الإبل على المسكوكات

الإبل على المسكوكات

الإبل سفن بلاد العرب، وبحارها هي الفيافي، إنها مخلوقات فطرها الله كي تحمل الأثقال، فحمولة الجمل العادية ستمئة رطل، إلا أن بوسعه حمل ألف رطل، وهو يسير أربعة أيام متواصلة بلا ماء، وإذا حكمت الضرورة يظل أربعة عشر يوماً، فتجشؤه الكثير يضغط المثانة التي يُرطب بها حلقه وفمه، وهو حيوان رقيق وتسهل قيادته، ما عدا في موسم التكاثر، ففي ذلك الحين يتذكر ما لقيه من سوء معاملة من قبل، فيعض سائسه ويوقعه أرضاً ويرفسه مدة أربعين يوماً متصلة، حتى يهدأ غضبه، ويعود بعد ذلك إلى وداعته السابقة.

الجمل‭ ‬من‭ ‬رتبة‭ ‬ذوات‭ ‬الظلف‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭: ‬مزدوجات‭ ‬الأصابع،‭ ‬والمجترات،‭ ‬وذوات‭ ‬الخف‭. ‬

والمجترات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تسترجع‭ ‬الطعام‭ ‬من‭ ‬المعدة‭ ‬وتمضغه،‭ ‬ويُسمى‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬‮«‬الجِرّة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬عصور‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التاريخ‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أنواع‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬ذوات‭ ‬الخف،‭ ‬لكنها‭ ‬انقرضت،‭ ‬والجمال‭ ‬وأشباه‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ذوات‭ ‬الخف‭.‬

وعظام‭ ‬الجمل‭ ‬كثيفة‭ ‬وصلبة،‭ ‬وتُستخدم‭ ‬أحياناً‭ ‬بديلاً‭ ‬للعاج‭. ‬ولدى‭ ‬أجنة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬والجمل‭ ‬ذي‭ ‬السنامين،‭ ‬بداية‭ ‬السنامين،‭ ‬لكنهما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬يندمجان‭ ‬في‭ ‬سنامٍ‭ ‬واحدٍ‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬التطور‭ ‬الجنيني‭ (‬ويُشير‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجمل‭ ‬ذا‭ ‬السنام‭ ‬الواحد‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬الجمل‭ ‬ذي‭ ‬السنامين‭)‬،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬سنام‭ ‬الجمل‭ ‬ذي‭ ‬السنامين‭ ‬مُترهلاً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يظل‭ ‬سنام‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكاً،‭ ‬ومتوسط‭ ‬ارتفاع‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬ست‭ ‬أقدام‭ ‬عند‭ ‬الكتفين‭ (‬حوالي‭ ‬183‭ ‬سم‭)‬،‭ ‬وسبع‭ ‬أقدام‭ ‬عند‭ ‬السنام‭ (‬حوالي‭ ‬213‭ ‬سم‭)‬،‭ ‬والجمل‭ ‬ذو‭ ‬السنامين‭ ‬أقل‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬وسيقانه‭ ‬أقصر،‭ ‬ولدى‭ ‬الجمل‭ ‬ذي‭ ‬السنامين‭ ‬وبَرٌ‭ ‬أشعث‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭.‬

 

نشأة‭ ‬النقود

تعد‭ ‬النقود‭ ‬الإسلامية‭ ‬مصدراً‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬والآثار‭ ‬والحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وعلى‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬العالِم‭ ‬جورج‭ ‬مايلز‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬التاريخ‭ ‬النقدي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حقل‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬خدمته‭ ‬مسكوكاته‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬خدمت‭ ‬به‭ ‬المسكوكات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬وثيقة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الطعن‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬مرآة‭ ‬صادقة‭ ‬تعكس‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والفنية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭.‬

 

