هل كان نيتشه معاديًا لليهود؟

هل كان نيتشه معاديًا لليهود؟

يبلغ كتاب «اليهودية لدى نيتشه، بين معاداة السامية ومعاداة اليهودية» حوالي ثلاثمئة صفحة، ويتكون من ستة فصول، تسبقها مقدمة وتلحقها خاتمة، يلخص فيها الكاتب استنتاجاته بشكل منظم ومرقم.  وتتوالى فصول الكتاب وفق تسلسل تاريخي يتتبع فيه الكاتب روبرت هولب ويحلل تطور أفكار نيتشه وأحداث حياته، فيما يتعلق باليهود وحركة اللاسامية التي انتشرت بألمانيا في عصر نيتشه، منذ طفولته وحتى وفاته عام 1900، في محاولة لإثبات أن نيتشه ليس بريئًا من تهمة معاداة السامية.

يخبرنا روبرت هولب بأنه ظل يعمل على موضوع «المسألة اليهودية في فكر نيتشه» منذ أن تقدم ببحث عنه عام 1995، حيث توصل وقتها إلى أن أغلب الباحثين المتخصصين في فلسفة نيتشه انقسموا إلى آراء متضاربة. وأنه لاحظ أن هذه الآراء كانت تتغير بتغير الزمن وبتغير مهنة الباحث. فكلما اقترب الزمن من الحرب العالمية الثانية، مال أغلب دارسي نيتشه إلى اعتباره معاديًا لليهود ومؤيدًا للنازية والهتلرية. بينما كلما ابتعد الزمن عن الحرب العالمية، مال أغلب دارسي نيتشه إلى تبرئته من تهمة معاداة اليهود وتأييد النازية.
 كذلك نلاحظ أن أغلب من اتهموا نيتشه بمعاداة اليهود وتأييد هتلر كانوا من فئة المؤرخين، بينما أغلب من برأوه كانوا من فئة المفكرين. 
وبهذا نصبح أمام نمطين من الآراء، آراء مؤرخي الأحداث، وآراء مؤرخي الأفكار، حيث يدين مؤرخو الأحداث نيتشه، بينما يبرئه مؤرخو الأفكار. 
ونذكر في هذا السياق الكتاب الشهير «صعود وسقوط ألمانيا الهتلرية»، الذي كتبه المؤرخ والصحفي الأمريكي وليام شيرر عام 1960، والذي نسب فيه أصول النازية صراحة إلى أفكار نيتشه عن إرادة القوة وتفضيله الحرب على السلام. بينما، على الجهة المقابلة، نجد والتر كوفمان، مؤرخ أفكار نيتشه الشهير، يبرئه من تهمة معاداة السامية.

التمييز بين السامية واليهودية
يميز هولب بين معاداة السامية ومعاداة اليهودية. ووجهة نظر هولب هي أن مصطلح «السامية» يميز فئة من البشر اعتمادًا على تصنيفهم لغويًا وإثنيًا، وهو تصنيف غير دقيق، لأنه قد يجمع بين اليهود والعرب معًا. بينما ينغلق مصطلح الديانة اليهودية على فئة اليهود وحدهم، ويستبعد بقية الفئات القريبة من اليهود والملتصقة بها، على عكس ما يدور في التصنيف اللغوي لمصطلح السامية. 
بذلك يرى هولب أن مصطلح معاداة السامية غير دقيق، بينما مصطلح معاداة اليهود هو المصطلح الأدق. 
