مساحة ود

الأغنية الشبابية : قراءة نفسية- اجتماعية

قد تبدو بعض الظواهرعابرة وخفيفة، لكن بالتعمق قراءتها
تتبين لها دلالات أكثر أهمية مما نتصور.

هناك أكثـر من الظواهر السلبية في حياتنا الثقافية والاجتماعية ، لم تنل أهميتها بالدراسة والبحث لحجج واهية، منها أنها ظواهر ليست ذات أهمية ، ولا ترقى إلى مستوى باحثينا، حيث يأنفون من بحثها ودراستها والنتيجة أن هذه الظواهر أخذت تستفحل وتنتشر وتتراكم مما يزيدها تعقيدا، ويجعل أمر السيطرة عليها لاحقا، أمرا محفوفا بالشكوك.

ومن هذه الظواهر، ظاهرة ما سمي ب "الشبابية". ونقصد بالتحديد الأغنية الشبابية وهي ظاهرة تستحق منا الوقوف عندها كثيرا، ودراستها وبحثها، لما تمثله من أهمية في حياة شبيبتنا العريية تتجاوز حدود التقليد، إلى التمثل الكامل لها.

وهنا ينهض أمامنا عدة تساؤلات مشروعة حول طبيعة هذه الظاهرة، ومروجيها، منها: هل هذه الظاهرة "الشبابية" هي من إنتاج الشبيبة العربية وبالتالي ، فإنها تمثل توجهاتهم الثقافية والفكرية والسلوكية في الحياة، كما يدعي مروجو هذه الظاهرة؟ أم أن هذه الظاهرة الشبابية هي من إنتاج فئة من الكبار الموجه نحو الشبيبة العربية، وما يمثله ذلك من محاولة فرض رؤية ما على الشبيبة العربية وبالتالي، إذا كان الأمر كذلك، كيف نفسر هذا الإقبال الكبير للشبيبة العربية، على مختلف مشاربها، على هذه النوعية من الأغاني؟ ثم ما مدى صحة ادعاء مروجي هذه الظاهرة بأن هذه الأغاني هي مطلب شبابي، ويدعمون ادعاءهم هذا بأرقام المبيعات الحالية لأشرطة التسجيل لهذه النوعية من الأغاني؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير مما قد يتبادر للذهن سوف تحاول هذه الدراسة الميدانية المتواضحة الإجابة عنها.

قلنا الدراسة الميدانية المتواضعة، ليس تواضعا، بل لأنها كذلك، حيث لا ترقى هذه الدراسة الميدانية إلى مستوى العلمية والموضوعية، وذلك للأسباب التالية: أنها أجريت بمجهود فردي ، وضيق والمساحة التي شملتها ثم تواضع والأدوات التي أجريت بها الدراسة وبدايتها على أن هذا لايبرر القصور فيها وهو ليس مرادنا، بقدر ما نأمل أن تكون هذه الدراسة حافزاً لإجراء دراسات وبحوث ميدانية أوسع وأشمل تستكمل فيها الشروط الموضوعية والعلمية وأدوات البحث، لما تمثله هذه الظاهرة من خطورة تتعدى شبيبتنا العربية إلى المجتمع العربي ككل.

أدوات البحث العينة

جرت الدراسة على مرحلتين. الأولى جرى فيها توزيع استبيان فيه عدد من الأسئلة المغلقة والمفتوحة منها ما يتعلق بالعميل هي: 1- الجنس: ذكر/ أم أنثى/ 2- العمر 3- هل ينتمي للريف أم المدينة 4- المهنة. والهدف من هذه الاستخبارات معرفة ما إذا كانت تمثل متغيرات في تحديد موقف العميل من هذه الظاهرة كما حوى الاستبيان على سؤالين هما:

- السؤال الأول: ما هو موقفك من الأغاني الشبابية؟ وقد تم تحديد سمات دقيقة للأغاني الشبابية، منها: إيقاع سريع ومتكرر ، جملة موسيقية قصيرة ومتكررة.. وغير ذلك. وقد تم في البداية وضع خيارين يمكن للعميل تصنيف موقفه بموجبها هما: 1- أتقبلها، 2- لا أتقبلها. ولكن جرى تعديل بإضافة خيارين آخرين، عندما لمسنا أن الخيارين السابقين لا يستوعبان مواقف أفراد العينة فأصبحت الخيارات الأربعة هي: 1- أتقبلها دوما، 2- أتقبلهـا أحيانا 3- أرفضها دوما، 4- أرفضها أحيانا.