تعريف‭ ‬المسكوكات

أورد‭ ‬الرازي‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬المسكوكات‭ ‬أن‭ ‬سكة‭ ‬الدراهم‭ ‬هي‭ ‬المنقوشة،‭ ‬أي‭ ‬الختم‭ ‬على‭ ‬الدنانير‭ ‬والدراهم‭ ‬باستخدام‭ ‬قالب‭ ‬السك،‭ ‬وقال‭ ‬عنها‭ ‬
ابن‭ ‬خلدون‭ ‬‮«‬هي‭ ‬الختم‭ ‬على‭ ‬الدنانير‭ ‬والدراهم‭ ‬المتعامل‭ ‬بها‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬بطابع‭ ‬حديد‭ ‬تنقش‭ ‬فيه‭ ‬الكلمات‭ ‬والصور‭ ‬معكوسة‭ ‬حتى‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬السكة‭ ‬ظاهرة‭ ‬مستقيمة،‭ ‬ولفظ‭ ‬السكة‭ ‬كان‭ ‬اسماً‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬قالب‭ ‬السك‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬البدائية‭ ‬مهتماً‭ ‬بحاجاته‭ ‬الأولية‭ ‬من‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب‭ ‬والملبس،‭ ‬وكان‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬جماعات‭ ‬متفرقة‭ ‬تنوعت‭ ‬أعمالها،‭ ‬لذلك‭ ‬لجأ‭ ‬الإنسان‭ ‬البدائي‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬أسلوب‭ ‬المبادلة‭ ‬لاستكمال‭ ‬تلك‭ ‬الحاجات،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬الحيوانات‭ ‬وسيلة‭ ‬للتبادل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الرعي،‭ ‬والحبوب‭ ‬وسيلة‭ ‬التبادل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الزراعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بنظام‭ ‬المقايضة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬التجزئة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬استمراريتها‭ ‬لفترات،‭ ‬مما‭ ‬أضر‭ ‬بمصالح‭ ‬الإنسان‭ ‬البدائي،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬وسيلة‭ ‬للمبادلة‭ ‬تحقق‭ ‬له‭ ‬أهدافه‭.‬

وتعد‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ (‬العراق‭) ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬المعدن‭ ‬وسيلة‭ ‬للمبادلة،‭ ‬حيث‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬شريعة‭ ‬الملك‭ ‬السومري‭ ‬أورنمو‭ ‬مؤسس‭ ‬سلالة‭ ‬أور‭ ‬الثالثة‭ ‬‭(‬2111 ‭- ‬2003‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬اتخاذ‭ ‬الفضة‭ ‬وسيلة‭ ‬للمبادلة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الآتي‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬طلق‭ ‬الرجل‭ ‬زوجته‭ ‬الأصلية‭ ‬دفع‭ ‬لها‭ ‬نصف‭ ‬منٍّ‭ ‬من‭ ‬الفضة‮»‬‭.‬

 

السكة‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام‭ ‬

تمتعت‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬بموقع‭ ‬جغرافي‭ ‬مميز،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬لها‭ ‬الاتصال‭ ‬التجاري‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬منها‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬ومصر‭ ‬ودول‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬وكان‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‭ ‬الاتصال‭ ‬أن‭ ‬عرف‭ ‬العرب‭ ‬المسكوكات‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬وبدأوا‭ ‬في‭ ‬إصدارها‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ (‬قبل‭ ‬الميلاد‭).‬

وقلّد‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬الطراز‭ ‬الإغريقي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الوجه‭ ‬يحمل‭ ‬رأس‭ ‬معبودة‭ ‬أثينا،‭ ‬وهي‭ ‬مرتدية‭ ‬خوذة‭ ‬مزيّنة‭ ‬بغصن‭ ‬الزيتون‭ ‬تتدلى‭ ‬منها‭ ‬ثلاث‭ ‬ورقات،‭ ‬أما‭ ‬الظهر‭ ‬فنقش‭ ‬عليه‭ ‬رسم‭ ‬لبومة‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬اليمين‭ ‬وخلفها‭ ‬غصن‭ ‬الزيتون،‭ ‬وهذا‭ ‬النمط‭ ‬المعروف‭ ‬بطراز‭ ‬أثينا،‭ ‬وبدأ‭ ‬تداوله‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬575‭ ‬ق‭.‬م‭.‬

الإبل‭ ‬على‭ ‬المسكوكات

وردت‭ ‬رسوم‭ ‬الإبل‭ ‬بنوعيها،‭ ‬العربي‭ ‬ذي‭ ‬السنام‭ ‬الواحد،‭ ‬والجمل‭ ‬البكتيري‭ ‬ذي‭ ‬السنامين‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬منذ‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭.‬

 

الجمل‭ ‬ذو‭ ‬السنامين‭ ‬على‭ ‬المسكوكات

يعيش‭ ‬الجمل‭ ‬ذو‭ ‬السنامين‭ (‬البكتيري‭) ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الباردة‭ ‬مثل‭ ‬روسيا وغيرها‭. ‬ويتميز‭ ‬هذا‭ ‬الجمل‭ ‬بأن‭ ‬له‭ ‬سنامين،‭ ‬يساعدانه‭ ‬على‭ ‬تخزين‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الدهون‭ ‬والغذاء‭ ‬لتحمّل‭ ‬البرد،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬رأسه‭ ‬وجسمه‭ ‬حوالي‭ ‬3‭ ‬أمتار،‭ ‬ويزن‭ ‬حوالي‭ ‬700‭ ‬كيلوجرام،‭ ‬وأقدامه‭ ‬عريضة،‭ ‬وله‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬اللحية‭ ‬على‭ ‬حلقه،‭ ‬معطفه‭ ‬طويل‭ ‬يتراوح‭ ‬لونه‭ ‬بين‭ ‬البني‭ ‬الغامق‭ ‬والفاتح‭.‬

