حضور الصحافة العربية في الهند

حضور الصحافة العربية في الهند

تطورت العلاقات الهندية - العربية عبر قرون عدة، حيث قامت على أسس خالية من المشاكل التقليدية، نتيجة البعد الجغرافي بين المنطقـتين، واستفادت من التبادل الثقافي والتجاري. امتزجت الثقافة العربية بالثقافة الهندية وخاصة بعد دخول أجزاء مختلفة من شبه القارة الهندية، في الإسلام، بل إن البعض يرى أن الثقافة العربية تأثرت كثيراً بالبعد الإنساني للثقافة الهندية وتعدد الأديان والأعراق والتسامح الهندي.

كان‭ ‬للهند‭ ‬دور‭ ‬حضاري‭ ‬كبير‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام،‭ ‬وظلت‭ ‬تمثل‭ ‬بعداً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحضارات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬للعرب‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الإسلام‭ ‬الهند‭ ‬أي‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬الشاسعة‭ ‬ولم‭ ‬تتعد‭ ‬العلاقة‭ ‬الهندية‭ ‬العربية‭ ‬حدود‭ ‬المناطق‭ ‬الجغرافية‭ ‬للطرفين،‭ ‬فعزز‭ ‬الفـتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحضور‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الهند‭. ‬واهتم‭ ‬المسلمون‭ ‬الهنود‭ ‬بتعلم‭ ‬وتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لكونها‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والسُّنة،‭ ‬حتى‭ ‬برز‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لعبوا‭ ‬دوراً‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬وازدهارها‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الهند‭ ‬وأرجائها،‭ ‬وأسهموا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭. ‬وتأثرت‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬باللغات‭ ‬الهندية‭ ‬المحلية‭ ‬وعلومها‭ ‬وثقافتها‭. ‬

ظهرت‭ ‬الطباعة‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1498م،‭ ‬لكنها‭ ‬تطورت‭ ‬بإنشاء‭ ‬شركة‭ ‬الهند‭ ‬الشرقية‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الهند‭ ‬وأرجائها‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭. ‬أول‭ ‬صحيفة‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬هي‭ ‬الصحيفة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬‮«‬بنغال‭ ‬جزت‮»‬‭ ‬Bengal‭ ‬Gazette‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كُولكتا‭ (‬كَلْكَتّا‭) ‬في‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬1780م،‭ ‬أسسها‭ ‬جيمس‭ ‬آغسطوس‭ ‬هيكي‭ ‬James‭ ‬Augustus‭ ‬Hicky‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬1780م‭. ‬وأول‭ ‬جريدة‭ ‬فارسية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬أصدرها‭ ‬العالم‭ ‬المصلح‭ ‬الهندوسي‭ ‬الكبير‭ ‬المعروف‭ ‬براجا‭ ‬رام‭ ‬موهن‭ ‬راي‭ (‬1772‭-‬1833‭) ‬باسم‭ ‬‮«‬مرآة‭ ‬الأخبار‮»‬‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬1822م‭. ‬وتعتبر‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬جام‭ ‬جهان‭ ‬نما‮»‬‭ ‬أول‭ ‬جريدة‭ ‬أسبوعية‭ ‬باللغة‭ ‬الأردية‭ ‬بدأ‭ ‬صدورها‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬1822م‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كلكتا‭.‬

