إربد سجلّ تاريخ المملكة الأردنية وعاصمة للثّقافة العربيّة
لم يكن غريبًا يا صغاري أن تعلن منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية والعلوم والثّقافة (اليونسكو) مدينة إربد الأردنية عاصمةً للثّقافة العربيّة لسنة 2021, فما الّذي يميّز هذه المدينة حتّى تأخذ هذا اللّقب بِاستحقاق?
تقع مدينة إربد شمال الأردن, وتبعد عن العاصمة عمّان بحوالي عشرين كيلومترًا, وهي مدينة ضاربة في التّاريخ, حيث يحمل تاريخُها تاريخَ الأردن بكامله, ويُعدّ (تل إربد) بمغاراته وكهوفه خير دليل على تواجد الحضارة البرونزية والحديدية, بحوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
ولم تكن هاتان الحضارتان الوحيدتين اللتين بصمتا تاريخ هذه المدينة, بل كانت موطنًا للحضارة الآشورية, حيث جدّد الملك الآشوري تغلات بلاصر سورها القديم, قبل أن يحتلّ المدينةَ الفراعنةُ, على عهد الملك (بسماتيك الثّاني), وبعدهم البابليون.
والتاريخ مازالت ذاكرته تسجّل مدينة إربد كساحة للحرب الشهيرة التي قادها الإسكندر المقدوني, للقضاء على ملك الفرس داريوس عام 333 قبل الميلاد.
هذا التّاريخ المختصر يا أحبّتي, يوضّح مكانة مدينة إربد في العالم وفي العالم العربي, وطبعًا ستتساءلون عن أصل تسمية هذه المدينة بإربد?!.
ليس لِاسم إربد تفسير دقيق, ولكنّ أغلب آراء علماء التّاريخ يرشّحون أن تكون إربد هي المدينة الإغريقية أرابلا ARABELLA , التي ورد ذكرها في العديد من كتب التّاريخ, والّتي أرّخت للحضارة الإغريقية, وتحوّلت لِاسم إربد بعد الفتح الإسلامي, وذلك لوجود تربة حمراء وصخور بركانية سوداء فوق أراضيها, ف
وأخيرًا, فإنّ الشّعراء تستهويهم زيارة منزل الشاعر مصطفى وهبي التل, أحد أشهر الشعراء الأردنيين المعاصرين على الإطلاق.
والآن يا صغاري, هل تتّفقون معي أن تكون إربد عاصمةً للثقافة العربية بامتياز?