ويعيش‭ ‬ضمن‭ ‬جماعات‭ ‬يتراوح‭ ‬عددها‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و20‭ ‬جملاً،‭ ‬يقودها‭ ‬أكبر‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬يمكنه‭ ‬تحمّل‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المنخفضة‭. ‬تلد‭ ‬أنثاه‭ ‬جملاً‭ ‬واحداً‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬حمل‭ ‬تدوم‭ ‬13‭ ‬شهراً،‭ ‬وبعد‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬يصبح‭ ‬راشداً‭ ‬حتى‭ ‬يكتمل‭ ‬نموه‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الخامسة‭. ‬ويتعرض‭ ‬هذا‭ ‬الجمل‭ ‬للانقراض‭ ‬حالياً،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬أعداد‭ ‬قليلة‭ ‬جداً‭.‬

وقد‭ ‬ورد‭ ‬رسم‭ ‬الجمل‭ ‬ذي‭ ‬السنامين‭ ‬على‭ ‬نقود‭ ‬الإمبراطور تراجان،‮ ‬وهو‭ ‬ماركوس‭ ‬أليبيوس‭ ‬نيرفا‭ ‬تراينوس‭ ‬ثاني‮ ‬الأباطرة‭ ‬الأنطونيين‭ ‬الرومان،‭ (‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬العمود‭ ‬الروماني‭ ‬الشهير‭ ‬الموجود‭ ‬بإيطاليا‭).‬

أما‭ ‬نقود‭ ‬الإمبراطور‭ ‬تراجان،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬النقد‭ ‬صورة‭ ‬نصفية‭ ‬للإمبراطور‭ ‬تراجان‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الجانبي‭ ‬ينظر‭ ‬باتجاه‭ ‬اليمين‭ ‬أو‭ ‬اليسار،‭ ‬وبدا‭ ‬فيها‭ ‬بأنف‭ ‬أقني‭ ‬مدبب،‭ ‬وشعر‭ ‬الرأس‭ ‬طويل‭ ‬وتنسدل‭ ‬خصلاته‭ ‬إلى‭ ‬الخلف،‭ ‬وارتدى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬الشال‭ ‬على‭ ‬كتفه،‭ ‬وبهامش‭ ‬النقد‭ ‬ألقابه،‭ ‬ومنها‭ ‬تراجان‭ ‬دوقيوس،‭ ‬وعلى‭ ‬ظهر‭ ‬النقد‭ ‬جمل‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬الجمل‭ ‬ذي‭ ‬السنامين‭ (‬الجمل‭ ‬البكتيري‭)‬،‭ ‬وبدا‭ ‬الجمل‭ ‬واقفاً‭ ‬على‭ ‬أرضية،‭ ‬حيث‭ ‬رسمت‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬خط‭ ‬مستقيم،‭ ‬كما‭ ‬يظهر‭ ‬الشعر‭ ‬أسفل‭ ‬الرقبة‭.‬

ويكشف‭ ‬سبب‭ ‬ورود‭ ‬الجمل‭ ‬البكتيري‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الدراهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإمبراطور‭ ‬تراجان‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬والصين،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحرير،‭ ‬ومدى‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬مع‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الرومانية‭.‬

كما‭ ‬يظهر‭ ‬الجمل‭ ‬ذو‭ ‬السنامين‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬نقد‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬أحد‭ ‬ملوك‭ ‬الهند‭ ‬القدامى‭ ‬يُدعي‭ ‬آزيس‭ ‬الأول،‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬47‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬يظهر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬النقد‭ ‬المربع‭ ‬الشكل‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬جمل‭ ‬بكتيري‭ ‬رسم‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الجانبي‭ ‬ناظراً‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬اليمين،‭ ‬وقد‭ ‬رفع‭ ‬يده‭ ‬اليمنى‭ ‬ممسكاً‭ ‬ربما‭ ‬بخطام‭ ‬الجمل،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬عصا‭ ‬الصولجان‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى،‭ ‬ويحيط‭ ‬بهامش‭ ‬النقد‭ ‬كتابة‭ ‬لاتينية،‭ ‬وعلى‭ ‬ظهر‭ ‬النقد‭ ‬حيوان‭ ‬يُشبه‭ ‬الثور‭ ‬رسم‭ ‬بحجم‭ ‬صغير،‭ ‬وبهامش‭ ‬الظهر‭ ‬كتابة‭ ‬لاتينية‭. ‬

الجمل‭ ‬العربي‭ (‬ذو‭ ‬السنام‭ ‬الواحد‭) ‬على‭ ‬المسكوكات

كلمة‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬تعني‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬Dromedary،‭ ‬وهي‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬الكلمة‭ ‬اليونانية‭ ‬Dromos،‭ ‬ومعناها‭ ‬‮«‬الطريق‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المسار‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‭ ‬تستعمل‭ ‬Dromedary‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسعٍ‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬ذات‭ ‬السنام‭ ‬الواحد‭.‬

ويقطن‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬المناطق‭ ‬الصحراوية‭ ‬لشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬وتم‭ ‬إدخاله‭ ‬كحيوان‭ ‬مستأنس‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وأستراليا،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬بصورة‭ ‬وحشية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالجمال‭ ‬البرية‭ ‬التي‭ ‬هجرت‭ ‬الاستئناس‭ ‬لتهيم‭ ‬على‭ ‬وجوهها‭. ‬وقد‭ ‬ورد‭ ‬نقش‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العملات،‭ ‬منها‭ ‬العملة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬سكها‭ ‬بالسودان‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1956م،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬أول‭ ‬عملة‭ ‬وطنية‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬العملات‭ ‬المصرية‭ ‬والبريطانية،‭ ‬حيث‭ ‬وقّع‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬العملة‭ ‬مأمون‭ ‬بحيري‭ ‬وعضو‭ ‬اللجنة‭ ‬إبراهيم‭ ‬عثمان‭ ‬باسميهما‭ ‬على‭ ‬واجهة‭ ‬خمس‭ ‬فئات‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الورقية‭ ‬السودانية،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬عملات‭ ‬يتداولها‭ ‬السودانيون‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وأكبرها فئة‭ ‬العشرة‭ ‬جنيهات،‭ ‬التي‭ ‬غلب‭ ‬عليها‭ ‬اللون‭ ‬الداكن،‭ ‬ورسمت‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬صورة‭ ‬جامعة‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وفي‭ ‬ظهرها‭ ‬ساعي‭ ‬البريد‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الناقة،‭ ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬سنة
‭ ‬1960 ‭- ‬1967م‭ ‬كان‭ ‬المحافظ‭ ‬ويدعى‭  ‬الفيل،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ورد‭ ‬توقيعه‭ ‬على‭ ‬العملات‭ ‬السودانية‭.‬

وقد‭ ‬ورد‭ ‬نقش‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬نقد‭ ‬سوداني‭ ‬فئة‭ ‬الخمسة‭ ‬ملّيمات،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬في‭ ‬المنتصف‭ ‬وبهامش‭ ‬النقد‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬‮«‬جمهورية‭ ‬السودان‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬أسفل‭ ‬لفظة‭ ‬‮«‬مليمات‮»‬،‭ ‬ويفصل‭ ‬بينهما‭ ‬فرعان‭ ‬نباتيان‭ ‬ينتهيان‭ ‬بشكل‭ ‬ورقة‭ ‬متعددة‭ ‬البتلات‭.‬

أما‭ ‬ظهر‭ ‬النقد،‭ ‬ففي‭ ‬الوسط‭ ‬جاء‭ ‬نقش‭ ‬ساعي‭ ‬البريد‭ ‬ممتطياً‭ ‬جملاً‭ ‬عربياً،‭ ‬وقد‭ ‬أمسك‭ ‬باليد‭ ‬اليسرى‭ ‬لجامه،‭ ‬وباليمنى‭ ‬بندقية،‭ ‬وعلى‭ ‬ظهره‭ ‬جعبة‭ ‬السهام،‭ ‬وبدا‭ ‬الجمل‭ ‬وهو‭ ‬يعدو‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬صحراوية،‭ ‬وفي‭ ‬المنتصف‭ ‬جاء‭ ‬رسم‭ ‬الصحارى‭ ‬القفار‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبلاد،‭ ‬وبالهامش‭ ‬أسفل‭ ‬النقش‭ ‬جاء‭ ‬تاريخ‭ ‬1376‭ - ‬1956‭.‬

كما‭ ‬ورد‭ ‬نقش‭ ‬الجمل‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬عملة‭ ‬ورقية‭ ‬سودانية‭ ‬فئة‭ ‬خمسة‭ ‬جنيهات،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الورقة‭ ‬رسم‭ ‬قارب‭ ‬له‭ ‬شراع‭ ‬في‭ ‬النيل،‭ ‬وفي‭ ‬الخلفية‭ ‬رسم‭ ‬نخيل‭ ‬وأشجار،‭ ‬وعلى‭ ‬العملة‭ ‬توقيع‭ ‬السيد‭ ‬الفيل‭ ‬بتاريخ‭ ‬1967م،‭ ‬أما‭ ‬ظهر‭ ‬العملة‭ ‬فجاء‭ ‬عليه‭ ‬رسم‭ ‬ساعي‭ ‬البريد،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬العملة‭ ‬المعدنية‭■