- السؤال الثاني: علل موقفك، إن كان سلبا أو إيجابا.

أما المرحلة الثانية، فقد جرت بطريقة الحوار المفتوح لحل المشكلات للوصول إلى أنسب حالات الصدق في التعبير عن الآراء، وقد جرى الحوار على مرحلتين، مرحلة أولى جرت مع كل عميل منفردا، ومرحلة ثانية تم انتحاء ستة عملاء من كل فئة إيجابية أو سلبية، وجرى حوار مفتوح مع الجميع واكتفينا بتدوين الأراء بكلتا المرحلتين.

تم اختيار أفراد العينة بشكل عشوائي دون معرفة مسبقة لتوجهاتهم ومواقفهم تجاه هذه الأغاني. وقد بلغ عدد أفراد العينة "48" شابا وشابة، موزعين على الشكل التالي: "28" من المدينة "ما نسبته 58,3 % من إجمالي أفراد العينة" مقابل "20" من الريف " ما نسبته 41,7% من إجمالى أفراد العينة" أما أعمار أفراد العينة، فقد تراوحت ما بين "16 " سنة و"27" سنة، حيث بلغ متوسط عمر أفراد العينة "19" سنة وتتوزع العينة ما بين "16" فتاة "ما نسبته 3،33% من إجمالي أفراد العينة، مقابل 32، شابا "ما نسبته 7،66% من إجمالي أفراد العينة، وينتمي أفراد العينة إلى قطاعات مختلفة تعليمية ومهنية. وقد جرت الدراسة في ريف ومركز محافظة الرقة في سوريا.

من حيث تحديد مواقف أفراد العينة من الأغاني الشبابية، كانت البيانات المستخلصة هي:

1- أتقبلها دوما "27 ما نسبته 56,3% " 2- أتقبلها أحيانا "3 ما نسبته 6,3%، 3- أرفضها دوما 14 ما نسبته 29%، 4- أرفضها أحيانا (4 ما نسبته 8,3%).

بداية نشير إلى أن فئة الخيار (أتقبلها أحيانا)، لمسنا لاحقا من خلال الحوارات، أنها تتقبلها أحيانا عندما يكون هناك تجمع من الأصدقاء أو الشباب، حيث يستنتج أنهـا لا تتقبلها- أي ترفضها عندما يكون الاختيار إفراديا- في أوقات الانفراد. وكذلك بالنسبة لفئة الخيار "أرفضها أحيانا" كان رفضها كما لمسنا ذلك من حواراتها عندما يكون الاختيار إفراديا أي في أوقات الانفراد في حين أنها تتقبلها أحيانا "وهنا تتساوى مع فئة الخيار أتقبلها أحيانا"، عندما يكون هناك تجمع من الأصدقاء أو الشباب وهذه الملاحظة الهممة جدا، تتوافق مع النتيجة التي خلص إليها الباحث "فلويد البورت" في إحدى دراساته والقائلة: "إن مجرد اجتماع الشخص بأفراد آخرين ينبه لديه "لا شعوريا" اتجاها نفسيا نحو مجاراة الجماعة. فهل تنسحب هذه النتيجة على الفئتين الأخريين؟ فئة الرفض المطلق، وفئة القبول المطلق؟