‮ ‬ظهرت‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬متأخرة‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬الصحافة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفارسية‭ ‬والأردية‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬العشر‭ ‬الميلادي،‭ ‬لأن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬يعتبرها‭ ‬الهنود‭ ‬لغة‭ ‬دينية‭ ‬مقدسة،‭ ‬حيث‭ ‬نزل‭ ‬بها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وتكلم‭ ‬بها‭ ‬نبينا‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬‭[‬،‭ ‬فكان‭ ‬جل‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بالتفسير‭ ‬والحديث‭ ‬والفقه‭ ‬وما‭ ‬إليها‭. ‬ولم‭ ‬تلق‭ ‬رواجاً‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬كالفارسية،‭ ‬لأن‭ ‬اللغة‭ ‬الفارسية‭ ‬كانت‭ ‬لغة‭ ‬رسمية‭ ‬ولغة‭ ‬الحكومة‭ ‬والديوان‭. ‬ولأجل‭ ‬ذلك‭ ‬تأخر‭ ‬ظهور‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬بعد‭ ‬الصحافة‭ ‬الهندية‭ ‬ذات‭ ‬اللغات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المحلية‭.‬

 

أول‭ ‬جريدة‭ ‬عربية‭ ‬بالهند

تعتبر‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬النفع‭ ‬العظيم‭ ‬لأهل‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‮»‬‭ ‬أول‭ ‬جريدة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية،‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬لاهور‭ (‬توجد‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭). ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬الجريدة‭ ‬أثر‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتطورها‭ ‬في‭ ‬لاهور‭ ‬وما‭ ‬جاورها،‭ ‬وقام‭ ‬بتدشينها‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1871م،‭ ‬وكان‭ ‬الشيخ‭ ‬مقرب‭ ‬علي‭ ‬رئيس‭ ‬تحريرها‭. ‬

بادئ‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الجريدة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬ثماني‭ ‬صفحات،‭ ‬وبعد‭ ‬زيادة‭ ‬اهتمام‭ ‬القراء‭ ‬بدأت‭ ‬تنشر‭ ‬في‭ ‬عشر‭ ‬صفحات‭ ‬على‭ ‬مطبعة‭ ‬حجرية‭ ‬في‭ ‬مطبعة‭ ‬بنجاب‭ ‬بمدينة‭ ‬لاهور،‭ ‬وتهتم‭ ‬بنشر‭ ‬المقالات‭ ‬الدينية‭ ‬والأدبية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬تعنى‭ ‬بقضايا‭ ‬تربوية‭ ‬وإصلاحية‭ ‬ولعبت‭ ‬دوراً‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الحركة‭ ‬التربوية‭ ‬والعلمية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سير‭ ‬سيد‭ ‬أحمد‭ ‬خان‭ ‬مؤسس‭ ‬جامعة‭ ‬علي‭ ‬جراه‭ ‬الإسلامية‭ (‬جامعة‭ ‬مركزية‭ ‬حكومية‭ ‬معروفة‭ ‬تبعد‭ ‬150كيلومتراً‭ ‬عن‭ ‬العاصمة‭ ‬نيودلهي‭)‬،‭ ‬وقامت‭ ‬بخدمات‭ ‬جليلة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والتعريف‭ ‬بآدابها‭ ‬وثقافتها،‭ ‬وظلت‭ ‬تصدر‭ ‬بانتظام‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1885م،‭ ‬لكنها‭ ‬توقفت‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬صاحب‭ ‬المطبعة‭ ‬محمد‭ ‬عظيم،‭ ‬وأثبتت‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬عليها‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬ومهدت‭ ‬سبلاً‭ ‬للصحافة‭ ‬العربية‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

 

مجلة‭ ‬‮«‬البيان‮»‬

بعد‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬صدرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬البيان‮»‬‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬لكنؤ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1902م،‭ ‬ونالت‭ ‬قبولاً‭ ‬واسعاً‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬‭ ‬نشرت‭ ‬لفترة‭ ‬وجيزة‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬البيان‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬سيد‭ ‬سليمان‭ ‬الندوي‭ (‬المتوفى‭ ‬عام‭ ‬1957‭) ‬في‭ ‬افتتاحية‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الضياء‮»‬‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬لكنؤ‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جريدة‭ ‬عربية‭ ‬صدرت‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬البيان‮»‬‭ ‬بفترة‭ ‬بسيطة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬توقف‭ ‬إصدارها‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬فقر‭ ‬وسوء‭ ‬حال‭ ‬مادية‮»‬‭. ‬

