جزر لكشادويب ثقافة هندية خاصة في أحضان بحر العرب

جزر لكشادويب  ثقافة هندية خاصة في أحضان  بحر العرب

بعيداً عن ضوضاء العالم وضجيجه، وبعيداً أيضاً حتى عن حياة البر، تطفو إحدى عشرة جزيرة في بحر العرب الذي تحيط مياهه بها من كل اتجاه في أقصى جنوب الهند، وتمتد مساحتها إلى نحو 32 كيلومتراً مربعاً، ويعيش بها ما يربو على 60 ألف شخص. 
فعلى بُعد ما يناهز 300 كيلومتر تقريباً من مدينة كاليكوت، تقع هذه الجزر المرجانية في جنوب غرب الهند، وتشكل جزءاً من اتحاد إقليم لكشادويب المعروف سابقاً باسم جزر لاكاديف وميينكوي وأمينديفي. وفي تلك الجزر لا توجد سيارات أو فنادق فخمة أو محلات الاستهلاك العالمية الكبرى أو حتى مستشفيات كبيرة، فلا توجد بها سوى بعض العيادات الطبية الصغيرة. 

تشير‭ ‬مصادر‭ ‬عدة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرحالة‭ ‬الشهير‭ ‬فاسكو‭ ‬داجاما‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1498،‭ ‬واتفق‭ ‬مع‭ ‬حاكم‭ ‬المنطقة‭ ‬آنذاك‭ ‬على‭ ‬حمايتها‭ ‬بوساطة‭ ‬البرتغاليين‭.‬

بينما‭ ‬تشير‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬ببدء‭ ‬توافد‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجزر،‭ ‬وهي‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬جيرامان‭ ‬فيرومال،‭ ‬الملك‭ ‬الكيرالي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬رحل‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬ليعتنق‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬‭[‬‭. ‬ووفق‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬ذاتها‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬قد‭ ‬أرسل‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬فرق‭ ‬البحوث‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬جوانب،‭ ‬ففريق‭ ‬ضل‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬بانغاراَم‮»‬‭ ‬Bangaram،‭ ‬ثم‭ ‬شاهدوا‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬كيرالا‭ ‬جزر‭ ‬‮«‬أَميني‮»‬‭ ‬Amini‭ ‬و«آنْدروت‮»‬‭ ‬Andrott‭ ‬و«كَاوفارَاتِي‮»‬‭ ‬Kavaratti‭ ‬و«كالْبينِي‮»‬‭ ‬Kalpeni‭ ‬و«أَغاتي‮»‬‭ ‬Agatti‭. ‬

ولما‭ ‬علم‭ ‬الملك‭ ‬الجديد‭ ‬بهذا‭ ‬الخبر‭ ‬أذن‭ ‬للناس‭ ‬أن‭ ‬يسكنوا‭ ‬فيها‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الفريدة‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬بــ‭ ‬‮«‬لَاكَادِيْف‮»‬‭ ‬Laccadive،‭ ‬‮«‬ميني‭ ‬كوي‮»‬‭ ‬Minicoy‭ ‬و«أَمِين‭ ‬ديفي‮»‬‭ ‬Amindivi،‭ ‬وتم‭ ‬تغيير‭ ‬اسمها‭ ‬منذ‭ ‬نوفمبر‭ ‬1973م‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬قرار‭ ‬برلمان‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬لكشادويب‮»‬‭ ‬Lakshadweep‭ ‬وهو‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬المالايالمية‭ ‬والسانسكرتية‭ ‬‮«‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬جزيرة‮»‬،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬الجزر‭ ‬المتكاثر‭ ‬والذي‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إلى‭ ‬36‭ ‬جزيرة،‭ ‬والجزر‭ ‬الصالحة‭ ‬للعيش‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬11‭ ‬فقط‭. ‬