من خلال تتبعنا لوجود متغيرات في تحديد مواقف أفراد العينة من الأغاني، من حيث الجنس ذكرا أم أنثى؟ أو العمر، أو الانتماء للريف أو للمدينة أو المهنة لم تظهر متغيرات ذات دلالة فرقوية عالية إلا في المتغير الثالث أي الانتماء للريف أو المدينة. حيث ظهر أن الأغاني الشبابية تلقى القبول بين شبيبة المدينة أكثر من قبولها بين شبيبة الريف، حيث ظهرت لدينا لبيانات التالي من حيث المتغير "الانتماء للريف أو المدينة " الموقف السلبي- من الأغاني من الريف "9" ما نسبته 21,9%، ومن المدينة (2) ما نسبته 4,9% أما الموقف الإيجابي من الأغاني، فكان من الريف "2" ما نسبته 4,9% وعن المدينة "28" ما نسبته 68,3%.. في ضوء هذه البيانات ينهض أمامنا التساؤل التالي: لماذا تقبل شبيبة المدينة على هذه النوعية من الأغاني دون شبيية الريف؟

نجيب عن هذا التساؤل على ضوء نتيجة "البورت"، حيث إن في المدينة مجالا واسعا ومفتوحا وحرا للتجمعات الكبيرة، الشبابية وغير الشبابية، حفلات عامة وخاصة، حفلات تعارف، ورحلات، تجمعات الأندية والجامعات والمنظمات.. وغير ذلك، مما يدفع غالبية شبيبة المدينة لتقبل هذه النوعية من الأغاني لمجرد الاندماج في المجموع وهذا ما يشكك في مشروعية قبولها لهذه النوعية من الأغاني أما في الريف، فإن التجمعات قليلة ومحدودة، وإن حصلت، فإن الأغاني الشعبية تبقى هي خيار الجماعة، وهذا ما ينعكس على خيار الشباب، مما يعني أن هذه الأغاني الشعبية تبقى تربة خصبة ينهل منها شباب الريف أغانيهم أثناء التجمعات.

تعليل المواقف

نعرض فيما يلي تعليلات الفئة الايجابية من الأغانى، عدد أفرادها " 30" ما نسبته 73,2%، دون أن نعرض تعليلات الفئة السلبية من الأغاني عدد أفرادها "11" مانسبته 26,8%، لأنها لا تفيدنا، وهذا ينطبق على فئتي التوسط اللتين استبعدتا. وقد تم استخراج تسعين تعليلا، تم حصرها في سبع فئات هي: 1- هذه الأغاني تلائم روح الشباب "عددها "18" ما نسبته 20%، 2- هذه الأغاني تلائم موضة العصر عددها "16" ما نسبته 17,8% ، 3- ليس فيها تعقيد وسهلة عددها "18" ما نسبته 20% 2- هذه الاغاني تلائم موضة العصر عددها "16" ما نسبته 8, 17% 3- فيها تعقيد وسهلة عددها 11 ما نسبته 12,2% ، 4- فيها تغيير وحداثة عددها 13 ما نسبته 14,4% ، 5- تجعلنا قريبين من الموسيقى الغربية عددها 15 ما نسبته 7, 16 % ، 6- لأنها موجهة لنا نحن الشباب وليس لأحد سوانا عددها 9 ما نسبته 10% ، 7- تعليلات مختلفة عددها "8" ما نسبته 8,9%.

يلاحظ من بعض التعليلات أنها تعميمية وتقبل الأستواء. فتعليل مثل تلائم روح الشباب أو "فيها تغير وحداثة" أو ليس فيها تعقيد وسهلة" تنطبق على أغاني عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وغيرهم، مثلما تنطبق- كما أرادتها الفئة الإيجابية. على الأغاني الشبابية. بل إن أغاني عبدالحليم اتهمت كذا بالتغير والحداثة عندما ظهـرت في حينها. وهذا ما يبرر شكوكنا بمشروعية قبول وهذه الفئة لهـذه الأغاني .

