«الفن الحيوي» تزاوج الفن وعلوم الحياة

«الفن الحيوي»  تزاوج الفن وعلوم الحياة

قال أينشتاين ذات مرة: «إذا عرفنا ما الذي كنا نفعله ما كان هذا سيسمّى بحثا، أليس كذلك؟»... وفي حقيقة الأمر فإن البحوث العلمية الحالية تقوم على منهجية واضحة المعالم، وأساليب علمية محددة يلتزم بها الباحثون، وهي منهجية مقيدة لا يلتزم بها الفنانون. ويرى البعض أن العلم والفن يتناغمان في ملحمة واحدة تثري الحياة الإنسانية، وعلى الرغم من أن هذا النهج قد تضاءل كما يبدو مع مرور الزمن، فإن التيارات الحديثة والاتجاهات المعاصرة استعادت هذا المزج بشكل واسع في مجالات مختلفة على نحو يزاوج بين الفن والعلوم. ومن الأمثلة على ذلك بزوغ فرع جديد من الفنون يسمى «الفن الحيوي» (BioArt) يحاول الجمع بين الفن والعلوم والتكنولوجيا. 

‮«‬الفن‭ ‬الحيوي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬ممارسة‭ ‬فنية‭ ‬تستخدم‭ ‬الكائنات‭ ‬والأنسجة‭ ‬الحية‭ ‬ووسائط‭ ‬البكتيريا‭ ‬والعمليات‭ ‬الحيوية‭ ‬كأدوات‭ ‬فنية،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الريشة‭ ‬والألوان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الفنية‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬الطرائق‭ ‬العلمية‭ ‬مثل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬والأنسجة‭ ‬الحية‭ ‬والروبوت‭ ‬كأدوات،‭ ‬يتم‭ ‬إنتاج‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المختبرات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬استديوهات‭ ‬الفنانين‭. ‬وهو‭ ‬الممارسة‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬تتكيف‭ ‬مع‭ ‬الأساليب‭ ‬العلمية‭ ‬وتستلهم‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الفلسفية،‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والبيئية‭ ‬لعلوم‭ ‬الوراثة،‭ ‬والبيولوجيا‭ ‬الجزيئية،‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭.‬

ويقتصر‭ ‬نطاق‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬على‭ ‬‮«‬الأشكال‭ ‬الحية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬يدرجون‭ ‬الفن‭ ‬الذي‭ ‬يستخدم‭ ‬صوراً‭ ‬من‭ ‬مخرجات‭ ‬بحوث‭ ‬الطب‭ ‬المعاصر‭ ‬والبحوث‭ ‬البيولوجية‭ ‬الحديثة،‭ ‬أو‭ ‬تتطلب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬عمياء‭ ‬تثير‭ ‬الجدل‭ ‬تفرضها‭ ‬طبيعة‭ ‬علوم‭ ‬الحياة‭. ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يقصد‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صادماً‭ ‬أو‭ ‬حاملاً‭ ‬لروح‭ ‬الدعابة‭. ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬الدراسات‭ ‬المسحية‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬دورية‭ ‬‮«‬النظائر‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬مجلة‭ ‬لأدبيات‭ ‬العلوم‭ ‬والطبيعة،‭ ‬يتم‭ ‬تعريف‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭: ‬‮«‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬مثيراً‭ ‬للسخرية‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وعراً،‭ ‬وجافاً،‭ ‬وغير‭ ‬صحي،‭ ‬وغير‭ ‬مرئي‭ ‬أحياناً،‭ ‬وصعب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬للبيع‭ ‬في‭ ‬المزاد‮»‬‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإنه‭ ‬يفعل‭ ‬شيئاً‭ ‬تقليدياً‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬الفن‭ ‬وهو‭: ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬جميلة‭ ‬وغريبة‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نراها‭ ‬أبداً‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬يصنفون‭ ‬كفنانين،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليهم‭ ‬كعلماء،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الوسط‭ ‬الفعلي‭ ‬داخل‭ ‬العمل‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبنى‭ ‬الحيوية‭ ‬والجزيئية‭.‬

