متحف الفن الإسلامي في الدوحة.. معمار ساحر وآثار قيمة

متحف الفن الإسلامي في الدوحة..  معمار ساحر وآثار قيمة

في‭ ‬إحدى‭ ‬زوايا‭ ‬الواجهة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬القطرية‭ ‬الدوحة،‭  ‬وبمحاذاة‭ ‬الطريق‭ ‬البحري‭ ‬المسمى‭ ‬بالكورنيش،‭ ‬ووسط‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬الفاتنة‭ ‬يتربع‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‭ ‬بهندسة‭ ‬معمارية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬حداثي،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تستلهم‭ ‬التراث‭ ‬الفني‭ ‬والمعماري‭ ‬الإسلامي‭ ‬وتسترشد‭ ‬بقيمه‭ ‬الحضارية،‭ ‬لتمثل‭ ‬بذلك‭ ‬تحفة‭ ‬معمارية‭ ‬تخلب‭ ‬اللب‭ ‬وتأسر‭ ‬العين‭.‬

إذا كنت تتجول في الطريق البحري بالدوحة، راجلاً كنت أم راكباً، فلابد أن تلفت نظرك القطعة المعمارية الفنية القائمة على جزيرة صناعية وسط مياه الخليج العربي، إنه متحف الفن الإسلامي، الذي يحيّر الناظر إلى بياضه الناصع؛ كيف له أن يجمع بين المتناقضات؛ بين أصالة الماضي وحداثـــــة الحاضر؟ ولكن، هل ثمة تناقضات حقيـــقية بين الأصالة والحداثة! ألا يتضمن أحدهما الآخر؟ الــــــحال أن كل أصيل ولد من لحظة حداثية، وكل حديــــث يؤسس لأصالته المستقبلية. ومتحف الفن الإسلامي يردنا إلى التاريخ بدلالات متعددة، نظراً لما يحويه من كنوز وآثار قادمة من عبق التاريخ، غير أن الدلالة التي تحيلنا إليها عظمة البناء وسحر المكان هي تلك الروح التواقة للإنجاز والمتحفزة لمسابقة الزمن بخطى حثيثة، إذ إن التاريخ عبارة عن صيرورة دائمة، وصناعته تتم دائماً، في الحاضر. 

وهناك بون شاسع بين أن تعتاش على تاريخ ما وأن تصنع تاريخاً يستلهم ثوابت الماضي ولا يتوقف عند متغيراته. 

 

متحف‭ ‬الدوحة‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية

افتتح متحف الفن الإسلامي في خريف عام 2008، ليشكل إضافة نوعية لسلسلة المتاحف الإسلامية في المنطقة، كدار الآثار الإسلامية في الكويت التي تضم التحف والنوادر الفنية الخاصة بالحضارة الإسلامية. 

ويأتي هذا الافتتاح في إطار اهتمام الدوحة بالتراث الإسلامي بكل جوانبه من ثقافة وفن، بل ومجمل منجزات الحضارة الإسلامية، إسهاماً منها في تحقيق النهضة الثقافية بالعالم العربي.  

ويتمثل المبنى البديع للمتحف في العديد من العناصر الجوهرية لفن العمارة الإسلامية، رغم كونه لا يعتمد النقوش والزخارف، بل تقسيمات حداثية صارخة، وقد زاد المبنى جمالاً إلى جمال توزيع الإضاءة الساحر، بحيث يثير في النفس لذة تشخص بها العين الطامعة في المزيد. أما في الصباح فتكسو أشعة الشمس زوايا البناء كاشفة عن خطوط وترسيمات هندسية بديعة ودقيقة من السطوع والظلال. 

 

المعماري‭ ‬آي‭. ‬إم‭. ‬باي‭ ‬

صمم مبنى المتحف المعماري الصيني- الأمريكي آي. إم. باي الذي يعد من أهم المعماريين العالميين في الهندسة المعمارية المعاصرة، سيما أنه يحمل فكراً ورؤية تضطلع بدور ثقافي حضاري وتؤمن بضرورة استلهام الماضي والتعبير عنه حداثيًّا. لذلك كان هذا المعماري الفذ حريصاً على بذل جهد مضاعف يبدأ قبل مرحلة تنفيذ التصميم بدراسة تاريخ وثقافة المدن التي صمم ونفذ فيها مشاريعه المعمارية، بل وتجاوز ذلك إلى التجربة المباشرة للفضاءات الحضارية المتباينة، ليتولد لديه الإحساس العفوي بالسياق الثقافي، فيكمل به الدراسة النظرية. مثل هذا الجهد بالتأكيد يفرز روائع معمارية.  

