تداعيــات

تداعيــات

نكأتَ‭ ‬جروحاً‭ ‬لذا‭ ‬المستهامِ

ولمَّا‭ ‬تَزل‭ ‬فيهِ‭ ‬مستنفرهْ

إذا‭ ‬آسِنَ‭ ‬الماءِ‭ ‬حركتَهُ

أثَرتَ‭ ‬مكامِنَه‭ ‬المُقذِره

كواكبُنا‭ ‬غَرَّبَت‭ ‬كلُّها

وولَّت‭ ‬شموسُ‭ ‬السما‭ ‬مُنكِرهْ

تولَّى‭ ‬القصيدُ‭ ‬وكل‭ ‬القوافي

وفرَّت‭ ‬سفائنُها‭ ‬مبحرهْ

تبرَّأتِ‭ ‬الأرضُ‭ ‬منّا‭ ‬فما

لهذا‭ ‬الهوانِ‭ ‬بها‭ ‬مقدرهْ

أحقاً‭ ‬لهذي‭ ‬الجموع‭ ‬كيانٌ

مكانٌ‭... ‬زمانٌ‭... ‬لها‭ ‬تذكرهْ‭?‬

وأين‭ ‬المكارمُ‭ ‬أين‭ ‬المفاخرُ

وصنَّاعُ‭ ‬تلك‭ ‬الدُّنَى‭ ‬المزهرَهْ‭?‬

أكانت‭ ‬حضاراتُنا‭ ‬كذبةً

أم‭ ‬انَّ‭ ‬انتماءاتِنا‭ ‬مُنكرَه‭?‬

فلا‭ ‬الشعرُ‭ ‬يشفي‭ ‬جروح‭ ‬الهوانِ

ولا‭ ‬القولُ‭ ‬ينفعُ‭ ‬والثرثرهْ

ولا‭ ‬الليلُ‭ ‬يشفي‭ ‬جروحِ‭ ‬المحبِّ

إذا‭ ‬كان‭ ‬محبوبُه‭ ‬منكِرَهْ

ولا‭ ‬الصبحُ‭ ‬يَحْطِمُ‭ ‬قيدَ‭ ‬النيامِ

وكلُّ‭ ‬الأمانيَ‭ ‬لن‭ ‬تكسرَهْ

وهذا‭ ‬الزمانُ‭ ‬يمرُّ‭ ‬ونحنُ

شراذمُ‭ ‬في‭ ‬قيدِها‭ ‬محُضَرَهْ

نيامٌ‭ ‬وقد‭ ‬فَرَّقتها‭ ‬الخطوبُ

تُجَرُّ‭ ‬فرادَى‭ ‬إلى‭ ‬المجزرهْ

وما‭ ‬بينها،‭ ‬بأسُها‭ ‬كالحديدِ

مواتُ‭ ‬القِيادِ‭ ‬ولا‭ ‬تَبصِرهْ

ونشكو‭ ‬الزمانَ‭ ‬ونحن‭ ‬المَصابُ

لهذا‭ ‬الزمانِ‭ ‬ولا‭ ‬مفخرهْ

فلا‭ ‬تعتبوا‭... ‬فالزمان‭ ‬شهودٌ

ونحن‭ ‬الخطايا‭ ‬بلا‭ ‬مغفرهْ

نظنُّ‭ ‬بأنَّ‭ ‬التقدم‭ ‬حرفٌ

نُنَمِّق‭ ‬فيه‭ ‬بلا‭ ‬مأثرهْ

وأنَّ‭ ‬الحياةَ‭ ‬سلامٌ‭ ‬ورغدٌ

وحريةُ‭ ‬المرءِ‭ ‬في‭ ‬المحبرَهْ

وما‭ ‬من‭ ‬سلامٍ‭ ‬بدون‭ ‬شهيدٍ

وكلُّ‭ ‬المعَالي‭ ‬لها‭ ‬مَوتِرَهْ

وفينا‭ ‬دعيٌّ‭ ‬جهولٌ‭ ‬مريبٌ

يُزَيِّنُ‭... ‬والسوء‭ ‬في‭ ‬المخبرهْ

وكلُّ‭ ‬الأباةِ‭ ‬بأوطانِها

حُماةٌ‭ ‬وأوطانُنا‭ ‬مَقبرهْ

وذُلُّ‭ ‬اليهود‭ ‬تعالى‭ ‬عليكم

وللحلمِ‭ ‬في‭ ‬عجزكم‭ ‬معذِرهْ

ونصرخُ،‭ ‬نخرسُ،‭ ‬نبكي‭ ‬نقولُ

فما‭ ‬يدفعُ‭ ‬الذئبَ‭ ‬أن‭ ‬تنهَرَهْ

وبكرٌ‭ ‬وتَغلِبُ‭ ‬قد‭ ‬قُتِّلت

وعبسٌ‭ ‬وذبيانُها‭ ‬مدبرهْ

وعبلة‭ ‬نحن‭... ‬وشداد‭ ‬نحنُ

ونحنُ‭ ‬التتار‭... ‬ونحن‭ ‬التِّرَهْ

وعنترُ‭ ‬نال‭ ‬هواه‭ ‬غلاباً

وقيسٌ‭ ‬بكاه‭ ‬وما‭ ‬أظفَرَهْ

لقد‭ ‬أكل‭ ‬العُربُ‭ ‬أفلاذَهم

وتلك‭ ‬صحائفُهم‭ ‬مُنشَرَه

فلا‭ ‬كانَ‭ ‬يوماً‭ ‬أطلَّ‭ ‬علينا

وأبقَى‭ ‬جهالاتِنا‭ ‬آخرهْ‭ ‬