يعزز‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬التخصصات‭ ‬البينية‭ ‬التي‭ ‬تطمس‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬والعلم‭. ‬ويمكن‭ ‬للفن‭ ‬الحيوي‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إطلاع‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬العلوم‭. ‬وقد‭ ‬تساعد‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الفنية‭ ‬للفنانين‭ ‬الحيويين‭ ‬على‭ ‬منجزات‭ ‬العلم‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬إثراء‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي،‭ ‬ليقوم‭ ‬فيه‭ ‬الفنانون‭ ‬بدور‭ ‬النقاد‭ ‬لآثار‭ ‬الاختراقات‭ ‬العلمية‭ ‬الحديثة‭. ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬ليس‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤسس‭ ‬لمفاهيم‭ ‬علمية‭ ‬وهندسية‭ ‬جديدة‭ ‬تشجع‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬وزيادة‭ ‬محو‭ ‬الأمية‭ ‬العلمية،‭ ‬كما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تشكل‭ ‬أسس‭ ‬العلاقات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للفنانين‭ ‬مع‭ ‬مجتمعات‭ ‬البيولوجيين‭ ‬والعلماء‭.‬

 

فن‭ ‬جديد

نشأ‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬رواد‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬جو‭ ‬ديفيس‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭. ‬وقد‭ ‬صاغ‭ ‬الفنان‭ ‬المعاصر‭ ‬إدواردو‭ ‬كاك‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬الحيوي‮»‬‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1997م‭ ‬بعد‭ ‬عرضه‭ ‬لعمله‭ ‬الفني‭ ‬‮«‬الكبسولة‭ ‬الزمنية‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬شخصية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو،‭ ‬ويريد‭ ‬من‭ ‬جمهوره‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تغيير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كأسلوب‭ ‬لتعامل‭ ‬الناس‭ ‬بعضهم‭ ‬مع‭ ‬بعض‭. ‬

ولا‭ ‬تدب‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أعمال‭ ‬كاك‭ ‬ولكنها‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التقليد‭ ‬للحياة‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1999م‭ ‬صنع‭ ‬كاك‭ ‬خفاشاً‭ ‬آلياً‭ ‬ووضعه‭ ‬وسط‭ ‬300‭ ‬خفاش‭ ‬مصري‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬كهف‭ ‬بحديقة‭ ‬حيوان‭ ‬روتردام‭. ‬ويمكن‭ ‬للمشاهدين‭ ‬التعرّف‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬الخفافيش‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخفاش‭ ‬الآلي‭ ‬الذي‭ ‬يخدع‭ ‬أقرانه‭ ‬ببثه‭ ‬موجات‭ ‬صوتية‭. ‬وذكر‭ ‬كاك‭: ‬‮«‬حين‭ ‬نفهم‭ ‬الحيوان‭ ‬نفهم‭ ‬أيضا‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا‮»‬،‭ ‬مضيفاً‭: ‬‮«‬استخدم‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬نستخدمها‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬ونفسدها‭. ‬ولكن‭ ‬الوسيلة‭ ‬أمر‭ ‬ثانوي‭. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬لوحة‭ ‬بيكاسو؟‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬زيوت‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬قماش‭ ‬فحسب؟‭ ‬لا‭. ‬إنها‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬حياة‭ ‬ورؤية‭. ‬إنها‭ ‬شعر‭ ‬متحرك‭. ‬إنها‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يضعه‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬عمله‮»‬‭.‬

وحقق‭ ‬كاك‭ ‬شهرة‭ ‬عالمية‭ ‬مدوية‭ ‬بعد‭ ‬استعانته‭ ‬بالهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬ليجعل‭ ‬أرنباً‭ ‬يضيء‭ ‬في‭ ‬الظلام،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أبرم‭ ‬اتفاقاً‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الأبحاث‭ ‬القومي‭ ‬للمحاصيل‭ ‬بفرنسا‭ ‬INRA،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قام‭ ‬العلماء‭ ‬الفرنسيون‭ ‬بنقل‭ ‬الجين‭ ‬الذي‭ ‬يشفر‭ ‬لإنتاج‭ ‬البروتين‭ ‬الفلورسنتي‭ ‬الوضّاء‭ ‬من‭ ‬قنديل‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬بويضة‭ ‬أرنب‭ ‬مخصبة،‭ ‬وتمت‭ ‬ولادة‭ ‬أرنب‭ ‬بالمواصفات‭ ‬المرغوبة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2000م‭. ‬ولقد‭ ‬سُمِّيت‭ ‬أنثى‭ ‬الأرنب‭ ‬المحوَّرة‭ ‬وراثياً‭ ‬‮«‬ألبا‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حوّرت‭ ‬جيناتها؛‭ ‬لتشع‭ ‬لوناً‭ ‬أخضر‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬المعملية‭. ‬وقال‭ ‬كاك‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الأرنب‭ ‬سيستغل‭ ‬كرمز‭ ‬للتقارب‭ ‬الفكري‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمجتمع؛‭ ‬لتأكيد‭ ‬دور‭ ‬بحوث‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬والثوابت‭ ‬الحياتية‭. ‬وتعرض‭ ‬كاك‭ ‬لهجوم‭ ‬كبير،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬عليه‭ ‬بل‭ ‬أعطاه‭ ‬شهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬وريادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وأنتجت‭ ‬أرانب‭ ‬مهجنة‭ ‬وخفافيش‭ ‬آلية‭ ‬وبكتيريا‭ ‬مستنبتة‭ ‬تبدو‭ ‬جميعها‭ ‬مثل‭ ‬مواد‭ ‬تنتمي‭ ‬للخيال‭ ‬العلمي‭ ‬وليست‭ ‬أعمالاً‭ ‬فنية،‭ ‬واستمرت‭ ‬العروض‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬وعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬

 

مشكلات‭ ‬أخلاقية

أثار‭ ‬التلاعب‭ ‬بالكائنات‭ ‬الحية‭ ‬وممارسة‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬مشكلات‭ ‬أخلاقية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وجمالية‭ ‬أيضاً‭. ‬وبينما‭ ‬يثير‭ ‬الفن‭ ‬الحيوي‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬يميل‭ ‬نحو‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتوجيه‭ ‬النقد‭ ‬السياسي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬الفنية‭ ‬والعلمية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أدوات‭ ‬الفنان‭ ‬الحيوي‭ ‬هي‭ ‬المادة‭ ‬الحية،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأداة‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬أو‭ ‬مفعمة‭ ‬بالحياة‭. ‬

ولقد‭ ‬أثار‭ ‬الأرنب‭ ‬المعدل‭ ‬وراثياً‭ ‬ذ‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ - ‬خلافاً‭ ‬حادّاً‭ ‬حول‭ ‬استمرار‭ ‬التلاعب‭ ‬بجينات‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية،‭ ‬وأعطت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬العنيفة‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬الفني‭ ‬شهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭ ‬الناشئ،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أشعل‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬ألبا‮»‬‭ ‬خلافات‭ ‬علمية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬شديدة‭ ‬حول‭ ‬حرية‭ ‬ممارسة‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التحوير‭ ‬الوراثي‭ ‬الجيني‭ ‬للكائنات‭ ‬الحية،‭ ‬وحول‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬العبث‭. ‬وصرح‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬طائش‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬نشطاء‭ ‬حقوق‭ ‬الحيوان‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬معالجة‭ ‬غير‭ ‬ضرورية‭ ‬وشيء‭ ‬سخيف‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬وأن‭ ‬إنتاج‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحيوان‭ ‬قد‭ ‬يسلِّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الفوضى‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬تبديل‭ ‬المخلوقات‭ ‬خلال‭ ‬البحوث‭ ‬الوراثية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأرنب‭ ‬أثار‭ ‬ضجة‭ ‬حول‭ ‬أخلاقيات‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لبعض‭ ‬الكتابات‭ ‬الثقافية‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬رواية‭ ‬للكاتبة‭ ‬الكندية‭ ‬مارجريت‭ ‬اتوود‭. ‬وأكّد‭ ‬علماء‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أشياء‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العبث‭ ‬يمكن‭ ‬استحداثها‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭. ‬

ويظل‭ ‬السؤال‭ ‬عالقاً‭ ‬وهو‭: ‬هل‭ ‬يتقبّل‭ ‬جمهور‭ ‬الفن‭ ‬العربي‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الفنون،‭ ‬وهل‭ ‬تؤدي‭ ‬ممارسة‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬إلى‭ ‬نقاشات‭ ‬حامية‭ ‬ومشكلات‭ ‬تصدم‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬العربية،‭ ‬أم‭ ‬سيجد‭ ‬بيئة‭ ‬صالحة‭ ‬مرحبة‭ ‬به؟‭! ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬سيجيب‭ ‬عنه‭ ‬المستقبل‭ ‬