كان‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬‮«‬البيان‮»‬‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬العمادي،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬تصدر‭ ‬شهرياً،‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬ثم‭ ‬صارت‭ ‬نصف‭ ‬شهرية‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬أصبحت‭ ‬شهرية‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬تطبع‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والأردية‭ ‬ولكن‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬طبعت‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬فقط،‭ ‬ونالت‭ ‬إعجاب‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية‭ ‬بالهند،‭ ‬وكانت‭ ‬بمنزلة‭ ‬مدرسة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تعلم‭ ‬بها‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الحديثة‭ ‬آنذاك‭. ‬وكتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬والصحفي‭ ‬الكبير‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬العدوي‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬العرب‮»‬‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬بومباي‭ ‬المؤرخة‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬جمادى‭ ‬الأولى‭ ‬1363هـــ‭ ‬الموافق‭ ‬13‭ ‬مايو‭ ‬1943م‭: ‬‮«‬وفد‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالله‭ ‬محمد‭ ‬شريف‭ ‬الصحفي‭ ‬الحجازي‭ ‬على‭ ‬الهند‭ ‬قبل‭ ‬نيف‭ ‬وعشرين‭ ‬عاماً،‭ ‬فاشتغل‭ ‬بالأدب‭ ‬والصحافة،‭ ‬وأسس‭ ‬أول‭ ‬جريدة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬بومباي‭ ‬سماها‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الحق‮»‬،‭ ‬ومكث‭ ‬يصدرها‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوت‭. ‬وكان‭ ‬يكتبها‭ ‬بخطه‭ ‬ويطبعها‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬القديمة‭ ‬فوق‭ ‬الحجر‮»‬‭.‬

 

مجلة‭ ‬‮«‬العرب‮»‬

كان‭ ‬العرب‭ ‬المقيمون‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬بومباي‭ ‬تحديداً‭ ‬يصدرون‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬العرب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬مركزاً‭ ‬تجارياً‭ ‬لشبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬وللشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬طوال‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وحتى‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الميلادي،‭ ‬وكانت‭ ‬مدينة‭ ‬بومباي‭ ‬أو‭ ‬مومباي‭ ‬الحالية‭ ‬زاخرة‭ ‬بالجاليات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مثقفين‭ ‬وتجار،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وجنوب‭ ‬اليمن‭ ‬وعمان‭. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬تصدر‭ ‬أسبوعياً‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وكان‭ ‬صاحبها‭ ‬ورئيس‭ ‬تحريرها‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬العدوي‭. ‬ومما‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العرب‮»‬‭ ‬قد‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬أعدادها‭ ‬الأولى‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬جريدة‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬أسبوعياً،‭ ‬وفيما‭ ‬بعد‭ ‬أصبحت‭ ‬تصدر‭ ‬باسم‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬العرب‮»‬‭ ‬شهرياً‭. ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬صدورها‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬1938م‭.‬

