يأتي الربيع في الكويت على شكل قصائد أيضاً، فمنذ عشر سنوات أصبحت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية تقيم مهرجاناً تحت عنوان «مهرجان ربيع الشعر العربي»، وتواكب فيه الاحتفال الذي أطلقته اليونسكو وأسمته «يوم الشعر العالمي»، الذي يقام في شهر مارس من كل عام.

وأضفت مؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية خصوصية على مهرجانها، فهي تحتفي من خلاله في كل عام بشاعرين بارزين أحدهما من دولة الكويت والآخر من قطر عربي.

مهرجان هذا العام الذي رعاه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، وحضره وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، احتفى بالشاعرين يعقوب عبدالعزيز الرشيد من الكويت، ومصطفى وهبي التل الملقب بـ (عرار) من الأردن، واستمر من السادس والعشرين وحتى الثامن والعشرين من مارس الفائت، وأقيم على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.

الشعر‭ ‬العربي‭ ‬الأصيل

وقال الوزير العبدالله في حفل الافتتاح: إن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للشعر العربي أصبحت علامة بارزة لالتقاء الشعراء والمثقفين العرب على أرض الكويت. وأعرب العبدالله عن سعادته بحضور المهرجان في دورته العاشرة والاستماع إلى الشعر العربي الأصيل، مضيفاً «ويصاحب الملتقى أيضاً انطلاق إصدارات كبيرة ومهمة كملحمة العرب الكبيرة التي تحتوي على إسهامات لأكثر من 100 شاعر يتغنون بالأصالة العربية التي تقوم على محبة السلام لكل الشعوب»، موجهاً الشكر للقائمين على هذا العمل، ومتمنياً للشاعر عبدالعزيز البابطين ومؤسسته الثقافية الرائدة المزيد من التقدم والازدهار لخدمة الشعر والثقافة العربية.

الهموم‭ ‬القومية‭ ‬الكبرى

وفي كلمة الافتتاح أكد رئيس المؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين أن الشعر العربي هو حصن مكين من حصون لغتنا ووحدتنا الروحية والوجدانية من خلال الكلمة الشعرية الراقية والمعاني السامية التي ينبغي أن يحرص عليها أربابُ الشعرِ وفرسانُه، وأن يتخذوها محفِّزاً لشباب الأمة وقادتها للعمل من أجل واقع أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا.

وأضاف البابطين: نحن وإن كنا نؤمن بحرية الشعر، فإننا نؤمن - أيضاً - بأن الشعر التزام بالهموم والآمال الجماعية، فالشاعر هو المرآة الصافية التي تعكس على صفحتها كلَّ ألوانِ الطيف لأبناء الأمة، والشاعر الكبير هو الشاعر الذي يعكس الهموم القومية الكبرى التي تعانيها الأمة وتناضل من أجل تجاوزها. اليوم نحتفي وإياكم بصدور «ملحمة العرب» من أجل السلام، وهي قصيدة مطوَّلة مشتركة تدعو إلى السلام ونَبذِ العنف، وتحارب الطائفية وتدعو إلى التعايش والحوار وإظهار الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف والقيم العربية الأصيلة.

ضم المهرجان ثلاث أمسيات شعرية أحياها شعراء من الكويت وبقية أرجاء الوطن العربي، كما أقيمت ندوتان أدبيتان واحدة عن الشاعر يعقوب الرشيد حاضر فيها كل من د. تركي المغيض أستاذ الأدب العربي في جامعة الكويت، في بحث بعنوان «الاشتباك النصي في شعر يعقوب الرشيد»، وقرأه نيابة عنه د. عبدالمجيد فلاح، كما تحدثت سعاد يعقوب الرشيد عن والدها الراحل وحياته العائلية والمهنية، وأدار الندوة د.عبدالله المهنا، أما الندوة الثانية فقد جاءت عن الشاعر مصطفى وهبي التل، وحاضر فيها د.طارق مريول التل من الأردن، ود. عبدالله غليس من الكويت، وأدارت الندوة د. سعاد عبدالوهاب عميدة كلية الآداب بجامعة الكويت.

ملحمة‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬

الإصدار الأبرز في هذا المهرجان كان ديوان «ملحمة العرب من أجل السلام»، الذي ضم أكثر من أربعة آلاف بيت من الشعر سطّرها 114 شاعراً من مختلف أنحاء الوطن العربي. كما قامت المؤسسة بطباعة ديوان الشاعر «عرار»، وجاء بعنوان «عشيّات وادي اليابس»، من تحقيق د. زياد صالح الزعبي، حيث أُضيفَ إليه بعضُ القصائدِ التي لم تنشرْ من قَبل، كما قامت المؤسسة بإصدار عدد من الكتب عن الشاعر يعقوب الرشيد ومختارات شعرية من دواوينه وغيرها من الإصدارات التي وصل عددها إلى عشرة إصدارات. كما عرضت المؤسسة فيلماً وثائقياً بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق المهرجان .

الوزير‭ ‬محمد‭ ‬العبدالله‭ ‬متوسطاً‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬وعبد‭ ‬العزيز‭ ‬البابطين‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬المصاحب‭ ‬للمهرجان‭ ‬