بوصلةُ الحلم!

بوصلةُ الحلم!

رغم تقدمها في السن، تصرُّ على أن تحقق حِلمَها بنيل الشّهادة الجامعية، تصل إلى المحاضرة في وقتها المحدد دونما تأخير، تبدو متحمسةً وواثقة، تعيش لحظة الإحساس بالإنجاز واستثمار الوقت، «لستَ متأخرًا أبدًا»... شعارها الذي تستمد منه الإرادة والقوة، وهو عنوانُ من لا يعرفون الاستسلام، ينظرون إلى الحياة باعتبارها فرصة ومدى مفتوحا باحتمالات لا تنتهي، وبأحلام لا تؤطرها مدة صلاحية؛ فهل تحملُ الأحلامُ تأريخًا لانتهاء الصلاحية؟ وإن يكن، فمَن يحدده ويثبّت على أحلامنا ختمَ الممكن أو المستحيل؟!
كثيرًا ما تعرقل ظروفُ الحياة طموحاتنا، وتعلّق آمالنا على مشجب المستحيل، فكم من الأحلام تساقطت من أرواحنا مثل أوراق الخريف، ولم نجرؤ على أن نعيدَ التقاطها أو نفسح لها المجال لتبرعم من جديد.
 ثمة عديد من المثبطات والمعيقات، بعضها يتأتى من دواخلنا متكئًا على مفاهيم تربوية ونفسية مكتسبة، وبعضها يصدرُ من المحيطين بنا ممن يبعثون - بحُسن نية أو بسوئها - طاقًة سلبية تشبه نثر الحجارة  في  الدرب، يستمدونها أحيانًا من مفاهيم اجتماعية مترسخة كما الصخرة، مما يستوجب تركها لعوامل النحت والتعرية التي يفرضها التغيرُ والتطورُ وتقلُّبُ فصول الحياة!
كم تدهشني قصصُ النجاح المنحوتةُ في الصخر، وصور التصميم المنقوشة بالإرادة... الحياةُ من دون أحلام صحراءُ خاوية اعتادت العطش ومطاردة السراب، ومن تخبو أحلامه يشيخُ وإنْ كان في أوج الشباب.
الــعـــمــــــرُ لا يُقــاس بالــــــسنين فحسب، فلا تدعْ حلمك يموت في أول حادثة فشل لأنّه يستحقُّ الحياة، ولا تُفلت خيط التصميم من يدك كي لا تتوه من دون بوصلة الحلم ■