كانت‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬تحمل‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬تهتم‭ ‬بشؤون‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬وتنشر‭ ‬أهم‭ ‬أخبار‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬الصفحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬منها‭ (‬صفحة‭ ‬الغلاف‭ ‬الخارجي‭) ‬تضم‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬صدرت‭ ‬المجلة،‭ ‬وجاء‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬من‭ ‬أوسع‭ ‬المجلات‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬انتشاراً‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬ولم‭ ‬يسبق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الهند‭ ‬أن‭ ‬أُسست‭ ‬فيها‭ ‬مجلة‭ ‬عربية‭ ‬لقيت‭ ‬ما‭ ‬لقيته‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬وسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ناحية‭ ‬من‭ ‬نواحي‭ ‬الشرق‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬يتكلم‭ ‬العربية‮»‬‭. ‬وقامت‭ ‬بخدمات‭ ‬جليلة‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬فتعرف‭ ‬الهنود‭ ‬بإخوانهم‭ ‬العرب،‭ ‬كما‭ ‬تعرف‭ ‬العرب‭ ‬بإخوانهم‭ ‬الهنود‭. ‬وهي‭ ‬المجلة‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬صفحاً‭ ‬عن‭ ‬الإعلانات‭ ‬المبتذلة‭ ‬والدعايات‭ ‬الرخيصة‭ ‬والمهاترات‭ ‬الحزبية‭ ‬والطائفية،‭ ‬فهي‭ ‬لكل‭ ‬عربي‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬لكل‭ ‬مسلم‮»‬‭. ‬ولمعلومات‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬العرب‮»‬‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة،‭ ‬لأنها‭ ‬نقلت‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬عكست‭ ‬طبيعة‭ ‬الأوضاع‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إبان‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬للمجلة‭ ‬مراسلون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬ودبي‭ ‬والبحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭. ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يزودونها‭ ‬بالمعلومات‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬المنطقة‭. ‬ووصلت‭ ‬أعداد‭ ‬‮«‬العرب‮»‬‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬كالعراق‭ ‬وسورية‭ ‬ولبنان‭ ‬وغيرها،‭ ‬وكان‭ ‬شعار‭ ‬المجلة‭ ‬مكتوباً‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الأمامية‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬عربية‭ ‬بالهند‭ ‬ذ‭ ‬صلة‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وبلاد‭ ‬العرب‮»‬‭. ‬

 

  ‬مجلة‭ ‬‮«‬الجامعة‮»‬

‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬1923م‭ ‬أصدرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الجامعة‮»‬‭ ‬الشهيرة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الزعيم‭ ‬السياسي‭ ‬الهندي‭ ‬الكبير‭ ‬والصحفي‭ ‬البارز‭ ‬مولانا‭ ‬أبوالكلام‭ ‬آزاد‭ (‬وهو‭ ‬أول‭ ‬وزير‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالهند‭ ‬بعد‭ ‬استقلال‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬نير‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1947م‭) ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬كلكتا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عاصمة‭ ‬حكومة‭ ‬الهند‭ ‬البريطانية‭ ‬آنذاك‭. ‬لقد‭ ‬أراد‭ ‬مولانا‭ ‬آزاد‭ ‬إصدار‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬لإبلاغ‭ ‬رأي‭ ‬الشعب‭ ‬الهندي‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬الإسلامية‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‭. ‬ولعبت‭ ‬المجلة‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ضد‭ ‬حاكم‭ ‬الحجاز‭ ‬الشريف‭ ‬حسين‭. ‬وشن‭ ‬حاكم‭ ‬الحجاز‭ ‬حملة‭ ‬شعواء‭ ‬على‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الجامعة‮»‬‭ ‬وانتقدها‭ ‬وصاحبها‭ ‬نقداً‭ ‬لاذعاً‭. ‬

 

مجلة‭ ‬‮«‬الضياء‮»‬

ظهرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الضياء‮»‬‭ ‬الشهرية‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الصحافة‭ ‬الهندية‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬لكنؤ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1932م،‭ ‬فهي‭ ‬كانت‭ ‬مجلة‭ ‬أدبية‭ ‬تعليمية‭ ‬اجتماعية‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬التقويم‭ ‬الهجري‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬الأستاذ‭ ‬مسعود‭ ‬عالم‭ ‬الندوي،‭ ‬بإشراف‭ ‬الأستاذ‭ ‬العلامة‭ ‬السيد‭ ‬سليمان‭ ‬الندوي‭ ‬والشيخ‭ ‬تقي‭ ‬الدين‭ ‬الهلالي،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬تحريرها‭ ‬الأستاذان‭ ‬أبوالحسن‭ ‬علي‭ ‬الحسني‭ ‬الندوي‭ ‬والشيخ‭ ‬ناظم‭ ‬الندوي‭. ‬نشرت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬المقالات‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬بمواضيع‭ ‬شتى،‭ ‬ولعبت‭ ‬دوراً‭ ‬مؤثراً‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬للهند‭. ‬وتوقفت‭ ‬بعد‭ ‬إصدارها‭ ‬بأربع‭ ‬سنوات‭ ‬لأجل‭ ‬ظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬قاسية‭.‬

مجلة‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬الهند‮»‬

لما‭ ‬نالت‭ ‬الهند‭ ‬استقلالها‭ ‬عام‭ ‬1947م،‭ ‬ازدادت‭ ‬علاقة‭ ‬الود‭ ‬والصداقة‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭. ‬وقام‭ ‬أبوالكلام‭ ‬آزاد‭ ‬بتأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الهندي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬Indian‭ ‬Council‭ ‬For‭ ‬Cultural‭ ‬Relations‭ ‬في‭ ‬نيودلهي‭ ‬عام‭ ‬1947م،‭ ‬لكي‭ ‬تتبادل‭ ‬الهند‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬العلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكرية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية،‭ ‬خاصة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1949م‭. ‬وأصدر‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬الهند‮»‬‭ ‬في‭ ‬1950م،‭ ‬وتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬تحريرها‭ ‬المرحوم‭ ‬مولانا‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬مليح‭ ‬آبادي،‭ ‬وصدر‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1950،‭ ‬ومن‭ ‬أهدافها‭ ‬الرئيسة‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الثقافية‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تعريف‭ ‬ثقافة‭ ‬الهند‭ ‬وآدابها‭ ‬وفنونها‭ ‬بين‭ ‬قراء‭ ‬العربية‭ ‬وإنشاء‭ ‬الروابط‭ ‬الثقافية‭ ‬بين‭ ‬جامعات‭ ‬ومعاهد‭ ‬الهند‭ ‬وشقيقاتها‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬ولاتزال‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬الهند‮»‬‭ ‬تقوم‭ ‬بأداء‭ ‬رسالتها،‭ ‬وقد‭ ‬فتح‭ ‬مولانا‭ ‬آزاد‭ ‬باباً‭ ‬جديداً‭ ‬رائعاً‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬بالهند‭ ‬ببحوثه‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والأدبية‭ ‬القيمة،‭ ‬فهي‭ ‬مجلة‭ ‬علمية‭ ‬ثقافية‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬وثقافية‭ ‬للهند‭. ‬وهي‭ ‬مجلّة‭ ‬فصليّة‭ ‬تصدر‭ ‬أربع‭ ‬مرّات‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الهندي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الثقافية،‭ ‬ومازالت‭ ‬تصدر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

‭ ‬

‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬البعث‭ ‬الإسلامي‮»‬

دخلت‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬البعث‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬1955م‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬لندوة‭ ‬العلماء‭ ‬لكنؤ،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬لتحريرها‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الحسني‭. ‬نالت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتقدير‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية‭ ‬والأدبية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬أعظم‭ ‬مجلة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المستوى‭ ‬والانتشار،‭ ‬وقدمت‭ ‬للعالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬فكراً‭ ‬سليماً‭ ‬صائباً‭ ‬ومواد‭ ‬خصبة‭ ‬مؤثرة،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬الصدور‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬تهتمّ‭ ‬‮«‬البعث‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬بنشر‭ ‬مقالات‭ ‬ذات‭ ‬موضوعات‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬أدب‭ ‬واجتماع‭ ‬وتاريخ‭ ‬وسياسة‭ ‬ودعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

 

المجلات‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة

من‭ ‬المجلات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الرائد‮»‬‭ ‬نصف‭ ‬الشهرية،‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬لندوة‭ ‬العلماء‭ ‬بلكنؤ‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬1959م،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تصدر‭ ‬بانتظام‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬ومنها‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الأمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الحركة‭ ‬السلفية‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬فلما‭ ‬أُسست‭ ‬الجامعة‭ ‬السلفية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بنارس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1963م،‭ ‬لاحظ‭ ‬أصحابها‭ ‬حاجة‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬مجلة‭ ‬إسلامية‭ ‬عربية‭ ‬لتكون‭ ‬ترجماناً‭ ‬للجامعة‭ ‬السلفية‭ ‬بالدول‭ ‬العربية،‭ ‬وحتى‭ ‬يتعرف‭ ‬أهل‭ ‬اللغة‭ ‬على‭ ‬أنشطة‭ ‬الجامعة‭ ‬السلفية‭ ‬بالهند‭. ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1966م،‭ ‬وكانت‭ ‬تصدر‭ ‬أولاً‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬بدأت‭ ‬تصدر‭ ‬شهرياً،‭ ‬باسم‭ ‬صوت‭ ‬الجامعة،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬الجامعة‭ ‬السلفية‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬نشرة‭ ‬الجامعة‮»‬،‭ ‬وأخيراً‭ ‬تقرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الأمة‮»‬،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬الهند‭.‬

قامت‭ ‬جامعة‭ ‬علي‭ ‬جراه‭ ‬الإسلامية‭ ‬الهندية‭ ‬بإنشاء‭ ‬أكاديمية‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬المجمع‭ ‬العلمي‭ ‬الهندي‮»‬،‭ ‬وأصدرت‭ ‬مجلّة‭ ‬علمية‭ ‬نصف‭ ‬سنوية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬لتكون‭ ‬ترجماناً‭ ‬لهذا‭ ‬المجمع‭ ‬باسم‭ ‬مجلّة‭ ‬‮«‬المجمع‭ ‬العلمي‭ ‬الهندي‮»‬‭. ‬ومازالت‭ ‬المجلّة‭ ‬تصدر‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬واحتلتّ‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬بين‭ ‬المجلات‭ ‬العلمية‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬نظراً‭ ‬لما‭ ‬تتمتّع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دقّة‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬والنقد‭ ‬والتقييم،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬بنشر‭ ‬مقالات‭ ‬وبحوث‭ ‬علمية‭ ‬قيّمة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المقالات‭ ‬الأدبية،‭ ‬وتشجّع‭ ‬الدارسين‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬مقالاتهم‭ ‬وأبحاثهم‭ ‬المختلفة‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬ديوبند‭ (‬وهي‭ ‬جامعة‭ ‬إسلامية‭ ‬شهيرة‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والشخصيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المعروفة‭ ‬تبعد‭ ‬150‭ ‬كيلومتراً‭ ‬عن‭ ‬العاصمة‭ ‬الهندية‭ ‬نيودلهي‭)‬،‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وتطويرها،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬مولانا‭ ‬وحيد‭ ‬الزمان‭ ‬الكيرانوي‭ ‬أستاذ‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الجامعة‭ ‬بإصدار‭ ‬مجلّة‭ ‬عربية‭ ‬فصليّة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬دعوة‭ ‬الحقّ‮»‬‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬1965‭. ‬لكنّ‭ ‬إصدارها‭ ‬توقّف‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1975‭. ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬أصدر‭ ‬مولانا‭ ‬وحيد‭ ‬الزمان‭ ‬الكيرانوي‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬الداعي‮»‬‭ ‬لتكون‭ ‬ناطقاً‭ ‬للجامعة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬توقّف‭ ‬إصدار‭ ‬مجلّة‭ ‬‮«‬دعوة‭ ‬الحقّ‮»‬‭. ‬وصدر‭ ‬أوّل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الداعي‮»‬‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬يوليو‭ ‬1976،‭ ‬ولاتزال‭ ‬تصدر‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة‭. ‬وبعد‭ ‬الكيرانوي‭ ‬رأس‭ ‬تحريرها‭ ‬الأستاذ‭ ‬بدر‭ ‬الحسن‭ ‬القاسمي‭ ‬حتّى‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1983‭. ‬وجاء‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬نور‭ ‬عالم‭ ‬خليل‭ ‬الأميني‭ ‬الذي‭ ‬لايزال‭ ‬يرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬حتّى‭ ‬اليوم‭.‬