يقول هولب (ص 128): مصطلح معاداة السامية يشير إلى معاداة اليهودية. وهو مصطلح يتمتع بجاذبية أكاديمية، لأنه يصف مجموعة من البشر لهم سمات محددة تجد أصولها في علم اللغويات وعلم الإثنوغرافيا، لكن كثيرا من الأشخاص كانوا يدركون أن هذا المصطلح هو مصطلح غير مناسب لوصف وضعية معاداة اليهود. وحتى في زمن نيتشه، كان الفيلسوف الاشتراكي يوجين دوهرنج، الذي انتقده نيتشه بشدة، نتيجة لأفكاره المعادية للسامية، كان يجادل بأن مصطلح معاداة السامية هو توصيف غير دقيق، حيث كتب دوهرنج: «الشعب اليهودي هو قبيلة محددة من البشر، شكلتها سمات محددة كعنصر محدد من البشر في مقابل بقية البشر، بشكل لا يسري على بقية البشر الساميين». 
كذلك كان رأي مؤلف «التماس معاداة السامية» المقدم في عام 1880، وزوج أخت نيتشه، برنهارد فورستر، معارضا أيضا لاستخدام مصطلح «السامية»، حيث قال إن استخدام مصطلح «السامية» قد استقر عوضًا عن المصطلح الأكثر دقة وهو «اليهود»، وأصبح من الصعب تغييره.

الحيلة المنهجية
تقوم الحيلة المنهجية التي يبتكرها هولب على التمييز بين معاداة «السامية» ومعاداة «الديانة» اليهودية. وهو يحتفي بهذه الحيلة المنهجية، حتى في عنوان الكتاب، تمهيدًا لإكسابها نوعًا من الشرعية المنهجية التي تسمح باستخدامها في تقييم أفكار نيتشه. 
واعتمادًا على هذه الحيلة المنهجية المبتكرة، تدور منهجية كتاب هولب كما يلي: تؤكد نصوص نيتشه أنه ليس معاديًا للسامية. لكن كتاباته تؤكد أيضًا أنه يرفض «الديانة» اليهودية، واليهودية هي ديانة اليهود. إذن فالنتيجة الأخيرة تجعلنا نعيد النظر في النتيجة الأولى.
ويظن هولب أنه عثر بذلك على أداة منهجية مبتكرة. فهذه الأداة المنهجية التي ابتكرها أصبحت تسمح له بأن يدير استنتاجاته حول نفسها، ليجعل الاستنتاج الثاني يضرب الاستنتاج الأول، وبالتالي، يرجح معاداة نيتشه للسامية استنادًا إلى معاداته للديانة اليهودية.
ذلك أن الاستنتاج الأول الذي تؤكده الأحداث والنصوص النيتشوية يؤكد أن نيتشه كان غير معادٍ للسامية. بل كان خصمًا للمعادين لها، حتى ولو كانوا من داخل بيته، مثل خلافه مع زوج أخته الكاره لليهود، بيرنهارد فورستر، وسخريته من المجموعات والأحزاب المعادية للسامية في ألمانيا، ومثلما في انتقاده للتيارات الشوفينية الألمانية التي كانت تعظم العرق الآري على حساب تقبيح وشيطنة العنصر السامي. 
وهذه جميعها حقائق مثبتة في نصوص نيتشه، فحادثة القطيعة التي وقعت بين نيتشه والموسيقار ريتشارد فاجنر المعروف بمعاداته للسامية، والتي نشبت – وفقًا لشهادة المؤرخ وليام شيرر نفسه – نتيجة لما رآه نيتشه من معاداة سافرة للسامية في الأوبريتات التي يؤلفها فاجنر، تؤكد براءة نيتشه من تهمة معاداة السامية، بالشكل الفج الذي تبناه فاجنر. بل وقد اتخذ نيتشه بعد قطيعته مع فاجنر ثلاثة أصدقاء مقربين، كانوا جميعهم من اليهود، وهم: بول ري، وسيغفريد ليبينر، وجوزيف بانيث.
لكن الكاتب هولب يرفض الوقوف عند هذا الاستنتاج الأول بعدم معاداة نيتشه للسامية. بل يبتكر أداة منهجية جديدة تميز بين معاداة «السامية» ومعاداة «الديانة» اليهودية باعتبارها أهم سمات اليهود. ثم يطبقها على نصوص نيتشه مرة أخرى. وهنا نجد أن هذه الأداة المنهجية الجديدة تسمح للكاتب بإثبات التهمة التي أفلت منها نيتشه. وذلك لأنه باعتباره مفكرًا لادينيًا، كأغلب مفكري عصره، كان قد انتقد الديانة اليهودية في إطار نقده لأغلب الأديان. فهو انتقد الأخلاق المسيحية والأخلاق اليهودية، ووصفهما بأنهما أخلاق «عبيد» لم تعد تناسب الحياة المعاصرة التي أصبحت بحاجة لفئة من البشر «العلويين» (السوبرمان) الباحثين عن أخلاق جديدة تصلح لـ «السادة»، ليتمكنوا من تقبل الحياة وإنتاج قيم جديدة مختلفة عن القيم المسيحية واليهودية.
يستند هولب إلى هذه الأفكار النيتشوية اللادينية ليستنتج أن نيتشه كان معاديًا لـ «الديانة» اليهودية. وبالتالي، فحتى لو كان غير معادٍ سياسيًا للسامية، فإن كتبه تعادي «الديانة» اليهودية، فكريًا وفلسفيًا.
وهذه قراءة متعسفة لنصوص نيتشه، لأن الحقيقة هي أنه قد عنون أخطر كتبه الناقدة للدين «الأنتي كرايست»، ولم يعنونه «أنتي موسيز». وبالتالي فقد تجنب نيتشه طواعية السقوط في معاداة الدين من قناة الفئة الأضعف – اليهود – بل قد استهدف بمعاداته الفئة الأقوى، وهو بذلك يسمو بشكل واضح على الحركة اللاسامية التي انتشرت في عصره. لكن نقده للتدين كان يعني بالضرورة نقده لليهودية، من دون أن نحصره فيها، لأن نقده تجاوز اليهودية إلى المسيحية. وبالتالي، نظن أن رؤية هولب جاءت عاجزة عن فهم كامل أبعاد فلسفة نيتشه.

معيار فلسفي أم طائفي؟
المشكلة في هذا التصنيف الجديد لفلسفة نيتشه في أنها معادية لـ «الديانة» اليهودية، كما يمارسه الكاتب هولب، وهي أن هذا النمط من المعاداة يبدو وكأنه مبتكر ليستبعد اليهود وحدهم، باعتبارهم طائفة مستقلة، بينما يستهدف المعيار بشكل حصري غير اليهود. 
فالقول بوجود معاداة لفئة محددة من البشر استنادًا إلى الانتماء الديني الحصري لهذه الفئة هو أمر يمكن أن ينطبق على جميع البشر من خارج هذه الفئة، ويستبعد فقط البشر المنتمين إلى هذه الفئة الدينية باعتبارهم مبرئين بفعل الميلاد والانتماء من هذه المعاداة، وبخاصة إذا علمنا بأن الديانة اليهودية هي ديانة حصرية تنغلق على نفسها بفعل الميلاد ونمط من الانتماء السلالي، وهو ما يعني أن الدخول والخروج منها أمر غير حر وغير ممكن، وبالتالي، يكون التصنيف – الذي يستخدمه هولب هنا – والذي يقوم على الانتماء اليهودي الحصري هو تصنيف تعسفي وعنصري تماما. لأنه يستهدف جميع الفئات البشرية، بينما يستبعد فقط الفئة اليهودية وفقا لانتمائها وميلادها، وهو الأمر الذي يستحيل أن يتوافر طوعيًا لأي شخص خارج هذه الطائفة المغلقة.
لكن الكاتب، وعلى الرغم من اشتغاله بالفلسفة والأدب، يتجاهل تمامًا إجراء أي بحث متجرد في سلامة هذا المعيار الذي يقترحه. يكتب هولب في ص 126: إن تبرئة نيتشه على غرار ما يفعل والتر كوفمان من تهمة معاداة السامية لا تستقيم مع ما كان يكتبه نيتشه ضد الديانة اليهودية». 