وقد ازدادت شكوكنا بقبول هذه الفئة الايجابية للاغاني الشبابية التي فشلت في تعليل قبولها لهـذه الأغاني. علي عكس الفئة السلبية التي أعطت تعاليل قيمية ومعيارية، ازدادت شكوكنا من خلال الأراء التي أبدتها هذه الفئة من خلال الحوارات : حيث إن آراء معظم أفراد هذه الفئة التي دوناها في لقاءاتهم فرادى، اختلفت عن آرائهم عندما حصل حوار جماعي في المرحلة الثانية من الدراسة. وبمعنى آخر، فإن الكثير مما كانوا متطرفين بقبولهم لهذه الأغاني ومتحمسين لها، عندما قابلناهم كلا على حدة، أبدوا مرونة في تغيير مواقفهم، واتجاهها نحو الاعتدال في الحوار الجماعي. وهذا ينطبق كذلك على الفئة السلبية، التي أبدت رأيا متطرفا في اللقاءات الفردية، في حين أنها أخذت تنحو نحو الاعتدال في الحوار الجماعي. وقد بلغت نسبة التحول في الآراء ما بين 70- 80% نحو الاعتدال من كلتا الفئتين. وهذا يضعنا أمام أكثر من تساؤل. أولا: بما أن التلفزيون هو المروج الأولى لهذه النوعية من الأغاني، فهل يلعب التلفزيون، في نظر الشبيبة العربية، دور الجماعة في تحديد مواقفهم من هذه الأغاني؟ بمعنى آخر إذا كان قبول الشبيبة العربية لهذه النوعية من الأغاني، ضمن إطار الجماعة، يحدده إحساس لا شعوري لدى الشباب بمجاراة الجماعة، " فهل نفس الشيء يحصل مع التلفزيون حيث يحل محل الجماعة، أيما يتقمص دورها؟ تحتاج هذه النقطة إلى المزيد من الدراسة والبحث للكشف عن الدور الذي يقوم به التلفزيون في حياة شبيبتنا العربية.

ثانيا: إذا كانت الشبيبة العربية قد أبدت هذه المرونة في التحول بآرائها من هذه الأغاني سلبا أو إيجابا، نحو الاعتدال، فى إطار الحوار الجماعى فهذا يجعلنا نتساءل عن دور الأهل في الأصل. فلو كان هناك تواصل وحوار ما بين الأهل- أو جيل الكبار عموما وبين الشباب، حول هذه الأغاني منذ البدء، فهل كان سيؤثر ذلك على آراء وتوجهات الشبيبة العربية من هذه الأغاني لاحقا وذلك بردم الهوة مابين جيل الكبار- الرافض عموما لهذه النوعية من الأغاني، وبين الشباب المتقبل لهذه النوعية من الأغاني؟

تبقى هناك نقطة مهمة فى هذه الدراسة التي أثارت من الأسئلة أكثر من أن تجيب عنها تتعلق بارتباط الشبيبة العربية اللا شعوري بهذه الأغاني، والذي اتضح لنا من خلال التعليلات من جهة ومن خلال اللقاءات التي تمت فرادى أو جماعات من جهة ثانية والذي عبر عنه بعض الشباب بالرغم من اقتناع الغالبية منهم بأن كلمات هذه الأغاني هابطة بمستواها الجمالي والذوق الفني، وموسيقاها خالية من الجمالية إلا أن هناك شيئا ما في هذه الأغاني يحرك- لا شعوريا- الشباب ويربطهم بها . فما هو هذا الشيء الغامض " ؟ وما الذى يجعل هذه الآلاف المؤلفة من الشباب، تتمايل ترقص يتعالى صراخها وكأنها بنوبة صرع جماعية في حضرة هذه الأغاني.

إنه الإيحاء الغيري

والإيحاء الغيري هو عمل موجه نحو اللاشعور لدى الشبيبة العربية حيث يقبله الشباب دون رقابة واعية لأن الأيحاء يتجاوز نحو اللا شعور. فهو يمس المراكز العصبية اللا شعورية في منطقة المهـاد. ولكي يحدث الإيحاء الغيري- أي الموجه من الغير نحو الشباب- الأثر الذي وجه من أجله لابد أن يحمل فكرة توافق أو تحفز فكرة لا شعورية لدى الشبيبة مما يجعلهـا ترتبط ارتباطا لاشعوريا من خلال هذه الفكرة، وبالتالي، يحدث الارتباط اللا شعوري، وهذا بدوره يحجب بقية الأفكار التي يحملها- أو يروجها- الإيحاء الغيري، والتي يراد تمريرها بهدوء من دون رقابة واعية، مما يجعل من قبول هذه الأفكار وتبنيها، قبولا وتبنيا لا شعوريا، يعجز حتى من خضع للإيحاء الغيري، أن يجد تفسيرا واعيا ومقنعا للأفكار التي يحملها ويتبناها، لكنه شديد الارتباط بها- لا شعوريا.

المسايرة والتمرد

لقد تم حصر فكرة رئيسية يحملها خطاب الإيحاء الغيري للأغاني الشبابية، توافق- أو تحفز، فكرة لا شعورية غالبا ما تكون مكبوتة.

والفكرة التي يحملها خطاب الإيحاء الغيري للأغاني الشبابية هي التمرد والتمرد أحد أهم الصفات التي تميز مرحلة الشباب، وغالبا ما يكبت هذا التمرد من قبل ضوابط اجتماعية وأخلاقية ودينية، فيستقر في اللاشعور، ويبقى هناك يعتمل في أعماق النفس، منتظرا فرصة تحتقيقه. فتجيىء الأغاني الشبابية، المتمردة على التراث والمجتمع، لتوافق فكرة التمرد اللاشعورية أو تحفزها، فيجد الشباب فيها تحقيقا- لا شعوريا- لتمرده المكبوت، فيرتبط بها ارتباطا لاشعوريا يتجاوز الوعي دون أن يتمكن- شعوريا- من تفسير ارتباطه بها وهذا ما عبر عنه بعض الشباب الإيجابي من هذه الأغاني من خلال حواراتهم الفردية، مثل: عندما أسمعها- أي الأغاني الشبابية- أشعر بأنني أحلق عاليا أمارس كامل حريتي.. وقالت أخرى: عندما أسمعها أتحرر من قيود الواقع التي يفرضونها علي وقال آخر: عندما أسمع هذه الأغاني أشعر بأنها تفصح عن أشياء لا يمكنني الإفصاح عنها. وعندما سئل عن طبيعة هـذه الأشياء؟ أجاب: لا أعرف بالتحديد.. لكنني أشعر بأن هذه الأغاني تعتقني من أسر الواقع، وتحررني من قيوده؟

فعبارات مثلا ديدي.. ديدي وهي من أغنية شبابية للمطرب الجزائري خالد، تحمل مدلولا جنسيا ولا يمكن لشاب تحت قيود الضوابط الاجتماعية والأخلاقية والدينية أن يرددها، صراحة أو ضمنيا. لكنها من خلال الأغنية، فإنها توافق فكرة التمرد لديه، أو تحفزها لأن الكلمة هي بالأصل تمرد على الواقع بضوابطه الاجتماعية والأخلاقية والدينية. فيرتبط الشاب لاشعوريا بهذه الأغنية، لأنها تحقق له تمرده الذى كبتته الضوابط المختلفة هذا إلى جانب أن الأغنية بموسيقاها وأدائها تمثل تمردا من نوع آخر،تمردا على التراث والموسيقى العربية والمجتمع مما يعني أنها تغريبية أيضا وهي الفكرة التي يراد تمريرها إلى الشبيبة العربية دون وعي لها، ودون مقاومة نخلص من دراستنا إلى النتائج التالية:

1- ليس صحيحا أن هذه النوعية من الأغاني مرغوبة، من كل الشباب وهو ما تبين من خلال درستنا.

2- غالبية الشباب كان توافقه لهذه الأغاني لمجرد مجارا ة الجماعة، ولم يكن عن اقتناع فردي واختيار حر.

3- من الممكن أن يلعب التلفزيون- أحيانا- دور الجماعة، وهو ما يفسر ادعاء القائمين عليه بأن هذه الأغاني هي مطلب شبابي في حين يروج هذه الأغانى بتقمصه دور الجماعة في الشباب وهذا التقمص لايخلو من خدعة.

4- إن هذه الدراسة نبهـتنا إلى أهمية دور الحوارات وخصوصا بين الأهل وأبنائهم.

5- إن ارتباط الشباب بهذه النوعية من الأغاني هو ارتباط لا شعوري.

 

أحمد إبراهيم اليوسف

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات