إعادة تأهيل القلوب المريضة

إعادة تأهيل القلوب المريضة

تصلب الشرايين خطر يمكن مواجهته، حيث كان تصلب الشرايين في السنوات الماضية بمنزلة غول جديد بدت ملامحه تخيف البشر وتؤرق حياتهم خوفًا ورعبًا، ولكن الدراسات والأبحاث الحديثة أكدت أن تصلب الشرايين ليس نهاية العالم وأن التعامل معه أصبح في ضوء الحقائق العلمية ميسورًا للإنسان.

التكيّف وإعادة التأهيل يتضمنان الوقاية وبرنامج الأدوية التي يتلقاها المريض والتمارين الرياضية والحمية الغذائية وقيادة السيارة وممارسة الجنس ومشال الضغط النفسي. ومن المستحسن أن تضبط عملية التكيّف بعد تخطيط قلب كهربائي خلال الراحة ومع الجهد لتقييم قدرة المريض بعد الاصابة بالنوبة القلبية على التمرين والعمل لاحقًا، ونصف ساعة من المشي يوميًا تؤدي إلى حماية الأشخاص المصابين بتصلّب الشرايين من النوبات القليبة والسكتات الدماغية لأن المشي يزيد من مستوى المواد الكيميائية الطبيعية الحالة للخثرات وبالأخص مفعل البلازمينوجين النسيجي T.P.A وضرورة مواجهة مثلث الرعب الذي يتمثل في التدخين والسمنة وقلة الحركة لأنها الطريق المؤكد على أمراض الشرايين، والتركيز على موضوع التدخين بشكل خاص لمساوئه المتعددة ويأتي في مقدمتها حدوث احتشاءات قلبية في أعمار شابة مبكرة على الرغم من أن درجة التضيق قد تكون بسيطة، كما أنه يجب معالجة ارتفاع كولسترول الدم والشحوم الثلاثية بوسائل غير دوائية لتخفيض الكولسترول الضار L.D.L. وقد أثبتت الأبحاث بأن تخفيض الكولسترول الضار وباقي الشحوم يؤدي إلى الوقاية من أمراض انسداد شرايين القلب والمخ والكليتين والأطراف حتى عند الأشخاص الطبيعيين سواء كانوا من الشباب أو كبار السن.

فقد أثبتت التحاليل والدراسات الاكلينيكية أن عددًا من الأطعمة يمكن أن يؤدي هذه النتيجة ويخفض الكولسترول والشحوم وهي: الأسماك ودهنياتها أوميغا 3 وحبوب الصويا وزيت الزيتون والألياف النباتية القابلة للذوبان بالماء والثوم، حيث إن عدة دراسات أثبتت أن فصًا واحدًا من الثوم يوميًا يؤدي إلى انخفاض مؤثر في كولسترول الدم الضار وزيادة في الكولسترول المفيد، إلا أن هذه الاطعمة قد لاتكفي وحدها الى خفض كولسترول الدم الضار إلى حدوده الطبيعية مما يجعلنا نلجأ إلى الأدوية وبشكل فعال ومكثف (الستاتينات)، لأن هذه الأدوية لا تنقص عيار الكولسترول فقط ولكنها تمنع أيضًا الارتكاس الالتهابي (CRP) في الشرايين الذي يؤدي إلى تراكم العصيدة وانفجارها، كما يتوجب معالجة ارتفاع ضغط الدم بشكل دائم - إن وجد- وكذلك ضبط مرض السكر الذي ازدادت نسبة حدوثه في جميع أنحاء العالم والذي يؤدي لتسارع التضيق العصيدي في جميع شرايين الجسم ويستلزم أيضا معالجة مكثفة وفعّالة، ومعالجة ارتفاع الهوموسستئين والبروتين عالي الحساسية HS CRP و التي لا تقل أهمية عن ارتفاع الكولسترول في تخثر الدم وتصلب الشرايين الانسدادي.

كما أن استخدام مضادات التجلط في علاج امراض الأوعية الدموية هو على درجة من الأهمية إذ أثبتت مثبطات الصفائح الدموية تفوقها على الأسبرين، ويتميز الهيبارين منخفض الكثافة عن الهبارين العادي في علاج قصور الشرايين وأهمية مثبطات الصفائح الوريدية في مرض قصور الشرايين الحاد، وخاصة في حالة مرض السكري والمرض الأكثر تعرضا للخطورة. وتفضيل استخدام القثطرة الفورية عقب حدوث الجلطة على استخدام الأدوية مذيبات الجلطة والأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات الدموية، ويمكن استخدام القثطرة الفورية في الحالات الحرجة نظرًا لعدم توافرها في كثير من الأماكن. استعمال مثبطات الأنزيم المحول للانجيوتنسين حيث ثبت علميا تأثيرها الإيجابي على جدران الأوعية الدموية ولحماية القلب والمخ والكليتين من المضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.

وهناك ثورة علمية مهمة لعلاج توسيع الشرايين، التي تصاب بالتصلب والضيق وذلك باستخدام الدعامات الحديثة المغطاة بالأدوية، التي تمنع عودة التضيق في الشرايين (المغطاة بالمغنيزيوم الذي يمتصه الجسم)، وللمحافظة على عضلة القلب في حالات تضيق أو جلطة الشريان التاجي. ومنع تلف العضلة القلبية الذي يحدث في حالة الجلطة هو المهمة الأولى للطبيب المعالج وذلك بسرعة فتح الشريان المسدود، أما بإذابة الجلطة أو باستخدام القثطرة والتوسيع بالبالون أو تركيب الدعامات، كما أن هناك مجموعة حديثة من الأدوية يمكن استخدامها خلال الساعات الخمس الأولى للإصابة كمذيبات الجلطة بهدف الحفاظ على عضلة القلب، وفي حالات أخرى عندما تكون هناك عدة شرايين إكليلية مسدودة مما يستدعي اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح أو إلى عملية زرع قلب في حالة تلف قسم كبير من العضلة القلبية.

أحدث الاكتشافات لعلاج أمراض القلب

1. علاج وتوسيع الشرايين التاجية للقلب وشرايين الأطراف والمخ والكليتين.

2. عمليات متطورة وحديثة للقثطرة القلبية الأولى لتركيب جهاز حديث لرتق القلب الخلقي بين الأذينين والثانية لعلاج تضخم جدار القلب عن طريق الحقن الكحولي داخل الشرايين الدقيقة والثالثة لعلاج هبوط القلب المتأخر بواسطة منظم ضربات القلب متعدد الحجرات.

3. التداخلات غير الجراحية مع عرض لأحدث التقنيات بأقل إشعاع، وأحدث أنواع الدعامات التي تزرع داخل الاوردة بطريقة جديدة لمنع حدوث الجلطة واستخدام الفلاتر للتغلب على مشكلة عودة تضيق الأوعية، وأساليب التشخيص، ونتائج العلاج وأنواع الدعامات، ومدى مناسبة كل منها لضيق الشريان.

4. البحث عن العلامات الأولية لترسب الكولسترول على جدران الشرايين (قياس سماكة الشريان السباتي في الرقبة، وذلك للتنبؤ بحدوث انسداد حاد للشرايين) وذلك بواسطة الايكو دوبلر، وإجراء قثطرة علاجية لتوسيع وتدعيم الشريان السباتي الذي يجري في العنق ويؤدي انسداده لحدوث شلل نصفي، وبعتبر هذا النمط العلاجي تطورًا جديدًا ومذهلا في هذه الحالة، التي كانت تستدعي دائمًا التدخل الجراحي.

 

نزار الناصر