ويقول في ص 129: «إن آراء نيتشه الرافضة لمعاداة السامية لا تخبرنا بكل ما ينبغي أن نعرفه عن آرائه حول اليهود واليهودية».
ومن هنا يستنتج هولب أنه لابد من التمييز بين السامية واليهودية حتى نستطيع أن نفهم موقف نيتشه المعقد. فنيتشه لم يكن معاديًا للسامية كما يبدو من تصريحاته ومن كتاباته الرافضة للأحزاب الألمانية المعادية للسامية، التي انتشرت في وقته وكما يبدو في قطيعته مع فاجنر وخلافه الحاد مع زوج أخته، لكن – يستكمل هولب - نيتشه كان معاديًا لليهود، وذلك لأنه انتقد «الديانة» اليهودية.
هنا ومع التحول من مصطلح معاداة السامية إلى مصطلح معاداة «الديانة» اليهودية، يتحول هولب بمحاكمة نيتشه سياسيا، كما هو معهود في مصطلح معاداة السامية، إلى محاكمة نيتشه فكريًا ودينيًا على تقييمه الفكري والفلسفي السلبي للديانة اليهودية. وهنا بالضبط تكمن خطورة كتاب هولب. لأنه يفتح الباب لتجريم الفلاسفة على أفكارهم ولمحاكمة الأفكار الفلسفية في محاكمات طائفية.

خطورة المصطلح
تكمن خطورة الكتاب الحالي في المنطق الثنوي التناقضي الذي يعتمده هولب. فهو يستخدم مصطلحين فقط لوصف الموقف من اليهود: مصطلح معاداة اليهود (جوديوفوبيا)، ومصطلح حب اليهود (جوديوفيليا). ويعتبر المصطلحان نقيضين تامين، من دون وجود أي مصطلح ثالث بينهما. وبالتالي فمن لا يقع في تصنيف الجوديوفيليا لابد أن يقع في تصنيف الجوديوفوبيا (كراهية اليهود). فلا نجد هولب يستخدم طوال كتابه أي مصطلح ثالث يصف وضعية ليبرالية علمانية محايدة من التعامل مع اليهود. بل هو فقط لا يرى سوى الأبيض أو الأسود، في التعامل مع اليهود. فإما أن يكون الشخص محبًا لليهود، وإما أن يكون معاديًا لليهود، من دون وضعية محايدة. 
وبهذا فالتصنيف الذي يستخدمه هولب يقوم على إثنية تناقضية، وهو أمر خطير تم نقده وتجاوزه منذ زمن بعيد، وبخاصة لدينا في السياق العربي. لكن ربما لم يتم تجاوزه في السياق الأوربي الذي يعترف بأنه اقترف جرائم لا تغتفر بحق اليهود، مثلما حدث في الهولوكوست النازي. والأمر يختلف في السياق العربي، حيث تنقلب الآية تماما، وتأتي الجرائم التي لا تغتفر عندنا من اليهود، وليس ضدهم. ويبدو الأمر وكأننا مضطرون لدفع ثمن الجرائم التي ارتكبها الغرب ضد اليهود في سياقنا العربي.
لذا يمكننا أن نقول إن اختلاف السياق العربي عن السياق الغربي قد أدى بنا إلى نمط مختلف تمامًا من النظر ومن الموقف تجاه اليهود، فيما يخص مقاييس معاداة السامية ومعاداة اليهودية. فنحن كعرب لا نعاني بالمرة عقدة ذنب نحو اليهود، كالتي يعانيها الغرب، والتي أدت بالغرب إلى استصدار قوانين غربية تجرم معاداة السامية، وذلك استنادًا إلى رغبة الغرب في التكفير عن جرمهم الذي ارتكبوه في الهولوكوست النازي. وهو الجرم الذي لا نعاني أي ذنب من الاشتراك فيه بأي شكل، لأن لنا تاريخًا مختلفًا. 
وبينما أتت أغلب التعليقات الغربية على كتاب هولب إيجابية ومشجعة، فإننا نظن أن التلقي السليم لهذا الكتاب في سياقنا العربي يجب أن يأتي مختلفًا تمامًا. وهذا ما نحاوله في عرضنا الحالي.
إن مراعاة اختلاف السياق الذي صدر فيه الكتاب في الغرب عن سياقنا العربي الذي نعيش فيه حاليا، يجعل من الضروري أن نتناول ونتلقى هذا الكتب من منظورنا المحدد. فالمسألة ليست محض تنظيرات وتجريدات نظرية تحلق في الهواء. بل هي أمور ذات طابع فكري، قد تتمخض عنها ممارسات سياسية ودينية وطائفية موازية.
فمثلا، إذا اتبعنا المنطق نفسه الذي يقترحه هولب في كتابه الحالي، فيمكن أن يصبح انتقادنا للصهيونية مثلا هو انتقاد لليهود بصفتهم يهودا لا بصفتهم صهاينة، وبالتالي يصبح انتقاد الكيان الصهيوني هو أحد أشكال معاداة اليهودية، استنادًا إلى أن الكيان الصهيوني يرفع راية الديانة اليهودية. وهذا جدال عقيم من المفترض أنه تم تجاوزه في سياقنا العربي، منذ افتضاح أمر الجرائم الإسرائيلية وصدور قرارات أممية تدينها. 
إن كتاب هولب بهذا الشكل يعتبر محاولة احتيالية لتدشين ما يشبه ردة فكرية، قد تصب في النهاية في مصلحة تحصين الكيان الصهيوني بصفته مجرد كيان ديني يهودي لا يجب نقده مهما فعل، استحقاقًا للتكفير عن جرائم نازية سبق ارتكابها في السياق الغربي. وهذا أمر غير مقبول عربيا، مهما تحصن بنظريات غربية أكاديمية.

هل نجح الكاتب في محاكمة نيتشه؟
يكتب هولب (ص 210): «لابد أن نسأل أنفسنا: ما معنى أن نجد فيلسوفًا مثل نيتشه يردد الآراء المسيئة لليهود والديانة اليهودية نفسها؟ نيتشه الذي طالما ظننا أنه المفكر القادر على تجاوز عادات وتقاليد عصره، والقادر على كسر السرديات التأسيسية، ما معنى أن نراه يعجز عن اتخاذ موقف مخالف لمعاصريه، فيما يخص ترديد الشعارات البالية المسيئة عن الديانة اليهودية نفسها، التي هي مجرد استعارات ضحلة من تراث طويل من التحيز ضد اليهود؟».
واضح هنا أن هولب يلوم نيتشه على كونه استسلم وعجز عن مجاوزة أفكار عصره المناهضة لليهود، لكنه يعفي نفسه من طرح هذا السؤال نفسه على كتابه الحالي. ذلك أن كتاب هولب يأتي في إطار محاكمة نيتشه على أفكاره المناهضة لليهود، وهو الأمر الذي أضحى يركب نفس الموجة والموضة الطاغية الغربية التي اكتسحت الغرب بكامله منذ محاكمات نورمبرج عام 1945, مما يعني أن كتاب هولب الحالي لا يزيد في أحد أشكاله عن كونه مجرد ركوب اتباعي مألوف على ظهر ذات الموجة الكاسحة السائدة والمهيمنة في الغرب حاليا، من دون أن يتمكن كاتبه من مجاوزة أو حتى الحياد عن ركوب هذه الموجة الطاغية السائدة والمهيمنة قيد أنملة. 
لذا يبدو من المفارقة - إن لم نقل من الاحتيال – أن يمارس هولب اتهام نيتشه بتهمة يعاني هو منها بشكل أكبر مما كانت لدى نيتشه. فهولب هو المساير والتابع لأفكار عصره والراكب الممتطي لموجة عصره المهيمنة من المحاباة العمياء للسامية ■