حدَّثَ الوردُ قالَ
وللوردِ حرفـتـهُ
في ابتكارِ الأريجِ
وصُنْعِ الخرافةِ
لمّا يَشُمُّ الفتى
في المساءِ
عبيراً لهُ
ويقارِنُهُ
بالحبيبةِ
حين ترشُّ على شارعٍ
- سوفَ تمشي بأندائهِ -
عطَرَها البابليَّ
كأنَّ يداً من نبيذٍ
هوتْ فوقَ خَدِّ الترابِ
فيسكرُ
من وهجهِ السائرونَ الحيارى،
البناتُ الفقيراتُ،
والسيداتُ العجولاتُ،
والباعةُ الجائلونَ،
وأبناءُ حزنِ السبيلِ...
وللوردِ حكمتهُ المُصطفاةُ
وحنكتُهُ
حينَ قالَ
- تعالتْ أحاديثُهُ
في الحدائقِ -
إنَّ الفضاءَ (الذي يسرحُ الغيمُ فيهِ
بلا رادعٍ أو رقيبٍ
وتزعجُهُ الطائراتُ الغبيةُ
والنسرُ
والصقرُ)
مِلكٌ لهذي الشجيراتِ
حينَ تطولُ... تطلُّ
تطاولُ ما لا يُطالُ
وإرثٌ
لسرْوٍ جميلٍ
يتيهُ اختيالاً
ويزعمُ مستمسكاً بمزاعمهِ
في الظهيرةِ
أنَّ الفراغَ لهُ
والنخيلَ شقيقٌ لهُ في الرضاعةِ
أعمدةَ البرقِ أطفالُهُ
والحمامَ المسافرَ خلٌّ يسامرُهُ
حين َينقلُ في الليلِ مكتوبَ عاشقةٍ
للحبيبِ المراوغِ في عشقهِ
والمدى...
ولذا ابتعدوا عن فضاءاتنا
ودعوا ما لنا - أيها العابرون -
لنا...
واتركوا ما بدا..!! ■