د. أسامة الـخولي شموخ العالم... وتواضعه

د. أسامة الـخولي شموخ العالم... وتواضعه

فقدت الأوساط الثقافية في الوطن العربي مطلع شهر ديسمبر الماضي عالماً جليلاً وهب عمره بزهد مدهش لخدمة العلم والثقافة والأدب واللغة.

لقد كان الدكتور أسامة الخولي أحدى العلامات التي أضاءت بعلمها الغزير وثقافتها الموسوعية فضاءً عربياً امتد من أدنى الوطن إلى أقصاه, فمنذ حصوله على الدكتوراه في هندسة الطيران والفضاء منذ أربعينيات القرن الماضي, كأول عالم عربي يحصل على هذه الدرجة العلمية في ذلك التخصص, وهو يكرس وقته بالكامل لإعداد جيل من المهندسين والمختصين في مجال كان جديداً ومحتكراً من الدول المتقدمة.

وعبر عمله كمستشار في معهد الكويت للأبحاث العلمية في بدايات الثمانينيات ورئاسته لأول قسم لهندسة الطيران في جامعة القاهرة, ثم عمله في جامعة الخليج العربي بالبحرين, وفي محطته الأخيرة بالمركز العالمي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية في تريستا بإيطاليا الذي كان يدرب فيه صغار العلماء العرب, فإن د. أسامة الخولي ظل مخلصاً لعروبته, داعياً ومكافحاً من أجل الارتقاء بأبنائها علماً وثقافة وقدرة وكفاءة وعصرنة, ولم يكن الأمرغريباً على رجل مثله جمع العلم والثقافة من مختلف جوانبها, ومزج بينهما, فهو نشأ في منزل رجل موسوعي هو الكاتب والأديب المرحوم أمين الخولي وموسوعة في الثقافة وعلوم الدين هي الراحلة بنت الشاطئ.

وفي مناخ كهذا, كان لا بد من أن يكون المزيج مزيداً من التواضع والسماحة والود والوقار والعلم والأدب والتنوير.
لقد كان د. أسامة الخولي كل ذلك... وكان أكثر...

تماماً مثل النخيل الباسق الشامخ بثماره... المتواضع في سموقه.

له الرحمة والمغفرة... ولذويه ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان.

 

رئيس التحرير

 
 




د. أسامة الخولي