فلما‭ ‬كثر‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬وضاقت‭ ‬الأرض‭ ‬هاجر‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬جزر‭ ‬أخرى‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬أميني‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬كِلْتَانْ‮»‬‭ ‬Kiltan‭ ‬و«جِيتْلاَتْ‮»‬‭  Chetlat‭ ‬و«كَادْمَاتْ‮»‬‭ ‬Kadmat‭. ‬أما‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬بِتْرَا‮»‬‭ ‬Bitra‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬السكان‭ ‬يتوافدون‭ ‬إليها‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬1930م‭ ‬حين‭ ‬هاجر‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬‮«‬جِيتْلَاتْ‮»‬‭ ‬إليها‭. ‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجزيرة‭ ‬‮«‬بَانْغَارَامْ‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬فتحت‭ ‬أبوابها‭ ‬للسائحين‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬وتم‭ ‬تشييد‭ ‬المخيمات‭ ‬فيها‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬1987م،‭ ‬وبعدها‭ ‬بدأ‭ ‬السكان‭ ‬يتوافدون‭ ‬إليها‭ ‬أيضاً‭. ‬

 

الإسلام‭ ‬في‭ ‬الجزر

ويحتل‭ ‬المسلمون‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عـــــدد‭ ‬سكان‭ ‬‮«‬لَكْشَادوِيب‮»‬‭ ‬إذ‭ ‬يشكلون‭ ‬نحو‭ ‬99‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬سكانها،‭ ‬يليهم‭ ‬الهـــــندوس‭ ‬والمسيحيون‭. ‬

تأتيها‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬الحديثة‭ ‬مثل‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬وبعض‭ ‬الطعام،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مستلزمات‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القوارب‭ ‬والسفن‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ولو‭ ‬انقطعت‭ ‬الكهرباء‭ ‬عنها‭ ‬لعاشت‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬عن‭ ‬العالم‭. ‬

ولعل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬هـــو‭ ‬سر‭ ‬خصوصية‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬التي‭ ‬تفــــيض‭ ‬بالجمال‭ ‬الطبيعي‭ ‬الذي‭ ‬تشكله‭ ‬الطبيعة‭ ‬البحــرية‭ ‬والبحيرات‭ ‬المالحة،‭ ‬الــــتي‭ ‬تفصلها‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬صخور‭ ‬مرجانية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬بقعة‭ ‬صالحة‭ ‬للغوص‭ ‬وصيد‭ ‬الأسماك‭ ‬البحرية‭ ‬المتنوعة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬تضمن‭ ‬لسكانها‭ ‬وزوارها‭ ‬معاً‭ ‬فرصة‭ ‬تأمل‭ ‬ألوان‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الطبيعة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬نقية‭ ‬غير‭ ‬ملوثة‭ ‬بعوادم‭ ‬السيارات‭ ‬ومظاهر‭ ‬الحداثة‭ ‬التي‭ ‬تزرح‭ ‬تحت‭ ‬عبئها‭ ‬المدن‭ ‬الحديثة‭ ‬العجوز‭.‬

هي‭ ‬منطقة‭ ‬رملية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الهند‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬البحري‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬إفريقيا‭ ‬والعرب‭ ‬وموانئ‭ ‬الهند‭ ‬الجنوبية‭. ‬تتميز‭ ‬وسكانها‭ ‬بخصوصية‭ ‬جغرافية‭ ‬ولغة‭ ‬وثقافة‭ ‬ونمط‭ ‬الحياة‭. ‬

فبناء‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬آثار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التماثيل‭ ‬الحجرية‭ ‬البوذية‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬ميني‭ ‬كوي‮»‬‭ ‬Minicoy‭ ‬انتهى‭ ‬المؤرخون‭ ‬للقول‭ ‬بأن‭ ‬أهل‭ ‬الجزر‭ ‬الذين‭ ‬يسكنونها‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬توافدوا‭ ‬إليها‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬وصول‭ ‬البوذية‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬الهند‭ ‬أو‭ ‬قبله،‭ ‬وتليهم‭ ‬الهندوسية،‭ ‬منتقلين‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬كُولوتونَادو‮»‬‭ ‬الكيرالية‭. ‬

يقول‭ ‬قاسم‭ ‬كويا،‭ ‬رئيس‭ ‬إدارة‭ ‬مكتب‭ ‬مركز‭ ‬جامعة‭ ‬كاليـــــكوت‭ ‬بكادامات‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الإسلام‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ (‬أَمِينِي‭) ‬بقـــدوم‭ ‬عبيــــدالله،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أحفاد‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬الصديق‭ ‬‭]‬‮»‬‭. ‬

 

تأثيرات‭ ‬ثقافية

‭ ‬كانت‭ ‬الجزيرة‭ ‬دولة‭ ‬بين‭ ‬الملوك‭ ‬المحلية‭ ‬الكيرالية‭ ‬الهندوسية‭ ‬والمسلمة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أراكال‮»‬‭ ‬والبريطانية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬والبرتغال‭ ‬المحتلة‭. ‬واحتلت‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬أَمِينِي‮»‬‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي،‭ ‬كما‭ ‬احتلت‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬لَاكَادِيوْ‮»‬‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي‭. ‬وبسبب‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬لاستيفاء‭ ‬حاجاتها‭ ‬وضرورياتها‭ ‬من‭ ‬الملح‭ ‬إلى‭ ‬القرنفل‭ ‬والعلاج‭ ‬إلى‭ ‬الأدوات‭ ‬التقنية،‭ ‬يمكن‭ ‬لزائر‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬تأثير‭ ‬الحضارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬تأثر‭ ‬بها‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وتداخل‭ ‬عاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬مع‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬ثقافة‭ ‬أجنبية‭ ‬أخرى‭. ‬

يقول‭ ‬ن‭. ‬س‭ ‬ماناديار،‭ ‬المحرر‭ ‬الأسبق‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬لكشادِويب‭ ‬جاسيت‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬الجزيرة‭ ‬اعتنقوا‭ ‬الإسلام،‭ ‬فإنهم‭ ‬لم‭ ‬يتخلوا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬عادات‭ ‬الهندوس،‭ ‬وبينها‭ ‬المسألة‭ ‬الطبقية‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الرأس‭ ‬إلى‭ ‬القدم‮»‬‭. ‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬طبقات‭ ‬‮«‬كويا،‭ ‬مالمي،‭ ‬ويلاشيري‮»‬‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬ميني‭ ‬كوي‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬عادة‭ ‬المنبوذية‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬زمان،‭ ‬وكانت‭ ‬الطبقة‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مَالمْي‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أدنى‭ ‬الطبقات‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬وفق‭ ‬التقاليد‭ ‬الطبقية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬سابقاً،‭ ‬تعاني‭ ‬التعذيب‭ ‬والتذليل‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الغابرة‭. ‬وفي‭ ‬أيام‭ ‬الاحتلال‭ ‬البريطاني‭ ‬فقط،‭ ‬أذن‭ ‬لتلك‭ ‬الفئة‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬المظلات‭ ‬لمنع‭ ‬حرارة‭ ‬الشمس،‭ ‬أو‭ ‬لتفادي‭ ‬الأمطار،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬تمارس‭ ‬تلك‭ ‬المظاهر‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‭!‬

أما‭ ‬استعمال‭ ‬الذهب‭ ‬والحرير‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬حقاً‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الطبقات‭ ‬العليا‭ ‬فقط‭. ‬

وللمِيلَاشِيرِي‭ ‬أن‭ ‬يطرب‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬أو‭ ‬بيوت‭ ‬‮«‬مِيلَاشِيرِي‮»‬‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬والأعياد‭ ‬فقط،‭ ‬وله‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يلبس‭ ‬القميص‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬سفره‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬له‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬احتذاء‭ ‬الأحذية‭ ‬إلا‭ ‬لمنع‭ ‬البرد‭ ‬القارس‭!‬

كما‭ ‬كان‭ ‬سائداً‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الطبقات‭ ‬من‭ ‬لباس‭ ‬بعض‭ ‬الجواهر‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬الطبقية‭ ‬اندثرت‭ ‬وانتهت‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬النظام‭ ‬الإقطاعي،‭ ‬وانتشار‭ ‬التعليم‭ ‬ومبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬أرستها‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬ينتمي‭ ‬سكان‭ ‬الجزر‭ ‬إلى‭ ‬فئات‭ ‬عدة‭ ‬كانت‭ ‬تصنف‭ ‬طبقياً‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬مضى،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬مَانِكْفَانْ‮»‬‭ ‬و«تَكْروفَانْ‮»‬‭ ‬و«تَكْرو‮»‬‭ ‬و«رَاوِيلِي‮»‬‭ ‬ولكل‭ ‬منهم‭ ‬لباس‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬طبقات‭ ‬أخرى‭. ‬وترتدي‭ ‬النساء‭ ‬ثوباً‭ ‬أحمر‭ ‬يحجب‭ ‬رؤوسهن‭ ‬إلى‭ ‬أقدامهن‭. ‬