وهذه‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬عشاق‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الهندية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهناك‭ ‬عدد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬والجرائد‭ ‬الإسلامية‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الهند‭ ‬اليوم‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬إسلامي‭ ‬وعلمي،‭ ‬منها‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬جامعة‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬سبيل‭ ‬السلام‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1988م‭ ‬ومجلة‭ ‬‮«‬الصحوة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬الجامعة‭ ‬الإسلامية‭ (‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬حيدر‭ ‬آباد‭) ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1989م‭. ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬أورنج‭ ‬آباد‭ ‬بولاية‭ ‬مهاراشترا‭ ‬أصدرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬النور‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1989م‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الجامعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لإشاعة‭ ‬العلوم‭ ‬ولاتزال‭ ‬تصدر‭ ‬بانتظام‭. ‬وأصدرت‭ ‬جمعية‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومعهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬من‭ ‬نيودلهي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1995م‭. ‬وهي‭ ‬مجلة‭ ‬فصلية‭ ‬تعنى‭ ‬بدراسة‭ ‬تاريخ‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬والبلدان‭. ‬وفي‭ ‬السنة‭ ‬نفسها‭ ‬أصدرت‭ ‬جامعة‭ ‬مظاهر‭ ‬العلوم‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬المظاهر‮»‬‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سهارنبور‭. ‬

أمّا‭ ‬‮«‬مجلّة‭ ‬الفرقان‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬مجلّة‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية‭ ‬شهرية‭ ‬يصدرها‭ ‬مركز‭ ‬العلّامة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬باز‭ ‬للدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التابع‭ ‬لجامعة‭ ‬الإمام‭ ‬ابن‭ ‬تيميّة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬بيهار‭ ‬الهندية‭. ‬ويرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬أبوالقيس‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المدني‭. ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬لهذه‭ ‬المجلّة‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬ولاتزال‭ ‬تصدر‭ ‬حتّى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬وتُصدِر‭ ‬الجامعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬شانتا‭ ‬فورم‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كيرالا‭ ‬ذ‭ ‬الهند‭ ‬مجلّة‭ ‬فصلية‭ ‬شاملة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مجلّة‭ ‬الجامعة‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أُنشئت‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬ويرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬الأستاذ‭ ‬علي‭ ‬باوتي‭. ‬أمّا‭ ‬مجلّة‭ ‬‮«‬أقلام‭ ‬واعدة‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬مجلّة‭ ‬عربية‭ ‬أدبية‭ ‬فصلية‭ ‬يصدرها‭ ‬اتحاد‭ ‬أساتذة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الهندية‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬حيدر‭ ‬آباد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬ويرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬محسن‭ ‬عثماني‭ ‬الندوي،‭ ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬المجلّة‭ ‬إلى‭ ‬التعريف‭ ‬بالتطوّرات‭ ‬الأدبية‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة‭ ‬بين‭ ‬أساتذة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وباحثيها‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وتقديم‭ ‬الآداب‭ ‬العالمية‭ ‬والهندية‭ ‬للوطن‭ ‬العربي‭ ‬بوساطة‭ ‬المجلّة‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتصوّر‭ ‬مدى‭ ‬تطوّر‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية‭ ‬وازدهارها‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬ولاسيّما‭ ‬أنها‭ ‬تقدّم‭ ‬لنا‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬النشاطات‭ ‬الصحافية‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬ليست‭ ‬لغة‭ ‬الجماهير‭ ‬ولا‭ ‬لغة‭ ‬الحكومة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حبّ‭ ‬الهنود‭ ‬عامّة‭ ‬وبخاصّة‭ ‬المسلمين‭ ‬منهم‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