمائي.  وإذا كانت الشخصية في الخطابين معا تحمل معنى ومدلولا وتمثلات وقيما، فإن ما يميز الشخصية السينمائية عن الشخصية الروائية هو كونها «وعاء يحمل الفعل ورد الفعل أكثر من كونه وعاء يحمل الفكر». 

الشخصية الروائية من العناصر الجوهرية التي تمنح العمل الروائي طابعه الإبداعي، من خلال تشخيص مختلف الأحداث برؤية تمثل «التجسيم الحي لمنطق المؤلف وأفكاره»، فهي «كائن رمزي يدل على فكر الكاتب، بالإضافة إلى كونه مكونا تقنيا من مكونات الرواية». 
وتتميز الشخصية في الرواية بكونها تتوارى وتظل صامتة وجامدة بين دفتي الكتاب، ويبقى حضورها مرتبطا بمدى تنشيطها وتفعيل دورها التخييلي من طرف القارئ، الذي يعيد لها الحياة عن طريق فعل القراءة والتخييل. فلا قيمة للشخصيات الروائية خارج حدود الكلمات التي تؤطرها، وهي من هنا «دال ومدلول، أي علامة Signe، إلا أنها تختلف عن العلامة اللغوية بكونها علامة فارغة في الأصل، أي قبل أن نملأها تدريجيا بالدلالات من خلال صيرورة قراءتنا للنص». 
إذن، فالشخصيات الروائية هي محصلة لتفاعل تام يجري بين المقروء والقارئ، و«لا يمكن تصور الشخصية إلا كمحصلة للتعاون المنتج بين النص والذات القارئة».  فللقارئ دور جوهري في الكشف عن ملامح الشخصيات وخصوصياتها التخييلية، «فهو غائب عن العالم المتمثل، لكنه حاضر في النص ـ بل إن حضوره قوي ـ بوصفه وعيا مدركا، ويلعب دور الشاهد والمساعد بالنسبة للصور الروائية». كما أن عمله الأساسي يكمن في «تحويل منظومة لسانية إلى سلسلة من التمثلات التي تتعالى على النص»، مع ضرورة ربطها بسياقها النصي من جهة والمرجعي من جهة أخرى، حيث يعمد متلقي العمل الأدبي إلى تحريك مسار الأحداث وتنشيط دور الشخصيات في مخيلته أثناء القراءة مع ربطها بسياقها الواقعي. 
هذه الشخصيات تتنامى ديناميتها في المتن الروائي المقروء من خلال علاقاتها المتعددة مع العناصر الأخرى، ومن خلال التطور والانقلاب الذي يطرأ على نفسيتها وأحاسيسها وأفكارها ومواقفها وسلوكها، ومن خلال دورها المحاكي للتصنيفات المرجعية التي يتميز بها الواقع العيني، باعتبار أن القارئ يقوم بعملية «إعادة خلق خيالي مطابق للواقع».

الشخصية والصورة السينمائية
 أما الشخصية السينمائية فهي مرهونة بفعل التجسيد، والتجسيد يتأسس على تنشيط دور الصور البصرية التي «تظل خارجة عن الذات (لا يكون للتلقي أي دور في إنتاجها)»، فالشخصية التي تحضر في العمل الروائي من خلال خيال القارئ واجتهاده في التصور والخلق والتمثل، «تقدم نفسها على الشاشة كآخر مطلق داخل إنتاج ليس للمشاهد فيه أي نصيب»، وهذا ما يزيد من خيبة أمل المتلقي/المشاهد، في ظل عجز الفيلم السينمائي عن بناء صورة مماثلة لتلك التي كونها المتلقي/القارئ سابقا في ذهنه وخياله. 
فالصورة البصرية «بتحويلها الواقع الذهني إلى تمثل مادي، تفرغه من عقلانيته». وما يضيع عند هذا التحول، وفق ما أورده كريستيان ميتز في دراسته عن الصورة السينماتوغرافية، ليس إلا القوة الخلاقة للرغبة لدى متلقي الفيلم السينمائي، حيث يُصدم هذا الأخير لهول المفارقة الشاسعة بين ما تصوره في المنتج المقروء وما شاهده في المنتج المعروض. ويقوم التجسيد كذلك على ثنائية الفعل ورد الفعل، فلا يمكن للشخصية السينمائية أن تبقى خرساء شاهدة فقط، بل إن دورها يكمن أساسا في تفعيل دورها التجسيدي من خلال القيام بأفعال وتصرفات وحركات وإيماءات، تعبر من خلالها عن كل ما تحمله من أفكار وقيم ومشاعر.
 وهنا تبرز صعوبة تعبير الشخصية عن حمولاتها الفكرية في السينما، فلا يمكن الاتكاء فقط على ما يصدر من الممثل من حوار وأصوات ونبرات، بل يجب أن يدرك مخرج الفيلم أن رسالته السينمائية لن تصل إلى المتلقي ما لم تحول إلى أفعال وردود وتفاعلات بين جل الممثلين.
 إن الفكر في الصورة السينمائية «يتطلب نمطا مميزا من الشخصية، وتأكيد تميز الشخصية يأتي من تحديد أنواع الأفعال التي تقوم بها لإيصال المعنى للمتلقي أولا، وثانيا لأن عملية بناء سرد الأحداث الفيلمية تركب النسق السردي المؤدي إلى تبلور الأفكار».  فكل شخصية سينمائية تعبر عن أفكار أو قيم أو مبادئ، يجب أن ينعكس ذلك على سلوكها وأفعالها، في حين يمكن للشخصية الروائية أن تخبر وتحكي وتسرد دونما الحاجة إلى تجسيد، مادامت عملية السرد الكلمي هي السمة المهيمنة على النص الروائي. 
كما أن الرواية تتمتع بالزمن الكافي «لبسط الشخصيات والغوص في أفكارها بوساطة أسلوب أدبي يستعمل كل المحسنات البلاغية والصور المجازية في نقل المشاعر وتقريب الأحاسيس»، وهذا ما لا تملكه السينما التي تعجز عن البسط الوصفي الشامل، لارتكازها على عنصر الصورة الذي يقدم لنا نماذج جاهزة لا تحتاج إلى سفر في عوالم الخيال.
من جهة أخرى، تفتقد الشخصية الروائية إلى التحديد والتأطير، فحينما يقرأ القارئ عن شخصية من الشخصيات، فإنه لا يتصور هيئتها أو شكلها أو ملابسها في ذهنه، ولا يتمثل أيا من تعابيرها أو تصرفاتها أو سلوكياتها في فكره، في حين تقدم الشخصية السينمائية كل هذه المعلومات مباشرة، وتخبرنا بكل شيء عنها من خلال صورتها المجسدة على الشاشة. لكن هذا الفقر البصري للشخصية الروائية ليس سلبيا بالضرورة، نظرا للطابع التفاعلي الحميمي الناتج عن اتصال القارئ مع شخصياته، فهذا «اللاتحديد النسبي للتمثل هو ما يخلق هذه الحميمية الاستثنائية (التي يعيش تجربتها كل قارئ) بين الذات التي تقرأ والشخصية»، عكس الشخصية السينمائية المحددة سلفا من طرف المخرج، التي «لا يمكن أن تمنح الإحساس بالتعايش بين الذات المدركة والشخصية المدركة».

الشخصيات في العمل الأدبي
تختلف الشخصيات السينمائية عن الشخصيات الروائية الثاوية في عمق العمل الأدبي، لأنها تستند إلى الدور التشخيصي للأدوار المسندة إليها، ولأنها تخلق ديناميتها من خلال الحركة والفعل والملامح وطريقة اللباس والماكياج وطرق التكيف مع عدسة الكاميرا المحيطة بها، التي تحولها من جسد حي متحرك إلى صورة تُؤطر وتُدمج مع بقية المكونات الفيلمية الأخرى، إلا أنها «ما إن تتم عملية تأطيرها داخل الفيلم وانتقالها إلى مجرد صورة، حتى تتحول من إطارها الواقعي هذا إلى إطار تخييلي، تصبح إثره مجرد علامات من العلامات المشكلة لبنية الفيلم». وتتم دراستها انطلاقا من ذلك، حتى وإن ظلت بالنسبة إلى المتلقي/ المشاهد، «تحمل بعدين أحدهما خارج علاماتي، وهو ما يجسد الشخص الواقعي، والثاني داخل علاماتي، وهو ما تجسده الشخصية التي يتقمص دورها في الفيلم».
إذن، فانتقال الشخصيات من العالم الورقي التخييلي إلى العالم المرئي المجسد يفرض عليها التحول من منطق الكائن المتخيل إلى منطق الكائن المؤدي والمجسد لأدوار تحتاج إلى التفاعل والتحرك في مشاهد متنوعة، تحول العناصر الساكنة في الخيال إلى لقطات تقطن العين وتملك الذهن وتشد أسر العقل والتفكير والانتباه. ضف إلى ذلك أن الشخصية الأدبية ينظر إليها من بعد واحد تخييلي ـ ذهني، بينما تكون الشخصية السينمائية ثلاثية الأبعاد، «فهي أولا دور مستقل عن النص الفيلمي، يقتضي جملة من الكفايات ويفرض جملة من الإكراهات، منها الجسدي ومنها الحركي ومنها النفسي. وهي ثانيا شخصية تجسد هذا الدور الافتراضي في عالم الحكي، فتعقد صلات مختلفة بعناصره وتدفع بالحدث. وهي ثالثا ممثل يعطي الشخصية بعدها المادي فينقلها من مستوى العلامة اللغوية إلى علامة أيقونية تمثل عنصر جذب في الفيلم». والشخصيات السينمائية ترتكز على الأداء والتمثيل عن طريق الصوت والصورة والحركة التي تنقلنا إلى عالم مجسد ومؤطر من طرف المخرج، الذي يسعى إلى تحويل الورقي إلى المعروض وفق اختياراته الخاصة وتوجيهاته الفكرية. هذا النقل يفترض كشف عديد من الخصوصيات الإنسانية التي تكون مضمرة ومخفية بين سطور الكلمات والتعابير في الرواية، فالسينما باعتبارها فنا يقوم على الأداء «تحاول الكشف والتجسيد والإبراز لعديد من حالات الإنسان المؤدي، سواء كانت هذه العمليات معرفية (كالتفكير والخيال) أو وجدانية (كالخشية والقلق والحقد) أو اجتماعية (كالإعجاب والتعاطف) أو دافعية (كالرغبة في التمكن والإنجاز والتفوق والسيطرة) أو كانت غير ذلك من العمليات».
والممثل في السينما يُكسب الشخصية بعدها المادي الملموس، المجسد في بؤرة الشاشة، و«ينقلها من مستوى التصور الذهني إلى مستوى العيان بما يمنحها من هيئات وأشكال وملامح». وهو دائما ما يحاول تشخيص الأدوار بتلقائية وتفاعل كلي مع الدور الذي يؤديه، «فعلى الممثل أن يضبط نفسه وأن يهضم دوره (داخليا) ليعيده محققا من جانب شخصيته نفسها. وهكذا نرى أنه إذا كان الممثل غالبا ما يمثل على المسرح فإنه على الشاشة إنما يبدع». إنه يذوب داخل الشخصية التي يؤدي دورها، حيث يلبس الممثل شخصيته السينمائية الجديدة، المختلفة تماما عن شخصيته الحقيقية، فيضع نفسه كلية داخل الوجه الجديد الذي يجسده، أو يتيح للدور الجديد أن يتعمق في ذاته وفكره للدرجة التي تجعله يحس بأحاسيسها ويفكر بأفكارها وينفعل بانفعالاتها ويتصرف بتصرفاتها. «إن الممثلين يقدمون قناة ما، يمكن التعبير من خلالها عن الانفعالات الخاصة بالشخصية التي يقومون بها، يحدث هذا على الرغم من أن هذه الانفعالات تكون مستمدة من المخزون الشخصي للانفعالات الخاصة بالممثل».
إن تجسيد الممثل وأداءه من العناصر المهمة التي تولّد الدلالة السينمائية، ولا يمكن الحكم على جودة الفيلم السينمائي من دون ملاحظة أداء الممثل، وتقييم مدى توفقه في نقل صورة أمينة عن الشخصية المجسدة، وهذا لا يتم إلا بتخلي الممثل عن شخصيته الأصل وتقمص الدور باحترافية عالية محيطة بكل خصوصياته الجسمانية والنفسية والاجتماعية والفكرية والثقافية. فالممثل حينما يعرض دوره على شاشة السينما هو «في المقام الأول نفسه ذلك الشخص الحقيقي الذي يكونه، بسماته المادية وصوته وطباعه، وهو ثانيا نفسه متحولا ومقنعا بملابس وماكياج وصوت منتحل، وموقف عقلي نابع من دراسة وتقمص الشخصية التي يلعبها». هذا التقمص الذي يتم بمجموعة من التقنيات والآليات التمثيلية كحركات الجسد، أصوات الممثل، إيماءات الوجه، إشارات اليد ومزاج الشخصية. ويبقى الهدف الأساسي للتقمص هو تمثيل وتجسيد الدور الحقيقي في صورة صادقة، مستنسخة لما يجري في الواقع، لأن التجسيد «يقدم مشاعر وأحاسيس تشبه المشاعر الحقيقية».
 وبشكل تلقائي يكون هناك نوع من الانصهار والتماهي بين مشاعر الشخصية، ومشاعر الممثل، ويكون هذا الأخير هو النقطة الأساسية في الفيلم السينمائي «في بعده الجسدي كأداء، والروحي كهالة، والتواصلي كنظرة وحركة، والتفاعلي كممارسة وسلوك، والوظيفي كأداة درامية لتمرير الأفكار والمشاعر ضمن رؤية إخراجية باعتبارها اجتهادا في اختيار موضع الكاميرا وفق محور رؤية مرغوب فيه يتحقق من خلال كيفية تحرك الممثلين والممثلات لسرد شيء محدد بناء على نظام تركيبي يعرف بنحو السينما». فالممثلون يجب أن يكونوا على دراية تامة بمختلف التقنيات التشخيصية التي تساعدهم على تمثيل الدور، كما أنهم «يحتاجون إلى بناء علاقة قوية وخاصة بين ذواتهم وآلتهم الإبداعية، وهي العلاقة التي يمكن الوصول إليها من أجل الشخصيات التي يجسدونها، أيا كان الأسلوب أو الوسيط الفني الذي يعملون فيه»، وذلك من أجل نقل دقيق لخصوصيات الشخصيات سينمائيا. وهذا لن يتأتى طبعا من دون دراية ومعرفة سابقة بمجموعة من القواعد التمثيلية الأخرى، مثل «العثور على أهداف الشخصية واحتياجاتها، والأحداث وإيقاعاتها داخل المشهد، وتحليل النص وحفظه». ويستند أداء الممثل أساسا إلى طبيعة العلاقات التفاعلية التي تربطه ببقية المكونات الفيلمية الأخرى كالفضاء والزمان، لهذا فالشخصية السينمائية تصعب «دراستها بمعزل عن الفضاء وعن تقمص الممثل نظرا إلى البعد الأيقوني للسينما. ويصعب انتزاعها من سياقها البصري لما تنشئه معه من علاقة تفاعلية مثمرة». إنها باختصار (الشخصية السينمائية) نتاج لحركات وإيماءات الجسد في تشابكها المستمر مع شبكة من المكونات السينمائية الأخرى التي تمنح قيمة لهذا الجسد وحضورا بارزا لدوره في بناء الحبكة السينمائية.

