حدَّثَ الوردُ قالَ

حدَّثَ الوردُ قالَ

وللوردِ‭ ‬حرفـتـهُ

في‭ ‬ابتكارِ‭ ‬الأريجِ

وصُنْعِ‭ ‬الخرافةِ

لمّا‭ ‬يَشُمُّ‭ ‬الفتى

في‭ ‬المساءِ

عبيراً‭ ‬لهُ

ويقارِنُهُ

بالحبيبةِ

حين‭ ‬ترشُّ‭ ‬على‭ ‬شارعٍ

‭- ‬سوفَ‭ ‬تمشي‭ ‬بأندائهِ‭ -‬

عطَرَها‭ ‬البابليَّ

كأنَّ‭ ‬يداً‭ ‬من‭ ‬نبيذٍ

هوتْ‭ ‬فوقَ‭ ‬خَدِّ‭ ‬الترابِ

فيسكرُ

من‭ ‬وهجهِ‭ ‬السائرونَ‭ ‬الحيارى،

البناتُ‭ ‬الفقيراتُ،

والسيداتُ‭ ‬العجولاتُ،

والباعةُ‭ ‬الجائلونَ،

وأبناءُ‭ ‬حزنِ‭ ‬السبيلِ‭... ‬

وللوردِ‭ ‬حكمتهُ‭ ‬المُصطفاةُ

وحنكتُهُ

حينَ‭ ‬قالَ

‭- ‬تعالتْ‭ ‬أحاديثُهُ

في‭ ‬الحدائقِ‭ -‬

إنَّ‭ ‬الفضاءَ‭ (‬الذي‭ ‬يسرحُ‭ ‬الغيمُ‭ ‬فيهِ

بلا‭ ‬رادعٍ‭ ‬أو‭ ‬رقيبٍ

وتزعجُهُ‭ ‬الطائراتُ‭ ‬الغبيةُ

والنسرُ

والصقرُ‭)‬

مِلكٌ‭ ‬لهذي‭ ‬الشجيراتِ

حينَ‭ ‬تطولُ‭... ‬تطلُّ

تطاولُ‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُطالُ

وإرثٌ

لسرْوٍ‭ ‬جميلٍ

يتيهُ‭ ‬اختيالاً

ويزعمُ‭ ‬مستمسكاً‭ ‬بمزاعمهِ‮ ‬

في‭ ‬الظهيرةِ

أنَّ‭ ‬الفراغَ‭ ‬لهُ

والنخيلَ‭ ‬شقيقٌ‭ ‬لهُ‭ ‬في‭ ‬الرضاعةِ

أعمدةَ‭ ‬البرقِ‭ ‬أطفالُهُ

والحمامَ‭ ‬المسافرَ‭ ‬خلٌّ‭ ‬يسامرُهُ

حين‭ ‬َينقلُ‭ ‬في‭ ‬الليلِ‭ ‬مكتوبَ‭ ‬عاشقةٍ

للحبيبِ‭ ‬المراوغِ‭ ‬في‭ ‬عشقهِ

والمدى‭...‬

ولذا‭ ‬ابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬فضاءاتنا

ودعوا‭ ‬ما‭ ‬لنا‭ - ‬أيها‭ ‬العابرون‭ -‬

لنا‭...‬

واتركوا‭ ‬ما‭ ‬بدا‭..!! ‬■