حاز المعـــماري آي. إم. باي جائزة بريـــــتزكر في عام 1983 وهــــي من الجوائز العالمــــية المرموقة في مجال فن العمارة، إضــــافة إلى نيله جائزة بريميـــوم إمبريال لعام 1983 التي تعد واحدة من أرفع الجوائز التي تمنحها اليابان. تتضمن أعماله تصميم المبنى الشرقي لقاعة الفنون الوطنـــية في الـ «ناشيونال مول» بواشنطن، والهرم الشهير الموجود في فناء متحف اللوفر، ومتحف ميهو بمدينة شيغاراكي في اليابان.

إن الرؤية التي ينطلق منها آي. إم. باي لا ترى أن ثمة قطيعة، من الناحية المعمارية، بين الماضي والحاضر، تلك القطيعة التي عززتها أنماط البناء التي أشاعتها تيارات ما بعد الحداثة حينما نبذت نماذج العمارة القديمة في مقابل اعتماد أساليب المعمار الحديثة. بل تنظر إلى التطور المعماري في خط متصل، عوضاً عن القطيعة، فالعناصر الجمالية لا يمكن إلا أن تفرض نفسها من أي طريق جاءت، وقد عمل آي. إم. باي على تحقيق هذه الرؤية في تنفيذه لمشاريع معمارية عديدة، بحيث تشعر في تصاميمه ذات القسمات الحداثية بروح تراثية حميمة.

 

قصة‭ ‬البداية

كان لاختيار آي. إم. باي لتصميم متحف الفن الإسلامي قصة؛ إذ كان من المقرر أن يعمل على التصميم المعماري الفلسطيني الأردني الشهير راسم بدران، الذي يعد من أبرز المعماريين العرب المعاصرين، وذلك بناء على فوزه بالمسابقة التي نظمتها الدوحة في عام 1997، فما الذي حدث؟ لندع آي. إم. باي يروي بنفسه ما حدث: «مع الأسف لم ير مشروع بدران النور، واتصل بي لويس مونريال، وكان آنذاك عضواً في لجنة التحكيم في المسابقة، وهو الآن المدير العام لمؤسسة الآغاخان للثقافة. وكان يعلم أنه لم يسبق لي أن شاركت في مسابقات، ولكنه استطاع إقناع أمير دولة قطر بأنني ربما أكون اختياراً جيداً لتصميم المتحف الجديد».

وحول اختيار موقع المتحف يقول آي. إم. باي: «عرضت عليَّ مواقع عدة على امتداد الكورنيش، ولكنني لم أوافق على أي منها... وسألت إن كان من الممكن لي أن أنشئ بنفسي موقعاً خاصاً للمشروع»، وكان لباي ما أراد، حيث تم إنشاء جزيرة صناعية لصيقة بالشاطئ في الجنوب من خليج الدوحة، وبالقرب من مينائها ليقوم عليها المتحف، وبجواره يقع مرسى للقوارب والسفن القديمة، بينما يقابله على الجانب الآخر من الكورنيش سوق «واقف» الشهير، وهو سوق تراثي قديم يتميز بأزقته الضيقة والمنتجات التراثية والمشغولات اليدوية الفريدة التي يعرضها، وكذلك بالمطاعم ذات الجودة العالية وبعض الفنادق الصغيرة (البوتيكات)، ولا يبعد هذا السوق عن المتحف سوى خطوات قليلة.  

ولعل استحضار الروح الإسلامية الأصيلة ضمن بناء معماري حداثي ليس بالأمر السهل، فقد واجه باي تحدياً كبيراً عند شروعه في تصميم المتحف. فعمد إلى البحث عن عناصر هذه الروح بتكوين معرفة تلم بجوهر فن العمارة الإسلامية، لتكون بذلك خير معين على استلهام بناء يجمع بين التراث والمعاصرة. 

ولم تكن المهمة سهلة بالتأكيد، خصوصاً على شخص من خارج الإطار الحضاري الإسلامي، ومكمن الصعوبة في ذلك، كما يقول باي، في التنوع الشديد الذي يَسِم الثقافة الإسلامية. نماذج عديدة من العمارة الإسلامية كانت تختمر في ذهن باي، وكان يتردد في الاختيار من بينها، المسجد الكبير في قرطبة كان أحد النماذج التي تراجع عنها باي، لأنه رأى فيه تداخلاً للعمارة الإسلامية بالثقافة الإسبانية، والأمر نفسه مع المسجد الأموي في دمشق الذي برغم أنه أقدم المساجد الأثرية الباقية، فإن باي وجد فيه عناصر من التاريخ الروماني. والحال أننا لا نرى أن ثمة نموذجاً خالصاً يمثل ثقافة أو حضارة تمثيلاً صافياً لا في المعمار ولا في حقول الفن والثقافة والآداب بعمومها، فمعلوم أن الحضارات والثقافات تتداخل وتتلاقح بكيفية جدلية لا يحكم فيها طرف طرفاً آخر، إنما تتلاقى الثقافات وتتحاور لتبرز لنا إبداعات لم تكن لتتولد لو اعتمدنا النموذج الخالص والأصيل. على أي حال فقد وقع اختيار باي على جامع أحمد بن طولون بالقاهرة، يقول باي: «أخيرا وجدت في صحن جامع ابن طولون ما اعتبرته الجوهر الأصيل للعمارة الإسلامية». يعتبر جامع ابن طولون من الجوامع القليلة التي حافظت على حالتها الأصلية، وفِي سالف الأزمان كانت تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، جنباً إلى جنب مع الطب والعلوم الأخرى.    

