تسليم يعقوب السبيعي
شعر
أنت في حل، فكوني سبَباً |
لفناء العمر أو بعث الصبا |
حمَّلينَي مّا ارتضى قلبك |
لَي وابعَثيني مَشرقاً أو مغرِبا |
أنا من كلفك هذي وإلىَ |
كفك الأخرى ألبي الطلبا |
صَيّريَني - كيفما شَئت - حصى |
مُهمَلا أو فاعصُريني عنبا |
وارْشفيني شربةَ تهنَاُ في |
ثغرِكِ المذهِبِ عني التعبَا |
*** |
|
يا ضرامَ الوجد في قلب هفا |
نحو من تطفئ فُيه اللّهَباَ |
كلما سارَت تَهاوَت غيّمةٌ |
تلثُمُ الخطور وتسقي التُرُبا |
أنت إسعادُ حياة ضحكتْ |
لي لتُعطي العُمرَ وجهاً طيّبا |
فانشري حُسْنَك حًتىَ لا نرى |
في نواحي الأرض قلبا مت صَبَا |
أنت ليْلي ونهاري والمدى |
رَضى الدهرُ بهذا أو أبى |
ما تشائين اصنعي بي إنني |
لك هيأتُ الرضا والسببا |
فإذا شئت بلغتُ المنتهى |
في ابتعادي، او أكون الأقربا |
أنت في كل جهات الروح لي |
صوتُ صمت هاتف: يا مرحبا |
فاعصري وجدان روحي واشربي |
واجعلي ماء عيوني سُحُبا |
وامطري بي فوق صخر موحش |
وامطري بي فوق أزهار الرُّبى |
واجعلي المخصبَ مني مجدبا |
واجعلي المجدب مني مُخصبَا |
واصنعيني مثلَما تهوين لن |
يستطيع الحب مني الهَربَا |
أنت قلب الكون فالكل هنا |
لك من كل الجهات انجذبا |
*** |
|
أنت في حل فما شئت افعلي |
سوف لا تلقين مني عتبا |
لا ولن نلتقي من الروح سوى |
شهقة القلب الذي قد وثبا |