المدرسة الكلاسيكية.. والحديثة
وفي السينما يمكن أن نميز بين مدرستين أساسيتين في التمثيل: أولهما المدرسة الكلاسيكية التي استوحت معالمها من المسرح وتأثرت كثيرا بالأداء المسرحي، من خلال الاهتمام بالشكل الخارجي للجسد المعبر عن كل ما يغوص في الأعماق النفسية والفكرية للممثل، وذلك بالاعتماد على لغة الحركة والإيماء والتعبير الجسدي. 
أما ثانيتهما فهي المدرسة الحديثة التي اهتمت بالجوانب النفسية الداخلية كتعبير عن كل ما يبوح به جسد الممثل، من خلال تركيز المخرج السينمائي على الجوانب الرمزية والإيحائية لمختلف عناصر البناء الفيلمي، المساهمة في التعبير عن أحاسيس الشخصيات ومشاعرها وأفكارها ومزاجها وتقلباتها. 
ومن خلال ما استعرضناه، يمكن التمييز بين أربعة أنماط من الممثلين: 
- ممثل الشخصية: هو ذلك الذي يتقمص الدور وينخرط في عالمه حتى التوحد معه وانتزاع ذاته من «أناه» لتحل في «أنا» أخرى.
- ممثل الذات: هو ذلك الممثل الذي يعرض بشكل ما ذاته، لا الشخصية الفيلمية، فيحتاج إلى قدر مهم من الإثارة في الدور أو مهارة في التوجيه والقيادة من قبل المخرج، حتى يتحول إلى ممثل شخصية.
- الممثل الجسدي: هو ذلك الذي يعول على مواهبه في أداء الدور بقدر ما يعول على خصائصه الجسدية المؤثرة من جمال أو قوة جسدية أو قبح أحيانا.
- الممثل الطبيعي: هو شخص يلتقط من الشارع لما له من مواصفات جسمانية توحي بمجمل من التجارب، ويختزل حياة كاملة تتوافق مع حياة الشخصية وتجربتها، فيمثل بفطرته وينجح عندما يوفق المخرج في إبقائه بعيدا عن مراقبة ذاته.
يبقى أن نشير في الأخير إلى أن الشخصية كمفهوم حكائي متنقل بين أجناس إبداعية عديدة، هي قالب تخييلي صرف، سواء كانت روائية أو سينمائية، بالكلمات أو بالصور. فالمبدع حينما يختار عمله الأدبي والسينمائي، فإنه لا يرضخ لجبرية التوثيق الواقعي لمسار الأحداث والشخصيات والفضاء، بل إنه يجنح إلى تأثيث فضائه الإبداعي بعوالم تخييلية تحول المادة الخام الواقعية إلى بناء جمالي قوامه الخيال والفكر. 
ولهذا فالشخصية الإبداعية تبقى خاضعة لرؤى المبدع وتوجهاته الفكرية والثقافية، فيلبسها ثوبا جديدا يتماشى مع غاياته الفنية. وهذا ما لمسناه في عديد الأدوار الحقيقية التي حُولت إلى أعمال إبداعية، وجاءت مغايرة ومختلفة في قالبها الفني عن صيغتها الواقعية. 
من هنا يمكن القول إن الشخصية الخيالية هي عنصر جوهري لبناء العالم الواقعي فنيا وجماليا، فهي «وليدة الحكي الذي يمتطي اللغة، أدبية كانت أم سينمائية. واللغة أساسها البناء البياني والبلاغي، وهما ركيزتا الخيال» ■