 

إشعاع‭ ‬حضاري‭ ‬ودور‭ ‬ثقافي

ما إن دخلنا المتحف حتى استقبلنا على يسار البوابة الرئيسة موظفو الاستقبال، طالبين منا تسليم حقيبة الكاميرا والحامل الثلاثي، كما هي العادة في أغلب متاحف العالم حفاظاً على المقتنيات الثمينة لتبقى معنا فقط الكاميرا منزوعاً عنها جهاز الوامض الضوئي (الفلاش). يتوسط الساحة الفسيحة للمتحف سلم يوصل إلى الطوابق العليا تعلوه ثريا دائرية عملاقة على شكل طوق مليء بالزخارف والنقوش الإسلامية، حيث تؤطر هذه الثريا القبة المعدنية ذات المضلعات المتعددة التي تحول الضوء الساقط إلى شكل ثماني الأضلاع، هذا الضوء القادم من النافذة الرئيسة الكبيرة المطلة على الخليج، والتي يبلغ ارتفاعها خمسة وأربعين متراً يعطي فسحة في المكان وراحة في الجنان، إنه ضوء الشمس المنعش إذ «يحول ضوء الصحراء الساطع الأشكال المعمارية إلى مناورة بين النور والظل»، كما يقول آي. إم. باي. وأمام النافذة العملاقة توجد مجموعة من الطاولات التابعة للمقهى الذي يقابله متجر لبيع قطع الذكرى والكتيبات التي تخص المتحف، بل وتخص التاريخ والتراث القطري بعمومه، وقد اشترينا كتاباً لأوليفر واتسون يتضمن تصريحات للمعماري باي، ومن هذا الكتاب جاءت مقتبسات الاستطلاع. 

كما يتضمن الطابق الأرضي قاعة محاضرات تسع مئتي شخص، إضافة إلى صالة للعروض يستضيف فيها المتحف المعارض الخارجية بين الفينة والأخرى، وكان يستقبل وقت زيارتنا معرض كنوز من الصين، حيث ضم بالفعل كنوزاً من الحضارة الصينية كان من بينها جيش محاربي «التيراكوتا» المصنوع من الطين، وهو إحدى العجائب المعروفة عالمياً. وتجدر الإشارة هنا إلى أن محل الهدايا وصالات العروض لم تكن من تصميم باي إنما صممها المصمم جان ميشيل ويلموت، لكنها مع ذلك جاءت متناغمة ومتناسقة مع تصميم باي للردهة الرئيسة. 

أما إذا انعطفت بعد المدخل مباشرة إلى الجهة اليمنى فسيأخذك ممر إلى البواكي المستوحاة من جامع ابن طولون، وقد أبدع باي بالفعل في تصميم هذه البواكي، حيث ينتابك شعور بالتاريخ وكأنه ماثل أمامك، ولكن الإطلالة التي توفرها البواكي المقوسة تردك إلى الحاضر بكل أبعاده، صورة بديعة ترسمها أضواء المدينة المنعكسة على صفحة البحر، فكأنك تطل من وسط التاريخ وعبقه على روعة الحاضر وسحره.

كما يوجد ضمن ساحة البواكي مكتبة قيمة تتضمن نوادر الكتب والدراسات حول الفن الإسلامي يصل عددها إلى 15 ألف كتاب، وتقدم خدمات لطلاب العلم بتوفير كل الوسائل التقنية للبحث وخدمات التصوير المجانية للكتب الموجودة، إضافة إلى ركن مخصص للأطفال يضم جميع وسائل التعليم والترفيه أيضا، وقد صادفنا على طاولة توضع في صدر المكتبة وبها أهم المؤلفات المختصة بالتاريخ القطري كتاباً أصدرته وزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر، بعنوان «قطر في كتابات المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان»، وهو من إعداد وتحرير علي شبيب المناعي وعلي عبدالله الفياض، ويتضمن رسالة بخط يد المؤرخ الكويتي الشملان.