 

حرية‭ ‬النساء

تتمتع‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬بحرية‭ ‬كاملة،‭ ‬إذ‭ ‬إنهن‭ ‬يعملن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المهن‭ ‬وكل‭ ‬سبل‭ ‬كسب‭ ‬الرزق‭ ‬حتى‭ ‬بناء‭ ‬الأبنية‭ ‬وطلائها‭ ‬والتجارة‭... ‬إلخ،‭ ‬كما‭ ‬أنهن‭ ‬يشكلن‭ ‬منتديات‭ ‬خاصة‭ ‬بهنّ‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬وَرَانْغَا‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬رئاسة‭ ‬امرأة‭ ‬مختارة‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬بُودُوتَاتَا‮»‬‭ ‬لأغراض‭ ‬عملية،‭ ‬ويتم‭ ‬عقد‭ ‬مجالس‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬رعايتها‭ ‬لتقسيم‭ ‬الأعمال‭. ‬

أما‭ ‬أهل‭ ‬الجزر‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬فأغلبهم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالمهارة‭ ‬في‭ ‬الملاحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬سفرهم‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭ ‬كثيراً‭. ‬وقد‭ ‬أثرت‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭ ‬ثقافة‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬مَالَادِيوْ‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬قربها‭ ‬من‭ ‬‮«‬مِينِي‭ ‬كويْ‮»‬‭. ‬وتعرف‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬بــ‭ ‬‮«‬جزيرة‭ ‬النساء‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬النساء‭ ‬يعتبرن‭ ‬شقائق‭ ‬الرجال‭ ‬ويتم‭ ‬إعطاؤهن‭ ‬حقوقاً‭ ‬عظيمة‭ ‬ويرثن‭ ‬ممتلكات‭ ‬المنقولات،‭ ‬وغير‭ ‬المنقولات،‭ ‬كما‭ ‬يرث‭ ‬الرجال‭ ‬بسبب‭ ‬متابعة‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬مال‭ ‬النسب‮»‬‭ ‬المعروف‭ ‬محلياً‭ ‬‮«‬مال‭ ‬الجمعة‮»‬‭ ‬ويتم‭ ‬تسجل‭ ‬وثائق‭ ‬ومستندات‭ ‬العقاقير‭ ‬والبيوت‭ ‬والأموال‭ ‬عليهن‭.‬

 

تقاليد‭ ‬الزواج

يشترط‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬ميني‭ ‬كوي‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الرجل‭ ‬نفقات‭ ‬الزوجة‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬مقدماً،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يوف‭ ‬الرجل‭ ‬أو‭ ‬الزوج‭ ‬بهذا‭ ‬الشرط‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المرأة‭ ‬المطالبة‭ ‬بالطلاق‭. ‬وقد‭ ‬شاع‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬الجزيرة‭ ‬تعدد‭ ‬الزوجات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصبح‭ ‬للزوجات‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يطلبن‭ ‬الطلاق‭ ‬إن‭ ‬شئن،‭ ‬ولا‭ ‬يعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬مانعاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتزوج‭ ‬المرأة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬المعاصر‭ ‬فإنه‭ ‬لايزال‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬لظلال‭ ‬الطبقية‭ ‬في‭ ‬الجزر،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ - ‬مثلا‭ - ‬لرجل‭ ‬من‭ ‬الطبقات‭ ‬العليا‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬من‭ ‬فتاة‭ ‬تنتمي‭ ‬لعائلة‭ ‬فقيرة،‭ ‬أو‭ ‬تنتمي‭ ‬لطبقة‭ ‬لا‭ ‬تماثل‭ ‬الطبقة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬الرجل‭. ‬

ويتم‭ ‬الزواج‭ ‬تحت‭ ‬رئاسة‭ ‬إمام‭ ‬المسجد‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬صحة‭ ‬العقد‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬رغبة‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬في‭ ‬إتمام‭ ‬الزواج،‭ ‬ثم‭ ‬يأخذ‭ ‬عهداً‭ ‬من‭ ‬الزوج‭ ‬بألا‭ ‬يتزوج‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬مسبق‭ ‬من‭ ‬العروس‭.‬

وقبل‭ ‬يوم‭ ‬الزفاف‭ ‬يذهب‭ ‬أصدقاء‭ ‬الزوج‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الزوجة‭ ‬لإثبات‭ ‬الستر‭ ‬ويلعبون‭ ‬بعده‭ ‬لعبة‭ ‬تماثل‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬الاستغماية‮»‬،‭ ‬والمتعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬الزواج‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬حضور‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬مِينِي‭ ‬كويْ‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬يحضر‭ ‬الزوج‭ ‬بمصاحبة‭ ‬أصدقائه،‭ ‬أما‭ ‬الزوجة‭ ‬فتصحبها‭ ‬النساء‭ ‬المسنات‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الإمام‭ ‬أو‭ ‬المسجد،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬ثم‭ ‬ينصرف‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬فرادى‭ ‬إلى‭ ‬بيتيهما‭ ‬اللذين‭ ‬يسكنان‭ ‬فيهما،‭ ‬ثم‭ ‬ترسل‭ ‬الزوجة‭ ‬دعوة‭ ‬لزوجها‭ ‬لكي‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬بيتها‭ ‬ويسكن‭ ‬معها‭.‬

 

فولكلور‭ ‬فني‭ ‬خصب

يستعمل‭ ‬الجزريون‭ ‬اللغة‭ ‬الجزرية‭ ‬نطقاً‭ ‬واللغة‭ ‬المالايالمية‭ ‬كتابة‭. ‬واللغة‭ ‬الجَزَرِيَّة‭ (‬كلمة‭ ‬عربية‭ ‬منسوبة‭ ‬إلى‭ ‬الجزيرة‭) ‬لغة‭ ‬ممزوجة‭ ‬بكلمات‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬واللغات‭ ‬الهندية‭ ‬مثل‭ ‬اللغة‭ ‬المالايالمية‭ ‬ولغة‭ ‬التامل‭ ‬واللغة‭ ‬الهندية‭. ‬ويستعمل‭ ‬أهلها‭ ‬في‭ ‬محادثتهم‭ ‬اليومية‭ ‬كلمات‭ ‬عادية‭ ‬عربية‭ ‬منها‭ - ‬مثلا‭ - ‬كلمات‭: ‬‮«‬أدب،‭ ‬إشارة،‭ ‬جاهل،‭ ‬هلاك،‭ ‬حمار،‭ ‬حال،‭ ‬رحمة،‭ ‬شاي،‭ ‬فقير،‭ ‬قدرة،‭ ‬مسكين،‭ ‬عادة،‭ ‬هداية‭... ‬إلخ‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬الجزيرة‭ ‬نفسها‭ ‬يختلفون‭ ‬في‭ ‬نطق‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات،‭ ‬حيث‭ ‬يصعب‭ ‬فهم‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً،‭ ‬كما‭ ‬تختلف‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬جزيرة‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬أخرى‭ ‬معنى‭ ‬ونطقاً‭. ‬ففي‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬مِينِي‭ ‬كويْ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الجنوب،‭ ‬تستعمل‭ ‬لغة‭ ‬خاصة‭ ‬تعرف‭ ‬بلغة‭ ‬‮«‬مَهَلْ‮»‬‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬اللغة‭ ‬السِمْهَالِيّة‭. ‬وللجزيرة‭ ‬فنون‭ ‬خصبة‭ ‬معظمها‭ ‬أخذته‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬كيرالا‭ ‬مثل‭ ‬فولكلور‭ ‬‮«‬كولْ‭ ‬كَالِي‮»‬‭ ‬و«فَارِجَا‭ ‬كَالِي‮»‬‭ ‬ورقصات‭ ‬محلية‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬وبعض‭ ‬منها‭ ‬تختص‭ ‬بالجزيرة،‭ ‬ومنها‭:‬

‭- ‬دُولِي‭ ‬فَاتْ‭: ‬فـ‭ ‬‮«‬الدُولْ‮»‬‭ ‬طبل‭ ‬صغير،‭ ‬يتسم‭ ‬بالطول،‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬الأيدي‭ ‬و«فَاتْ‮»‬‭ ‬الغناء‭. ‬أما‭ ‬‮«‬دولِي‭ ‬فَاتْ‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬يذكر‭ ‬الأنبياء‭ ‬أو‭ ‬الرسل‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭... ‬إلخ،‭ ‬يغنيه‭ ‬الرجال‭ ‬مصفقين‭ ‬بأيديهم‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬خاصة‭ ‬وينقر‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬الطبل‭ ‬المحمول‭. ‬

‭- ‬‮«‬كولْ‭ ‬كَالِي‮»‬‭ (‬اللعب‭ ‬بالعصي‭):‬

معنى‭ ‬‮«‬كولْ‮»‬‭ ‬العصا‭ ‬و«كَالِي‮»‬‭ ‬اللعب،‭ ‬واللعب‭ ‬بالعصي‭ ‬يعرف‭ ‬محلياً‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬كولْ‭ ‬كَالِي‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الفولكلور‭ ‬الشائع‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ويشارك‭ ‬فيه‭ ‬الرجال‭ ‬فقط‭. ‬يكوّنون‭ ‬فيه‭ ‬الأزواج‭ ‬ويرقصون‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬ضاربين‭ ‬العصي‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬متحد،‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬الأغنية‭ ‬الفولكلورية‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الرقصة‭ ‬يشكلون‭ ‬صفوفاً‭ ‬مختلفة‭ ‬وينتهي‭ ‬أخيراً‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬صداقي‭.‬

‭- ‬‮«‬فارجا‭ ‬كالِي‮»‬‭ (‬اللعب‭ ‬بالترس‭):‬

تعني‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬فارِجا‮»‬‭ ‬بالعربية‭ ‬‮«‬الترس‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة‭ ‬يستخدم‭ ‬الراقصون‭ ‬السيوف‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬الخشب‭. ‬ويكرر‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬التراكيب‭ ‬بمتابعة‭ ‬غناء‭ ‬كلاسيكي‭ ‬يتناول‭ ‬دائماً‭ ‬بطولات‭ ‬قادة‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬الأزمان‭ ‬الغابرة‭ ‬الماضية،‭ ‬وتتخلل‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬أفكار‭ ‬حديثة،‭ ‬مثل‭ ‬معارك‭ ‬نضال‭ ‬الاستقلال‭ ‬والتنمية‭ ‬بعد‭ ‬الحرية‭. ‬تبدأ‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة‭ ‬بطيئة‭ ‬وتتسارع‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬الذروة‭ ‬لتنتهي‭ ‬في‭ ‬حركات‭ ‬جسمية‭ ‬سريعة‭ ‬ورشيقة‭.‬

‭- ‬‮«‬آتَّامْ‮»‬‭ (‬Attom‭):‬

هي‭ ‬رقصة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية،‭ ‬يتحرك‭ ‬فيها‭ ‬الراقصون‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬والخلف‭ ‬ثم‭ ‬يساراً‭ ‬ويميناً،‭ ‬مظهرين‭ ‬أنواعاً‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬بالأيدي‭ ‬والأرجل‭. ‬وحسب‭ ‬تقدم‭ ‬الرقصة‭ ‬تتسارع‭ ‬الحركات‭ ‬وتنتهي‭ ‬في‭ ‬جنون‭.‬

كما‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬الجزر،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬شأن‭ ‬سكان‭ ‬الهند‭ ‬عموماً‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الرقصات‭ ‬المختلفة،‭ ‬منها‭ - ‬مثلا‭ - ‬‮«‬أُولاَكَامُتْ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬سكان‭ ‬الجزيرة‭ ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬رقصة‭ ‬خطرة‭ ‬جداً‭. ‬إذ‭ ‬يجلس‭ ‬الشخصان‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة‭ ‬حاملين‭ ‬‮«‬أُلاًكَا‮»‬‭ (‬وهي‭ ‬عصا‭ ‬ضخمة‭ ‬طولها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمتار‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لطحن‭ ‬الحبوب‭) ‬ويضربان‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬متناغمة‭ ‬خاصة‭ ‬مرتين‭ ‬ويضربان‭ ‬‮«‬أولاكا‮»‬‭ ‬مرتين‭ ‬أخرى‭ ‬تبعاً‭ ‬لأغنية،‭ ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬هذا‭ ‬الضرب‭ ‬يتواثب‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬شخصان‭ ‬آخران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬أولاكا‮»‬‭ ‬ويسارع‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬إلى‭ ‬الضرب‭ ‬والوثوب‭ ‬حسب‭ ‬سرعة‭ ‬إيقاع‭ ‬الغناء،‭ ‬وهو‭ ‬رقص‭ ‬خطير‭ ‬جداً،‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬كسر‭ ‬العظام‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الراقصون‭ ‬والضاربون‭ ‬ماهرين‭ ‬موهوبين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭.‬

ومن‭ ‬الرقصات‭ ‬الشائعة‭ ‬أيضاً‭ ‬رقصة‭ ‬بَانْدِيَا‭ ‬وهي‭ ‬رقصة‭ ‬بقدور‭ ‬ملونة،‭ ‬جميلة‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬دائماً‭ ‬النساء‭. ‬أما‭ ‬رقصة‭ ‬أوفانا،‭ ‬فتقوم‭ ‬بها‭ ‬النساء‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬الزواج‭ ‬ملطخات‭ ‬الحناء‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬العريس‭ ‬ولابسات‭ ‬ملابس‭ ‬لماعة‭. ‬ويتحركن‭ ‬فيها‭ ‬مصفقات‭ ‬الأيادي‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬متنوعة‭ ‬ويشكلن‭ ‬دوائر‭ ‬حول‭ ‬العريس‭ ‬بعد‭ ‬جعلها‭ ‬في‭ ‬وسطهن‭ ‬في‭ ‬مخيمة‭ ‬معدة‭ ‬للزواج‭ ‬وتتدربن‭ ‬على‭ ‬أغنية‭ ‬الغزل‭ ‬لتحضرنها‭ ‬لليلة‭ ‬الزفاف‭ ‬الأولى‭.‬

يقوم‭ ‬الرجال‭ ‬برقص‭ ‬‮«‬كولكالي‮»‬‭ ‬و«فارجاكالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬الزواج‭ ‬وأيام‭ ‬العيد‭ ‬الأخرى‭ ‬بمتابعة‭ ‬أغنية‭ ‬محلية‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬رقصة‭ ‬‮«‬لَاوَا‮»‬‭ ‬فتنتسب‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬ميني‭ ‬كوي‮»‬‭ ‬فقط،‭ ‬ويرتدي‭ ‬فيها‭ ‬الرجال‭ ‬ملابس‭ ‬متميزة‭ ‬تأخذ‭ ‬عيون‭ ‬المشاهدين‭. ‬والنساء‭ ‬لا‭ ‬يرقصن‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الأمكنة‭ ‬الخاصة‭ ‬وداخل‭ ‬البيوت‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬يظهرن‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬عامة‭ ‬بالرقصات‭ ‬الجماعية‭,‬‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أُفَانَا‮»‬‭ ‬و«دُولِيفاَتْ‮»‬‭ ‬و«بَايْنِيلاَمْ‮»‬‭ ‬إثر‭ ‬جهود‭ ‬أكاديمية‭ ‬الآداب‭ ‬والفنون‭ ‬والمعاهد‭ ‬العلمية‭ ‬

 

تجمع‭ ‬الجزر‭ ‬بين‭ ‬ثقافات‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬وتفاعلت‭ ‬معها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬العادات‭ ‬والأزياء‭ ‬والبناء

التراث‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬مستمد‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالبحر‭ ‬ولديهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الرقص‭ ‬المختلفة

‭(‬بانديا‭) ‬رقصة‭ ‬من‭ ‬الرقصات‭ ‬الشائعة‭ ‬بقدور‭ ‬ملونة

النشاط‭ ‬البحري‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬لكشادويب

المرأة‭ ‬في‭ ‬ميني‭ ‬كوي‭ ‬في‭ ‬زيها‭ ‬التقليدي