 في الواقع ليس متحف الفن الإسلامي مجرد متحف لعرض الآثار والقطع التاريخية، لقد أراد منشئو المتحف أن يكون بمنزلة مركز ثقافي ينهض بدور حضاري لنشر الثقافة والفكر والفن من خلال الأنشطة والفعاليات والورش التي يزدحم بها الجدول السنوي للمتحف. بل أكثر من ذلك أنه في فضائه الخارجي وبالحديقة التي أنشئت بجانبه يشكل متنفساً وساحة لممارسة رياضة المشي أو حتى الجلوس في نزهة عائلية. كما تقوم إدارة المتحف في أيام العطل بتنظيم بازار شعبي يسمح فيه لأصحاب المشاريع الصغيرة ببيع بضائعهم التي تتنوع من منتجات غذائية إلى أزياء شعبية إلى لعب أطفال وغيرها. وتوفر إدارة المتحف طاولات مرصوفة بشكل مستقيم على خطوط منطقة المشي في الحديقة بصورة حضارية لا تخل بجماليات المكان.

                      

آثار‭ ‬قيمة

يضم المتحف الذي تبلغ مجموع مساحته 45 ألف متر مربع روائع من القطع الحجرية والرخامية المنحوتة والمزينة بالزخرفة الإسلامية، إضافة إلى المنسوجات والسجاد الإسلامي ونوادر الكتب والمخطوطات فضلاً عن الخزف والمشغولات اليدوية والمجوهرات. جُمعت مقتنيات المتحف الثمينة من ثلاث قارات، وتغطي حقباً زمنية تمتد من القرن السابع إلى التاسع عشر. وتشغل هذه المعروضات الطابقين الثاني والثالث اللذين خصصا للمعارض الدائمة، في حين خصص الطابق الرابع لقاعات تقام عليها المحاضرات التخصصية وصالات للمعارض المؤقتة، أما الطابق الخامس والأخير فيضم المكاتب الإدارية لكبار موظفي المتحف.   

تفصيلياً، تتوزع مقتنيات المتحف على النحو التالي: في الطابق الثاني هناك الصالة التعريفية وصالة الخط العربي والفن الإسلامي والعلوم، أما الطابق الثالث فيتكون من الفن الإسلامي القديم في قرون تمتد من السابع وحتى الثامن عشر لمقتنيات تعود إلى كل من إيران، آسيا الوسطى، مصر، سورية، الهند وتركيا. وقد لفت انتباهنا أن صالات العرض كانت مفتوحة على بعضها البعض، مما يمكن الزائر من التنقل من قسم إلى آخر بانسيابية ويسر.  

 

المقتنيات‭ ‬

لا يمكننا في هذه المساحة المحدودة أن نعرض لمجمل مقتنيات المتحف، ولكننا نشير فقط إلى أهم المقتنيات التي منها رأس النافورة المعدني الذي يحمل شكل أيلة (أنثى الغزال)، حيث كان في الأصل يزين أحد جوانب بركة ماء في قصر مدينة الزهراء قرب قرطبة في جنوب إسبانيا، إضافة إلى أقدم أسطرلاب إسلامي, والأسطرلاب عبارة عن خريطة للسماء ذات بعدين، تظهر حركة الأجرام السماوية. أما عن المخطوطات فيحتوي المتحف على مجموعة تزيد على 800 مخطوطة تندرج ضمن المخطوطات القرآنية وتعود إلى القرن السابع، إلى أعمال عثمانية من القرن التاسع عشر. ولابد هنا أن نشير إلى إحدى أهم المخطوطات؛ الشاهنامه أو «كتاب الملوك» القصيدة الملحمية التي ألَّفها الشاعر الفارسي أبوالقاسم الفردوسي حوالي عام 1010 لتصبح الملحمة المعبرة عن القومية الإيرانية. بلا شك، هناك المزيد والمزيد من الكنوز والروائع التي نترك للقارئ الكريم أمر استكشافها بنفسه حال زيارته لمتحف الفن الإسلامي .

جانب‭ ‬من‭ ‬مكتبة‭ ‬المتحف‭ ‬الغنية‭ ‬بأهم‭ ‬المراجع‭ ‬والدراسات

الدوحة‭ ‬ليلا‭ ‬كما‭ ‬تبدو‭ ‬من‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي

من‭ ‬مقتنيات‭ ‬المتحف

من‭ ‬مقتنيات‭ ‬المعرض

جيش‭ ‬محاربي‭ ‬التيراكوتا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكنوز‭ ‬الصينية‭ ‬الذي‭ ‬يستضيفه‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي

سوق‭ ‬واقف‭ ‬يبعد‭ ‬خطوات‭ ‬قليلة‭ ‬عن‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي